«مروة» قتلها زوجها.. وأخفى جثتها لمدة يومين في القليوبية
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
حادث غريب شهدته قرية كفر "أبوذكري" الواقعة بإحدى قرى مدينة بنها بمحافظة القليوبية، حيث تلقت أسرة مكالمة هاتفية من زوج ابنتهم يخبرهم أن الأخيرة توفاها الله.
الخبر الذى تلقته الأسرة كان بمثابة الصاعقة، كيف وابنتنا كانت بصحة جيدة ولم تشتكى من أى أمراض أو تعب، حينها أجابهم زوجها:" أنا دخلت عليها الأوضه لقيتها ميتة"، استسلمت الأسرة لقضاء وقدر رب العالمين، وعلى الفور قرروا سرعة إجراءات الدفن وعرضها على مفتش الصحة لاستخراج تصريح الدفن.
ولكن هنا كانت بداية اكتشاف اللغز، حيث شك مفتش الصحة فى الوفاة وأنها لم تكن طبيعية، وذلك بعدما عثر على آثار كدمات بجسدها بالإضافة إلى وجود الجثة بحالة تحلل مما يعنى أن هناك شبهه جنائية وراء الوفاة التى حدثت من فترة مما أدى إلى بداية تحلل للجثة.
لم تتردد أسرة السيدة فى إبلاغ الشرطة لكشف خيوط لغز وفاة ابنتهم، وحينما حضرت الشرطة وتم استجواب الأهل أخبروهم بأنهم تلقوا خبر وفاة ابنتهم عن طريق زوجها الذى أكد أن الوفاة طبيعية، على الفور قامت الشرطة باستدعاء زوج السيدة المتوفية وبتضييق الخناق عليه حدثت المفاجأة حيث اعترف بأن حدثت مشاجرة بينه وبين زوجته قام على أثرها بالتعدى عليها، ولكنها لم تمت فى الوقت ذاته وتوفيت باليوم التالي، حينها علمت أسرة السيدة أن زوج ابنتهم هو القاتل، وأوهمهم بوفاتها الطبيعية لكى لا يفتضح أمره.
بداية القصة كما دونتها سجلات الأجهزة الأمنية كانت بتلقى اللواء نبيل سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القليوبية، واللواء محمد السيد مدير إدارة البحث الجنائي، إخطارًا من مأمور مركز شرطة بنها، يفيد ورود بلاغ بوجود جثة ربة منزل داخل منزلها فى قرية كفر أبوذكرى بدائرة المركز وفى حالة تعفن ومحاولة أهل الزوج استخراج لها تصريح دفن ولكن موظف الصحة شك فى الوفاة بسبب تحلل الجثة، وكدمات متفرقة بها.
انتقل على الفور الرائد أحمد ربيع رئيس مباحث مركز بنها لمكان الواقعة، وتبين العثور على جثة سيدة تدعى مروة.ع.م فى العقد الثالث من العمر، وبالفحص تبين أن الجثة فى حالة تحلل وتعفن مما يدل على أن الوفاة منذ فترة كبيرة، وباستدعاء الزوج ويدعى م.ع.ح عاطل فى العقد الرابع من العمر، أكد أنه تعدى عليها قبل الوفاة بيوم.
وأشار إلى أن سبب الكدمات المتفرقة بالجثة إثر التعدى عليها، ولكنها لم تمت من التعدى وكانت طبيعية، واكتشف وفاة زوجته يوم الأحد الماضي، لافتا إلى أنه حاول على مدار الأيام الماضية استخراج شهادة وفاة لها ولكنه فشل، مبررًا عدم تحريره بلاغًا فى مركز الشرطة بسبب تنفيذ حكم غيابي، وإذا حضر لمركز الشرطة سيتم القبض عليه مما دفعه لمحاولة استخراج تصريح دفن دون الرجوع للشرطة.
وجرى نقل الجثة لمشرحة مستشفى بنها العام، والتحفظ عليها تحت تصرف النيابة، وتحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق، التى أمرت بحبس الزوج ٤ أيام على ذمة التحقيقات.
وأمرت النيابة بدفن الجثمان، حيث شيع أهالى قرية بطا التابعة لدائرة مركز بنها جثمان الفقيدة لمثواها الأخير بمقابر أسرتها وسط أحزان جميع المشيعين، ودعوات الجميع لها بالرحمة والمغفرة ولذويها بالصبر والسلوان.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البحث الجنائي استجواب العثور على جثة
إقرأ أيضاً:
وفاة معتقل تحت التعذيب بمصر.. والداخلية تجبر عائلته على دفنه ليلا تحت حراسه مشددة
توفي المعتقل فريد محمد عبد اللطيف شلبي، المعروف باسم "الشيخ فريد حمده شلبي"، داخل مقر قوات الأمن المركزي بمحافظة كفر الشيخ، بعد أسابيع قليلة من اعتقاله واختفائه قسريًا، في ظل صمت رسمي وتعتيم إعلامي٬ في جريمة جديدة تسلط الضوء على الانتهاكات المتواصلة داخل السجون ومقار الاحتجاز المصرية.
والفقيد هو من أبناء عزبة الإغربة في كفر الشيخ، اعتُقل يوم 7 تموز/ يوليو الجاري في ظروف غامضة، دون إذن قضائي أو إعلان رسمي، ليختفي تمامًا بعد ذلك، قبل أن تتلقى عائلته اتصالا مقتضبا من الأجهزة الأمنية يُبلغهم بوفاته، دون تقديم أي تقرير طبي أو تفسير لملابسات الوفاة.
وبحسب ما وثقته الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، فإن شلبي نُقل عقب اعتقاله إلى مقر أمني تابع لجهاز الأمن الوطني بكفر الشيخ، حيث تعرض لتعذيب جسدي ونفسي قاسٍ أدى إلى وفاته داخل محبسه، وسط غياب كامل لأي رقابة قضائية أو طبية.
وأكدت الشبكة أن الفقيد لم يُعرض على أي جهة تحقيق طوال فترة اختفائه القسري، كما لم يُكشف عن مكان احتجازه، في انتهاك واضح لأبسط ضمانات المحاكمة العادلة والحقوق الدستورية للمواطنين.
دفن ليلي تحت حراسة مشددة
وفقًا لشهادات من العائلة، فقد جرى تسليم جثمان الشيخ فريد في وقت متأخر من الليل، وفرضت قوات الأمن رقابة مشددة على مراسم الدفن التي جرت في حضور خمس عربات شرطة، وسط تهديدات مباشرة لأفراد الأسرة بعدم التحدث إلى وسائل الإعلام أو الإدلاء بأي معلومات عن ملابسات الوفاة.
وقد عبّر أهالي بلدة عزبة الإغربة عن صدمتهم من الطريقة التي جرى بها التعامل مع الجثمان، مؤكدين أن الفقيد كان معروفا بمواقفه السياسية المعارضة، وقد ظل مطاردا لسنوات قبل أن يُعتقل مؤخراً.
المنظمات الحقوقية تدق ناقوس الخطر
ورأت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان أن هذه الواقعة تأتي ضمن سلسلة متصاعدة من الوفيات داخل السجون المصرية، والتي بلغ عددها وفقاً لتقارير موثقة نحو 1,222 حالة وفاة منذ منتصف عام 2013 حتى مطلع 2025، أغلبها نتيجة التعذيب، والإهمال الطبي، والاحتجاز غير الإنساني، بحسب ما وثقته لجنة "كوميتي فور جستس".
ودعت الشبكة إلى فتح تحقيق دولي مستقل في ظروف الوفاة، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة، مؤكدة أن الإفلات من العقاب وتواطؤ النيابة مع الأجهزة الأمنية يعزز مناخ العنف ويشجع على تكرار هذه الجرائم.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" ومنظمات دولية أخرى قد وثقت سابقًا عشرات حالات الوفاة في السجون المصرية نتيجة الإهمال الطبي والتعذيب، من أبرزها وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، الذي قضى نحبه داخل زنزانته بعد حرمانه من العلاج والرعاية الطبية.
الأمن الوطني في مرمى الاتهامات
والمعلومات المتوفرة حول ظروف وفاة الشيخ فريد شلبي تعيد إلى الواجهة مجددًا الاتهامات الموجهة إلى جهاز الأمن الوطني، الذي يُعد بحسب منظمات حقوقية "المسؤول الأول عن الانتهاكات الجسيمة بحق المعتقلين السياسيين والمعارضين"، سواء من خلال الإخفاء القسري أو التعذيب أو الحرمان من العلاج.
وتواجه وزارة الداخلية المصرية، وعلى رأسها جهاز الأمن الوطني، اتهامات متكررة باستخدام مقار الاحتجاز السرية لممارسة أساليب تعذيب ممنهجة، بعيدًا عن أعين الجهات الرقابية أو السلطة القضائية، في ظل غياب الشفافية ورفض الدولة فتح تحقيقات مستقلة.