الخارجية السودانية: توقيع حميدتي اتفاقا مع مجموعة سياسية مؤيدة له قد يمهد لتقسيم البلاد
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
أكدت وزارة الخارجية السودانية، أن توقيع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" اتفاقا مع مجموعة سياسية مؤيدة له قد يمهد لتقسيم البلاد.
وبحسب وكالة الأنباء السودانية "سونا": "بادرت مليشيا الجنجويد وداعموها داخل وخارج إفريقيا الأيام الماضية، حملة دعائية كاذبة لمحاولة إعادة تسويق قيادة المليشيا الإرهابية، المسؤولة عن أسوأ انتهاكات القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الانسان في القارة منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994".
وأضافت: "شملت هذه الحملة القائمة على الخداع والنفاق زيارة قائد المليشيا لعدد من الدول الأفريقية وأحاديث منسوبة له عن استعداده لإقرار وقف إطلاق نار وبدء مفاوضات سلام، وتوقيع اتفاق مع مجموعة سياسية سودانية مؤيدة له أصلا من شأنه أن يمهد لتقسيم البلاد".
وفي ضوء هذه الأحداث قالت وزارة الخارجية إن "الحكومة تجدد التزامها بتحقيق السلام على نحو ما أكده السيد رئيس مجلس السيادة من جبيت* مؤخرا".
وأضافت الوزارة: "في هذا السياق لا بد من التذكير بأنه يوجد بالفعل إطار قانوني وسياسي ملزم لمعالجة المسائل الإنسانية ووقف إطلاق النار وبدء عملية السلام، وهو إعلان جدة للمبادئ الإنسانية الموقع منذ 11 مايو 2023، والذي كان من شأنه وضع نهاية مبكرة للأزمة إذا التزمت المليشيا بما وقعت عليه آنئذ، ولكنها لم تكتف فقط بالتنصل مما يلزمها به الإعلان من إخلاء الأعيان المدنية من مستشفيات وجامعات ومرافق عامة ودور عبادة وبيوت المواطنين العاديين، بل توسعت في احتلال المزيد منها".
وتابعت: "إن التزام الميليشيا بتنفيذ إعلان جدة وإخلاء مئات الآلاف من منازل المواطنين والأعيان المدنية التي تحتلها وتستخدمها مراكز عسكرية وإخلاء المدن والقرى، هو شرط ضروري لبدء محادثات جديدة معها لأنه الضمانة الوحيدة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه".
وشددت الخارجية السودانية على أن "تجسيدا لذلك الالتزام رغم هجوم المليشيا في منتصف ديسمبر 2023 على مدينة ود مدني، التي كانت تحتضن أكبر تجمع للنازحين من الحرب والمركز الرئيسي للعمليات الإنسانية، وافق السيد رئيس مجلس السيادة على مقابلة قائد المليشيا بتسهيل من منظمة الإيقاد، واتفق على أن تستضيف جيبوتي الاجتماع يوم 28 ديسمبر 2023، ولكن قبل ساعات من مغادرة رئيس مجلس السيادة لجيبوتي، أبلغت رئاسة الإيقاد السودان بتأجيل الاجتماع لأسباب تتعلق بقائد التمرد غير معروفة حتى الآن".
وأكدت الوزارة أن "المليشيا الإرهابية لا تزال منهمكة في ارتكاب فظائع التطهير العرقي والمجازر والعنف الجنسي حتى بعد الظهور العلني لقائدها، ونالت المناطق الريفية التي اجتاحتها المليشيا مؤخرا خاصة في ولاية الجزيرة نصيبها من ذلك، وقد امتدت عمليات التطهير العرقي التي مارستها المليشيا في دارفور إلى ولاية الجزيرة مستهدفة أفراد نفس المجموعات القبلية".
مشددة على أن "المليشيا تفرض حاليا حصارا على مناطق سكنية كاملة في العاصمة وتمنع وصول الأغذية والاحتياجات الإنسانية للمدنيين المحاصرين فيها، في انتهاك واضح لما تم التوقيع عليه يوم 7 نوفمبر في منبر جدة بشأن المساعدات الإنسانية".
وأكدت الوزارة أن "شهادات الناجين من مجازر التطهير العرقي في دارفور خلال الأشهر الماضية كشفت عن جرائم ترقى لدرجة الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب تشمل إعدام الأطفال الرضع الذكور من مجموعات قبلية بعينها، ودفن مواطنين من نفس المجموعات وهم أحياء، حيث جرى توثيق ذلك من أفراد المليشيا أنفسهم، إلى جانب سبي النساء من هذه المجموعات.. هذه الفظائع الآن محل تحقيق من المحكمة الجنائية الدولية، كما كانت سببا لفرض عقوبات من الولايات المتحدة على قائد ثاني المليشيا وقائد ميداني آخر".
وأضاف البيان: "كل هذه الحقائق تجعل المليشيا امتدادا للحركات الإجرامية الإرهابية التي عرفتها القارة مثل حركة "جيش الرب" و"بوكو حرام" والمجموعات الداعشية، ولا تؤهل قيادتها لأن تحظى بشرف مقابلة قادة منتخبين من شعوبهم ومسؤولين أمامها، ويلتزمون بمبادئ حقوق الإنسان ومحاربة الإفلات من العقاب".
واختتمت الوزارة بيانها قائلة: "تعيد الحكومة السودانية التوضيح بأن تنفيذ إعلان جدة وما أعقبه من التزامات وانسحاب المليشيا من المدن وإخلاء ولاية الجزيرة هي مقدمات ضرورية تؤكد جدية المليشيا في التوصل لوقف إطلاق النار ومن ثم البدء في عملية سلام شاملة".
وكان حميدتي أعلن الثلاثاء خلال اجتماع مع حمدوك في أديس أبابا أنه "مستعد لعقد اتفاق سلام اليوم قبل غد"، معتبرا أن "الطرف الآخر ليس مستعدا لذلك"، في إشارة إلى الجيش السوداني.
وقد اندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 بعد توتر دام أسابيع بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط دمج الدعم السريع في قوات الجيش، في الوقت الذي كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع فيه اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
المصدر: RT
* مدينة تقع في ولاية البحر الأحمر بشرق السودان
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الجيش السوداني الخرطوم المجلس الانتقالي في السودان انقلاب السودان عبد الفتاح البرهان عبد الله حمدوك قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
مصر تُرسّخ ريادتها في صناعة السيارات: توقيع اتفاقية لتجميع طرازات "جيتور" باستثمارات 123 مليون دولار وبحضور رئيس الوزراء
شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مراسم توقيع اتفاقية بين شركة "جيتور" العالمية للسيارات، و"مجموعة القصراوي للسيارات" لتعزيز التعاون بين الجانبين في مجال تصنيع وتجميع سيارة طرازات جيتور T1 وT2 في مصر باستثمارات تقدر بـ123 مليون دولار، وذلك بحضور الفريق مهندس/ كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل.
ووقع الاتفاقية كل من داي ليونج، رئيس شركة "جيتور" العالمية للسيارات، ومحمد القصراوي، رئيس مجلس إدارة مجموعة "القصراوي" للسيارات.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن الاتفاقية التي تم توقيعها اليوم هي إضافة جديدة ومهمة لملف توطين صناعة السيارات محليًا، حيث سيتم بمُوجبها تصنيع وتجميع طرازين جديدين لإحدى الشركات العالمية في السوق المصرية، وتأتي هذه الاتفاقية بعد سلسلة من الاتفاقيات المُماثلة التي تم توقيعها في هذا المجال على مدار الأشهر الماضية، بما يؤكد أن استراتيجية تنمية صناعة السيارات التي تتبناها الدولة المصرية تحظى بالعديد من الحوافز لشركات السيارات العالمية.
1500 فرصة عمل وتدشين إنتاج 5 آلاف سيارة سنويًاوقال محمد القصراوي، رئيس مجلس إدارة مجموعة "القصراوي" للسيارات، إن الاتفاقية المُوقعة اليوم تأتي في إطار تعزيز الشراكة القائمة بين مجموعة "القصراوي" وشركة "جيتور" العالمية، حيث اتفق الجانبان على تصنيع وتجميع طرازات جيتور T1 وT2، فضلًا عن تعزيز التعاون بين الطرفين في مجال تصدير سيارات "جيتور" من السوق المصرية إلى عدد من الأسواق.
وأوضح "القصراوي" أن الجانبين اتفقا على إقامة مصنع جديد يضم ٣ خطوط إنتاج للحام والدهان والتجميع النهائي، باستثمارات ١٢٣ مليون دولار. وأضاف أن المصنع سيقام على مساحة ٨٦ ألف متر مربع في المنطقة الصناعية بمدينة السادس من أكتوبر، وسيغطي إنتاجه السوق المحلية فيما سيخصص جزء من الإنتاج للتصدير، كما سيوفر المصنع نحو ١٥٠٠ فرصة عمل.
وكشف السيد محمد القصراوي عن أنه تم اليوم تدشين السيارة المُجمعة محليًا X70plus بحجم إنتاج ٥ آلاف سيارة سنويًا، وشاهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نموذجًا لهذه السيارة اليوم قبل توقيع الاتفاقية.