هل صيام أول رجب بدعة؟.. اعرف رأي الفقهاء وموقف الرسول منه
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
هل صيام أول رجب بدعة؟.. تختف الآراء حول مدى جواز صيام أول رجب من عدمه، حيث تذهب بعض الفتاوى إلى جواز الصيام وتذهب البعض الآخر إلى عدم جوازه.
حكم صيام أول رجبوتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة حكم صيام أول رجب 1445، وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.
حكم صيام أول رجب إذا وافق يوم السبت منفرداأكدت دار الإفتاء المصرية، أنه يجوز إفراد صوم يوم السبت إذا كان هناك سبب، كأن وافق عادةً له، كمن يصوم يومًا ويفطر يومًا، أو إذا وافق يوم عرفة أو يوم عاشوراء وغير ذلك من صوم النافلة، فوافق السبت، أو كان الصوم لقضاء ما على المسلم من رمضان.
وورد حديث يؤكد أن الصيام في شهر رجب سنة نبوية وليس بدعة فعن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّ أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال: «يا رسولَ اللَّهِ! لم أرك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟! قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ»
صيام النبي شهر رجب كاملاأما صيام شهر رجب كاملا، فهو من الأمور الفقهية التي اختلف فيها العلماء، فمنهم من أباح صيام رجب كاملا ومنهم من كرهه، والأحوط ألا يصام رجب كاملا خروجا من الخلاف.
صيام النبي في شهر رجبمن ناحية اخرى ثبت الصيام في شهر رجب في السنة النبوية عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّ أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال: «يا رسولَ اللَّهِ! لم أرك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟! قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ» فاستدلّ العلماء من هذا الحديث على استحباب صيام رجب، فكما أنّ صيام شعبان مستحبّ فكذلك صيامه.
هذا واختلف الفقهاء في حكم الصيام في شهر رجب، فذهب فريق من أهل العلم لاستحباب الصيام فيه لأمرين، الأول: للحصول على أجر الصيام وأجره بشكل عام، والثاني بسبب فضل صيام الأشهر الحرم ورجب منها، وكذلك ما ورد في فضل صيام رجب، من أحاديث نبوية.
حكم الصيام في رجبمن جانبها قالت دار الإفتاء، أن الصوم في شهر رجب -سواء في أوله أو في أي يوم فيه- جائز ولا حرج فيه، لعموم الأدلة الواردة في استحباب التنفل بالصوم، ولم يرد ما يدل على منع الصوم في شهر رجب.
وألمحت الإفتاء إلى أنه من المقرر شرعًا أن «الأمر المطلق يقتضي عموم الأمكنة والأزمنة والأشخاص والأحوال»، فلا يجوز تخصيص شيء من ذلك إلا بدليل، وإلا عد ذلك ابتداعًا في الدين، بتضييق ما وسعه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
من ناحية أخرى أكدت أنه: ممَّا ورد في فضل الصوم في شهر رجب بخصوصه حديث أبي قلابة رضي الله عنه قال: «فِي الْجَنَّةِ قَصْرٌ لِصُوَّامِ رَجَبٍ» رواه البيهقي في «شعب الإيمان»، ثم قال: «قَالَ أَحْمَدُ: وَإِنْ كَانَ مَوْقُوفًا عَلَى أَبِي قِلَابَةَ وَهُوَ مِنَ التَّابِعِينَ، فَمِثْلُهُ لَا يَقُولُ ذَلِكَ إِلَّا عَنْ بَلَاغٍ عَمَّنْ فَوْقَهُ مِمَّنْ يَأْتِيهِ الْوَحْيُ».
وثبت في الصّحيحين عن سيّد المرسلين صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: «السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ»، وقال حبرُ الأمّةِ وتُرجمانُ القرآنِ عبدُ اللهِ بنُ عبّاسٍ -عليهما الرِّضوان- في تفسير قوله تعالى: «فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ»-كما روى الطّبريّ في «تفسيره»-: «في كلِّهنّ، ثمّ اختصَّ من ذلك أربعةَ أشهرٍ فجعلهنَّ حرامًا، وعَظّم حُرُماتِهنَّ، وجعل الذنبَ فيهنَّ أعظمَ، والعملَ الصالحَ والأجرَ أعظمَ».
اقرأ أيضاًأول رجب 2024.. فضل صيامه والأدعية المستحبة
موعد أول أيام شهر رجب 2024.. إليكم أفضل الأدعية وحكم صيامه
دعاء أول رجب 1445.. اللهم صب علينا الخير صبًا ولا تجعل عيشنا كدًا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ادعية شهر رجب اول ايام رجب اول شهر رجب 2024 ايام الصيام في شهر رجب دعاء اول رجب دعاء دخول شهر رجب دعاء شهر رجب رجب شهر رجب صيام رجب فضائل شهر رجب فضل شهر رجب متى اول رجب حکم صیام أول رجب صلى الله علیه فی شهر رجب الصیام فی
إقرأ أيضاً:
حكم من ترك صيام يوم عرفة متعمدا وهل له كفارة؟.. فضائله لا تعد ولا تحصى
مع اقتراب يوم عرفة، وازدياد حرص كثير من المسلمين على اغتنام فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة، وتحديدًا اليوم التاسع منها، المعروف بيوم عرفة.
وتساءل البعض: هل يأثم من ترك صيام يوم عرفة متعمدًا؟ وهل يجب على من لم يصمه إخراج كفارة؟
الإجابة جاءت بشكل واضح وصريح من الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال ظهوره في برنامج «فتاوى الناس» مع الإعلامي مهند السادات على قناة الناس، حيث قال: "صيام يوم عرفة سنة مؤكدة، وليس فرضًا، وبالتالي لا إثم على من تركه عمدًا، ولا كفارة عليه، خاصة إذا كان معذورًا كالمريض".
وأشار الشيخ إلى أن ما ورد في فضل صيام هذا اليوم من أحاديث نبوية شريفة، مثل قول النبي ﷺ: «صيام يوم عرفة يكفر السنة الماضية والباقية»، يُظهر عظمة الأجر والثواب، لكنه لا يفيد الوجوب، لأن الأصل في العبادات أن الفرض يحدده نص شرعي صريح، وهذا لم يرد في صيام عرفة.
وفي سياق متصل، ورد سؤال من مواطنة تُدعى فاطمة من محافظة الجيزة قالت فيه: «أنا مريضة ولا أستطيع صيام رمضان وأُخرج كفارة، فهل يجب أن أخرج كفارة عن يوم عرفة إذا لم أصمه؟»، فجاء رد الشيخ عثمان قاطعًا: "لا كفارة في صيام التطوع، ومن لم يستطع صيامه فلا شيء عليه، فالله لا يُكلف نفسًا إلا وسعها".
كما أوضح أن صيام يوم عرفة يُستحب للمقيم القادر، أما الحاج فلا يُندب له الصيام في هذا اليوم، بل يُستحب له الفطر ليقوى على الوقوف بعرفة والدعاء والتضرع، لأن ذلك من أعظم شعائر الحج، وهو الأصل في ذلك اليوم.
واختتم الشيخ حديثه، قائلاً: "من نوى الخير ولم يستطع فعله لعذر، كتب الله له أجر النية، وهذا من رحمة الإسلام وسعته".
حكم صيام يوم عرفة
ومن جانبها، أكدت دار الإفتاء المصرية في فتوى منشورة على موقعها الرسمي، أن صيام يوم عرفة مستحب لغير الحاج، ويُكره للحاج إن كان الصيام يضعفه عن أعمال ذلك اليوم، مستشهدة بما رواه مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده».
وأضافت الدار أن النبي ﷺ كان يصوم التسع الأوائل من ذي الحجة، واستشهدت بعدد من الروايات التي توضح حرص الرسول على هذه الأيام، ومنها ما رواه أبو داود عن بعض أزواج النبي ﷺ أنه كان يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر، كما روى النسائي عن حفصة رضي الله عنها قولها: "أربع لم يكن يدعهن النبي ﷺ: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، وركعتين قبل الغداة".
فضل يوم عرفة
ويوم عرفة هو اليوم الذي أتم الله فيه دين الإسلام وأتم فيه النعمة، وهو اليوم التاسع من ذي الحج وهو أكثر يوم يعتق الله فيه عباده من النار، وفيه يباهي الله الملائكة بأهل عرفات فيقول تعالى «انظروا إلى عبادي أتونى شعئا غبرا.»
ومن فضائل يوم عرفة أن الدعاء فيه مستجاب ففي يوم عرفة قال رسول الله ﷺ: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبدا من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة» رواه مسلم.
واتفق الفقهاء على استحباب صيام يوم عرفة إلا للحاج لما ثبت عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة فقال: «يكفر السنة الماضية والباقية» أخرجه مسلم، وفى الحديث: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة».
ومعنى تكفير ذنوب السنة الماضية والمستقبلة كما فسره بعض الفقهاء، فإن الله سبحانه يغفر للصائم ذنوب سنتين وقال آخرون: يغفر له ذنوب السنة الماضية، ويعصمه عن الذنوب في السنة المستقبلة.
أما فيما يغفر من الذنوب في صيام يوم عرفة فقال جمهور الفقهاء: المراد صغائر الذنوب دون الكبائر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن من الذنوب إذا اجتنب الكبائر» أخرجه مسلم (1 / 209) من حديث أبي هريرة،، وقال آخرون: إن هذا لفظ عام وفضل الله واسع لا يحجر فيرجى أن يغفر الله له ذنوبه صغيرها وكبيرها.