جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-13@17:05:24 GMT

ليفخر السيف

تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT

ليفخر السيف

 

شعر: هلال بن سالم السيابي **

 

ليفخَرِ السٌيفُ، أو فليفخَرِ القَلَم

فقد سما بهما الإعلامُ والعَلَم

~~~

واستَيقَظت من رؤى الماضي مناقِبُه

وازيَّنَت بِسناه الشُّمُّ والشِّيَمُ

~~~

وقال قولتَه التٌاريخُ خافِقةً

راياتُه، وهيَ بالعيُوقِ تصطَدِمُ

~~~

حتى كأنّ بنا من زَهوِهِ فَلَقٌ

تُغرى بهِ في سماواتِ العلى السِّيمُ

~~~

ما زال بالأرض زهوٌ من أعنّتِها

ولم تزلْ بهواها الخيلُ تقتحِمُ

~~~

فلا جديدَ لما أسمعتَ من خطرٍ

وإنَّما هوَ ما قد أوحت القِيَمُ

 

نبضُ القرونِ، وميراث النجوم فلا

تَعجَب إذا سطعت من  ضَوئهِ النُّجُمُ

~~~

فيم المِراءُ، وما كانت عُمانُ سوى

تلك التٌي قدَّرت أمجادَها الأممُ

~~~

ما فُلَّ منها حسامٌ يومَ ملحَمةٍ

إلا وأشرقَ منها صارمٌ خَذِم

~~~

ولا روى الدَّهرُ عنها يومَ مُفتَخَرٍ

إلا بما عَرَفتُه العُربُ والعَجَمُ

~~~

كم زَمجَرَت خَيلُها في الشرقِ عاديةً

وكم بها فَخَرت في زَهوِها الشكُمُ

~~~

تفيأت من  ظلالِ العِزٌّ أروَعَها

فَرِيعَ عَرِينُ الأسدِ والأَكمُ

~~~

ظنَّ الأعادي بنا من جَهلِهم  خَوَرًا

وما دروا أنها الأحلام والكرم!!

~~~

فما عُمانُ وإن لاحَ الهدوءُ بها

إلا جلالٌ منَ التَّاريخِ مُرتَسِمُ

~~~

أبى لها المجدُ إلا حيثُما رسمت

أيامها البيضُ والخطيّةُ الخُذُمُ!!

~~~

وحَيثُما خَفَقَت أعلامُ عِزَّتِها

وحَيثُما رَسَمَ التَّاريخ والقِدَمُ!!

~~~

وصَانَها الله إلاٌ أن تَسيرَ على

نهجِ الألى رَكَضَت بالأفقِ خَيلُهمُ

~~~

وأنْ تظلَّ على  منهاج  سالفها

وما به قد أشارَ العِلمُ والعَلَمُ

~~~

فَلَمْ تَسِرْ في ركابِ القَومِ طَيَّعةً

ولم تَهن وهي للتَّاريخِ تَحتَكم!!

~~~

ولم تَقُل غيرَ ما قالت شوامِخُها

من الأهِلّة لا ماشَاءتِ الأمَمُ!!

~~~

وإنَّما اختَارتِ العلياءَ عن قَدَرٍ

وذلكم ما أرادَ الواحِدُ الحَكَم!!

~~~

سَيرًا معَ المجدِ، والتَّاريخُ مؤتلقٌ

ضاحي المحيَّا، وأعلامُ الجلالِ فَمُ!!

~~~

ياعَاهلَ الوَطنِ الغالي وقائدَه

بخٍ لمجدِكَ هذا الموقفُ الأَمَمُ

~~~

وقفتَ وقفتَك الشَماءَ فانتَبهت

من آلكِ الشمُّ أو من قَبلِهم قِمَمُ

~~~

للِه من موقفٍ طَالَت أعَنَّتُنا

به، وبارَكهَ في مكةَ الحَرَمُ

~~~

وِفٌّقتَ فيه، وإن سِيء العدُوُّ به

وزلزلت منه فوقَ  الظّالِمِ الأطُمُ

~~~

ورِثتَه كابرًا عن كابرٍ، وسَمت

بهِ  البلادُ، وحَيّت رُوحَه العُزُمُ

~~~

وقيلَ: هيثمُ في تاريخِها قَمَرٌ

وقيلَ: بل صارمٌ في كفٌّها خَذِمُ!!

 

وقيل: من"أحمدٍ" ناداه منتصرٌ

وقيل: بل من "سعيدٍ" ضَاءتِ الهِمَم!

~~~

أجل به سُرَّ" تيمورُ بن فيصلَ"

والأجدادُ من قبله والسَّادةُ البُهُم!

~~~

يا قائدَ الوطنِ الغالي وعاهِلَه

يَهني مَقامكَ هذا المجدُ والشَمَمُ

~~~

قد صُغتَه لكتابِ الدٌهرِ نيرةً

فصولُه، ينجلي من آيهِ العِظَم

~~~

حرَّمتَ أجواءَنا عن أن يمرَّ بها

غازٍ تجيش به الأهواءُ والنُّقَمُ

~~~

خفّوا لنصرة صهيون، فكيف لنا

أن نفسح الدرب للغازي، وننتظمُ

~~~

بل كيفَ نسمحُ أن يأتونها عَلنًا

من فَوقِنا ورياحُ الغدرِ تَحتِدمُ

~~~

أم كيفَ نَرضى بأنْ تُبتزَّ نَخوتُنا

والظلمُ في "غَزةٍ" من هوله ظلمُ

~~~

وأيُّ منطقِ سوءٍ أن نكون لهم

عونًا، و نارُهُم بالظلمِ تَضطَرِمُ!!

~~~

معاذ مجدِكَ، هذا لا يكونُ وإن

قد جلَّ ضَغطُهمُ أو جدَّ مَكرُهمُ

~~~

فمالنا ولهم، شاهت وجوههم

و"غزة" كلها من بغيهم ضرمُ!!

~~~

يا هيثم المجد يا ابن الأكرمين عُلًا

- حماك ربك - شأن غممُ!!

~~~

فلا نحابيهم في أي معترك

وإنما بجلال الله نعتصمُ!!

~~~

وهاكها حرة مني مجلجلة

ما شابها ملق بل شدها الألمُ!!

~~~

فلم يكن ذاك من خلقي ولا شيمي

لو خاصمتني في عليائها القِمَمُ

~~~

فليس من خلقي مدح العظام وإن

علا بشأنهم الإجلال والعظمُ

~~~

٤وإنما جئت هذا اليوم مفتخرًا

بما به يفخر التاريخ والقِيَمُ

~~~

بالأمسِ كنتُ حزينًا من مُرورِهمُ

بأفقنا، وأتيتُ اليومَ أبتِسِمُ

~~~

فاسلم حماك إلهُ العَرشِ  مُنتَصِرًا

وناصِرا، والعلى ختمٌ ومُختَتَمُ!!

 

** قصيدة مرفوعة إلى مقام العاهل المفدَّى اعتزازًا بالمواقف القومية

.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الإمام العياني.. نجم بزغ في سماء اليمن وقائد جمع بين السيف والقلم

 يمانيون| محسن علي

في فترة من تاريخ اليمن, حيث كانت البلاد مسرحا للتقلبات السياسية والانقسامات المذهبية, بزع نجم الإمام المنصور بالله القاسم بن علي العياني’ كواحد من أبرز أئمة الزيدية في اليمن فكان العالم المجاهد’ والمصلح الساعى لتوحيد الكلمة وإقامة العدل, وكانت حياته أشبه بملحمة من العلم والجهاد, تركت بصمة واضحة في تاريخ اليمن والزيدية ودور محوري في تاريخ المنطقة خلال القرن الرابع الهجري.

نسبه الشريف:

هو الإمام المنصور بالله القاسم بن علي بن عبدالله بن محمد بن الإمام القاسم بن إبراهيم عليهم السلام ومنهما إلى الإمام علي بن أبي طالب عليهما السلام.

كنيته الجهادية: (أبو الحسين)

أولاده: سليمان، ويحيى، وعبدالله، وعلي، وجعفر.

 

النشأة والحياة العلمية

ولد الإمام القاسم بن علي العياني سنة 310هـ (922م)في منطقة تبالة من بلاد خثعم (عسير حاليا) ونشأ في بيئة علمية’ حيث تلقى العلم على يده والده وغيره من علماء عصرة, ولُقب بـ “المنصور بالله”، وهو من ذرية الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي ,وتشير المصادر إلى أنه كان أعلم أهل زمانه، وقد جمع بين العلم والجهاد وكانت له مكانة علمية مرموقة.

 

ما قيل عنه

قال الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى عليه السلام:
والقاسم بن علي المشهور بالــعلم الغزير الواسع الدفاق.

 

الدعوة والإمامة

بدأ الإمام القاسم بن علي العياني دعوته للإمامة في سنة 388هـ (998م) من بلاد خثعم في الشام، ثم أرسل رسله إلى اليمن ثم رحل إلى الحجاز، ودخل اليمن، فاستقر في صنعاء إلى أن توفاه الله تعالى.

أبرز ملامح جهاده وإمامته

أعلن دعوته من بلاد خثعم، وأرسل رسائل إلى أهل اليمن ونجران يدعوهم فيها إلى مبايعته , فكانت بداية الدعوة في (الشام)388هـ ومن ثم ـتولى الإمامة في اليمن، وكانت فترة حكمه قصيرة لكنها حافلة بالجهاد والحركة, وواجه العديد من التحديات والصراعات مع قوى محلية كانت ترى في دعوته تهديدا لنفوذها.

 

منهجه وصفاته وأساس دعوته

تميز بمنهج قرآني للإصلاح الشامل حيث كان حريصا على نشر العلم وتطبيق العدل كأساس لدعوته, إذ عرف عنه ورعه الشديد والتسامح, وقوة الشكيمة في عزل الولاة غير الأكفاء, كما أنه كان شاعرا بليغا, ومؤلفا غزير الإنتاج.

 

الإمامة في اليمن389هـ – 393هـ

بعد أن ذاع صيته وعلمه, بدأت وفود اليمنيين تصل إليه وتدعوه للقدوم إلى اليمن لقيادتهم وإصلاح شؤونهم, ومع إصرارهم في دعوته توجه إلى صنعاء وعند وصوله باعيه الداعي يوسف بن يحيى أحد أحفاد الإمام الهادي إلى الحق عليه السلام, وانضوى تحت رايته مما أعطى دعوته زخما كبيرا,واستطاع أن يمد نفوذه بقوة إلى مناطق واسعة في اليمن ومنها نجران.

 

الحملات العسكرية

كان بينه وبين الإمام الداعي إلى الله يوسف بن يحيى تعاون على إقامة دين الله وإحياء السنن، مما يشير إلى تحالفات سياسية ودينية في تلك الفترة.

 

الإرث العلمي والمؤلفات

إرثه العلمي الضخم وحركته الجهادية القصيرة والمؤثرة جعلته شخصية محورية في تاريخ الزيدية واليمن, إذ كان غزير الإنتاج العلمي، وقد ذكرت المصادر أن له مؤلفات تقارب المئة في الفقه والأصول, وقد جُمعت كتبه ورسائله في “مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العياني” .

 

من أبرز مؤلفاته:

ترك الإمام القاسم العياني مكتبة غنية من المؤلفات التي تدل على سعة  وغزاة علمه ومن أبرزها:

كتاب الأدلة من القرآن على توحيد الله

وكتاب التوحيد

وكتاب التجريد

وكتاب التنبيه.

 

الوفاة ومكان مرقده المبارك:

سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة ( 393 هـ 1003م) بعد فترة اعتلال.

مشهده: في منطقة عيان ببلاد سفيان بمحافظة عمران شمال محافظة صنعاء, وخلفه في الإمامة ابنه المهدي الحسين بن القاسم، الذي واصل مسيرة أبيه.

 

يمثل الإمام القاسم بن علي العياني نموذجاً للإمام الذي جمع بين السيف والقلم, فقد كان عالماً فقيهاً مجتهداً، وقائداً عسكرياً وسياسياً لم يتردد في امتلاك عناصر القوة والإعداد في سبيل الله لمواجهة أعداء الله لتكون كلمة الله هي العليا وإقامة دعوته في اليمن.

مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العياني #أئمة_الهدى_في_اليمن#الإمام_القاسم_العياني

مقالات مشابهة

  • الإمام العياني.. نجم بزغ في سماء اليمن وقائد جمع بين السيف والقلم