نشرت هيئة المعايير البريطانية معيارا دوليا يعد الأول من نوعه، بشأن كيفية إدارة الذكاء الاصطناعي بأمان، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.

وأفادت وكالة أنباء "بي إيه ميديا" البريطانية اليوم الثلاثاء، بأن المعايير الإرشادية الجديدة في المملكة المتحدة، تحدد كيفية إنشاء نظام إدارة للذكاء الاصطناعي، وتنفيذه وصيانته وتحسينه باستمرار، مع التركيز على الضمانات.

ونشرت "الهيئة البريطانية الوطنية للمعايير" الإرشادات التي تقدم توجيهات بشأن كيفية قيام الشركات بتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي ونشرها بشكل مسؤول داخليا وخارجيا.

ويأتي ذلك وسط حالة من الجدل المستمر بشأن الحاجة إلى تنظيم التكنولوجيا سريعة الحركة التي صارت بارزة بقدر متزايد خلال العام الماضي، بفضل الإصدار العام لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل "شات جي بي تي".

وكانت المملكة المتحدة نظمت أول قمة عالمية بشأن السلامة في استخدام الذكاء الاصطناعي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حيث التقى قادة العالم وشركات التكنولوجيا الكبرى من مختلف أنحاء العالم لمناقشة التطوير الآمن والمسؤول لتقنية الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى المخاطر المحتملة وطويلة المدى التي قد تشكلها التكنولوجيا.

وبحسب التقرير شملت هذه المخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي من أجل عمل برامج ضارة لشن هجمات إلكترونية، حتى إنه فقد يمثل تهديدا وجوديا محتملا للإنسانية إذا فقد البشر السيطرة عليه.

ومن جانبها، تقول الرئيس التنفيذي للهيئة البريطانية الوطنية للمعايير سوزان تايلور مارتن، عن المعيار الدولي الجديد، إن "الذكاء الاصطناعي هو تكنولوجيا تحويلية، وتعد الثقة أمر شديد الأهمية لكي يكون (الذكاء الاصطناعي) قوة مهمة تعمل من أجل الخير".

وأضافت أن "نشر أول معيار دولي لنظام إدارة الذكاء الاصطناعي، يعد خطوة مهمة من أجل تمكين المؤسسات من إدارة التكنولوجيا بشكل مسؤول".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

فيديو.. مباراة تنس بلا نهاية بين روبوتات غوغل لتدريب الذكاء الاصطناعي

في صيف 2010، خاض لاعبا التنس جون إيسنر ونيكولا ماهو واحدة من أكثر المواجهات استنزافًا في تاريخ ويمبلدون، فقد استمرت المباراة 11 ساعة على مدار 3 أيام. وبعد أكثر من عقد، يخوض خصمان من نوع آخر مباراة لا تقل عنادًا، لكن هذه المرة داخل مختبرات ديب مايند التابعة لغوغل، وبلا جمهور.

فبحسب تقرير لموقع بوبيلار سينس (Popular Science)، تتحرك ذراعان روبوتيتان في مباراة تنس طاولة بلا نهاية في مركز الأبحاث جنوب لندن، ضمن مشروع أطلقته ديب مايند عام 2022 لتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي عبر التنافس الذاتي المستمر. الهدف لا يقتصر على تحسين مهارات اللعب، بل يتعداه إلى تدريب خوارزميات قادرة على التكيف مع بيئات معقدة، مثل تلك التي تواجهها الروبوتات في المصانع أو المنازل.

من مناوشة بلا فائز إلى تدريب بلا توقف

في بدايات المشروع، اقتصر التمرين على ضربات تبادلية بسيطة بين الروبوتين، من دون سعي لتحقيق نقاط. ومع الوقت، وباستخدام تقنيات التعلم المعزز، أصبح كل روبوت يتعلم من خصمه ويطوّر إستراتيجياته.

وعندما أُضيف هدف الفوز بالنقطة، واجه النظام صعوبة في التكيف، إذ كانت الذراعان تفقدان بعض الحركات التي أتقنتاها سابقًا. لكن عند مواجهة لاعبين بشريين، بدأت تظهر بوادر تقدم لافت، بفضل تنوع أساليب اللعب التي وفّرت فرص تعلم أوسع.

ووفق الباحثين، فازت الروبوتات بنسبة 45% من أصل 29 مباراة ضد بشر، وتفوقت على لاعبين متوسطين بنسبة بلغت 55%. فالأداء الإجمالي يُصنّف في مستوى لاعب هاوٍ، لكنه يزداد تعقيدًا مع الوقت، خصوصًا مع إدخال تقنيات جديدة لمراقبة الأداء وتحسينه.

عندما يعلّم الفيديو الذكاء الاصطناعي

التحسينات لم تتوقف على التمرين الفعلي، إذ استخدم الباحثون نموذج جيمناي (Gemini) للرؤية واللغة من غوغل لتوليد ملاحظات من مقاطع الفيديو الخاصة بالمباريات.

ويمكن للروبوت الآن تعديل سلوكه بناء على أوامر نصيّة، مثل "اضرب الكرة إلى أقصى اليمين" أو "قرّب الشبكة". هذه التغذية الراجعة البصرية اللغوية تعزز قدرات الروبوت على اتخاذ قرارات دقيقة خلال اللعب.

إعلان تنس الطاولة بوابة لروبوتات المستقبل

تُعد لعبة تنس الطاولة بيئة مثالية لاختبار الذكاء الاصطناعي، لما فيها من توازن بين السرعة والدقة واتخاذ القرار. وهي تتيح تدريب الروبوتات على مهارات تتجاوز مجرد الحركة، لتشمل التحليل والاستجابة في الوقت الحقيقي، وهي مهارات ضرورية للروبوتات المستقبلية في البيئات الواقعية.

ورغم أن الروبوتات المتقدمة ما زالت تتعثر في مهام بسيطة بالنسبة للبشر، مثل ربط الحذاء أو الكتابة، فإن التطورات الأخيرة -كنجاح ديب مايند في تعليم روبوت ربط الحذاء، أو نموذج "أطلس" الجديد الذي قدّمته بوسطن ديناميكس- تشير إلى تقارب تدريجي بين أداء الآلة والإنسان.

نحو ذكاء عام قابل للتكيف

يرى خبراء ديب مايند أن هذا النهج في التعلم، القائم على المنافسة والتحسين الذاتي، قد يكون المفتاح لتطوير ذكاء اصطناعي عام متعدد الاستخدامات. والهدف النهائي هو تمكين الروبوتات من أداء مهام متنوعة، ليس فقط في بيئات صناعية بل أيضًا في الحياة اليومية، بأسلوب طبيعي وآمن.

حتى ذلك الحين، ستبقى ذراعا ديب مايند في مباراة مفتوحة، تتبادلان الكرات والمهارات، في طريق طويل نحو مستقبل روبوتي أكثر ذكاء ومرونة.

مقالات مشابهة

  • عائدات AT&T تتضاعف نتيجة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي
  • حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي
  • جهود متكاملة لإدارة المخلفات وتطوير القطاع.. منال عوض تتابع ملفات البيئة
  • هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟
  • دعوة لمقاربة شاملة لتنظيم الذكاء الاصطناعي
  • الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي 1/5
  • الذكاء الاصطناعي يفضّل الاستشهاد بالمحتوى الصحفي
  • بكين تتحدى الهيمنة الأمريكية.. الصين تدعو لتعاون دولي في «الذكاء الاصطناعي»
  • فيديو.. مباراة تنس بلا نهاية بين روبوتات غوغل لتدريب الذكاء الاصطناعي
  • البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا