مسار تسليح المدنيين يتصاعد بالسودان… واشتباكات في الخرطوم
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
بالتزامن مع تجدد الاشتباكات (الأربعاء) في العاصمة السودانية الخرطوم ومدن البلاد الأخرى، تتصاعد حالة التعبئة و«الاستنفار الشعبي» التي يقودها الجيش بتسليح الآلاف من المدنيين في الولايات خارج نطاق الحرب للمشاركة في القتال ضد «قوات الدعم السريع».
وقال شهود عيان من سكان العاصمة لــ«الشرق الأوسط» إن «الجيش السوداني شن قصفاً مدفعياً مكثفاً من قاعدته العسكرية بمنطقة (وادي سيدنا) شمال مدينة أمدرمان باتجاه مواقع لقوات (الدعم السريع) بعدد من أحياء بحري».
ومنذ أبريل (نيسان) الماضي، اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» وامتدت نيران المواجهات إلى ولايات عدة.
وبحسب سكان من أحياء شرق الخرطوم، فقد أطلقت «الدعم السريع» سلسلة من القذائف المدفعية تجاه مقرات الجيش، استهدفت القيادة العامة وسط الخرطوم ومناطق أخرى تتجمع فيها قوات للجيش. وأفاد مقيمون بسماع أصوات انفجارات وقذائف متواصلة، استهدفت أحياء في مناطق جنوب الخرطوم.
وبعد هدوء استمر لأكثر من أسبوعين على التوالي تجددت الاشتباكات والقصف المدفعي المتبادل بين طرفي الحرب في المناطق الشرقية بمدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان (غرب البلاد).
وقالت مصادر محلية بالمدينة إن «مواجهات عنيفة جرت بين القوتين المتقاتلتين تسببت في حالة من الذعر والهلع وسط سكان الأحياء الطرفية».
ومن جهة ثانية، اتهمت «الدعم السريع» الجيش السوداني بشن غارات جوية على بلدة (الزرق) شمال إقليم دارفور «ما أدى إلى مقتل 12شخصاً بينهم نساء وأطفال وتدمير عشرات المنازل»، وفق إفادة «الدعم».
وفي موازاة ذلك، بثت منصات تابعة للجيش السوداني تسجيلات مصورة في ولايتي النيل الأبيض (وسط البلاد) وكسلا (شرق) لحشود ضخمة من المواطنين يشاركون في «نفرة» لقوات الجيش خلال تدشين ما يسمى «المقاومة الشعبية» وكان يخاطبهم مسؤولون حكوميون.
ووجه حاكم ولاية كسلا «المكلف»، محمد موسى، رسالة إلى قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، مشيراً إلى أن «مواطني المدينة في أتم الجاهزية للدفاع ومواجهة العدو».
وعلى صعيد آخر، تجددت المخاوف من اندلاع اشتباكات بين الجيش و«الدعم السريع» في منطقة «النقعة والمصورات» الأثرية بولاية نهر النيل شمال البلاد.
وقالت «الخارجية السودانية» في بيان (الأربعاء) إن «(ميليشيا الدعم السريع) بثت مقاطع فيديوهات لعناصرها في الموقع الأثري شمال الخرطوم، لشن هجمات جديدة على البلدات القريبة».
وقالت مصادر لــ«الشرق الأوسط» إن «اشتباكات جرت بين قوات الجيش ومجموعات تابعة لـ(الدعم السريع) في المنطقة الأثرية». ووفق المصادر ذاتها «تشهد المنطقة انتشاراً كثيفاً لقوات الجيش، تحسباً لأي هجمات من (الدعم السريع) التي تهدد باجتياح الولاية».
وأشارت «الخارجية السودانية» إلى أن «المنطقة تضم أبرز المواقع الأثرية المحمية في البلاد، ويعود تاريخها إلى حوالي 3 آلاف سنة، ومسجلة ضمن قائمة التراث الإنساني منذ عام 2011».
وبدورها، قالت هيئة «محامو الطوارئ»، وهي تجمع لنشطاء حقوقيين مدنيين، في بيان، إنها تابعت «خلال اليومين الماضيين صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر انتشار عناصر (الدعم السريع) مدججين بالسلاح في المناطق الأثرية في (النقعة والمصورات)».
وأضافت: «هذا الانتشار يبدو ضمن خطوات جديدة لـ(الدعم السريع) لتوسيع رقعة العمليات العسكرية». مشيرة إلى أن «الموقعين من أهم المواقع التاريخية التي تتضمن معابد ومزارات وتحفاً وتماثيل تعود لحقبة مملكة مروي». كما حملت «الدعم السريع» المسؤولية الكاملة عن سلامة هذه المواقع التاريخية.
الشرق الأوسط
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع قوات الجیش
إقرأ أيضاً:
“مغادرة بلا عودة”.. والي شمال دارفور يحذر من مغبّة الخروج من الفاشر
متابعات – تاق برس- حذّر والي شمال دارفور، الحافظ بخيت، سكان مدينة الفاشر من مغادرة المدينة، مؤكدًا أن من خرج من المناطق المحيطة بالفاشر لم يصل إلى بر الأمان.
وقال إنه تم اختطاف عدد من الشباب الذين حاولوا مغادرة المدينة عبر منطقة “قرني” غربي الفاشر.
وأشار الوالي إلى أن الوضع الأمني داخل المدينة تحت المتابعة الدقيقة من السلطات، وأن هناك تطورات ميدانية قريبة قد تغير معادلة الحصار المفروض على الفاشر.
ولفت إلى أن هناك مؤشرات بانفراج قريب للحصار، مبشرًا المواطنين بأخبار سارة خلال اليومين المقبلين.
ويجيء ذلك على خلفية دعوة أطلقها، الهادي إدريس، رئيس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، بإجلاء مواطني مدينة الفاشر إلى مناطق أكثر أمنًا، بهدف حماية الأرواح في ظل استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ويخطط الهادي إدريس لإجلاء أكثر من 100 ألف أسرة من مدينة الفاشر إلى مناطق سيطرة حركته.
وردت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح على تصريحات الهادي إدريس، بأن تصريحاته تأتي في سياق محاولة يائسة لتبرير فشل قوات الدعم السريع في تحقيق أهدافها العسكرية في دارفور.
واتهمت القوة المشتركة الهادي إدريس بمحاولة تغطية هزيمة حليفه قوات الدعم السريع في المعارك الأخيرة.
وسبق للوالي أن دعا مرارا إلى عدم الاستجابة لدعوات مغادرة المدينة، في وقت تفاقمت فيه الأوضاع الإنسانية وتفشى الجوع وسط السكان نتيجة حصار قوات الدعم السريع للمدينة.
وأرسل الوالي في تصريحات صحفية، تحذيرات للمواطنين من مخاطر أمنية في مناطق سيطرة الدعم السريع حال وصولهم إليها من بينها تجنيد الشباب قسريًا، واستخدام النساء والأطفال وكبار السن كدروع بشرية، وفق قوله.
الفاشرالوالي يحذرولاية شمال دارفور