ذكر تقرير لوكالة "بلومبرغ" الأميركية، الأربعاء، إن "الرهانات على تخفيض كبير في قيمة العملة المصرية بداية عام 2024، تراجعت"، وذلك مع اقتراب القاهرة من التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، بشأن حزمة مساعدات أكبر.

وذكر التقرير أن قيمة العقود الآجلة غير القابلة للتسليم على المدى القصير، وهي أداة مشتقة مالية مقومة بعملة أجنبية، لاقت اهتماما كبيرا هذا العام بشكل سريع، مما يزيد التوقعات بأن فكرة إقدام الحكومة المصرية على خفض حاد للعملة "بدأت تتلاشى".

وتجري مصر محادثات مع صندوق النقد الدولي لمضاعفة حزمة مساعدات تبلغ قيمتها 3 مليارات دولار على الأقل، وهو القرض الذي لم تقترض منه مصر إلا القليل حتى الآن، بحسب ما ذكرته مصادر مطلعة لـ"بلومبرغ".

وخفضت مصر من قيمة عملتها 3 مرات منذ مطلع عام 2022، مما تسبب في فقدان العملة المحلية لنصف قيمتها أمام الدولار الأميركي.

ولا تزال العملة الصعبة شحيحة في مصر. وفي الوقت الذي ظل فيه السعر الرسمي للدولار عند حاجز 30.9 جنيها خلال أشهر مضت، إلا أنه يصل في السوق السوداء إلى أكثر من 55 جنيها، بحسب الوكالة الأميركية.

محادثات قرض صندوق النقد.. واشنطن تتعهد بدعم مصر  تعهدت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، بدعم اقتصاد مصر وإصلاحاته عقب اجتماع مع كبار مسؤوليها الماليين في واشنطن، الثلاثاء، وسط محادثات بشأن زيادة قرض صندوق النقد الدولي للقاهرة البالغ قيمته ثلاثة مليارات دولار.

وقال الخبير في الأسواق الناشئة في بنك سوسيتيه جنرال لندن، غيرغيلي أرموسي: "كان مدى تخفيض قيمة العملة الذي تم تسعيره في نهاية ديسمبر (توقعه) مبالغا فيه إلى حد ما وسريع للغاية". ومع ذلك، استدرك قائلا: "لا تزال هناك قناعة بأنه سيتم خفض قيمة العملة في الربع الثالث أو الرابع" من العام الحالي.

وكانت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، قد صرحت الشهر الماضي، أن أولوية الحكومة في مصر "يجب أن تكون خفض التضخم بدلا من معالجة القضايا المتعلقة بالعملة".

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أظهرت بيانات نشرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، أن معدل التضخم السنوي في المدن تراجع إلى 33.7 بالمئة في ديسمبر من 34.6 بالمئة في نوفمبر. وجاء هذا الرقم أعلى قليلا من متوسط توقعات 14 محللا لوكالة رويترز ببلوغ التضخم 33.4 في المئة.

وانخفض معدل التضخم من أعلى مستوى على الإطلاق بلغ 38.0 في المئة في سبتمبر، لكن محللين أشاروا إلى خطر تسارعه مرة أخرى، خاصة إذا سمحت الحكومة بانخفاض قيمة الجنيه، كما هو متوقع على نطاق واسع.

وفي هذا الإطار، لا يزال الاقتصاديون من مورغان ستانلي، يرون فرصة لخفض قيمة العملة "قريبا"، بحسب "بلومبرغ".

وكتب الخبير الاقتصادي، هاندي كوجوك، في مذكرة: "نعتقد أن زيادة المحتمل لقرض صندوق النقد الدولي من المرجح أن يصاحبه تعديل في سعر الصرف عاجلا وليس آجلا، وسط ضغوط إضافية على ميزان المدفوعات بسبب الصراع في غزة".

وتعاني مصر بالفعل من ارتفاع مستويات الدين الأجنبي، وتأثرت بشدة بالحرب في قطاع غزة، التي تهدد بتعطيل حجوزات السياحة وواردات الغاز الطبيعي، وكذلك بالهجمات في الآونة الأخيرة على السفن في البحر الأحمر.

وتعثر برنامج القرض المصري في ديسمبر 2022 بعد تقاعس القاهرة عن تعويم عملتها بشكل حر، أو إحراز تقدم في بيع أصول الدولة، بحسب رويترز.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: صندوق النقد الدولی قیمة العملة

إقرأ أيضاً:

انخفاض سعر البتكوين وسط التوترات التجارية ومخاطر التضخم في الولايات المتحدة

تراجع سعر عملة "بتكوين" المشفرة بنسبة 1.12%، ليصل إلى نحو 104,670 دولاراً، وسط أجواء من التوتر التجاري ومخاوف متزايدة بشأن التضخم، وذلك في ثاني انخفاض يومي لها بعد صدور محضر اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، الذي أظهر قلقاً متصاعداً بشأن مسار التضخم وتباطؤ محتمل في النمو الاقتصادي.

وكان سعر بتكوين قد استقر مؤخراً حول 108,000 دولار، قبل أن يتراجع عن أعلى مستوى قياسي له تجاوز 111,000 دولار، والذي سُجّل في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، ما يعكس حساسية السوق تجاه المتغيرات الاقتصادية والنقدية في الولايات المتحدة.

وفي سياق موازٍ، حذر تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز من توجه عدد من الشركات الأميركية نحو اعتماد "بتكوين" كأصل مالي رئيس في ميزانياتها، عوضاً عن الاحتفاظ بالنقد أو إعادة توزيعه على المساهمين، وهو ما قد ينطوي على مخاطر مالية كبيرة وغير مسبوقة، بحسب التحليل.

وأشار التقرير إلى أن شركات مثل "ترامب ميديا" جمعت تمويلاً بقيمة 2.5 مليار دولار للاستثمار في بتكوين، لتنضم إلى كيانات أخرى تتبنى نهجًا مشابهًا، من بينها منصة "رامبل"، وشركة "غيم ستوب"، بالإضافة إلى "تسلا" التي يديرها الملياردير إيلون ماسك، في توجه متسارع قد يغيّر من شكل السيولة المؤسسية في السوق الأميركية.

من جانب آخر، أظهر محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة التابعة للفيدرالي، والذي عقد في الأيام الأولى من الشهر الجاري، أن صناع السياسات في البنك المركزي يتوقعون "مقايضات صعبة" في المستقبل القريب، مع استمرار ضغوط التضخم وارتفاع معدلات البطالة، كما حذروا من تراجع مكانة الدولار الأميركي كملاذ آمن، نتيجة لتقلبات الأسواق المالية العالمية.

طباعة شارك البتكوين سعر البتكوين التضخم الولايات المتحدة التوترات التجاري

مقالات مشابهة

  • تراجع سعر الذهب الآن في مصر .. وهذه قيمة عيار 21
  • الحكومة تتخبط اجتماعياً بفرض الضرائب.. ودعم صندوق النقد مؤجل
  • آي صاغة: الذهب يتأرجح بين ضغوط الدولار ومفاجآت ترامب
  • انخفاض سعر البتكوين وسط التوترات التجارية ومخاطر التضخم في الولايات المتحدة
  • خطّة اورتاغوس للتعافي في لبنان خارج صندوق النقد.. فقّاعة أم مفاجأة سارة من ترامب؟
  • الذهب يخسر 2% في أسبوع
  • جابر عقد اجتماعا مع ريغو وليما تحضيرا لجلسة التفاوض الأولى مع صندوق النقد الدولي
  • 500 مليون دولار من صندوق النقد الدولي لأوكرانيا
  • خبير اقتصادي: التضخم انخفض إلى النصف والمواطن لم يشعر بالتحسن حتى الآن
  • صندوق النقد الدولي يقدم دفعة مالية لأوكرانيا