الإمارات تطلق برنامج التبادل المعرفي العالمي في الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
دبي: «الخليج»
أعلن مركز الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات إطلاق برنامج التبادل المعرفي في قطاع الذكاء الاصطناعي، وذلك خلال مشاركة دولة الإمارات في أعمال الدورة الرابعة والخمسين من المنتدى الاقتصادي العالمي 2024 الذي انعقدت فعالياته خلال الفترة من 15 وحتى اليوم 19 يناير الحالي.
كما تم الإعلان عن توقيع اتفاقية شراكة بين مركزي الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات ورواندا لتفعيل هذا البرنامج وتحقيق مستهدفاته المستقبلية والتي تركز بشكل رئيسي على تعزيز التعاون بين القادة والمبتكرين والخبراء في مجالات الذكاء الاصطناعي حول العالم لتوظيف إمكاناته الواعدة في تحفيز مسيرة التقدم العالمي.
وجرى توقيع الاتفاقية في جناح دولة الإمارات، والذي يحمل شعار «لا شيء مستحيل» للعام الثاني على التوالي، وذلك بحضور جيريمي يورجنز مدير عام المنتدى الاقتصادي العالمي، وباولا إنغابير وزيرة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والابتكار في رواندا، وخلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل.
ومن المقرر أن تشهد الفترة المقبلة انضمام مراكز أخرى من شبكة مراكز الثورة الصناعية الرابعة التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي إلى هذا البرنامج للمساهمة في توحيد الجهود العالمية لرسم صورة شاملة للاستخدامات الواعدة لتقنيات المستقبل.
وأكد خلفان جمعة بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، التي تشرف على مركز الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات، أن إطلاق هذه المبادرة يهدف إلى إنشاء مجتمع عالمي متكامل يضم أفضل خبراء الذكاء الاصطناعي للعمل بشكل جماعي على مواجهة التحديات التي تواجه قطاع الذكاء الاصطناعي وتطوير سياساته وتشريعاته، بما يسهم في مواكبة التوجهات العالمية لضمان مستقبل أفضل وأكثر استدامة.
كما قالت باولا إنغابير، وزيرة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والابتكار في رواندا: «يسعدنا المشاركة في هذا البرنامج بالشراكة مع مركز الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات انطلاقاً من حرصنا على توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي لتسريع التحول وتحفيز مجتمع خبراء الذكاء الاصطناعي لابتكار حلول نوعية لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات المشتركة لتصميم مستقبل قطاع الذكاء الاصطناعي ليكون أداة شاملة وأخلاقية يستفيد منها الجميع».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الذكاء الاصطناعي الإمارات المنتدى الاقتصادي العالمي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي.. إلى أين يقود العالم؟
تحوّل الذكاء الاصطناعي في العقود الأخيرة من فكرة خيالية ظهرت في روايات وأفلام الخيال العلمي إلى تقنية تحيط بنا في كل مكان، وواقع ملموس يؤثر في حياتنا اليومية.
من الترجمة الفورية إلى السيارات ذاتية القيادة، ومن التنبؤ بالأمراض إلى الروبوتات التي تتفاعل مع البشر، بات الـ(AI) قوة تقنية تغير ملامح العالم بسرعة غير مسبوقة.
وتُظهر بيانات شركة "OpenAI" أن نموذج "GPT-4" يستخدمه أكثر من 100 مليون شخص أسبوعياً.
من البداية إلى اليوم
ظهر مصطلح الذكاء الاصطناعي لأول مرة في منتصف القرن العشرين، وكان يُنظر إليه آنذاك كهدف بعيد المنال.
لكن اليوم، وبفضل التطورات الكبيرة في قدرات الحوسبة وتوفر البيانات الضخمة، تمكن الباحثون من بناء أنظمة ذكية قادرة على التعلم، والتكيف، واتخاذ قرارات معقدة مشابهة إلى حد كبير قدرات العقل البشري.
الأنظمة الحديثة لا تقتصر على أداء مهام محددة مسبقاً، بل يمكنها تحليل كميات هائلة من المعلومات، واكتشاف الأنماط، وحتى ابتكار محتوى جديد مثل النصوص والوسائط المتعددة.
وأثبتت النماذج مثل "ChatGPT" و"Gemini" أنها قادرة على توليد نصوص تفاعلية وإبداعية، تُغيّر قواعد اللعبة في مجالات متعددة.
أين وصل الذكاء الاصطناعي الآن؟
يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي حالياً في شتى المجالات، من الرعاية الصحية حيث يُستخدم في تشخيص الأمراض بدقة متزايدة، إلى التعليم حيث يقدم دعماً مخصصاً للطلاب، كما أصبح عنصراً رئيسياً في الصناعات الثقيلة، وتحليل البيانات المالية، وخدمات العملاء، وغيرها.
التعلم العميق والتعلم الآلي ساعدا على تطوير أنظمة تفهم اللغة الطبيعية وتترجمها، وتتعرف على الصور والأصوات، مما أتاح تطوير مساعدات رقمية ذكية وروبوتات قادرة على العمل بجانب الإنسان.
الذكاء الاصطناعي العام (AGI).. الحلم المخيف
يتحدث العلماء والمختصون عن مفهوم الذكاء الاصطناعي العام (Artificial general intelligence)، وهو الذكاء الذي يستطيع أداء أي مهمة عقلية يقوم بها الإنسان.
رغم أن (AGI) ما زال هدفاً بعيد المدى بحسب خبراء، يعتقد إيلون ماسك مالك شركة "إكس آيه آي" للذكاء الاصطناعي، أنه سيصبح حقيقة بحلول 2029.
وفي ظل التقدم المتسارع الذي نعيشه الآن، يتم طرح تساؤلات حول مدى قربنا من بناء أنظمة تستطيع التفكير والإبداع والتعلم بشكل مستقل.
ويمكن لهذا النوع من الذكاء أن يحدث ثورة حقيقية في حل المشكلات الكبرى مثل التغير المناخي، الأمراض المستعصية، والابتكارات العلمية، إلا أنه يثير في الوقت نفسه مخاوف كبيرة تتعلق بالسيطرة عليه، وتأثيره على سوق العمل والحياة الاجتماعية.
التحديات والاعتبارات الأخلاقية
بينما يستمر الذكاء الاصطناعي في التوسع، تتصاعد المخاوف حول خصوصية البيانات، التحيزات الخوارزمية، واستخدامه في مجالات حساسة مثل الهجمات السيبرانية والحروب، هناك ضرورة ملحة لوضع أطر قانونية وأخلاقية تنظم تطوير واستخدام هذه التقنيات، للحفاظ على حقوق الأفراد والمجتمعات.
كما يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن للإنسان والذكاء الاصطناعي أن يتعايشا ويتكاملا بشكل آمن وفعال، دون أن يفقد الإنسان دوره الأساسي في اتخاذ القرارات ومراقبة هذه الأنظمة؟
بين الحلم والواقع
الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية جديدة، بل هو تحول شامل يعيد تشكيل مستقبل البشرية، ومع كل خطوة نتقدمها نحو تقنيات أكثر تطوراً، نواجه مسؤولية كبيرة لضمان أن هذه الأدوات تخدم مصلحة الإنسان وتحترم القيم الإنسانية.
إلى أين سيقودنا الذكاء الاصطناعي؟ الإجابة لا تزال مفتوحة، وتعتمد كثيراً على كيفية تعاملنا اليوم مع هذه التقنية، وكيف نضع لها قواعد واضحة تساعد في الاستفادة منها بأمان وعدالة.
أمجد الأمين (أبوظبي)