«أُخفي الهوى».. شخوص مهمّشة ومصائر متشابكة
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
شعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلةفي بعض المجتمعات يكون هنالك أحياناً أناس مهمشون، بغض النظر عن حالاتهم المادية، فقد يكونون مهمّشين بسبب الشكل أو البطالة أو اضطراب نفسي، وقد يواجهون وصم المجتمع والمقربين.
وتطرح الكاتبة في الرواية، المرشحة ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية 2024، سؤالاً مفصليّاً هو: كيف يقع بعض الأشخاص في طريق الخطأ رغم أنهم قد يكونون أصلاً أخياراً في الحقيقة، لتخوض بذلك في ثنائية صراع الخير والشر في النفس البشرية.
فيض مشاعر
ويقوم النص على أحداث وشخصيات حية من المجتمع الإنساني بشكل متوازٍ، وتتصاعد مستويات السرد تدريجياً فيما ترتبط كل شخصية بأخرى في نسيج مفاجئ يكتشفه القارئ عبر خيوطه المتشابكة، ويكتشف أيضاً كيف يرتبط قدر كل واحد من الشخوص في القصة بالآخر.
وفي حديث لـ «الاتحاد» قالت درّة الفازع: «إن الرواية تاريخية وتدور أحداثها في عام 2014 وتحكي عن أجواء وفضاءات في تونس، كيف نعيش وماذا نقول، وتعرض أحلامنا وواقعنا والصعوبات التي قد نواجهها، وفيها أيضاً فيض من المشاعر، كالحب والقطيعة، وهي رواية (ضد النسيان)، وعنوانها مستوحى من أشعار ابن الفارض: (أخفي الهوى ومدامعي تبديه.. وأميته وصبابتي تحييه)، وأنا أحب تلك الأشعار وقد وجدتها تتماشى مع الرواية، لأن فيها كثيراً من الحب والمشاعر عبر حكايات متوازية».
وأضافت: «رغم أن صبغة الرواية محلية، لكن حاولت وضع بُعد إنساني لها، لتلامس القارئ أياً كانت ثقافته، فالتجربة الإنسانية فيها تجعلها عالمية وقابلة لأن تتنقل بين الثقافات عبر هذا الجانب الإنساني».
السهل الممتنع
لغة عربية فصحى بمفردات بسيطة، سردت بها الكاتبة الأحداث، واستخدمت السهل الممتنع، ووضعت اللغة العربية في قالب عصري لتقديم رواية عصرية تحتفي بالحرف العربي حتى في غلافها، لأن المؤلفة تؤمن بأن شخصية كاتب الرواية تتسرب عبر الحروف والكلمات، ولذلك فقد يجد القارئ بالتأكيد بعضاً من درة الفازع بين السطور، وتظهر في الأحداث رؤيتها تجاه العالم وصراع الأجيال.
وعن ذلك تقول: «أعتبر شخصية الراعي الريفي محورية، نراه يتنقل، شخصاً ليس مهماً ولا يستطيع القراءة والكتابة، ثم عندما يذهب إلى أعالي الجبال تعرف قوته في طريقة تعامله مع المواقف المختلفة في مناطق وعرة وصعبة، وقد استلهمت الشخصية من قصة واقعية هي سيرة معينتي المنزلية التي عاشت تلك الحياة».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: روايات الروايات العربية جائزة البوكر العربية البوكر العربية
إقرأ أيضاً:
ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يكشف ملامح شخصية عمر بن الخطاب قبل إسلامه
عقد الجامع الأزهر اليوم الأربعاء، اللقاء الأسبوعي لملتقى السيرة النبوية، تحت عنوان: "من سير الصحابة.. عمر بن الخطاب دروس وعبر"، بحضور كل من الدكتور السيد بلاط، استاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر، والدكتور خالد عبد النبي، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، وأدار اللقاء الشيخ علي حبيب الله علي، الباحث بالجامع الأزهر.
في مستهل الملتقى، قال الدكتور السيد بلاط، أن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، بدأت ملامح شخصيته القيادية بالتبلور حتى قبل إسلامه، حيث اشتهر منذ صباه بالقوة والفطنة، وقد كان ضمن القلة النادرة في مكة التي تجيد القراءة والكتابة (المقدرة بنحو سبعة عشر رجلاً)، كما عرف بفصاحته وقدرته على الخطابة والتأثير، وقد عمل قبل الإسلام برعي الغنم في الفترة ما بين الثامنة والثامنة عشرة من عمره، وهي الحرفة التي غرست فيه صفات الصبر والجلد وتحمل المسؤولية، بعد ذلك، انتقل إلى العمل في التجارة، مما أتاح له فرصة السفر والاحتكاك بالثقافات وتوسيع مداركه، مبينًا أن ما ينشر من روايات ينسب فيها إليه أنه كان يضحك ويبكي، لسببين حينما يتذكر الفترة قبل إسلامه: الأول، أنه كان يصنع إلهًا من العجوة فإذا جاع أكله، والثاني، أنه بكى تذكراً لابنته التي أراد أن يئدها فكانت تنفض التراب عن لحيته، إلا أن التحقيق التاريخي وعلماء السير يؤكدون أن هذه الروايات غير صحيحة ولا سند لها في كتب التاريخ والسنة المعتبرة، إضافة إلى أنه تضعف هذه الروايات كذلك حقيقة أن قبيلته، وهي بني عدي، لم تكن من القبائل المعروفة بظاهرة وأد البنات، كما أن رجاحة عقله وفطنته التي عرف بها قبل الإسلام لا تتفق مع ارتكاب مثل هذه الأفعال.
وبين أن عمر بن الخطاب أسلم في السنة السادسة من البعثة النبوية الشريفة، فلم يكن إسلامه مجرد انضمام فردي، بل كان نقطة تحول حاسمة وعزًا مؤزراً للمسلمين، فبعد إسلامه، ظهرت قوة المسلمين، وخرجوا لأول مرة للصلاة عند الكعبة صفاً واحداً دون خوف، فكان إسلامه بمثابة الفرق الذي عزز شوكة الإسلام وبدأ مرحلة جديدة من الجهر بالدعوة.
من جانبه أشار الدكتور خالد عبد النبي إلى أن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يتمتع بصفات فريدة جعلته ركيزة للإسلام؛ فقد كان شديد القوة، وشديد البأس، وشديد التمسك بالحق والعدل، ولإدراك النبي صلى الله عليه وسلم لأهمية هذه القوة في دعم الدعوة، توجه بالدعاء إلى المولى سبحانه وتعالى: "اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك؛ بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب"، وقد كان إسلامه فتحاً ونقطة تحول، إذ أصر والح على النبي صلى الله عليه وسلم أن يتم إعلان الدعوة الإسلامية، فتحولت مسيرة الدعوة من طور السرية والكتمان إلى مرحلة الجهر، ولذلك لقب بـ "الفاروق"؛ لأنه فرق بإسلامه بين الحق والباطل.
وأوضح أن فترة خلافة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه مثلت العصر الذهبي للفتوحات والتوسع الإسلامي، وقد تحققت على يديه العديد من الإنجازات العظمى التي ارتقت بالخلافة إلى أوج القوة، ومن أبرزها فتح مصر، حيث كان له الفضل العظيم في دخول الإسلام إليها، كما اتسعت رقعة الدولة الإسلامية بصورة لم يسبق لها مثيل، وهذا التوسع في عهده، جاء تحقيقاً لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بأن يعز الله الإسلام بأحد الرجلين، فتحولت قوته الشخصية إلى قوة في الإدارة أسست لحضارة مترامية الأطراف.
يذكر أن ملتقى "السيرة النبوية" الأسبوعي يُعقد الأربعاء من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية الإمام الأكبر وبتوجيهات من الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، بهدف استعراض حياة النبي محمد ﷺ، وإلقاء الضوء على المعالم الشريفة في هذه السيرة العطرة، وبيان كيفية نشأته وكيف كان يتعامل مع الناس وكيف كان يدبر شؤون الأمة، للوقوف على هذه المعاني الشريف لنستفيد بها في حياتنا.