بوابة الوفد:
2025-07-31@10:13:32 GMT

غزة المسمار الأخير فى نعش نتنياهو

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

هل تشفى بحور الدماء فى غزة غليل اليهود؟ وهل يكفى استشهاد وإصابة أكثر من 100 ألف فلسطينى لإشباع رغبة جيش الاحتلال فى الانتقام من أهالى القطاع؟ والسؤال الأهم هل شعرت إسرائيل بالمأزق الكبير الذى أصبحت فيه بعد اندلاع حرب غزة؟

الإجابة عن هذه التساؤلات ببساطة أن جيش الاحتلال أصبح بين أمرين كلاهما مر، الأمر الأول إما الانسحاب من غزة خاصة بعد فشله فى تحقيق أهدافه المعلنة، واستجابة للرأى العام الإسرائيلى الذى بات رافضاً بشدة للحرب نظراً لتأثيرها المدمر على الاقتصاد الإسرائيلى، ولفشل الجيش فى العودة بالرهائن، وارتفاع نسبة القتلى والمصابين بين صفوفه، وفى هذه الحالة سيخضع نتنياهو وقادة الجيش للمحاكمة وربما انتهى مستقبله السياسى للأبد.

الأمر الثانى وهو الاستمرار فى الحرب مهما كانت النتائج، وهذا الاتجاه أكثر مرارة، لأنه فى حالة استمرار الخسائر -وهذا هو المتوقع- فسوف يلقى رئيس وزراء الاحتلال نفس المصير، وربما كانت نهايته السجن قبل أن يلقى فى مزبلة التاريخ.

«نتنياهو» الذى رفض مبادرات السلام العربية الأمريكية لإنهاء الحرب وإقامة الدولة الفلسطينية، بل إنه صرح فى غطرسة لم يسبق لها مثيل على المبادرة بضرورة فرض سيطرة إسرائيل على المنطقة كلها من النهر إلى البحر، الأمر الذى يكشف خبث نوايا اليهود وأنهم بهذه الطريقة ربما يفقدون جزءاً كبيراً من الدعم الأمريكى فى الحرب المشتعلة الآن.

فى الحالتين فإن نتنياهو يواجه مصيراً مظلماً مبنياً على رعبه من الفشل، ما يعنى انهيار نظريته الأمنية وفكرة الملاذ الآمن لليهود التى بنى عليها حرب الـ106 أيام على غزة حتى الآن دون تحقيق نتائج إيجابية فى هذا الملف، فبقاء المقاومة وصمودها ونجاحها بل والتفاف الأهالى حولها سيكون له انعكاس إيجابى كبير على الفلسطينيين مستقبلاً بل على المنطقة كلها.

إسرائيل التى دخلت الحرب على غزة بهذه القوة والجبروت والعدة والعتاد، لا تدرى كيف تخرج منها محتفظة بماء الوجه، لأن سقف طموحاتها كشفت الأيام أنه أقل بكثير من إمكانياتها.. بل بات الانشقاق داخل الحكومة نفسها يهدد بسقوطها فى أى لحظة.

خسائر الاحتلال مستمرة بلا توقف منذ الضربة الأولى التى وجهت له فى السابع من أكتوبر الماضى، ورغم عمليات الكتمان خوفاً من تأثيرها السلبى على الجبهة الداخلية، فهناك توقعات بزيادة الخسائر الإسرائيلية عن 50 مليار دولار أمريكى فى ظل تعطل السياحة والعديد من القطاعات الاقتصادية.

الإسرائيليون أنفسهم تعرضوا لعمليات نزوح كبيرة من مناطق غلاف غزة وشمال فلسطين المحتلة بعيداً عن خطوط المواجهة، فهناك 500 ألف مستوطن يهودى على أقل تقدير فروا وتركوا منازلهم فى رعب وخوف، الأمر الذى زاد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية.

وهناك 250 ألف يهودى لم يجدوا أماناً وغادروا الدولة إلى بلدان العالم المختلفة بحثاً عن الاستقرار بعيداً عن صواريخ المقاومة وحالات الرعب والفزع التى أصابتهم وحولت ملاذهم الآمن إلى زلزال يهدد وجودهم.

باختصار.. الربيع الغزاوى أصاب تل أبيب فى مقتل وقضى على أحلام اليهود التوسعية فى المنطقة، بل إنه أنهى حلم نتنياهو السياسى إلى الأبد، وأصابت هذه الهزة السياسية الأحزاب الإسرائيلية فى مقتل خاصة حزب الليكود الحاكم القابع على رأس السلطة منذ 15 عاماً.

تبقى كلمة.. طوفان الأقصى وضع المسمار الأخير فى نعش نتنياهو أطول رؤساء وزراء إسرائيل حكماً منذ إنشاء الكيان الإسرائيلى متفوقاً على مؤسس دولة إسرائيل ديفيد بن جوريون.

غزة تمرض لكنها لا تموت.. فوعد الله حق والله محقق وعده لا محالة، أما نتنياهو فقد باتت أيامه معدودة وغداً ترفرف أعلام دولة فلسطين فوق المساجد والكنائس لتعيد الحياة إلى قلب العروبة.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار غزة المسمار نتنياهو غزة

إقرأ أيضاً:

هآرتس: الطبقة السياسية في إسرائيل تسير خلف نتنياهو نحو الهاوية

في مقال نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، شبّه الكاتب عودة بشارات الطبقة السياسية في إسرائيل بقطيع يسوقه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نحو الهاوية، في إشارة إلى غياب القيادة الواعية وحالة الانقياد الجماعي الأعمى في الساحة السياسية.

وقال الكاتب إنه شاهد على الشبكة مقطع فيديو متداولا يُظهر راعي أغنام عراقي يقود قطيعه نحو النهر ثم يقفز في الماء فيتبعه الكلب، ثم تقفز الأغنام الواحدة تلو الأخرى، بترتيب مثالي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب إسرائيلي: تجويع غزة لا يمكن تبريره للعالمlist 2 of 2صحيفة بريطانية: غزة مشرحة مفتوحة ورائحة الموت تزكم الأنوف في كل مكانend of list

وأضاف أن هناك فيديو آخر يقدم قصة مشابهة بالرسوم المتحركة، ولكن على متن سفينة في عرض البحر، حيث تقفز الحيوانات المسكينة بحماس في أعماق البحر.

وعلّق قائلا "يؤسفني أنني لا أستطيع أن أدخل إلى عقل الخروف الذي يقفز بحماس أو استسلام خلف الراعي وكلبه الوفي. هل هو انقياد أعمى للزعيم؟ أم ضغط اجتماعي؟ أم هو الخوف من أن تُكسر قواعد الجماعة؟".

"بيبي قال"

كما يؤكد الكاتب أن الواقع السياسي في إسرائيل يذكّره بلعبة شهيرة في الطفولة تُعرف بـ"حسن قال"، حيث يطيع اللاعبون الأوامر فقط عندما تبدأ بجملة "حسن قال"، بينما يخسر من يطيع أمرا لا تسبقه تلك الجملة.

واعتبر بشارات أن هذه اللعبة تُمارس اليوم في الساحة السياسية الإسرائيلية، لكن اسمها "بيبي قال"، فإذا قال نتنياهو إنه لن يعترف بالدولة الفلسطينية، يقفز خلفه يائير لابيد ثم بيني غانتس، ثم بقية المعارضة، دون أي تفكير، فالكل ينفذ فقط ما يقوله بيبي.

ويرى الكاتب أن تفاخر إسرائيل بديمقراطيتها وتعدد الآراء فيها، ليس إلا ادعاء زائفا لأن تلك الآراء فارغة وتفتقد إلى العمق ولا تناقش القضية الأهم، أي طريقة إنهاء الصراع مع الفلسطينيين.

وأشار إلى أن الإجماع شبه التام بين الأحزاب الكبرى على رفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية يفضح العجز الجماعي عن اتخاذ قرارات مصيرية تتجاوز شعارات التعددية.

عودة بشارات: إذا قال نتنياهو إنه لن يعترف بالدولة الفلسطينية يقفز خلفه يائير لابيد ثم بيني غانتس ثم بقية المعارضة دون أي تفكير لا حلول

ويقول الكاتب إنه في ظل صمت الطبقة السياسية الإسرائيلية عن المجاعة في غزة باستثناء عضو الكنيست غلعاد كاريف، وغياب أي أفكار لحل الأزمة واستشراف اليوم التالي للحرب، شعر ببعض التفاؤل قبل أيام عندما وجد مقالا لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك بعنوان "نداء طارئ"، لكن سرعان ما تبددت آماله عندما انتهى من قراءة المقال ولم يجد فيه أي خطة عملية أو فكرة للخروج من الأزمة.

إعلان

أما من تبقى من "أنصار السلام"، فقد وصفهم الكاتب بمقولة القائد الإسلامي طارق بن زياد "أيتام على موائد اللئام"، في إشارة إلى أنهم معزولون، بلا دعم ولا ظهير سياسي، مثل عضو الكنيست، اليساري عوفر كسيف، الذي حُوصر إعلاميا بسبب مواقفه الجريئة المدعومة بمعرفة تاريخية دقيقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • مسؤول سابق في جيش الاحتلال يطالب نتنياهو بصفقة شاملة مع حماس الآن 
  • مستشار نتنياهو يكشف ملامح رؤيته في غزة: لا دولة فلسطينية أو إعمار دون نزع السلاح
  • هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
  • فريدمان: نتنياهو خدع ترامب في غزة ولن يحقق النصر الكامل
  • هآرتس: الطبقة السياسية في إسرائيل تسير خلف نتنياهو نحو الهاوية
  • تقرير: نتنياهو يدرس ضم أراض في غزة حال فشلت مفاوضات وقف إطلاق النار
  • خطة نتنياهو الجديدة في غزة.. إسرائيل لن تنتظر
  • رئيس شعبة العمليات السابق في جيش الاحتلال: العالم يتوحد ضد “إسرائيل” وذاهبون لفشل مطلق
  • لماذا لم تنتصر إسرائيل رغم تفوقها؟
  • ستارمر: صور أطفال غزة مروّعة.. وترامب يتحدث عن خطط مع نتنياهو