رؤية حكومية لأسباب الأزمة الاقتصادية
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
كيف وصلنا إلى ما وصلنا إليه من أزمة اقتصادية غير مسبوقة، وإلى أين نحن ذاهبون، وهل هناك آمال بالانفراج القريب، وعودة الاستقرار إلى المشهد الاقتصادى، وهل هناك إمكانية للسيطرة على جنون الدولار المنفلت من كل عقال؟
هذه أسئلة يرددها كثير من المصريين، الخبراء والبسطاء، الأغنياء والفقراء، المؤيدين للحكومة والمعارضين لها.
بعض من هذه الأسئلة وجهته قبل أيام إلى مسئول حكومى رفيع المستوى، فقال بوضوح إن المستقبل القريب سوف يشهد انفراجة واضحة، وسوف يلمسها الناس خلال شهور وليس سنوات.
المسئول البارز سرد تفاصيل الأسباب التى قادتنا إلى هذا المشهد، ورأيه الواضح أن العوامل الخارجية كانت هى السبب الرئيسى فى هذه الأزمة، لكنه لا ينكر أيضا وجود أسباب داخلية.
المسئول يقول إن هناك حقائق موضوعية واضحة تؤكد صحة كلامه. فى تقديره أن مصر شهدت اضطرابات كثيرة خصوصا فى الفترة من ٢٠١١ إلى ٢٠١٣، خصوصا الإرهاب وتراجع الاقتصاد بفعل المظاهرات والاحتجاجات الفئوية وتحديات التنمية.مصر بدأت برنامج إصلاح اقتصادى عام ٢٠١٦ لمعالجة كل سلبيات الماضى، خصوصا التشوهات والمشاكل الهيكلية التى كان يعانى منها هذا الاقتصاد. ومنذ بداية برنامج الإصلاح وحتى ظهور فيروس كورونا بآثاره الصعبة كانت كل المؤسسات الدولية تشيد بالاقتصاد المصرى خصوصا أن المحددات الأساسية الثلاثة التى يمكن الحكم بها على أى اقتصاد كانت جيدة وإيجابية وأولها التضخم وكان مستواه حوالى خمسة فى المائة والبطالة أقل من ٨٪ والنمو ٥٪.
وفى اللحظة التى بدأنا نستعد فيها لجنى ثمار الإصلاح جاءت كورونا نهاية ٢٠١٩ وأوائل ٢٠٢٠.
وخلال هذه الفترة قامت أمريكا بطبع ٩ تريليونات دولار وأوروبا طبعت ٤ تريليونات يورو، الأمر الذى قاد إلى التضخم الكبير، لكننا لم نشعر بهذه الآثار بشدة إلا فى النصف الثانى من عام ٢٠٢١ ورغم ذلك ظلت المؤشرات الاقتصادية معقولة.
لكن الضربة الكبرى جاءت مع الحرب الروسية الأوكرانية التى بدأت فى ٢٤ فبراير ٢٠٢٢، فخلال ٣ أسابيع من مارس من نفس العام خرجت من مصر ٢٢ مليار دولار من البنك المركزى ويطلق عليها «الأموال الساخنة» لأنه نتيجة للتضخم العالمى ما بعد كورونا وبداية أزمة أوكرانيا وارتفاع أسعار الحبوب والطاقة وتعطل وبطء سلاسل الإمدادات فقد قررت البنوك الأمريكية والأوروبية رفع سعر الفائدة من صفر فى المائة تقريبا إلى ٥٫٥٪، وهى نسبة كبيرة جدا هناك، وبالتالى هربت الأموال الساخنة إليها.
المسئول الحكومى البارز يقول علينا تذكر أننا أنهينا برنامج الإصلاح الاقتصادى الأول مع الصندوق فى ظروف طيبة جدا، لدرجة أننا طلبنا منهم مواصلة العمل معهم من أجل استكمال إصلاح التشوهات فى الاقتصاد، لكن ضربتى كورونا وأوكرانيا «لخطبت كل الأوراق». وصارت هناك فجوة دولارية واضحة بين ما يدخل إلينا من تدفقات دولارية، وما نحتاجه لسد الاحتياجات خصوصا سداد أقساط وفوائد الديون واستيراد السلع الأساسية ومستلزمات الإنتاج الأساسية. وبسبب هذه الفجوة ظهرت مشكلة ارتفاع سعر الصرف للعملات الأجنبية ووجود سعرين للدولار، الأمر الذى تسبب فى مشاكل عديدة.
ما سبق هى الأسباب الخارجية، لكن المسئول يقول إن هناك أسبابا داخلية أيضا أهمها الاعتماد على الأموال الساخنة، وهى غير مضمونة، ولا يمكن التحكم فيها من الداخل، إضافة للإصرار على تثبيت سعر الدولار عند ١٥ جنيها لفترة طويلة، ولو كنا تركناه يتحرك بهدوء وتدرج ما وصلنا إلى هذه المرحلة.هذه هى الصورة التى يطرحها المسئول الحكومى الرفيع وبطبيعة الحال يمكن الاتفاق معها أو معارضتها، وشخصيا أرى أنها تتضمن العديد من النقاط الموضوعية لكن كان يمكن تخفيف آثارها لو كانت السياسات الاقتصادية مدروسة وسليمة.
لكن السؤال المهم، لا يتعلق فقط بالماضى ــ رغم أهميته ــ لكن يتعلق بالمستقبل، وإلى أين نحن ذاهبون وكيف سنخرج من هذه الأزمة بأقل الأضرار إن شاء الله.
فى الأيام المقبلة سوف أسعى جاهدا لمناقشة هذه الأسئلة شديدة الأهمية لكل المصريين.
عماد الدين حسين – الشروق نيوز
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: لن يكون هناك حماس في غزة وسننجح بتحرير جميع الأسرى
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، اليوم الأربعاء، إن تل أبيب ستنجح في تحرير جميع الأسرى، مضيفًا أن حكومته ستعمل على "القضاء التام على حركة حماس " وعدم السماح بعودتها إلى السيطرة على قطاع غزة .
جاءت تصريحات نتنياهو خلال جولة ميدانية في شركة "كاتسا" (خط أنابيب أوروبا–آسيا) بمدينة عسقلان، في وقت تتصاعد فيه الخلافات داخل إسرائيل بشأن أهداف الحرب على قطاع غزة، وسط نقاشات حول إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مقابل وقف لإطلاق النار.
وفي ظل انتقادات داخلية في إسرائيل بأن الحديث عن القضاء على حماس قد يعرقل المفاوضات ويتناقض مع جهود تحرير الأسرى، قال نتنياهو: "لن يكون هناك حماس. لن يكون هناك حماستان. لن نعود إلى ذلك. انتهى الأمر. سنُفرج عن جميع مختطفينا"، وفق تعبيره.
وهاجم نتنياهو المواقف الإسرائيلية التي تعتبر أن تحقيق الهدفين في آنٍ واحد أمر متناقض، مؤكدًا: "أي كلام فارغ هذا. الأمر يعمل معًا. سننجز ذلك معًا، خلافًا لما يُقال. سنستأصلهم من الجذور. فرصنا هائلة. لن نفوّتها. لن نخطئ في تقديرها، لن نخسرها، ولن نضيعها".
اقرأ أيضا/ سويسرا تُباشر بإجراءات حل فرع "مؤسسة غـزة الإنسانية" في جنيف
وأضاف "قوة تضعف وأخرى تصعد. نعم، أعلم أن البعض ظن أن قوته ستصعد، لكن هذا تغيّر قليلًا. القوة التي صعدت هي دولة إسرائيل. وهذا لا يحدث من فراغ. لدينا فرصة عظيمة، ليس فقط لهزيمة أعدائنا، بل أيضًا لضمان مستقبلنا، اقتصاديًا، وقوميا، ودوليًا، وفي مجال الطاقة".
وتابع "سنربط آسيا والشرق الأوسط، وشبه الجزيرة العربية بمصادر الطاقة الهائلة التي تمتلكها، مع الغرب. هذا سيحدث، لدينا الكثير لنقوم به لضمان الازدهار والنمو بما يتجاوز ما يمكننا تصوره. نحن نعتزم تعزيز قدرات إسرائيل في مجال الطاقة. لدينا قدرة هائلة".
وقال "التقديرات تشير إلى أن مداخيل الغاز وحده في العقد المقبل ستبلغ نحو 300 مليار شيكل. تتذكرون حين دار جدل حول هذا الأمر: (هذا سيدمّر اقتصاد إسرائيل). لكنه لم يدمر الاقتصاد – بل يبنيه. إلى جانب مصادر الطاقة الأخرى والمنشآت التي نقيمها".
المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية معاريف: سلاح الجو الإسرائيلي استهدف غزة بذخائر فائضة من مهام مواجهة إيران إسرائيل تُلغي تصنيف "منطقة عسكرية مغلقة" عن مستوطنات غلاف غزة الكنيست يرفض مشروع قانون لحظر العلاقات التجارية مع قطاع غزة الأكثر قراءة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في اليامون غزة: الإعلامي الحكومي يتحدث عن مراكز توزيع المساعدات الأمريكية إصابة شاب بجريمة إطلاق نار جديدة في الناصرة ترامب يعلن عقد مباحثات بين واشنطن وطهران "الأسبوع المقبل" عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025