أكثر من 5000 قطعة أثرية تروي حكاية العُماني مع الأرض
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
لم يتوقّف شغف محمد بن أحمد أمبوسعيدي بجمع الآثار والحصول على المقتنيات القديمة، ولكن توسع شغفه إلى عرض هذه القطع والمقتنيات التي بذل فيها الكثير من الجهد والمال في متحف خاص به يهدف من خلاله إلى تعريف الأجيال الجديدة وزائري الولاية بتاريخنا الحافل الضارب في القدم، حيث تخمّرت الفكرة لديه في بداية عام 2021 عندما عرض تلفزيون سلطنة عمان لقاءً خاصا معه وتقريرا عن شغفه بهواية جمع الآثار، الأمر الذي وجد صدى كبيرا من المتابعين وشجعوه على فكرة المتحف لتبدأ الفكرة في الظهور وليكتمل المشروع مؤخرا، حيث تزامن افتتاحه مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني الثالث والخمسين المجيد وبدأ في استقطاب الزائرين.
والتقت «عمان» بـ محمد أمبوسعيدي صاحب الفكرة ومالك المتحف حيث قال «إن متحف نزوى يعد مُجمعا حضاريا وطنيا متكاملا يُتيح لزائريه فرصةً للإبحار في رحلةٍ عبر التاريخ للتعرف على التراث والحضارة العُمانية من خلال ما يقارب 2000 من المقتنيات المعروضة في 8 قاعات، إضافة إلى أكثر من ثلاثة آلاف قطعة تنتظر عرضها قريبا»، مضيفا: إن هذه القطع تم اختيارها بعناية لتبرز التفاعل بين العمانيين والأرض التي عاشوا عليها على مر التاريخ، وتُظهر قُدرة الإنسان العُماني على تسخير الطبيعة في تمكين البناء والاستقرار، وفي المتحف تم تسليط الضوء على التراث العماني.
رؤية المتحف
وأوضح محمد أمبوسعيدي أن الهدف من إنشاء المتحف هو تحقيق رسالة مهمة جوهرها الارتقاء بالمنظومة السياحية التُراثية في سلطنة عُمان وفي ولاية نزوى بصفة خاصة، التي تُعد مقصدا سياحيا رئيسيا وركنا مهمّا من أركان السياحة في سلطنة عمان، بالإضافة إلى إظهار دور نزوى التاريخي والحضاري وجعل المتحف مركزا للإشعاع الحضاري ومرجعا تاريخيا متكاملا لمن يرغب في سبر أغوار التاريخ العماني والتعرف على مقتنيات السكان قديما بمختلف استخداماتها. وأشار إلى أن المتحف حاليا يضم 8 قاعات متنوعة تم تصنيفها بحسب المعروضات التي تناهز ألفي قطعة أثرية وتراثية تمثّلت في قاعة المخطوطات العُمانية، وتضم مجموعة من نوادر المخطوطات التي يعود تاريخها لأكثر من 400 سنة، وقاعة الفخار التي تتميز بوجود نوادر من الفخار العُماني من ضمنها أكبر خرس لاستخراج النيل وثلاثة من أندر الخروس الصغيرة «الحُب» التي تستخدم لاستخراج مادة النيل لصباغة الملابس، وقاعة النحاس التي تضم النُحاسيات العُمانية المصنوعة يدويًّا وبعض الأواني المعروفة، وقاعة الأسلحة وبها مجموعة من الأسلحة التقليدية وملحقاتها ويعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، والأبواب والنوافذ والأخشاب ذات النقوش والألوان والأشكال المتنوعة، وقاعة الحرف اليدوية التي تحتوي على المعدات والآلات والمواد المستخدمة في الحِرف والصناعات اليدوية القديمة كصناعات النسيج والسين والزيجرة، وقاعة المرأة، وتضم مجموعة من المشغولات والمقتنيات الخاصة بالمرأة والملابس البدوية والحضرية ومهد الأطفال، بالإضافة إلى قاعة الإنسان وبها تاريخ الإنسان العماني القديم ومراحل تطوّر استخدامات المعدات والحرف وقاعة التواصل الحضاري وبها العديد من المقتنيات القديمة المستخدمة في أكثر من بلاد وتسهم في نقل المعارف والخبرات، كما أن هناك مجموعة من المتحجرات والأحافير التي يعود تاريخها إلى 260 مليون سنة، ومشغولات يدوية استخدمها السكان قديمًا، والكثير من القِطع التراثية التي تحكي قصة التواصل الحضاري والتجاري مع الشعوب الأُخرى؛ بالإضافة إلى وجود أكبر وأقدم باب أثري في سلطنة عمان والذي يزيد عمره على ٥٠٠ سنة مصنوع من خشب القرط، حيث يتم معرفة تاريخه عن طريق طبقات الشحوم المدهونة، بالإضافة إلى أعمدة الأبواب وما تضمّه من نماذج النقوش الجميلة والنقوش العمانية المتشابهة.
وعن السبب الذي دفعه للاستمرار في فكرته وإخراج المتحف إلى النور قال «إضافة إلى الهواية والشغف فإنني أسعى من خلال هذا المشروع إلى توصيل رسالة للعالم عن التراث العُماني في جميع المجالات الثقافية؛ وأن يُصبح المتحف مقرا دائما للمقتنيات من أجل خدمة المجتمع في التواصل الثقافي بين الماضي والحاضر، وهناك بعدٌ آخر وهو دعم وحفظ وترميم التراث الثقافي والتاريخي، وأن أكون شريكا لتعزيز أنشطة المجال المتحفي كعرض القطع الأثرية والأدوات المستخدمة في صناعة التراث الإنساني القديم»، مضيفا «قمت بوضع قواعد وأسس لزيارة المتحف أسوة بما هو متّبع في المتاحف المحلية والعالمية من بينها عدم الاقتراب كثيرا من القطع المعروضة أو لمسها حفاظا عليها من التلف، وتأمّل المعروضات من مسافة بعيدة نسبيا، كي لا يتم حجبها عن الزوار الآخرين والانتباه التام أثناء التجوال في قاعات المتحف للحفاظ على المقتنيات من أي حوادث أو العبث بالمقتنيات، كما أوجدت زاوية لبيع الهدايا التذكارية والتحف، إضافة إلى تثبيت صفائح بها نبذة عن المقتنيات وتاريخها».
آفاق التطوير
وتحدث عن خطته المستقبلية قائلا «هناك طموح للتطوير أولها التعاون مع جامعة السلطان قابوس والمتاحف الحكومية بغرض توثيق المعروضات بالتاريخ، حيث اكتشفت خلال الفترة الفائتة أن الزائرين يولون اهتماما بالأرقام بدقة، وأسعى لدراسة تاريخ المقتنيات وتثبيتها عِوضا عن التواريخ التقريبية، وتوسيع القاعات لاستيعاب المقتنيات التي لم يتم عرضها، ومن بين الأفكار سرد تفصيلي يستغني عن الشرح المرافق وهذه الأفكار تأتي من خلال انطباعات الزائرين، واستقطب المتحف أكثر من 3000 زائر في أول أربعين يوما بعد الافتتاح، والاتفاق مع الشركات السياحية لتضمين زيارة المتحف ضمن برنامج زياراتهم للولاية باعتباره مُكمّلا لهذه الزيارة».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بالإضافة إلى مجموعة من الع مانی من خلال أکثر من
إقرأ أيضاً:
فعاليات فنية وثقافية وتعليمية ضمن برنامج التدريب الصيفي بالمتحف القومي للحضارة المصرية
انطلقت خلال شهر يوليو الجاري فعاليات برنامج التدريب الصيفي للأطفال والطلاب، بالمتحف القومي للحضارة المصرية، وذلك في إطار الدور الثقافي والتربوي للمتحف.
المتحف القومي للحضارةوقد شهدت الفعاليات إقبالًا كبيراً من الأطفال ما بين سن 8 وحتى 15 سنوات، حيث يوفر البرنامج أنشطة تعليمية وفنية وثقافية متنوعة تهدف إلى تعزيز الهوية المصرية وتنمية الإبداع والمعرفة بالتاريخ والحضارة.
وأوضح الدكتور الطيب عباس الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، إن هذه البرامج تأتي في إطار رؤية المتحف كمؤسسة تعليمية وثقافية رائدة تسعى إلى تقديم محتوى تثقيفي وترفيهي خلال العطلة الصيفية، خاصة للأطفال.
وأشار أن الورش المتنوعة تستلهم روح الحضارة المصرية القديمة، من خلال تناول موضوعات تربوية وفنية تهدف إلى تنمية المهارات الفكرية والإبداعية لدى الأطفال.
وتضمنت فعاليات البرنامج الصيفي، التي نظمها القسم التعليمي بالمتحف، مجموعة من الورش الفنية والثقافية الخاصة احتفالًا بالمناسبات العالمية، سعيًا إلى ربط الأطفال بالثقافات العالمية.
فاحتفالًا بـ"اليوم العالمي للنوبة"، قُدّمت ورشة بعنوان "تكي... تكي نوبة"، لتعريف الأطفال بالتراث الثقافي الغني لأهل النوبة.
وخلال الورشة، خاض المشاركون تجربة فريدة لاكتشاف ملامح الحياة النوبية من عادات وتقاليد وأزياء وأكلات، وألعاب الشعبية والعمارة.
وبمناسبة "اليوم العالمي للشطرنج" أقيمت ورشة فنية سلطت الضوء على لعبة "السِّنت"، إحدى أقدم ألعاب العقل التي مارسها المصريون القدماء، حيث استعرضت الورشة أبعاد اللعبة الرمزية والدينية، ودورها في التعبير عن مفاهيم مثل الحياة والموت والخلود.
وفي إطار الورش العلمية الفنية، جاءت ورشة "السر في الأوكسيد"، التي قدمتها الأستاذة نورهان عادل بمشاركة الفنانة علا المحمدي، حيث خاض الأطفال تجربة علمية شيقة لفهم طبيعة الألوان من خلال تجارب تناولت انعكاس الضوء، وامتصاص الألوان، وتطبيقات نظرية الألوان، ثم قاموا بتصميم أعمال فنية مستوحاة من تقنيات الفنان المصري القديم.
من جانبها ، أوضحت عزة رزق مسؤولة القسم التعليمي، أنه في إطار الفعاليات المستمرة، قُدمت ورشة "ألعابنا المصرية"، تعرّف خلالها الأطفال على مجموعة من الألعاب الشعبية والتراثية المصريةمثل لعبه النحلة الدوارة ، التي عكست جوانب من الثقافة الشعبية وروح التعاون والتفكير الجماعي، بعيدًا عن التكنولوجيا الحديثة.
وفي سياق غرس القيم عبر قصص الحضارة، نُظّمت ورشة بعنوان "صوت ماعت"، تناولت تعاليم الحق والعدل في الحضارة المصرية القديمة من خلال قصص تمثيلية وأنشطة محاكاة، وهدفت إلى ترسيخ مفاهيم العدالة والمسؤولية المجتمعية كما عاشها المصري القديم .
نفذت الورش الفنية بالقسم التعليمى كل من الفنانة هبة عبد القادر، أخصائي فنون بالمتحف، والأستاذة أسماء السيد ، وبمساعدة كلا من المتطوعات هنا نادر ، وسما حسين .
واختُتم البرنامج بمجموعة من الورش المتقدمة في الكتابة الإبداعية للكبار، من خلال المستوى الثاني لورشة "الكتابة والتحرير قبل النشر"، التي قدّمها الكاتب والروائي د. محمد الشخيبي، حيث درّب الأطفال والكبار على تطوير مهارات كتابة القصص القصيرة والروايات، من خلال بناء الشخصيات، وتحرير النصوص، والتسويق للأعمال الأدبية.