بينما يمضي الوقت – «ماك هوين سهل قيادك» – أمل أبوالقاسم
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
تصرف بعض الدول العظمى وأخرى دنيا من تلكم التي يتم تمويلها والصرف بذخيا على ورش ونشاطات وهلموا جرا في عدد من الدول بغية الوصول إلى مبتغاها عبر أجسام هلامية لا وزن لها ولا ثقل ولا تملك قرارا فقط محض حلاقيم مشروخة يرتد إليها صوتها خاسئا وحسير بعد تجريدها واهدافها أمام راعى الضان في الخلاء.
حرب السودان التى استخدم فيها “حميدتى” وقواته ليفقد عرشه بين طرفة عين وانتباهاتها بعد ان زين له رفعة عرشه أكثر وتتويجه ملكا بصلاحيات مطلقة دون ان يدرك انه كان وما زال أداة عند من يستخدمونه مطية.
(2)
بعد المرارات التي تجرعها المواطن على مر التأريخ وحتى 2019م بداية التدهور المريع والفقد الجلل لشباب السودان وصبيته وحتى قيام الحرب منتصف إبريل وبعد ان تغيرت الخارطة الاجتماعية تماما، اعتقد ان الصورة الذهنية للمواطن تغيرت كليا حول عدد من الأمور ولا اعتقد انه سيثق مجددا
في كل من حكم واعتلى كرسيا طيلة الحقبة الفائتة، واعتقد ان له كلمة سيقولها عقب نهاية الحرب. الآن لا شيء يشغله سوى القضاء على السرطان الذي استشرى في جسد السودان، خبيث كما نفوس حامليه جميعا، يفتكون به جسد مواطنه دون ان يرف لهم جفن وكأنهم ليسوا من صلبه، يريدون التسلق عبر اشلاء موتاه كما فعلوا عقب الثورة فتداعوا من كل (جحر) عميق. لكن مجددا هيهات فالهبة التي انتظمت كل ولايات السودان مدفوعة بالغبن وليس لحزب المؤتمر الوطنى الذي تسبب لكم في لوثة فكرية، هذه الهبة والتدافع نحو معسكرات التجنيد وآخرين تحزموا بالسلاح عفويا، والجموع الهادرة التى تلتف حول جيشها حامى حمى ارضها وعرضها قادرة على استئصال داءكم الخبيث من جذوره. فصولوا وجولوا وخططوا كيفما يحلو لكم فلم تعد هناك ذرة قبول لكم بل العكس بتم من الكراهية بمكان.. خسئتم.
(3)
قلت أعلاه ان قوى الحرية والتغيير و(تقدم) وغيرها تنخرط في ورش وحراك محموم بتمويل بذخي لن ينفعها بشيء للاسباب أعلاه. فى الأخير فهي محض عميل ومحض منديل. لكن ما بال الأجسام الوطنية الحادبة على مصلحة الوطن، ما بال صوتها خافت، ومالنا نراها متشرزمة. نعم ثمة حراك هنا وهناك لكن نحسب انه ضعيف لا يرقى لتجسيد موقف ملموس تحتاجه هذه الفترة من عمر البلاد بتقوية وتشبيك اللحمة على كافة الصعد.
(4)
بيان الإتحاد الأوربي حول إنزال عقوبات اقتصادية على ستة كيانات استهدفت ثلاثة منها شركات تعنى بالقوات المسلحة السودانية تتسق تماما مع نوايا واستهداف قوى الحرية والتغيير لذات الشركات إبان عهدها وهي شركات وطنية تقدم في المقام الأول خدمة للمواطن سيما “زادنا” التي تعنى بالانتاج الزراعى. ومثلما فشلت حكومة حمدوك وابواقها في إغلاق هذه المؤسسات أو وضعها تحت وصايتها ستفشل مكيدة الإتحاد الأوربي المتماهى معها فإن ضر السودان العقوبات الاقتصادية التى فرضتها امريكا لاكثر من عشرين عام إذن سيضره هذا القرار الجائر الذي يسعى لخنق الاقتصاد والجيش الذي خنق طموحاتهم فتقطعت بهم سبل المكائد وباتوا يتخبطون.
لله درك يا سودان والسهام تنالك من كل صوب وحدب لكن وبحمد الله وإذنه تكسرت وستتكسر نصالها أمام جلموده وعزته وكرامته..
ماك هوين سهل قيادك
وسيد نفسك ميين اسيادك
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الوقت بينما يمضي
إقرأ أيضاً:
بينما خيول الجنجويد الهمجية تموتُ على أسوار الفاشر، كان البجا يقتلون الخوف القادم من السواحل!
فيما يبدو أنَّ العالم تحت إمرة اللكيود وسيليكون فالي سخيًّا في شرِّه؛ فهو يقول لك: لِمَ تمانع في تناول أكثرَ مِنْ شر أو تهديد؟! بينما في وسعك تناول أكثر؛ خُذ واحدًا، وستحصلُ على الثاني هدية أو ربما الثالث أيضًا! وهو في ظاهره تخيير، لكن في باطنه إرغام.. فالسادة الذين يملكون السلاح النووي وحاملات الطائرات لا يميلون لمنحك الخيار؛ إلا خيار يتم طرحه على طاولة أنْ تختار بين: السئ والأسوأ!
هكذا أخبر عنهم حميد: “لسّع في أوروبا الغنيانة.. فقرانة روح دار تنسلى”
فبينما واجهت الفاشر، والجزيرة، والخرطوم، وسنار سيول من البرابرة الذين خرجوا لتوِّهم من كهوف تقبع خلف التاريخ.. وقالوا أنّ القتل في شريعة هولاكو الجديدة تحت طائلة: الكفر بالديمقراطية! كان الرجال المتعفنين الذين يرتدون ربطات العنق من أصحابِ مشاريع التنوير يقولون: هذا جيد.. “هذا ما نُريدهُ” -على طريقة طارق جيبو-. ثم يقولون للجنجويديِّ الخارج من كهف يقبع خلف التاريخ: ألا ترى ذلك الرجل النحيل وهو يجلسُ القرفصاء في هدوءٍ أعلى الترعة، ويبدو مُحبًا لأرضهِ وعائلتهِ.. ألا ترى أنّه يُشبه الكيزان الفلول – جرت لاحقًا على ألسنة الرجال الخارجين من كهوف تقبع خلف التاريخ “الكيسان الفيلول”-.. لِمَ لا تمارس فيه هوايتك المُحبّبة إلى نفسك؟! الذبح مِنْ الوريد إلى الوريد! والجنجويديّ بعد الذبح يجرّدك من كل شئ إلاّ دمك المسفوك يتركهُ للأرض.. والحمد لله أنّ الدم يبقى على الأرض ليشهد.
يقولُ الرجال المتعفنون الذين يرتدون المعاطف وربطات العنق: يا للهول متى حدث كل ذلك؟ اللعنة على الحرب! اللعنة على الحرب! سلموا الجنجويد أرضكم، ونساءكم، وأفتحوا الطريق أمام العقالات المتصيهنة لتنصب خيامها.. نضمن لكم العيش بأمان!
كانت هذه إذًا الهجمة على نسختها الأولى.. وهي النسخة التي تقف عندها الفاشر رأس الرمح في درب الصمود الأسطوري.
وكما كنا قد قلنا أنّ عالم اليوم سخيٌّ في شروره.. فهو يحاول استبدال البريرية على نسختها القديمة، ببربرية محدّثة. حيثُ الأحصنة الهوائية (المسيرات)، والكلام عبر البرق، والرسائل المشفّرة عبر الهواء.. وتكنولوجيا رهيبة لا قِبل لنا بها! تكنولوجيا مدهشة.. وهي ذات الدهشة التي اجتاحت الأفريقي وهو يفتحُ عيناه بكاملِ اتساعهما وهو يرى البيبل لأول مرة، ووالسلاح الناري لأول مرة، والسفن الشراعية الضخمة لأول مرة، وبراميل النبيذ المعتّق لأول مرة!
بيد أنّ البجا اختاروا القرار الصائبَ في دربِ المقاومة الطويل؛ والذي يبدأُ بقتلِ الخوف والذعر أولًا وقبل كل شئ. فبينما تأتي الأحصنة الهوائية لتلقي قنابلها وصواريخها المُدمِّرة.. كانت حفلاتهم الساهرة ينطلقُ منها النغم الحنون، وكانوا يأدون أفراحهم على طريقتهم -وكما اعتادوا تأديتها-، وعند الصباح رأى العالم تدافعهم المحموم لإخمادِ الحرائق.. بينما كانت تتهيأ النار لإلتهام كل شئ.
والصراع على السواحل أشدُ فتكًا من غزو الهمج القادمين من أصقاع أفريقيا؛ فعند السواحل دائمًا ما كانت تنفتحُ شهية الأمم ذات الطبيعة العدوانية أو اللصوصية.. فيأتي الصلبيون والفرنجة، ويأتي السلطان العثماني الجديد الذي كان قد قدّم سوريا قربانًا للعبرانيين منذ أشهر، ويأتي شيوخ النفط والغاز المتخمين بخيامهم. ولا نستبعد أنْ يأتي الألوف مِنْ الأمم المجنونة من القوقاز وآسيا الوسطى لتكرار تجربتهم التي تحوّلت إلى هواية يوم ذبحوا العشرات من أبناء الساحل السوري بتهمة “العلوية”!
غير أنّ التاريخ لم يقبل بمسلّمة عُلُوّ القوّةِ على الحقّ؛ لم يقضي بانتصار الأولى؛ إذ شهدت البشرية على أنّ رجالًا حفاةً عراةً وجوعى في فيتنام تمكّنوا من دحر أعظم إمبراطورية عسكرية عرفها التاريخ؛ بل مرّغوا أنفها في التراب. ذات الإمبراطورية التي تجرّعت الويلات بين جبال الأفغان وخرجت تُجرجر أذيال الخيبة. هي ذات الإمبراطورية التي ظنّت أنّها ملكت الشرق الأوسط بنفطهِ وغازهِ وآدمييه، وظلّت تعربدُ على البحر الأحمر، وتمدّ السلاح عبر سفنها لمن شاءت؛ لا سِيّما الدولة العبرية.. حتى أنطلق صاروخ من أرض اليمن قاطعٌ مئات الكيلومترات لمطار بن غوريون فارتعدت على إثره تل أبيب كما لم يرتعد كيانها من قبل. وظنّت بربرية “روما الجديدة” أنّ بإمكانها تأديب أنصار الله بتدمير ميناء الحديدة، وشن المزيد من الغارات الهمجية المُدمِّرة ولا شئ سوى أنّ اليمنيين باتوا أكثر صلابة، وعقدوا العزم على أنْ تُغادر الفرقاطات وحاملات الطائرات الأمريكية مياههم.. ولا سبيل سوى أنْ تُغادر. ولا ثمة كلمات لتصف المجاهدين الأحرار الذين لا يزالون يقاومون العدوان الفتاك من تحت الركام في غزّة.
الثابت بين أولئك أنّه لم يكن بين صفوفهم رجال المساومات؛ أولئك الذين يعقدون الصفقات ليلًا. خاضوا معاركهم وفق الرؤية الكلية للصراع، ونذروا في سبيل ذلك أغلى ما يملكون.. فكان الله في عونهم وإلى جانبهم
محمد أحمد عبد السلام
إنضم لقناة النيلين على واتساب