صحيفة روسية: البنتاغون سيترك الأكراد تحت رعاية الأسد
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
قد تدفع الولايات المتحدة التشكيلات الكردية في سوريا إلى التعاون مع دمشق، وهي مسألة طرحت في جدول أعمال المناقشات بالإدارة في واشنطن بمشاركة تركيا التي تنظر إلى حلفاء أميركا الرئيسيين في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية باعتبارهم تهديدا لأمنها القومي.
وفي تقريره الذي نشرته صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية، قال إيغور سوبوتين إن مجرد الحديث عن التقارب بين الإدارة الذاتية ودمشق قد يشير إلى استعداد البنتاغون لسحب القوات الأميركية من سوريا.
وحسب ما أفادت به مصادر في واشنطن لموقع "المونيتور" الإخباري، تناقش إدارة الرئيس جو بايدن تغيير السياسة تجاه سوريا.
ووفقا لهذه المصادر، طرحت مسألة الحاجة إلى التقارب بين دمشق وما تسمى قوات سوريا الديمقراطية (التحالف الذي يهيمن عليه الأكراد والذي تسيطر واشنطن من خلاله على الشمال)، وتم اقتراح إنشاء لجنة سياسات مشتركة بين الإدارات للتشاور بشأن مصير قوات سوريا الديمقراطية على المديين المتوسط والطويل.
وأكد أحد مصادر "المونيتور" وجود مناقشات حاليا على مستوى الخبراء والمستشارين، موضحا أنه "إذا تمت التوصية بتغييرات كبيرة في السياسة فقد يستغرق أي قرار أشهرا، إن لم يكن سنوات".
وأشار المسؤولون الأميركيون إلى أن الحسابات تجري على أمل إعادة انتخاب بايدن، ومع ذلك في حال عودة ترامب إلى المكتب البيضاوي سيتغير النهج تجاه شمال شرق سوريا، حيث سيتم نشر القوات الأميركية.
وذكر الكاتب أن فكرة التعاون بين قوات سوريا الديمقراطية والقصر الرئاسي في دمشق طرحت سابقا، حيث كان على القوات الكردية الموافقة على تفاعل محدود مع نظام الرئيس بشار الأسد طوال وجود مشروعها العسكري السياسي.
وكان هذا واضحا بشكل خاص في عام 2019 عند تسليم قوات سوريا الديمقراطية بعض مناطقها إلى جيش النظام خلال مواجهة الهجوم التركي.
وفي عام 2014 أنشأت إدارة باراك أوباما شراكة مع القوات الكردية لتدمير النواة الإقليمية لتنظيم الدولة في الأراضي السورية، وتعليقا على ذلك ذكرت واشنطن أن هذا كان تعاونا مؤقتا وتكتيكيا.
ويرى مراقبون أن الجدل الدائر بشأن تقليص المسافة بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية يشير إلى أن الولايات المتحدة ستقوم في مرحلة ما بإجلاء قواتها من سوريا وفقا للسيناريو الأفغاني.
وفي ربيع عام 2023 أجرى الأميركيون تدريبات محاكاة لفهم الشكل الذي سيبدو عليه انسحاب قواتهم من سوريا.
وفي هذا الشأن، قال قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي إنه لا يحيط إدارة بايدن علما بالخطط.
وأضاف "هذا غير قابل للتطبيق نظرا لعلاقاتنا مع نظام الأسد الذي يرفض النظر في أي حوار هادف معنا من أجل المستقبل الديمقراطي للبلاد بأكملها، بما في ذلك الأكراد ووضع الجيش السوري العاجز عن حماية أراضيه من تنظيم الدولة، والأمر سيان بالنسبة لأراضينا".
وأكد عبدي أن تنظيم الدولة يسيطر بالفعل على أجزاء من محافظة دير الزور غرب الفرات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، ويحافظ على وجوده على طول الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى دمشق.
صمت الشريك الأميركيوأشار عبدي إلى حقيقة عدم اتخاذ واشنطن رد فعل على التكثيف الأخير للقصف عبر الحدود الذي بدأته تركيا رغم تعرض البنية التحتية الحيوية في أراضي الإدارة الذاتية للهجوم، وذلك وفقا لجهاز أمن الدولة، مما يشير إلى تقارب بين مواقف الولايات المتحدة وتركيا حسب القادة الأكراد.
وأضاف أن "صمت شريكنا الأميركي في وقت تهاجمنا فيه المسيّرات التركية يقودنا إلى استنتاج مفاده أن الأتراك يتصرفون بموافقة ضمنية من الولايات المتحدة".
وذكرت الصحيفة الروسية أن المناقشات بشأن الوجود الأميركي تتكشف في وقت تتعرض فيه الوحدة العسكرية الأميركية لإطلاق نار كثيف من القوات الموالية لإيران في سوريا والعراق ردا على استعداد إدارة بايدن لدعم إسرائيل في عمليتها بغزة.
وحسب ما أفادت به مصادر في وكالة "نورث برس" الكردية، بدأ الحرس الثوري الإيراني تدريب قوات الدفاع الوطني المرتبطة بدمشق لتوسيع دائرة نفوذه في شمال شرق سوريا.
وزعمت الوكالة الكردية أن ضباط الفيلق بدؤوا بتدريب نحو 80 شخصا من محافظة دير الزور على تنظيم أعمال تخريبية ضد القوات الكردية، ويخطط المدربون الإيرانيون لإكمال التدريب خلال شهر، وأفادت الوكالة بأنه تم تزويد الجيش السوري بالأسلحة الإيرانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات سوریا الدیمقراطیة الولایات المتحدة تنظیم الدولة
إقرأ أيضاً:
سوريا تُحبط عملية تهريب مخدرات كبيرة.. قادمة من لبنان
أعلنت وزارة الداخلية السورية أن "إدارة مكافحة المخدرات أحبطت محاولة تهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة عبر الحدود السورية اللبنانية بعملية أمنية محكمة أسفرت عن إلقاء القبض على المتورطين وضبط المواد المخدرة".
ونقلت قناة "الإخبارية السورية" الرسمية، عن الوزارة أن "إدارة مكافحة المخدرات أحبطت محاولة تهريب 400 ألف حبة من مادة الكبتاغون المخدرة كانت مخبأة بطريقة متقنة داخل مركبتين احتوت كل واحدة منهما على 200 ألف حبة، بعد ورود معلومات موثوقة تشير إلى محاولة إدخال المخدرات من لبنان إلى الأراضي السورية بطرق غير مشروعة.
وكانت الداخلية قد كشفت الثلاثاء، أن إدارة مكافحة المخدرات نفذت عملية نوعية دقيقة، استنادًا إلى معطيات استخباراتية موثوقة، أسفرت عن توقيف المدعوين “ف.م” و”أ.ز”، المتهمين بمحاولة تهريب مواد مخدرة إلى خارج البلاد، وذلك عقب رصد ومتابعة حثيثة، وأوضحت الوزارة عبر معرفاتها الرسمية، أن العملية أسفرت عن مصادرة نحو 43 ألف حبة من مادة الكبتاغون، كانت مخفية بطريقة متقنة داخل قطع قماش معدة للتهريب، حيث تم ضبطها بالكامل من قبل الجهات المختصة.
وفي 26 حزيران/يونيو 2025، أكدت الأمم المتحدة أن تجارة الكبتاغون قد جلبت مليارات الدولارات لنظام الأسد وحلفائه، وأشارت إلى أن تغير موقف البلاد تجاه هذه التجارة بشكل ملحوظ بعد سقوط الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، ووصول حكومة إلى السلطة تعهدت بتعطيل سلسلة التوريد وقد أثبتت ذلك من خلال التدمير العلني لكميات كبيرة من الكبتاغون التي تم ضبطها.
ومع ذلك، فإن أحدث إصدار من التقرير العالمي للمخدرات، الذي أصدره مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة مؤخرًا، يحذر من أن سوريا لا تزال مركزا رئيسيًا لهذا المخدر، على الرغم من الحملة الأمنية.
وحسب تقديرات الحكومة البريطانية، فإن النظام المخلوع في سوريا كان مسؤولًا عن 80 بالمئة من الإنتاج العالمي لمادة الكبتاغون المخدرة، وتفيد تقديرات بأن القيمة السنوية لتجارة الكبتاغون العالمية تبلغ نحو 10 مليارات دولار، وكان الربح السنوي لعائلة الأسد قرابة 2.4 مليار دولار.