يقدم جناح الأزهر الشريف بـمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ55 لزواره "موسوعة الأعمال الكاملة للدكتور محمد غلاب"، في ١١ مجلدا، من إصدارات مجمع البحوث الإسلامية.

إقبال كبير من رواد معرض القاهرة الدولي للكتاب على جناح الأزهر جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم للأطفال "حكايات من التراث"

يعدُّ الدكتور محمد غلاب ( ۱۹۰۰ - ۱۹۷۰م) أحد رواد الدرس الفلسفي المعاصر في مصر والعالم العربي، كما يعد فيلسوفا أزهريا رائدًا، يشهد لذلك تراثه العلمي الذي جاء متنوعًا ومتعددا ؛ فقد أثرى المكتبة العربية الإسلامية، كما أثرى المكتبة الفلسفية بالكثير من الكتب الفريدة في بابها، فقد تنوعت اهتماماته ما بين الفلسفة الشرقية القديمة والفلسفة الإغريقية، والفلسفة الإسلامية، والفلسفة الأوروبية المعاصرة، بالإضافة إلى الدراسات الاستشراقية وبعض المؤلفات الأخرى عن الإسلام، وله كذلك ترجمات عديدة، ومؤلفات أدبية كثيرة، بالإضافة إلى مئات المقالات الأدبية والفلسفية في مجلات عديدة.

ويتميز "غلاب" في جميع مصنفاته بسعة الاطلاع، وقوة الحجة، وحس نقدي قوي، وصلة وثيقة بالفكر الغربي وأربابه، وبخاصة الفرنسي منه، ومؤلفاته في مجملها قيمة في بابها، لم يُعد طبع أغلبها؛ ولذا فإن جمعها ونشرها هو إحياء لتراث هذا العالم الفذ، وتعريف به وبمؤلفاته للأجيال الحالية والقادمة.

تجميع الأعمال الكاملة للدكتور غلاب تعريفا بأعماله وجمعا لشتاتها المتفرق،

لذا أقدم الأزهر الشريف ممثلا في مجمع البحوث الإسلامية، على تجميع الأعمال الكاملة للدكتور غلاب؛ تعريفا بأعماله، وجمعا لشتاتها المتفرق، وقد جاءت هذه الأعمال الكاملة في ١١ مجلدًا، مشتملة على ٦ أقسام كالتالي:

أولا - ما يخص الفلسفات الشرقية القديمة والفلسفة اليونانية، ويشمل الكتب الآتية: (الفلسفة الشرقية - الفلسفة الإغريقية - الخصوبة والخلود لأفلاطون في إنتاجه - الأخلاق النظرية - الفلسفة العامة وتاريخها).

ثانيا - ما يخص الفلسفة الإسلامية، ويشمل الكتب الآتية: (ينابيع الفكر الإسلامي وعوامل تطوره - من أماجد مفكري المسلمين (الفارابي وابن سينا) إخوان الصفا - الفلسفة الإسلامية في المغرب - المعرفة عند مفكري المسلمين).

ثالثا - ما يخص الفلسفات الحديثة، ويشمل الكتب الآتية: (مشكلة الألوهية- المذاهب الفلسفية العظمى في العصور الحديثة - الوجودية المؤمنة والوجودية الملحدة).

رابعا - ما يخص الجانب الروحي (التصوف)، ويشمل الكتب الآتية: (التنسك الإسلامي - التصوف المقارن).

خامسًا - ما يخص الإسلام ويشمل الكتب الآتية: (الإسلام من خلال مبادئه التأسيسية - حول مبادئ وقيم إسلامية - أيام خالدة في تاريخ الإسلام - من أخلاق الإسلام).

سادسا - ما يخص الاستشراق، ويشمل الكتب الآتية: (نظرات استشراقية في الإسلام - دراسات معاصرة عن الإسلام والمسلمين)، كما يشتمل هذا القسم على تقديمين للدكتور غلاب لكتابي: "دراسات في التوراة"، و"أبو حنيفة المتكلم".

في الوقت ذاته، يقدم جناح الأزهر مجلدا يتناول جهود "غلاب" العلمية، بعنوان: "الدكتور محمد غلاب: حياته وجهوده في الفلسفة الإسلامية"، بقلم د. محمد عبد الغفار بدوي، من إصدارات مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، يتناول السيرة الذاتية لغلاب وآثاره ومكانته العلمية، وجهوده في الفلسفة الإسلامية، وتعرضه لعدد من المشكلات الفلسفية.

ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جناح الأزهر معرض القاهرة الدولي للكتاب عرض الكتاب البحوث الإسلامية الفلسفة الإسلامیة الأعمال الکاملة جناح الأزهر ما یخص

إقرأ أيضاً:

الملتقى الـ 5 لـ الأزهر للفتوى يوصي ببرامج ومناهج للأطفال حول السيرة النبوية

كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

ألقى الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، المشرف العام على مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، توصيات ومخرجات الملتقى الفقهي الخامس لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والذي جاء تحت عنوان "منهجية التعامل مع السيرة النبوية بين ضوابط التجديد وانحرافات التشكيك"، لمناقشة القضايا الجدلية والشائكة لبيان موقف الأزهر الشريف منها، بشكل يتوافق والرؤى التجديدية والوسطية التي يتبناها الأزهر.

وخرج الملتقى الفقهي الخامس لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بعدة مخرجات وتوصيات.

أولا: المخرجات وهي:

1- يمتاز التراث الإسلامي من بين تراث كل الأديان والحضارات، بابتكار معايير منهجية لـ «التوثيق والتثبت من صحة الأخبار والمرويات الشفهية» ونقلها، ومن ثم نشأت علوم [التخريج ودراسة الأسانيد، والعلل]؛ لتكون قانونا نميز به بين «المقبول والمردود، وبين الصحيح والحسن والضعيف والموضوع»، وقد خضعت روايات السيرة النبوية في مرحلة متقدمة لهذا النقد الحديثي، وقد أسهم هذا النقد في تمحيص روايات السيرة وتنقيتها من كل شائبة يمكن أن تشوه صورة الإسلام الصحيحة.

2- أظهر التراث الإسلامي العريق، عناية فائقة بضبط (الفهم الموضوعي النزيه) للمسائل والقضايا والظواهر والمشكلات، فنشأت علوم [أصول الفقه، واللغة، والمنطق]؛ لتكون قانونا نميز به بين المعقول واللامعقول، وبين ما يدل عليه النص: قطعا أو ظنا، صراحة أو لزوما، وقد عولجت روايات السيرة في مرحلة متقدمة وفق قوانين هذه العلوم.

3- وضع العلماء حدودا فاصلة بين النص الإلهي، والبشري، وميزوا بين مقامي الرسول: (المقدس والإنساني) وحفظوا لكل مقام حقه وقدره، واعتبروا ذلك من أهم المناهج العلمية المنضبطة في دراسة السيرة النبوية، وذلك بخلاف الطرح الحداثي الذي اختزل مقام الرسول في جانبه البشري، الذي يعتريه ما يعتري كل البشر من (حظوظ النفس والهوى)، لذا نعتبره بذلك يمتهن مقام النبوة، ويجعل دعاء الرسول بيننا كدعاء بعضنا بعضا، وهو ما نهى عنه القرآن الكريم وحذرنا منه.

4- التأكيد على أهمية المنهجية العلمية الصحيحة، والتوظيف الإيجابي لمناهج البحث والتقصي الحديثة في التعامل مع نصوص السيرة النبوية، وحكايات التاريخ الإسلامي، والآثار النبوية، ونقد الروايات المتناقضة أو المشكوك في صحتها، وفق طرق النقد العلمية المعروفة، مع مراعاة السياق التاريخي والثقافي لكل رواية؛ شريطة أن تلتزم هذه المناهج بالثوابت الدينية والمسلمات المنهجية.

5- التأكيد على قيمة «النخب المثقفة»، ودورها في «صناعة الوعي وإيقاظ الضمير الحي»، وفي السياق نفسه نؤكد على ضرورة رعاية «الخبرة والعلم والاختصاص»، وضرورة توافر «الموضوعية والنزاهة والمنهج السليم» ، ونحذر من أن يكون ادعاء «الثقافة» أداة لإلهاء الشعوب عن قضاياها المصيرية، أو أداة لتشتيت الرأي العام العربي عن قضيته الأولى وهي (القدس وفلسطين) التي تمر بفترة حرجة من تاريخها، تحت وطأة الحرب والحصار والاحتلال.

6- طرق التشكيك في السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي تحمل خطورة كبيرة، حيث تسهم في زعزعة الإيمان، وتشويه القيم والمبادئ التي تقوم عليها الهوية الإسلامية. وهذه الطرق تعتمد على تحليلات متحيزة وغير موضوعية تهدف إلى تقويض الثقة بالمصادر الإسلامية الأساسية. ومع ذلك، يجب التفريق بين التشكيك والنقد العلمي المنهجي السليم، فالنقد العلمي يستند إلى الأدلة والمصادر الموثوقة ويسعى إلى فهم أعمق وتوضيح الحقائق، بينما يهدف التشكيك إلى الهدم والتشويه دون أساس موضوعي.

7- الدفاع عن (السيرة ومدونات التاريخ الأول)، لا يعني الحكم بتصديق كل مروياتها، ولكن يعني الحكم بكونها وثائق لها أهميتها التاريخية في معرفة السرد والترتيب الكامل للأحداث الإسلامية المبكرة، مما يساعدنا في فهم التصورات الإسلامية الكبرى بشكل سليم.

ثانيا: التوصيات:

أولا: نوصي بضرورة تفعيل حركة ترجمة عكسية لكتب السيرة النبوية من العربية إلى الإنجليزية، بهدف تزويد المكتبة الثقافية الأجنبية بمصادر موثوقة وشاملة. وهذا الجهد يسهم في مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا ومحاولة ازدراء مقام النبوة، من خلال تقديم صورة دقيقة وعلمية عن السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، مما يعزز الفهم المتبادل ويقلل من التأثيرات السلبية لحركة الاستشراق.

ثانيا: نوصي بضرورة توسيع دائرة الحوار بين مختلف المذاهب الفكرية والإسلامية والحداثية والتنويرية، لتعزيز التفاهم وبحث القضايا في إطار من الاحترام المتبادل، وفق منهجية علمية معتمدة، بعيدا عن المساجلات والجدل، وإثارة الرأي العام بلا فائدة.

ثالثا: نوصي بضرورة التعاون والتكامل بين الجميع للعمل على إطلاق مشروع عالمي لتحقيق وتوثيق ونشر كل التراث المخطوط المتعلق بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتاريخ الإسلام المبكر، وفقا لمعايير علمية صارمة، مما يسهم في التصدي للشبهات والشكوك المثارة حولها.

رابعا: نوصي بضرورة تجديد درس السيرة النبوية، وذلك من خلال العمل على تضمين مواد دراسية مبسطة حول السيرة النبوية في المناهج التعليمية بمختلف المراحل الدراسية، مع التركيز على قيمها التربوية والأخلاقية والإنسانية.

خامسا: ندعو صناع الأعمال الدرامية والإعلاميين والصحفيين والمؤثرين، للتعاون على إعادة تسويق ونشر أحداث السيرة النبوية بشكل جذاب، يتضمن (الرسومات، والتصميمات، والرواية، والدراما، والمسرح، والشعر، والنثر-والأفلام الوثائقية).

سادسا: ندعوا الباحثين في التاريخ والدراسات الإسلامية إلى ضرورة استعراض وتحليل المناهج الحديثة التي تطبقها المؤسسات الأكاديمية والدينية في دراسة السيرة النبوية، مقارنة بالمناهج التقليدية، مع التركيز على كيفية مواجهة التشكيك والانحرافات، والعمل على مراجعة نقدية للأدبيات التشكيكية في السيرة النبوية، مع تقديم تقييم دقيق للحجج المقدمة وكشف الأخطاء المنهجية والمنطقية فيها، كما نوصي بدراسة الأساليب والتقنيات الحديثة التي تستخدم في تحليل السيرة النبوية، مثل التحليل النصي والنقدي والتاريخي والسوسيولوجي، مع تقديم توصيات لتطبيقها بشكل أفضل.

سابعا: نوصي بضرورة إعداد (برامج ومناهج) تعليمية مشوقة للأطفال، تعرض تسلسل أحداث السيرة النبوية بشكل جذاب، وتركز على غرس القيم الأخلاقية والتربوية، والتعريف بالثوابت، وأصول الدين وأهم المعتقدات الإسلامية، وأحكام الشريعة، من خلال القصة النبوية الكريمة، حتى يتم تشكيل وعي نظيف وسليم للأطفال في المراحل المتقدمة، يعصمهم من الأفكار المغلوطة التي تثيرها حملات التشكيك.

مقالات مشابهة

  • حياتك أفضل بدون تدخين.. نصائح الأزهر للفتوى في يوم مكافحة تعاطي التبغ
  • المعتدل علي لاريجاني يقدم ترشيحه للانتخابات الرئاسية في إيران
  • رئيس مدينة الشلاتين يفتتح معرض الكتاب الأول (صور)
  • وكيل الطرق الصوفية ببني سويف: البيت المحمدي يقدم التصوف بأسلوب عصري
  • الملتقى الـ 5 لـ الأزهر للفتوى يوصي ببرامج ومناهج للأطفال حول السيرة النبوية
  • وكيل الأزهر: سيرة رسول الإسلام هي السيرة الوحيدة المكتملة لنبي من الأنبياء
  • وكيل الأزهر: سيرة رسول الإسلام هي الوحيدة المكتملة لنبي من الأنبياء
  • وكيل الأزهر: سيرة رسول الإسلام الوحيدة المكتملة لنبي من الأنبياء
  • مجلس جامعة الأزهر يقدم التهنئة للكليات الحاصلة على الاعتماد
  • ولي عهد الفجيرة يطلع على كتابَين نادرَين في مجال الفنون الإسلامية