في خطوة غير مفاجئة ولا مستغربة رفعت أمريكا عقيرتها واتهمت أنصار الله وصنفته منظمة إرهابية والسبب أنه تحرك لمنع الكيان الصهيوني الحليف الاستراتيجي والابن المدلل لها من ممارسة جرائم الإبادة الجماعية وضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني في أرض غزة وفلسطين وذلك بمنع السفن المتجهة إلى موانئ الكيان الصهيوني من المرور عبر البحر العربي والبحر الأحمر وهو أقل واجب يمكن القيام به لنصرة القضايا العادلة والمظلومية الواقعة على أهلنا في الرباط ومسرى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن المعلوم لدى الكافة والعامة وعلى المستوى الداخلي والخارجي أن حركة أنصار الله منذ نشأتها وهي تعي وجهتها جيدا ومنهجها قائم على مواجهة الشيطان بكل أشكاله وصوره سواء كان من الأنس أو الجن، أو الجماعات والأفراد، وشعارها خير دليل على ذلك، فقد ركز على مواجهة الشيطان الأكبر أمريكا وربيتها وحليفها الاستراتيجي الصهيوني، فكما أنهما نشرا الموت والدمار في أرجاء الأرض شرقا وغربا، فإن المقابلة للسيئة بالسيئة هي الأسلوب الصحيح، حاولت أمريكا ومن دار في فلكها القضاء على الحركة منذ بداية تأسيسها، تارة باستخدام الوجهة الدينية وأخرى سياسية وغيرها، ولكنها تتحطم تلك المؤامرات على صخرة الوعي والإيمان العميق لدى القيادة المؤمنة ابتداء من الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي -رحمه الله-، والسيد العلم قائد الثورة والمسيرة القرآنية/ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي الذي واصل السير على ذات المنهج وتلك الأسس التي اختارها الشهيد القائد، رحمه الله.
ورغم التهويلات والتحذيرات من عاقبة اتخاذ أمريكا ومن تحالف معها إجراءات عقابية، إلا أن الجواب كان قرآنيا خالصا ” إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ” فاطر (6)، فلم يكن في أدبيات الحركة إرضاء أمريكا ولا حزبها، بل لعنها ومواجهتها طالما هي اختارت لنفسها طريق الشيطان والإجرام والافساد في الأرض، ومع كل حدث أو إجرام تقوم به، يتأكد المخالفون صدق التوجه لأنصار الله كحركة وطنية إيمانية وآخرها تشكيل تحالف لحماية سفن المجرمين في تمويل القتلة لمواصلة جرائمهم في حق إخواننا المستضعفين على أرض غزة وفلسطين.
لقد مارست الحركة أنشطتها الثقافية والسياسية وفق أدبياتها المعلنة التي لا تتفق مع النهج الأمريكي المتصهين ولم تكترث لأي تبعات أو مواجهات يمكن أن تحدث بسبب المعارضة للقوة الأمريكية التي أصبحت تدير شؤون العالم، فتعزل من تشاء وتولي من تشاء من القادة والزعماء في الشرق أو الغرب، معتمدة في ذلك على أساطيل العملاء والخونة قبل الأساطيل العسكرية والقوات الاستخباراتية والإمكانيات المهولة المسخرة لها من المجندين لمصلحتها والعاملين تحت أوامرها.
وبينما الكل يخطب ودها ويطلب رضاها، وجدنا القائد الشهيد -رحمه الله- يصفها بأنها الشيطان الأكبر وأم الإرهاب ويسرد الأمثلة على ذلك استشهادا بالقرآن الكريم وبالممارسات الواقعية في كل الأراضي التي احتلتها أمريكا والتي غادرتها بفعل المقاومة.
أمريكا وتهمة الإرهاب.
ذات يوم سأل الرئيس الافغاني المنصب واليا على أفغانستان من أمريكا وزير الدفاع الأمريكي لماذا تقصف الطائرات الأمريكية المواطنين الأبرياء الذين لا دخل لهم في العمليات الحربية في أفغانستان؟ وطلب أن يكف ذلك وأن يوجه سلاحه ضد المناوئين للتواجد الأمريكي هناك، وحينما لم يجبه، سأله: ما معنى الإرهاب؟ فأجابه إن كل من يقف ضد أمريكا إرهابي سواء كان مدنيا أو عسكريا.
إذاً تهمة الإرهاب جاهزة وليست مجالا للمناقشة، فكل من يقف أو يعارض السياسات الأمريكية هو إرهابي، ومعنى ذلك أنه يجب القضاء عليه، بشتى أنواع الأسلحة والوسائل القذرة، لأن انعدام الأخلاق هو الأساس لهذه السياسة منذ النشأة وحتى السقوط بإذن الله.
لقد قالها الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي: “إن من جوانب تقييم الشخصية معرفة العدو المقابل، فإذا كان العدو محتالا ومجرما، ولا يفي بعهد ولا ذمة، فاعلم أنك على الطريق الصحيح والمنهج السليم”، وقرار أمريكا ضد أنصار الله، أكد صدق التوجه وصوابية الاتجاه لأنصار الله، بل إن ذلك يعد وساما وشرفا أن يصدر الوصف من عصابة نشرت القتل والخراب والدمار على مساحة الكرة الأرضية، والكل يعلم ذلك في الحاضر والماضي القريب والبعيد، فمن أباد الهنود الحمر واستولى على أراضيهم بالقوة واستعملهم كعبيد، هو ذاته الذي جلب العبيد من القارة السمراء ليحلهم مكان العبيد الذين أهلكهم، ومن دمر اليابان ودمر فيتنام وغيرها، ومن أباد أكثر من مليون على أرض أفغانستان بدعوى مكافحة الإرهاب، هو ذاته الذي حاصر العراق ودمره وقتل أكثر من مليون عراقي تحت ذريعة وجود أسلحة دمار شامل، واستخدم أسلحة الدمار الشامل ولم يجد شيئا ولم يخجل من ممارسة أبشع وأحط الإجرام في حق السجناء، سواء في سجن أبو غريب أو سجن جوانتانامو، وها هو اليوم يكرر الأسلوب ذاته في أرض فلسطين بجيشه وأسلحته وعملائه والمرتزقة، ولم يكتف بذلك، بل إنه شكل تحالفا لحماية القتلة والمجرمين وضمان إمدادهم بكل ما يحتاجون لاستكمال مشروعهم الإجرامي المشترك ضد الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والعزل.
إذاً لا يشكل القرار أية أهمية في منظور قيادة أنصار الله ولكنه يكشف حقيقة الدور الفاعل والمؤثر الذي اختاره الأنصار، حتى أن الشيطان الأكبر لم يستطع التغاضي والسكوت، بل إنه جاهر بالعداوة والبغضاء وهو ما يتفق مع المنهج القرآني الذي فضح أساليبهم، قال تعالى ” قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ” آل عمران (118) كان بإمكان أمريكا السكوت واستدرار الدعم من الحلفاء، لكن ذلك غير ممكن، فاتجهت إلى المجاهرة وبالتالي أبانت عن مكنون حقدها وضغينتها ضد الأنصار، ولن يشكل ذلك فرقا في المبدأ العام، لأن الله قد حذرنا من ذلك، فقال ” وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ” البقرة (120).
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
زينة تُفاجئ جمهورها بدور مذيعة في فيلم "الشيطان شاطر"
تخوض النجمة زينة تجربة جديدة ومختلفة ببطولة فيلم "الشيطان شاطر"، حيث تظهر بدور مذيعة تدخل في سلسلة من الأحداث المتشابكة التي تمزج بين الطابعين الدرامي والكوميدي، مقدّمة للجمهور مزيجًا فنيًا يجمع بين التشويق والضحك في آنٍ واحد، يشاركها البطولة النجم أحمد عيد، الذي تربطه بها مشاهد متعددة يغلب عليها الطابع المرح والتجاذب الدرامي، ما يضفي عمقًا ومتعة خاصة على سياق العمل.
تفاصيل فيلم الشيطان شاطر
ينتمي الفيلم إلى نوعية الأفلام الدرامية ذات الإيقاع السريع، ويتخلله عدد من المواقف الكوميدية الخفيفة التي تمنح القصة نكهة فريدة، وتدور الأحداث حول سلسلة من المفارقات والمواجهات بين الشخصيات، في إطار غير تقليدي يسلط الضوء على قضايا اجتماعية معاصرة.
ويضم العمل نخبة من النجوم، من بينهم محمود حميدة، محمد أنور، وعبد العزيز مخيون، إلى جانب مجموعة من الوجوه البارزة على الساحة السينمائية. الفيلم من تأليف لؤي السيد، وإخراج عثمان أبو لب، ويُنتظر أن يشكّل إضافة قوية للموسم السينمائي المقبل.
آخر أعمال زينة السينمائية
يذكر أن آخر أعمال زينة السينمائية فيلم الدشاش، وتدور أحداث الفيلم حول شخصية "الدشاش"، صاحب ملهى ليلي، يعيش حياة مليئة بالمواجهات والصراعات، إلى أن يتعرض لأزمة كبرى تقلب موازين حياته. هذه المحنة تدفعه لإعادة التفكير في مساره ومحاولة إصلاح أخطائه، في إطار درامي مشوّق مليء بالمفاجآت، الفيلم من تأليف جوزيف فوزي، وإخراج سامح عبد العزيز الذي يعرف عنه قدرته على المزج بين الكوميديا والدراما بأسلوب سينمائي جذاب.
آخر اعمال زينة
وكان آخر أعمال زينة هو مشاركتها في رمضان 2025 بمسلسل العتاولة 2، ودارت أحداثه في إطار اجتماعي شعبي، بطولة أحمد السقا، طارق لطفي، فيفي عبده، باسم سمرة، نسرين أمين، مصطفى أبو سريع، منة بدر تيسير، هدى الإتربي، ميمي جمال، ثراء جبيل، مريم محمود الجندي، أحمد كشك، مي القاضي، عمرو عبدالعزيز، عمرو عثمان، زينب العبد، أحمد عبدالإله، أحمد بلة، لبنى ونس، رامي الطمباري، أمير صلاح الدين، محمد عادل، ومحمد محسن، وغيرهم، تأليف مصطفى جمال هاشم وإخراج أحمد خالد موسى، وإنتاج شركة Cedars Art Production.