إنسحاب إسرائيل من أراضٍ لبنانية مُحتلة.. ماذا يعني هذا السيناريو؟
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
خلال خطاباته الأخيرة منذ اندلاع حرب غزة يوم 7 تشرين الأول الماضي، اعتبر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن الحرب في جنوب لبنان ضد إسرائيل تزامناً مع التوتر في غزة، يمكن أن تشكل أرضية أساسية لتحرير كافة الأراضي اللبنانية المحتلة من إسرائيل.
كما هو معلوم، فإن هناك مساعٍ أميركية لتأسيس ترسيم برّي عند الحدود رغم الكثير من الأخذ والرد بشأنه.
السؤال الأكثر بروزاً هنا هو التالي: ماذا بعد ذاك التحرير المُنتظر؟ هل سيكون إنسحاب إسرائيل من النقاط اللبنانية المحتلة – في حال حصوله – مقدمة لحصولها على ضمانات أمنية مستقبلية؟ في الواقع، فإن المسألة المطروحة يمكن أن تشكل عنواناً قد يُطرح في مسار المفاوضات الدبلوماسية، ومن خلالها يمكن أن يتم استحضار مقايضة قد تكون على النحو التالي: "إنسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية في مقابل إعطائها ضمانات بعدم تنفيذ أي عمليات ضدها"... فما مدى شرعية هذه المقايضة وهل هي واقعية، وهل سيرضى "حزب الله" بها؟
في الشق الأول، أي الإنسحاب، فإن حصوله سيكون بمثابة إنتصارٍ أساسي للبنان، فتحقيق هذا الهدف عبر الحرب التي حصلت، يعني أن لبنان استطاع تحصيل حقوقه في إطار إنجاز تاريخي يتحدث "حزب الله" عنه بشكلٍ علني. أما في ما خصّ الشق الثاني من "المقايضة" التي قد تفرضُ نفسها، أي إعطاء ضمانات أمنية، فالأمر يحتاج إلى بحثٍ كبير، لاسيما أن هناك سلسلة من النقاط لا يجبُ إغفالها بتاتاً.
في البداية، يجب التأكيد على أنّ إنسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية لن يُقابله إنهاء لـ"حزب الله"، وبالتالي فإن الأخير سيُبقي نشاطه قائماً في الجنوب، لكن قاعدة تحرّكه قد تُصبح مرهونة بمسارين: الأول وهو حدوث عدوان إسرائيلي على لبنان فيما الثاني هو عدوان جديد على غزة أو أي أرض فلسطينية أخرى. وعليه، فإن الحزب سيُبقي أوراق التحرك قائمة لديه، كما أنه من الممكن أن يوسع خيارات هجماته على إسرائيل ربطاً بالساحة الفلسطينية وتطوراتها الكبرى التي قد ترقى إلى مرحلة المواجهة.
كذلك، فإنّ إقدام إسرائيل على خطوة الإنسحاب قد لا تعني وقف خروقاتها للبنان براً وبحراً وجواً، ما يعني أنَّ تل أبيب ستبقى ساعية لإستفزاز لبنان، الأمر الذي يعني عدم إنتفاء الإحتكاك الميداني، وبالتالي وجود محفزات لتحرك "حزب الله".
مصدر سياسيّ في "الثنائي الشيعي" قال لـ"لبنان24" إن "مسألة حصول إسرائيل على ضمانات أمنية غير واردة، لأنها كانت وستبقى دائماً في طليعة المعتدين"، وأردف: "في الواقع، فإن إسرائيل هي التي يجب أن تلتزم بعدم تنفيذ أي اعتداء كي لا تُقابل بمواجهة.. هذه هي المعادلة التي يجب أن تكون أساسية، لا أن يتم توجيه الحديث إلى ضمانات توحي بأن لبنان سيضمن أمن إسرائيل. هذا الأمر ما حصل سابقاً ولم يحصل ولن نعطي ضمانات لعدو، فنحنُ لسنا على سلام معه وصراعنا تاريخي مع إسرائيل".
النقطة التي تعتبرُ مهمة أيضاً ترتبط باستمرار بقاء "حزب الله" عند الحدود سواء حصل الإنسحاب من الأراضي اللبنانية أم لم يحصل، كما أن دوره سيكون مرهوناً بما قد يُقدم عليه العدو الإسرائيلي، وبالتالي العودة إلى قواعد الإشتباك السابقة قبل حرب غزة يوم 7 تشرين الأول الماضي. وأصلاً، فإن "حزب الله" اعتمدَ مبدأ أساسياً الآن وهو أنّه لن يفتح حرباً ضد إسرائيل إلا في حال هاجمت الأخيرة لبنان، وعليه فإن هذا العامل مهم جداً إذ يؤكد أن لبنان ليس في موقع المهاجم، بل سيكون مُدافعاً عن نفسه ضمن إطار قوة الردع التي يتميز بها. وإزاء كل ذلك، فإن إسرائيل وفي حال سعت لضرب لبنان، عندها ستكون هي التي هددت أمنها بنفسها مُجدداً وجعلت مستوطنيها عرضة للتهجير مرة جديدة مثلما يحصل حالياً.
المصدر سياسيّ يقول إنّ "العدو الإسرائيلي لم يلتزم بأي قرارات دولية، كما أن أطماعه تحركه لشن اعتداءات، وحرب غزة يجب أن تُلقن تل أبيب درساً لن تنساه"، وختم: "إسرائيل تعتمدُ أسلوب الغدر دائماً ولن ترضخ بسهولة، كما أنّ مخططاتها بالنسبة للبنان لا ولم تنتهِ.. من سيضمن لنا عدم معاودة إسرائيل احتلال أراضٍ لبنانية مُجدداً؟ لهذا السبب، فإن معادلة الردع يجب أن تبقى قائمة سواء انسحبت إسرائيل من الأراضي المحتلة أم لا".
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الأراضی اللبنانیة إنسحاب إسرائیل من من الأراضی حزب الله یجب أن کما أن
إقرأ أيضاً:
المطران عودة عن الذكرى الخامسة لتفجير مرفأ بيروت... ماذا قال؟
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس، المطران إلياس عودة، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
وبعد تلاوة الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: "بعد أيام تطل علينا الذكرى الخامسة للتفجير الآثم الذي طال مدينتنا الحبيبة بيروت، عاصمة بلد مدعو للحياة، إلا أن كثيرين فيه يتعامون عن الحق والحقيقة ويصمتون خوفا أو جبنا أو تواطؤا أو بسبب المصلحة. كذلك منطقتنا غارقة في الدماء والدموع والعالم أعمى، لا يرى موت الأطفال ولا يبصر عذاب الأبرياء لأنه مغموس بالشر والخطيئة وبعيد عن الله".
وتسأل عودة: "هل مسموح تجويع البشر أو تهجيرهم من أرضهم أو قتلهم؟ ما الذي أعمى بصائر حكام العالم وأخرس ضمائرهم ليسكتوا عما يجري في أرض المسيح؟ وفي كل هذه المنطقة؟ أليس بعدهم عن الله وانغماسهم في مصالحهم؟ قال لنا الرب يسوع: «أنا هو نور العالم، من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة» (يو 8: 12). فهل يتخلى عاقل عن هذا النور الذي لا يعروه مساء من أجل مصلحة آنية؟ وبم سيجيب الله، الديان العادل، في يوم الدينونة الرهيب؟ عندما شفي الأعميان وأبصرا النور راحا يحدثان الجميع بمجد الله رغم تحذيره ألا يعلما أحدا. من عاين النور لا يخبئه ومن احتوى يسوع في قلبه لا يصمت عن الحق، بل ينبذ الشر ويحاربه ويحاذر الوقوع في فخاخ الشرير".
مواضيع ذات صلة دعوة من المطران عودة... ماذا قال؟ Lebanon 24 دعوة من المطران عودة... ماذا قال؟