زعيما تايلاند وكمبوديا يلتقيان في ماليزيا لإجراء محادثات لإنهاء الأعمال العدائية
تاريخ النشر: 27th, July 2025 GMT
كمبوديا"أ.ف.ب": ذكرت الحكومة التايلاندية أن زعيمي تايلاند وكمبوديا سيلتقيان في ماليزيا غدًا الاثنين لإجراء محادثات لإنهاء الأعمال العدائية.
وذكر جيرايو هوانجساب، المتحدث باسم مكتب القائم بأعمال رئيس وزراء تايلاند، إن القائم بأعمال رئيس الوزراء فومتام ويتشاياتشي سيحضر محادثات الغد استجابة لدعوة من رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم لبحث جهود السلام في المنطقة.
وأضاف المتحدث أن نظيره الكمبودي هون مانيت سيحضر أيضا المحادثات، على الرغم من أن الجانب الكمبودي لم يؤكد ذلك على الفور.
الى ذلك، تبادلت كمبوديا وتايلاند القصف المدفعي لليوم الرابع على التوالي اليوم الأحد، مع الإعلان عن استعدادهما للبحث في وقفٍ لإطلاق النار بوساطة الولايات المتحدة.
وتخوض الدولتان الواقعتان في جنوب شرق آسيا الاشتباك الأعنف بينهما في إطار نزاع على الأراضي متواصل منذ منذ حوالى 15 عاما. وأسفر تبادل إطلاق النار وعمليات القصف والغارات الجوية عن مقتل 34 شخصا على الأقل كما تسبّب في نزوح نحو 200 ألف شخص.
وأكد الجانبان اللذان تواصل معهما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّهما يريدان بدء محادثات، ولكنّ القتال استؤنف في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، في ظل تبادل الاتهامات بهذا الشأن.
واندلعت التوترات في البداية بين البلدين صباح الخميس الماضي، بسبب معابد قديمة متنازع عليها منذ فترة طويلة قبل أن تنتشر المعارك على طول الحدود الريفية التي تتميز بالغابات البرية والأراضي الزراعية حيث يزرع السكان المحليون المطاط والأرز.
قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية مايلي سوشياتا، إنّ تايلاند هاجمت معبدَين متنازعا عليهما في شمال غرب البلاد فجر اليوم الاحد.
وأضافت في بيان أن بانكوك ارتكبت "أعمالا عدائية ومنسّقة"، مندّدة بـ"الأكاذيب والذرائع الكاذبة" التي استخدمها الجيش التايلاندي لتبرير "الغزو غير القانوني".
من جانبها، أشارت وزارة الخارجية التايلاندية إلى أنّ الجيش الكمبودي أطلق "نيران مدفعية ثقيلة" مستهدفا "منازل مدنيين" في مقاطعة سورين.
وأكدّت أنّ "أي وقف للأعمال القتالية مستحيل ما دامت كمبوديا تُظهر افتقارا صارخا لحسن النية وتستمر بشكل متكرّر في انتهاك المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني".
كذلك، اتهم الجيش التايلاندي كمبوديا اليوم باستخدام "أسلحة بعيدة المدى".
في الاثناء، أخلت السلطات التايلاندية المزيد من المدارس والمستشفيات في إقليم بوري رام شمال شرق تايلاند، بعد سقوط قذائف على مسافة أبعد من الحدود مع كمبوديا.
ونصحت السلطات السكان المحليين بالانتقال بعيدا عن المناطق الخطيرة إلى منازل أقربائهم ومراكز إيواء في المدارس والمعابد البوذية، بعيدا عن المناطق الواقعة ضمن دائرة هجمات المدفعية والأسلحة الثقيلة، حسب صحيفة بانكوك بوست التايلاندية اليوم الأحد.
وأرسلت العديد من المنظمات ومؤسسات الإنقاذ الحكومية مركبات لنقل النازحين، الذين ليس لديهم مركبات خاصة. ونقل رجال الإنقاذ أيضا الأشخاص ذوي الإعاقات والمواطنين المسنين والأطفال والمرضى طريحي الفراش من منازلهم ومستشفياتهم.
في الأيام الأخيرة، اندلعت اشتباكات في المناطق الساحلية للدولتين على خليج تايلاند، على بعد حوالى 250 كيلومترا جنوب غرب خطوط المواجهة الرئيسية.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه تحدث مع الزعيم الكمبودي هون مانيت ورئيس الوزراء التايلاندي بالإنابة فومثام ويتشاياتشاي، مضيفا أن الجانبين اتفقا على الاجتماع و"التوصل بسرعة" إلى وقف لإطلاق النار.
ورحّب ترامب بـ"محادثتين جيدتين للغاية" وأعرب منشور على منصته الاجتماعية "تروث سوشال" عن أمله في أن تتفق "الدولتان الجارتان على مدى سنوات عديدة مقبلة".
وأعلنت بانكوك في وقت سابق من اليوم أنّها توافق من حيث المبدأ على الدخول في وقف لإطلاق النار مع كمبوديا.
وأكدت الخارجية التايلاندية حصول اتصال هاتفي بين ترامب وويتشاياشاي، مضيفة على منصة اكس "مع ذلك، تود تايلاند أن ترى نية صادقة من الجانب الكمبودي".
وأصدر رئيس الحكومة هون مانيت تعليمات لوزير خارجيته براك سوخون للتنسيق مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو من أجل "إنهاء" الصراع.
وتجري تايلاند وكمبوديا محادثات مع البيت الأبيض بشأن الرسوم الجمركية الباهظة التي ستفرضها الولايات المتحدة ابتداء من الأول من أغسطس، والتي ستؤثر على الاقتصادين اللذين يعتمدان على التصدير.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه "من غير المناسب" العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن قضية التجارة قبل "توقف" القتال.
كذلك، حثّت الأمم المتحدة الدولتين امس على التوصل "فورا" لوقف لإطلاق النار.
وصلت العلاقات الدبلوماسية بين الجارتين اللتين تربطهما علاقات ثقافية واقتصادية غنية، إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.
وأسفرت الاشتباكات الجارية عن مقتل 21 شخصا على الجانب التايلاندي، بينهم ثمانية عسكريين، بينما أفادت كمبوديا عن مقتل 13 شخصا بينهم خمسة عسكريين.
وأجلي أكثر من 138 ألف تايلاندي من المناطق ذات المخاطر المرتفعة، وفقا لبانكوك، كما تم إجلاء أكثر من 80 ألف شخص من الجانب الكمبودي من الحدود، وفقا لبنوم بنه.
يختلف البلدان على ترسيم حدودهما المشتركة، التي حُددت خلال فترة الهند الصينية الفرنسية. وقبل القتال الحالي، كانت أعنف اشتباكات مرتبطة بهذا النزاع هي تلك التي جرت حول معبد برياه فيهيار بين العامين 2008 و2011، وأسفرت عن مقتل 28 شخصا على الأقل ونزوح عشرات الآلاف.
أصدرت محكمة الأمم المتحدة حكما لصالح كمبوديا مرّتين، في العامي 1962 و2013، بشأن ملكية معبد برياه فيهيار المُدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي والمنطقة المحيطة به.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: لإطلاق النار عن مقتل
إقرأ أيضاً:
بعد ساعات من إعلان ترامب وقف إطلاق النار.. مواجهات دامية وإغلاق معابر بين تايلاند وكمبوديا
التصعيد جاء بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بانكوك وبنوم بنه اتفقتا على وقف كامل لإطلاق النار.
عاد التوتر ليفرض نفسه على الحدود التايلاندية الكمبودية، مع سقوط أربعة جنود تايلانديين، اليوم السبت، في اشتباكات مسلحة، بالتزامن مع قرار كمبودي بإقفال المعابر الحدودية، في مشهد يعكس انهيار التهدئة التي جرى الحديث عنها قبل ساعات.
ووقعت المواجهات في منطقة تشونغ آن ما، حيث أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع التايلاندية سوراسانت كونغسيري أن قتلى اليوم الأربعة سقطوا خلال الاشتباكات الأخيرة، ما رفع إجمالي عدد القتلى في صفوف الجيش التايلاندي إلى 14 منذ تجدد المعارك مطلع الأسبوع.
إغلاق الحدود وتصعيد ميدانيفي بنوم بنه، اتخذت الحكومة الكمبودية قرارا فوريا بإغلاق جميع المعابر الحدودية مع تايلاند ووقف حركة الدخول والخروج بالكامل حتى إشعار آخر، في خطوة عكست انتقال الأزمة من اشتباكات موضعية إلى مواجهة مفتوحة.
في المقابل، تمسكت بانكوك بخيار العمل العسكري، مع تأكيد رئيس الوزراء التايلاندي أنوتين تشارنفيراكول أن العمليات ستتواصل طالما استمرت التهديدات، نافيا وجود التزام عملي بوقف إطلاق النار.
ضربات جوية وتبادل اتهاماتميدانيا، نفذت القوات التايلاندية ضربات جوية فجر السبت، استهدفت جسورًا داخل الأراضي الكمبودية، قالت إنها تُستخدم لنقل أسلحة إلى مناطق القتال.
وأكد المتحدث باسم القوات الجوية التايلاندية تشاكريت ثامافيتشاي أن الضربات نُفذت باستخدام أسلحة عالية الدقة لتفادي إلحاق الأذى بالمدنيين.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الكمبودية عبر منصة "إكس" أن مقاتلتين تايلانديتين من طراز إف-16 ألقتا سبع قنابل على مواقع عدة داخل كمبوديا.
واتهم وزير الإعلام الكمبودي نيث فيكترا تايلاند بتوسيع نطاق هجماتها لتشمل البنية التحتية المدنية والسكان، فيما أعلن الجيش التايلاندي إصابة أربعة مدنيين جراء صواريخ أُطلقت من الجانب الكمبودي.
Related ترامب يعلن توسطه بعد مكالمات مع زعيمي تايلاند وكمبوديا.. واتفاق على وقف القتالصدام تايلاند وكمبوديا: مقاتلات أمريكية في مواجهة صواريخ صينية وروسيةارتفاع أعداد النازحين إلى مخيم تشونغ كال هربًا من اشتباكات الحدود بين كمبوديا وتايلاند واشنطن تدخل على الخطالتصعيد جاء بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بانكوك وبنوم بنه اتفقتا على وقف كامل لإطلاق النار.
غير أن رئيس الوزراء التايلاندي أوضح لاحقا أن الاتصال مع ترامب لم يتضمن طلبا واضحا بوقف العمليات العسكرية، مشددا على أن من انتهك التفاهم هو من يتحمل مسؤولية معالجة الوضع.
وكان ترامب قد أعلن عبر شبكته "تروث سوشل" إجراء محادثات مع رئيسي وزراء البلدين، أسفرت عن تفاهم على العودة إلى اتفاق السلام الأصلي، بمساعدة رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم.
نزاع قديم وحدود ملتهبةوأسفرت المواجهات الأخيرة عن مقتل ما لا يقل عن 24 شخصا، وأجبرت مئات الآلاف على النزوح على جانبي الحدود الممتدة لنحو 800 كيلومتر، وسط تبادل للاتهامات بين الطرفين.
ويعود النزاع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا إلى خلافات تاريخية حول مناطق تضم معابد تعود لإمبراطورية الخمير، ضمن حدود رُسمت في أوائل القرن العشرين خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية.
وكان البلدان قد وقعا اتفاق وقف إطلاق نار في 26 تشرين الأول/اكتوبر برعاية أميركية، إلا أن بانكوك علّقت العمل به لاحقا عقب انفجار لغم أرضي أسفر عن إصابة عدد من جنودها، لتعود المواجهات إلى الواجهة مجددا.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة