مليارات مؤتمرات "البام" تذهب إلى شركة واحدة... مهما ساءت أحواله المالية
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
حصلت شركة AVANT SCENE، مجددا، ومن دون ضجيج، على عقد تنظيم المؤتمر الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة الذي سيقام في بلدة بوزنيقة يوم 9 فبراير المقبل.
هذه الشركة هي نفسها التي كانت قد حازت على صفقة تنظيم المؤتمر الرابع للحزب عام 2020، في مركب الفروسية ضواحي مدينة الجديدة، وقد رست عليها الصفقة آنذاك، وكلفت الحزب حوالي مليارا و250 مليون سنتيم.
شركة AVANT SCENE، المتخصصة في التواصل وتنظيم المؤتمرات وبسجل زاخر من الأعمال الهائلة وفق ما يذكره موقعها على الإنترنت، تملك حظوة كبيرة داخل حزب الأصالة والمعاصرة. وقد أثيرت ضجة عام 2020 بشأن حصولها على صفقة مؤتمر ذلك العام، بعدما اشتكت شركات منافسة من سوء تصرف قادة الحزب خلال فرز ملفات طلب العروض الخاص بذلك الحدث.
لم تتكرر هذه الشكاوى هذا العام، فالحزب الذي يعاني ضائقة مالية، لم يشأ اللجوء إلى تنظيم صفقة مفتوحة لتنظيم مؤتمره، بل لجأ رأسا إلى خدمات هذه الشركة. يقول مسؤول بالحزب لـ”اليوم 24″، موضحا إن “الحزب يمول تنظيم مؤتمره من ماله الخاص، وليس مفروضا عليه تبعا لذلك، اتباع أي قواعد للصفقات العمومية”. يشار إلى هذه الشركة داخل الحزب بأوصاف عدة، إلا أن “رعايتها للحزب” تبقى الأبرز.
في الماضي، وفقا لقواعد التسيير الحزبي بالمغرب، فإن السلطات الحكومية تمول نصف كلفة مؤتمرات الأحزاب التي تعقد في مواعيدها المقررة. وتدفع السلطات هذه المبالغ وفق تركيبة يتفق حولها مع الحزب المعني. ويطرح تأكيد بعض قادة الحزب المكلفين بالمؤتمر حول اقتصار تمويل تنظيم الحزب على المال الخاص للحزب، بعض الأسئلة حول مصير هذه القاعدة الثابتة في تمويلات السلطات الحكومية للأحزاب.
في غضون ذلك، ما يزال الحزب حتى الآن بصدد جمع المال الكافي من أعضائه لتمويل المؤتمر. لم تكن هذه المشكلة قد طُرحت في السابق على هذا الحزب الزاخر بأعضائه الأغنياء، لكنه وسع من تطبيق هذا الأسلوب مضطرا هذه المرة، وبشكل علني أكثر مما كان عليه في الماضي.
لنتذكر أن اثنين من أبرز قادته الأغنياء، يقبعان في السجن في الوقت الحالي، وهما عبد النبي بعيوي، رئيس جهة الشرق، وسعيد الناصري، رئيس عمالة الدار البيضاء، وكلاهما كانا في السابق، من المساهمين الأسخياء في تمويل أنشطة الحزب.
وتحت وطأة شح الموارد هذه المرة، نقل قادة الحزب مقر المؤتمر من الجديدة إلى بوزنيقة، حيث تكلفة كراء المركب، ومرافق الإيواء رخيصة للغاية. وبينما مؤتمر الجديدة عام 2020 كلف الحزب 12.5 مليون درهم، فإن توقعات الحزب تشير إلى ألا تتجاوز كلفة مؤتمر بوزنيقة 10 ملايين درهم في أقصى التقديرات، وفقا لإفادة مسؤول في الحزب يأمل في أن تتناقص الكلفة إلى نصف ما كلفه مؤتمر الجديدة.
وبدأت الشركة بالفعل، أولى أعمال تهيئة الموقع حيث سيعقد المؤتمر في بوزنيقة، وسيشارك فيه حوالي 3 آلاف عضو وفقا لإحصائيات قدمها سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر في إفادة صحفية الشهر الماضي. وهو عدد أقل من مستويات مؤتمرات هذا الحزب في السابق.
ولا تتوقف مشاكل الحزب عند تمويل مؤتمره فحسب، بل إن قادته، وعلى مبعدة أسبوعين من عقده، لم يحسموا في الطريقة التي يجب أن يدار بها مستقبل الحزب نفسه. ففي المكتب السياسي، يتجاهل أعضاؤه بشكل كلي، التحدث عن مستقبل الأمين العام الحالي، عبد اللطيف وهبي، كما لا يشير أي من القادة الآخرين إلى أنفسهم كمرشحين محتملين لخلافته.
يحدث ذلك بينما تتزايد الإشاعات حول إمكان ترشح فاطمة الزهراء المنصوري لهذا المنصب. وبالرغم من كون هذه السيدة لم تعبر عن رغبة صريحة في هذا الصدد، إلا أن محيطها يعمل بنشاط لتغذية ترشيحها.
لم يتحدث وهبي بالمرة عن خططه بشأن مستقبله داخل هذا الحزب، وقد غذى بذلك، التأويلات حول ما سيحدث في هذا المؤتمر الذي لا يبدو أن رهانه سيكون أكبر من عقده في موعده فقط.
كلمات دلالية أحزاب الأصالة البام المعاصرة المغرب سياسية مؤتمرالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: أحزاب الأصالة البام المعاصرة المغرب سياسية مؤتمر
إقرأ أيضاً:
نيس تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات على خلفية تهديد كائناتها الحية
يتوجه قادة العالم إلى نيس في جنوب شرق فرنسا الأحد لحضور « مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات » الذي يعتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحويله إلى قمة لحشد الجهود في حين قررت الولايات المتحدة مقاطعته.
وسيجتمع حوالى خمسين رئيس دولة وحكومة، من بينهم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في نيس الأحد حيث سيقام عرض بحري كجزء من احتفالات اليوم العالمي للمحيطات، قبل افتتاح المؤتمر الاثنين.
وستركز المناقشات التي تستمر حتى 13 حزيران/يونيو على التعدين في قاع البحار، والمعاهدة الدولية بشأن التلوث البلاستيكي، وتنظيم الصيد المفرط.
وقال ماكرون لصحيفة « أويست فرانس » إن هذه القمة تهدف إلى « حشد الجهود، في وقت يتم التشكيك في قضايا المناخ من جانب البعض »، معربا عن أسفه لعدم مشاركة الولايات المتحدة فيها.
ويعتقد أن الولايات المتحدة التي تملك أكبر مجال بحري في العالم، لن ترسل وفدا على غرار ما فعلت في المفاوضات المناخية.
وأقر ت الدول في مسودة الإعلان الختامي التي كانت قيد التفاوض أشهر، بأن « العمل لا يتقدم بالسرعة أو النطاق المطلوبين ».
وحد دت فرنسا أهدافا طموحة لهذا المؤتمر الأممي الأول الذي يعقد على أراضيها منذ مؤتمر الأطراف حول المناخ « كوب21 » الذي استضافته باريس في العام 2015.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو إن فرنسا « تسعى ليكون المؤتمر موازيا بالنسبة إلى المحيطات، لما كان عليه اتفاق باريس، قبل عشر سنوات، بالنسبة إلى المناخ ».
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أشهر عن رغبته في جمع 60 مصادقة في نيس للسماح بدخول معاهدة حماية أعالي البحار حي ز التنفيذ.
من دون ذلك، سيكون المؤتمر « فاشلا »، وفق موقف أدلى به السفير الفرنسي لشؤون المحيطات أوليفييه بوافر دارفور في آذار/مارس.
وتهدف المعاهدة التي اعتمدت في العام 2023 ووقعتها 115 دولة إلى حماية الأنظمة البيئية البحرية في المياه الدولية التي تغطي نحو نصف مساحة سطح كوكب الأرض. وقد صادقت عليها إلى الآن رسميا 28 دولة والاتحاد الأوروبي.
وتأمل فرنسا أيضا في توسيع نطاق التحالف المؤلف من 33 دولة والذي يؤيد تجميد التعدين في قاع البحار.
ومن المتوقع أن تتطرق النقاشات غير الرسمية بين الوفود أيضا إلى المفاوضات من أجل التوصل إلى معاهدة لمكافحة التلوث البلاستيكي والتي ستستأنف في آب/أغسطس في جنيف، في حين تأمل باريس الدفع قدما نحو المصادقة على الاتفاقات المتصلة بمكافحة الصيد غير القانوني والصيد المفرط.
وتغطي المحيطات 70,8 في المئة من مساحة سطح الكرة الأرضية، وتشهد منذ عامين موجات حر غير مسبوقة تهدد كائناتها الحية لكن حمايتها هي الأقل تمويلا بين أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة.
وشد د قصر الإليزيه على أن قمة نيس « ليست مؤتمرا لجمع التبرعات بالمعنى الدقيق للكلمة »، في حين قالت كوستاريكا، الدولة المشاركة في استضافة المؤتمر، إنها تأمل في جمع 100 مليار دولار من التمويل الجديد للتنمية المستدامة للمحيطات.
هذا ما انتقده بريان أودونيل، مدير حملة من أجل الطبيعة، وهي منظمة غير حكومية تعمل على حماية المحيطات.
وقال براين أودونيل، مدير منظمة « كامبين فور نايتشر » غير الحكومية التي تعمل على حماية المحيطات « لقد أنشأنا أسطورة تقول إن الحكومات لا تملك الأموال اللازمة لحماية المحيطات ».
وأضاف « هناك أموال. ليس هناك إرادة سياسية ».
ونشر ما يصل إلى خمسة آلاف عنصر من الشرطة والدرك والجنود لضمان أمن القمة التي لا تواجه « تهديدا محددا » رغم ذلك، وفقا للسلطات.
وفي نيس التي سيصل إليها الرئيس الفرنسي بالقارب من موناكو حيث يختتم منتدى حول الاقتصاد الأزرق والتمويل الأحد، ست عرض على ماكرون توصيات المؤتمر العلمي الذي سبق القمة، فضلا عن مقياس « ستارفيش » الجديد الذي يحدد حالة المحيط الذي يعاني استغلالا مفرطا وارتفاعا في درجة حرارته.
وتحت ضغط منظمات غير حكومية، أعلن الرئيس الفرنسي السبت فرض قيود على صيد الأسماك بشباك الجر في بعض المناطق البحرية المحمية من أجل توفير حماية أفضل للأنظمة البيئية.