سواليف:
2025-12-10@08:25:17 GMT

كليات الصحافة والإعلام  والذكاء الاصطناعي

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

#كليات_الصحافة والإعلام  و #الذكاء_الاصطناعي

أ.د رشيد عبّاس

  قال الأب الروحي للصافة الألمانية رودولف أجشتاين (1923- 2002) ذات يوم: “ينبغي أن نتخلص من صحافة التربص, والوصول إلى صحافة رقمية بعيدة عن التدخل الإنساني”, وكأنه يشير هنا إلى اقتراب صحافة الذكاء الاصطناعي, من هذا المنطلق جاءت مقالتي هذه والتي تربط بين مصير كليات الصحافة والإعلام من جهة, وبين  الذكاء الاصطناعي من جهة ثانية.

              

 تؤكد كثير من الدراسات الاجتماعية أن أكثر الكليات الجامعية تأثراً بالذكاء الاصطناعي في قادم الأيام هي كليات الصحافة والإعلام, وقبل الحديث عن أثر الذكاء الاصطناعي على مستقبل كليات الصحافة والإعلام, علينا الوقوق على أثر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على خريجو كليات الصحافة والإعلام, وذلك من خلال طرح السؤال الآتي: هل الصحافة والإعلام فن أم علم, بمعنى هل الصحافة والإعلام مطبوعة أم مصنوعة؟

مقالات ذات صلة مدارسهم ومدارسنا! 2024/01/26

للإجابة عن السؤال السابق, يمكن لنا الانطلاق من بعض المواقف الواقعية للوقوف على ضعف المهارات الأساسية التي يمتلكها خريجو كليات الصحافة والإعلام, أول هذه المواقف يدور حول إجابة احد خريجي كليات الصحافة والإعلام حين سُئل ما الفرق بين الخبر والنبأ؟ قائلاً لا يوجد فرق بينهما, وثاني هذه المواقف تكمن في تفوق المتقدمين لمؤسسات الصحافة والإعلام والمواقع الالكترونية من غير الدارسين في كليات الإعلام على خريجي كليات الصحافة والإعلام في الاختبارات التنافسية, وثالث هذه المواقف يتمحور حول فئات كتّاب افتتاحيات وأعمدة الصحف المتميزين, وكذلك حصر كتّاب مقالات كثير من المجلات والمواقع والقنوات الالكترونية المشهورين, حيث كانت غالبيتهم ليسوا من خريجي كليات الصحافة والإعلام.

أعتقد جازماً أن مهارات الصحافة والإعلام وما يتعلق بها من حيثيات مطبوعة وليست مصنوعة, وأن هذه المهارات لا تأتي من خلال الدخول في  كليات الصحافة والإعلام, إنما هي استعدادات وقدرات فطرية, يمكن اكتشافها عند البعض منذُ الصغر, ويمكن للمدرسة بمراحلها الأساسية والثانوية, وللجامعة بسنواتها الأربع بغض النظر عن التخصص أن تقوم بتشجيعها وصقلها والتدريب عليها.        

كتابات وفيديوهات وبوستات مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بايجابياتها وسلبياتها في غالبيتها ليست من أنتاج خريجي كليات الصحافة والإعلام, مع أن لها انتشار وحضور واسع وكبير جدا في المجتمع وتشكيل الرأي العام, وهذا يعكس ضعف أثر خريجي كليات الصحافة والإعلام على الرأي العام.

من جانب آخر, نجد أن الذكاء الاصطناعي (Artificial Intedligence) في قادم الأيام سيدق المسمار الأخير في أبواب إغلاق كليات الصحافة والإعلام, كيف لا ونجد أن شركات الذكاء الاصطناعي والمتمثلة في: آبل, أمازون, قوقل, مايكروسوفت وغيرها من الشركات الكبرى, تعمل جاهدة ومن خلال الشات جي بي تي (Chat Gpt) على إيجاد برمجيات عالية الجودة لتقوم بجميع المهارات الصحافية والإعلامية كبديل لما يقوم بها أكبر متخصص في الصحافة والإعلام, وبدقة عالية جداً, وبدون أية أخطاء صحافية وإعلامية تُذكر, كما هو حاصل من أخطاء عند كثير من خريجي كليات الصحافة والإعلام اليوم.

اليوم نحن أمام كثير من نشرات الأخبار ومؤسسات التعليم والصحة تُبث وتتم من خلال (روبورتات) الذكاء الاصطناعي وهي في غاية الدقة وبطريقة متقنة جداً, وأن كثير من العمليات المتعلقة بالزراعة من الري بالتنقيط ورش المبيدات وحصاد المحاصيل الزراعية الضخمة تتم من خلال (طائرات الدراون), فضلاً عن تطبيقات الخوارزمية واللوغاريتمية والتي تستخدم في مجالات عديدة كالحروب مثلاً.

نعم, كليات الصحافة والإعلام مُهددة اليوم بالذكاء الاصطناعي وملحقاته, فتحرير الأخبار المصوّرة والمكتوبة, وكتابة المقالات والروايات والقصص والخواطر والشعر بكافة أغراضه, بات يسيراً جداً على تقنية الشات جي بي تي (Chat Gpt), والأخطر من ذلك على خريجو كليات الصحافة والإعلام هو أن الذكاء الاصطناعي المتمثل في كل من: الشات جي بي تي, والروبورتات, وطائرات الدراون, وتطبيقات الخوارزمية واللوغاريتمية وغيرها.. باتت تُدير نفسها بنفسها دون تدخل الإنسان.

اليوم نحن أمام (إعلام رقمي), وسيمسح هذا الإعلام دون أدنى شك جميع معالم الإعلام التقليدي الذي تتغنى به كثير من كليات الصحافة والإعلام, وسيقوم الشات جي بي تي قريباً بتحرير المعلومة وإيصالها لكل فرد حسب مستوى استيعابه ومستوى قدراته العقلية, مع تزويده بالثقافة اللازمة لتلك المعلومة.

الإعلام الرقمي بثورته الجديد, يهتم ايضاُ بطبيعة ونفسية المتلقي, واختيار الوقت المناسب لوصول الخبر إليه, وربما يهتم بأثر ذلك على صحة الإنسان, من هنا لا بد من عمليات التغيير والاستبدال والإحلال في عقليات من يدير كليات الصحافة والإعلام.

 على الحكومات الرقمية أن تعي من الآن أن الذكاء الاصطناعي سيدير كافة عمليات الصحافة والإعلام في غضون السنوات القليلة القادمة, وأن امتلاك مهارات الشات جي بي تي, والروبورتات, وطائرات الدراون وتطبيقات الخوارزمية واللوغاريتمية وغيرها.. هي المطلوبة الصحافة والإعلام الرقمي, وليس شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه الأكاديمية.       

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی من خلال کثیر من

إقرأ أيضاً:

التعليم تُطلق أول اختبار تجريبي لطلاب أولى ثانوي في البرمجة والذكاء الاصطناعي عبر منصة QUREO

وجهت وزارة التربية والتعليم نحو تعزيز قدرات طلاب الصف الأول الثانوي في مهارات البرمجة والذكاء الاصطناعي، بدأت المديريات التعليمية في مختلف المحافظات الاستعداد لتنفيذ أول اختبار تجريبي لمادة البرمجة والذكاء الاصطناعي عبر منصة QUREO اليابانية، والتي تعتمد عليها الوزارة في تدريب الطلاب على مفاهيم الحوسبة والبرمجة الحديثة المرتبطة بمهارات المستقبل.

ويأتي هذا الإجراء ضمن خطة الوزارة لتطوير مناهج المرحلة الثانوية وربطها بمهارات القرن الحادي والعشرين، بهدف دعم الطلاب في اكتساب مهارات تقنية تتماشى مع متطلبات سوق العمل المحلي والدولي.

وبحسب التعليمات الواردة للمديريات، سيتم عقد الاختبار التجريبي على مدار ثلاثة أيام متتالية، حيث تم تقسيم المحافظات لضمان سهولة الدخول على المنصة وتوفير فرص متكافئة لجميع الطلاب.

وتنطلق الاختبارات يوم 21 ديسمبر 2025 لطلاب محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية وشمال سيناء وجنوب سيناء ومطروح والوادي الجديد والبحر الأحمر.

بينما تُعقد اختبارات اليوم الثاني في 22 ديسمبر لطلاب محافظات أسوان والأقصر وقنا وسوهاج وأسيوط والمنيا وبني سويف والفيوم والشرقية.

ويُخصص اليوم الثالث 23 ديسمبر لطلاب محافظات الوجه البحري، وهي البحيرة والدقهلية والغربية والمنوفية وكفر الشيخ ودمياط وبورسعيد والسويس والإسماعيلية.

وأكدت الوزارة أن الاختبار سيتم من خلال أجهزة التابلت المدرسي أو أجهزة الحاسب المتاحة بالمدارس، مع السماح باستخدام أي أجهزة أخرى يمكنها الاتصال بالإنترنت والدخول إلى منصة QUREO، وذلك خلال فترة تمتد إلى 24 ساعة في اليوم المحدد لكل محافظة، بما يسهل على جميع الطلاب أداء الاختبار دون ضغط أو ازدحام.

كما شددت التعليمات على التزام المدارس بتجهيز البنية التقنية المطلوبة وتسهيل دخول الطلاب إلى المنصة باستخدام حساباتهم الرسمية، حيث سيظهر رابط الامتحان داخل حساب كل طالب فور تسجيل الدخول.

ويأتي هذا الاختبار التجريبي في إطار استعداد الوزارة لتطبيق منظومة أكثر تطورًا في تقييم مهارات الطلاب في مادة البرمجة، باعتبارها أحد المسارات الأساسية التي تعمل الوزارة على دعمها ضمن التحول الرقمي الذي تشهده العملية التعليمية.

مقالات مشابهة

  • الفدرالي الأميركي تحت الأضواء والذكاء الاصطناعي يصنع الحدث
  • رابط منصة كيريو اليابانية أولى ثانوي 2025 لتعليم البرمجة والذكاء الاصطناعي
  • إعلان موعد الاختبار التجريبي لمادة البرمجة والذكاء الاصطناعي لطلاب الأول الثانوي بالقاهرة
  • التعليم تُطلق أول اختبار تجريبي لطلاب أولى ثانوي في البرمجة والذكاء الاصطناعي عبر منصة QUREO
  • إطلاق النسخة الرابعة من “نموذج المنظمة الدولية” تحت شعار “بيانات الهجرة والذكاء الاصطناعي”
  • ما المحتوى الإخباري الرابح والخاسر أمام الذكاء الاصطناعي؟
  • قيود جديدة على عقود جوجل لتعزيز المنافسة في سوق البحث والذكاء الاصطناعي
  • محافظ القاهرة يؤكد اهتمام القيادة السياسية بالبرمجة والذكاء الاصطناعي
  • ينشر الساعة 12.30.. شروط النيابة الإدارية لقبول خريجي كليات الحقوق دفعة 2024
  • شروط النيابة الإدارية لقبول خريجي كليات الحقوق دفعة 2024 بوظيفة معاون نيابة