قبول دعوى "الإبادة الجماعية" يضع إسرائيل في "خندق الإدانة" رسميًا
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
◄ الاحتلال يتلقى "صفعة" قوية.. وتوقعات بزيادة الضغط السياسي لوقف الحرب
◄ إقرار "تدابير مؤقتة" لحماية الفلسطينيين وإدخال المساعدات الإنسانية
◄ إلزام إسرائيل بتقديم تقرير خلال شهر بشأن الالتزام بالتدابير المؤقتة
الرؤية- غرفة الأخبار
جاء قرار محكمة العدل الدولية مخيبًا للتوقعات الإسرائيلية، إذ كانت دولة الاحتلال تعتقد أنه سيتم رفض الدعوى التي تقدمت بها جنوب أفريقيا والتي تتهم فيها إسرائيل بانتهاك قانون منع الإبادة الجماعية، عبر ممارستها في قطاع غزة وقتل أكثر من 25 ألف فلسطيني ومحاصرة القطاع الذي يعيش فيه أكثر من 2.
وفي جلستها أول أمس، أكدت المحكمة اختصاصها في نظر الدعوى، وأقرت بحق الفلسطينيين في غزة في الحماية من أعمال الإبادة الجماعية، لافتة إلى أنَّ الفلسطينيين مجموعة تحظى بالحماية بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية.
فرض "تدابير مؤقتة"
وأمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية في غزة والتحريض المباشر، وذلك بعد أن صوتت أغلبية كبيرة من أعضاء لجنة المحكمة المؤلفة من 17 قاضياً لصالح اتخاذ إجراءات عاجلة تُلبي معظم ما طلبته جنوب أفريقيا باستثناء توجيه الأمر بوقف الحرب على غزة.
وقالت المحكمة إن على إسرائيل أن تتخذ "كل الإجراءات التي في وسعها لمنع ارتكاب جميع الأفعال ضمن نطاق المادة الثانية من اتفاقية الإبادة الجماعية".
وذكرت المحكمة أنها تقر بحق الفلسطينيين في غزة في الحماية من أعمال الإبادة الجماعية، وأن الشروط متوفرة لفرض تدابير مؤقتة على إسرائيل، مشددة على ضرورة التزام إسرائيل بتجنب كل ما يتعلق بالقتل والاعتداء والتدمير بحق سكان غزة وأن تضمن توفير الاحتياجات الإنسانية الملحة في القطاع بشكل فوري.
وقالت المحكمة إنَّ على إسرائيل أن تتأكد فوراً من أن جيشها لا يرتكب الانتهاكات المذكورة سابقا.
ارتباك إسرائيلي
وتسبب قرارا المحكمة في حدوث حالة من الارتباك بالداخل الإسرائيلي، إذ يؤكد خبراء قانونيون إسرائيليون أن قرار المحكمة يعد بمثابة "بطاقة حمراء" في وجه إسرائيل، إذ إن المحكمة أعلنت فوز الرواية الإفلسطينية وخسارة الرواية الإسرائيلية، بعدما سلطت المحكمة الضوء على ما يقوم به جيش الاحتلال في غزة، دون الإشارة إلى هجوم السابع من أكتوبر.
وفي محاولة لعدم استفزاز محكمة العدل الدولية وعدم توريط إسرائيل بمزيد من الملفات والقضايا والدعاوى، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعليمات إلى الوزراء بعدم الرد أو التعليق على قرار محكمة لاهاي.
وتأتي تعليمات نتنياهو خشية توظيف هذه التصريحات في أي مداولات أو إجراءات مستقبلية قد تعلن عنها المحكمة بكل ما يتعلق بالحرب على غزة أو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بحسب ما أفادت مراسلة الشؤون السياسية في القناة 13 الإسرائيلية، موريا فولبرغ.
ويقول قاضي المحكمة العليا الإسرائيلية المتقاعد حنان ميلتسر، إن "قرار محكمة لاهاي بمثابة بطاقة حمراء في وجه إسرائيل، وهو القرار الذي سيرافقها لسنوات طويلة، وسيكون له كثير من التداعيات على إسرائيل وقياداتها السياسية والعسكرية".
وأوضح ميلتسر، خلال حوار معه في القناة 12 الإسرائيلية، أن القرار يعني أن على إسرائيل توخي الحذر مستقبلا في كل ما يتعلق بالتعامل مع الفلسطينيين، لافتا إلى أن جوهره يعني أن إسرائيل لا يمكنها أن تفعل ما يحلو لها في قطاع غزة والضفة الغربية أو الاستمرار في الحرب والقتال بشكل عنيف.
ويعتقد القضائي الإسرائيلي أن القرار رغم عدم كونه ملزما لإسرائيل بوقف الحرب، فإنه يضع الجيش الإسرائيلي أمام اختبار ومجهر القانون الدولي، ويؤسس لمرحلة جدية وجديدة في التعامل الدولي مع إسرائيل بكل ما يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين.
ماذا بعد القرار؟
تُوصف "التدابير المؤقتة" بأنها أوامر تصدرها المحكمة قبل حكمها النهائي في قضية ما، بهدف منع وقوع أضرار لا يمكن إصلاحها. وبموجبها تُلزم الدولة المدعى عليها بالامتناع عن اتخاذ إجراءات معينة حتى تصدر المحكمة الحكم النهائي.
ويرى خبراء قانونيون أن هذا القرار يفتح الباب أمام المجتمع الدولي لممارسة الضغط الدبلوماسي والسياسي على دولة الاحتلال حتى توقف هذه الحرب ضد المدنيين في غزة، كما أن قبول الدعوى يعد بمثابة اتهام رسمي لإسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية في غزة، وهو ما ستحقق فيه محكمة العدل الدولية.
وبموجب الحكم، فإنه على إسرائيلي أن ترفع تقريرا إلى المحكمة في غضون شهر بشأن كل التدابير المؤقتة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
صحة غزة: ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية إلى 70 ألفا و366 شهيدا
غزة – أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، امس الثلاثاء، ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة الإسرائيلية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى 70 ألفا و366 قتيلا، و171 ألفا و64 مصابا.
جاء ذلك في التقرير الإحصائي اليومي التي تصدره الوزارة “لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة”.
ولمدة عامين بدءا من 8 أكتوبر 2023، ارتكبت إسرائيل إبادة جماعية في غزة، وتواصل خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 10 أكتوبر الماضي.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن مستشفيات القطاع استقبلت خلال 24 ساعة “شهيدا و6 إصابات”.
ولم تفصّل الوزارة بشأن القتيل الجديد والإصابات، إلا أن إسرائيل تواصل خرق اتفاق وقف النار بقصف أماكن مدنية في مختلف مناطق القطاع فضلا عن إطلاق الرصاص نحو المدنيين.
وأوضحت أنه منذ وقف إطلاق النار وصل إجمالي الضحايا إلى “377 شهيدا و987 مصابا و626 انتشال” لجثث من تحت أنقاض ما خلفته الإبادة الإسرائيلية.
وأضافت أن حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ أكتوبر 2023 “ارتفعت إلى 70 ألفا و366 شهيدا و171 ألفا و64 إصابة”.
وبالإضافة إلى الضحايا ومعظمهم أطفال ونساء، تسببت إسرائيل بدمار هائل في غزة، مع إعادة إعمار قدرت الأمم المتحدة تكلفتها بنحو 70 مليار دولار.
وإلى جانب قصفها المتواصل، تخرق إسرائيل الاتفاق بمنعها إدخال قدر كاف من الغذاء والدواء إلى قطاع غزة المحاصر، حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني في أوضاع كارثية.
وفي وقت سابق اليوم، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إن إسرائيل ارتكبت 738 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار في شهرين، تنوعت بين إطلاق نار مباشرة ضد المدنيين، و37 جريمة توغل للآليات العسكرية داخل المناطق السكنية.
كما رصد “358 جريمة قصف واستهداف لمواطنين عزل ومنازلهم، و138 جريمة نسف وتدمير لمنازل ومؤسسات وبنايات مدنية”.
وأكد المكتب أن هذه الخروقات تمثل “انتهاكا صريحا للقانون الدولي الإنساني، وتقويضا متعمدا لجوهر بنود البروتوكول الإنساني الملحق به”.
الأناضول