حال عودته للبيت الأبيض.. ترامب يدرس خيارته الاقتصادية مع الصين
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
أفادت صحيفة "واشنطن بوست" نقلا عن مصادر مطلعة لم تكشف عن هويتها، أن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، "يدرس الخيارات المتاحة لشن هجوم اقتصادي كبير جديد على الصين إذا أعيد انتخابه".
وطبقا لما نقلته الصحيفة الأميركية عن 3 أشخاص مطلعين على الأمر تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لنقل محادثات خاصة، فإن ترامب "ناقش مع مستشاريه إمكانية فرض تعريفة ثابتة بنسبة 60 بالمئة على جميع الواردات الصينية".
ولم يرد المتحدث باسم حملة ترامب على طلبات صحيفة "واشنطن بوست" بالتعليق.
ويتنافس الرئيس السابق على بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية المزمع إقامتها في نوفمبر من العام الجاري، إذ يعد ترامب الأوفر حظا للدخول في سباق انتخابي جديد مع الرئيس الحالي، جو بايدن.
وأيد ترامب علنا خفض مستوى الوضع التجاري للصين مع الولايات المتحدة، وهي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع التعريفات الجمركية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن إلغاء وضع الصين باعتبارها "الدولة الأكثر تفضيلا" للتجارة - والذي ينطبق على جميع البلدان التي تتاجر معها الولايات المتحدة تقريبا - يمكن أن يؤدي إلى فرض تعريفات فدرالية على الواردات الصينية تزيد عن 40 بالمئة، وفقا لأحد التحليلات.
وطرح ترامب فرض تعريفة بنسبة 10 بالمئة على ما يقرب من 3 تريليون دولار من الواردات السنوية من جميع البلدان، بما في ذلك الصين، بحسب تقرير الصحيفة ذاتها.
ويقول الخبراء الاقتصاديون من كلا الحزبين إن كل هذه الخيارات ستؤدي إلى اضطرابات هائلة في الولايات المتحدة والاقتصادات العالمية تتجاوز بكثير تأثير الحروب التجارية خلال فترة ولاية ترامب الأولى.
وعلى الرغم من أنه كثيرا ما أشاد بالرئيس الصيني، شي جين بينغ، ووقع اتفاقا تجاريا مع الصين عام 2020 عندما كان رئيسا، إلا أن ترامب يهاجم بكين مرارا وتكرارا خلال حملته الانتخابية الحالية، ووعد باتخاذ موقف أكثر صرامة من موقف الرئيس بايدن.
"يهدد بقلب التجارة العالمية"وقالت إيريكا يورك، كبيرة الاقتصاديين في "تاكس فاونديشن"، وهي مؤسسة بحثية يمينية تعارض التعريفات الجمركية، "كانت الحرب التجارية في الفترة من 2018 إلى 2019 مدمرة للغاية، وسوف يذهب هذا إلى أبعد من ذلك بكثير بحيث يصعب حتى مقارنتها بذلك".
وأضافت ان "هذا يهدد بقلب التجارة العالمية وتفتيتها إلى حد لم نشهده منذ قرون".
وعندما كان رئيسا خلال الفترة ما بين 2016 حتى 2020 وأثناء الحملة الانتخابية التي يسعى فيها للعودة للبيت الأبيض، رأى ترامب أن التعريفات الجمركية على الواردات تعزز الصناعة المحلية بينما تجمع الأموال للحكومة الفدرالية، متجاهلا - أو رافضا - آراء الاقتصاديين من كلا الحزبين الذين يقولون إنها ترفع التكاليف على المستهلكين والمنتجين الأميركيين، وفقا للصحيفة.
وكانت الصين ثالث أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة حتى نوفمبر، بعد المكسيك وكندا، إذ تمثل 11.7 بالمئة من إجمالي التجارة الخارجية للولايات المتحدة.
وقال ترامب في نيو هامشير قبل فوزه في الانتخابات التمهيدية عن الحزب الجمهوري في تلك الولاية: "لقد واجهت الصين الشيوعية بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ، وجلبت مئات المليارات من الدولارات التي تدفقت مباشرة على خزانتنا عندما لم يحصل أي رئيس آخر على 10 سنتات من الصين".
ويقول معظم الاقتصاديين إن هذه التكاليف تم دفعها في المقام الأول من قبل المستهلكين والشركات الأميركية، وليس من قبل الحكومة الصينية أو الحزب الشيوعي.
ومن المحتمل أن يتحمل المستهلكون والشركات الأمريكية العبء الأكبر من تجدد الحرب التجارية مع الصين.
وفي تقرير بتكليف من مجلس الأعمال الأميركي الصيني، وجدت شركة "أكسفورد إيكونوميكس" في نوفمبر أن إنهاء العلاقات التجارية الطبيعية الدائمة مع الصين سيكلف الاقتصاد الأمريكي 1.6 تريليون دولار ويؤدي إلى فقدان أكثر من 700 ألف وظيفة.
ومع ذلك، فقد أيد العديد من الجمهوريين البارزين في الكونغرس هذا الإجراء.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مع الصین
إقرأ أيضاً:
ترامب يقترح خفض الرسوم الجمركية على الصين إلى 80%
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة عن إمكانية خفض الرسوم الجمركية على الصين من 145% حاليا إلى 80%، قبيل مفاوضات بين البلدين في سويسرا بشأن تخفيف التوترات التجارية بينهما.
وكتب ترامب على منصته تروث سوشيال "يبدو أن فرض رسوم جمركية بنسبة 80% على الصين هو المستوى المناسب!"، وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف أن "الأمر يعود إلى سكوت بي" في إشارة إلى رئيس الوفد المفاوض نيابة عن واشنطن، وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت الذي سيلتقي هي ليفينغ نائب رئيس الوزراء الصيني هذا الأسبوع في جنيف سعيا لتهدئة التوتر في الأسواق العالمية.
ولم يذكر ترامب في منشوره ما إذا كان يعتقد أن نسبة 80% يجب أن تكون المستوى النهائي للرسوم على السلع الصينية إن توقفت الحرب التجارية، أو أنها مجرد وضع موقت.
وفي منشور آخر بأحرف كبيرة كتب ترامب "يتعين على الصين أن تفتح سوقها أمام الولايات المتحدة، سيكون ذلك مفيدا جدا لهم. الأسواق المغلقة لم تعد مجدية".
وتُمثل تصريحات ترامب أحدث مؤشر على تخفيف حدة التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقال ترامب إن الاتفاق مع بريطانيا سيكون الأول من بين العديد من الاتفاقات الأخرى، وإنه يأمل أن تسفر المحادثات العسيرة مع الاتحاد الأوروبي، وكذلك الصين، عن نتائج قريبا أيضا.
إعلانوترغب العديد من الدول في إجراء محادثات مع واشنطن لتجنب رسوم ترامب التي تراوح من 10% على كثير من الدول إلى رسوم باهظة على الصين، الهدف الرئيسي لترامب.
وقال ترامب في البيت الأبيض أمس الخميس -خلال الكشف عن تفاصيل اتفاق تجاري جديد بين الولايات المتحدة وبريطانيا- إنه يتوقع إجراء مفاوضات مهمة بين الولايات المتحدة والصين بشأن التجارة مطلع الأسبوع المقبل، مرجحا خفض الرسوم الجمركية المفروضة على الصين والبالغة 145%.
وذكرت صحيفة "نيويورك بوست" أمس -نقلا عن مصادر لم تسمها- أن ترامب يدرس خطة لخفض الرسوم الجمركية البالغة 145% على الواردات الصينية بأكثر من النصف الأسبوع المقبل، في حين نفى البيت الأبيض التقرير ووصفه بأنه مجرد تكهنات.
وأظهرت بيانات رسمية اليوم الجمعة أن صادرات الصين إلى الولايات المتحدة تراجعت بنسبة 17.6% الشهر الماضي مقارنة بالشهر السابق.
وبلغت القيمة الإجمالية للصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة 33 مليار دولار في أبريل/نيسان الماضي مقابل 40.1 مليار دولار في مارس/آذار 2025، وفقا لبيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية.
وتراجعت التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم مذ فرض ترامب التعريفات الجمركية -وتصل بعض الرسوم التراكمية إلى 245%- في حين ردت الصين بفرض رسوم بنسبة 125% إضافة إلى تدابير أخرى.
من جهتها قال متحدث باسم منظمة التجارة العالمية اليوم الجمعة إن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في جنيف مطلع الأسبوع المقبل تمثل خطوة إيجابية وبناءة نحو نزع فتيل التوتر بين البلدين.