جناح الأزهر.. فعاليات "مخاطر المحتوى غير الأخلاقي على الطفل ودور المؤسسات في المواجهة"
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
عقد جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي الكتاب، اليوم الأحد، ندوة بعنوان "مخاطر المحتوى غير الأخلاقي على الطفل ودور المؤسسات في المواجهة"، حاضر فيها الدكتورة نيفين عثمان، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، الأستاذ خالد البرماوي، الكاتب الصحفي المتخصص في الإعلام الرقمي، وأدار الندوة الدكتورة رهام سلامة، المدير التنفيذي لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف والإرهاب.
قالت الدكتورة نيفين عثمان إننا لدينا استراتيجية تعمل على توفير الأسس التي تساعد الأسر والمؤسسات على حماية أطفالنا وتعريفهم بمخاطر العالم الرقمي، وتعريفهم بواجباتهم في المجتمع، لإكسابهم مهارة انتقاء المعلومات عبر الإنترنت، لكي يصبح قادرا في النهاية على حماية نفسه والوصول للاستخدام الهادف والمفيد للعالم الرقمي، مؤكدة أن العالم الرقمي يمثل تحديا كبيرا، فهو بمثابة الباب المفتوح على العالم كله أمام أطفالنا، وهو ما يضاعف من مسؤوليتنا تجاه ترسيخ القيم والتقاليد التي تسهم في حمايتهم من الأفكار والسلوكيات الدخيلة.
وأوضحت الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة أن للأسرة دور شديد الأهمية في حماية أبنائهم، ولا بد أن يعملوا بجد على تثقيف أنفسهم بالشكل الكافي للرد على جميع تساؤلات أبنائهم، على اعتبار أنهم المصدر الأول للمعلومة، فيجب أن يكون لهذا المصدر موثوقية تفوق غيره من المصادر، وهو ما يسهم في تحقيق مصلحة أبنائهم وتوفير الحماية الكاملة لهم وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتعامل الأمثل مع هذا العالم، مضيفة أننا بحاجة لتشريعات وقوانين قادرة على تنظيم الرقمنة والذكاء الاصطناعي وفرض الرقابة اللازمة عليها، مع تفعيل ورفع كفاءة مصادر المعلومات الموثوقة والآمنة مثل بيوت الثقافة والمكتبات التي تنتشر في جميع أنحاء الجمهورية.
الدكتور محمود المهدي: على الأسر حماية أطفالهم من إدمان مواقع الإنترنت لما لذلك من مخاطر سلوكية ونفسية هائلةوبين الدكتور محمد المهدي أن أطفال اليوم يقضون وقتا طويلا أمام وسائل الإعلام الرقمي الحديثة على اختلافها، والتي أصبحت تمثل تحديا كبيرا أمامنا جميعا، كبارا وصغارا، إلا أن الكبار بإمكانهم حماية أنفسهم، أما الأطفال فهم بحاجة لمن يوفر لهم الحماية من مخاطر المحتوى الرقمي، ومن كل ما يحويه في الكثير من الأحيان من أفكار وسلوكيات وتوجهات تتنافى مع ديننا وثقافتنا، مؤكدا أن أطفالنا أمام خطر حقيقي يحتاج لتدخل جاد منا جميعا، لحماية أبنائنا من الأفكار الغربية التي تحاول شركات كبرى وعالمية نشرها بين أبنائنا، مشيرا إلى السبل التى يُمرر من خلالها المحتوى الدخيل للأطفال مثل فيلم شركة "ديزني" الذي احتوى على بعض المشاهد التي تروج لسلوكيات أخلاقية مرفوضة، ما دفع العديد من الدول، ومنها مصر، لمخاطبة الشركة لحذفها حتى تتناسب مع أطفالنا، محذرا الأسر من إدمان أبنائهم لمواقع الإنترنت وما لذلك من مخاطر سلوكية ونفسية هائلة.
وأضاف أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر أن الواجب على الأسرة متابعة أبنائهم بشكل دوري، للتأكد من نوعية المحتوى المعروض على أبنائهم، إلا أن المعضلة الكبيرة تتمثل في انشغال الكثير من الأسر، بل أن الكثير من الأمهات تستخدم تلك الوسائل الرقمية لإلهاء أبنائهم دون أدنى متابعة تذكر، وهو ما يجعل أطفالهم عرضة للمحتوى الضار دون حماية، وبما يؤكد أن الأسر أيضا في حاجة للتثقيف والتوعية بأهمية حماية أبنائهم، وهذا هو دور الدولة ومؤسساتنا التربوية والتعليمية وعلى رأسها الأزهر الشريف.
خالد البرماوي: الحاجة ملحة لتنقيح مصادر أطفالنا المعلوماتية بما يتناسب مع ثقافتنا مع مضاعفة جهود خلق المحتوى الهادفمن جانبه قال خالد البرماوي إن وضع مصر والكثير من الدول الإفريقية مع العالم الرقمي مختلف عن دول أوروبا وأمريكا والدول المتقدمة، فالشعب المصري من أكثر الشعوب نشاطا على الإنترنت، وهو أمر إيجابي إلا أن به الكثير من التحديات، فالإنترنت قد فتح الباب أمام الجميع بما يوفره من مصادر لا نهائية للمعلومات والمحتوى، القليل منها موثوق والأغلب غير موثوق ومجهول المصدر، مع حملها لكثير من السلوكيات الدخيلة، لافتا أن ذلك كله قد حدث في وقت نحن فيه غير مؤهلين للتعامل معه، على عكس الماضي، حيث كان للعالم العربي والإسلامي السبق في تقديم المحتوى العلمي والأخلاقي للعالم، وهو ما يؤكد حاجتنا الملحة لتنقيح مصادر المعلومات، بما يتناسب مع ثقافتنا وديننا، ومضاعفة جهود خلق المحتوى الهادف المناسب لها.
وبين الكاتب الصحفي المتخصص في الإعلام الرقمي أنه من الممكن التحكم في توقيتات جلوس أبنائنا أمام الإنترنت لحمايتهم من إدمانه، عبر توفير بعض النشاطات الهادفة البديلة، مع محاولة إشراكه عمليا في الكثير من النشاطات الرياضية والفنية وغيرها، بما يسهم في ملء وقته بالشكل الإيجابي والفعال والجاذب لاهتمامهم، مطالبا الأسر بضرورة إعطاء الأولوية الأولى لتربية أبنائهم بالشكل السليم وحمايتهم في ظل التحديات الهائلة للعالم الرقمي وما يفرضه من مخاطر حقيقية على أبنائنا.
الأزهر يشارك للعام الثامن على التوالي- بجناح خاص في معرض القاهرة الدولي للكتابويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جناح الأزهر معرض الكتاب معرض القاهرة الدولي الكتاب المجلس القومي للطفولة العالم الرقمی جناح الأزهر الکثیر من من مخاطر وهو ما
إقرأ أيضاً:
تواصل فعاليات الحملة الوطنية للتوعية من مخاطر الأنواء المناخية وأمواج تسونامي
العُمانية: تواصلت اليوم ولليوم الثاني على التوالي فعاليات الحملة الوطنية للتوعية من مخاطر الأنواء المناخية وأمواج تسونامي في نسختها الرابعة، التي تهدف إلى تعزيز جاهزية المجتمع لمواجهة الحالات الطارئة المرتبطة بالظواهر الجوية.
وقد شهد برنامج اليوم تنفيذ تمرين عملي للإخلاء الكلي عند حدوث أمواج تسونامي بمدرسة أبو أيوب الحضرمي للتعليم الأساسي بولاية السيب، لرفع جاهزية الطلبة والهيئة الإدارية للتعامل مع مثل هذه الحالات.
كما أقيمت بقاعة المحاضرات بمكتب والي بوشر مجموعة من المحاضرات التوعوية والجلسات النقاشية، إضافة إلى تقديم ثلاثة عروض مرئية؛ تناول الأول تجربة سلطنة عُمان في التعامل مع إعصار "شاهين"، وركز الثاني على تمارين الإخلاء من أمواج تسونامي، فيما وثق العرض الثالث "الملحمة الوطنية" التي تجسدت خلال تلك الأنواء المناخية.
وتضمن البرنامج عددًا من العروض المتخصصة، حيث قدم الرائد يحيى بن محمد البلوشي من المركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة شرحًا حول النسق الوطني لإدارة الطوارئ، في حين استعرضت عائشة بنت جمعة القاسمية أخصائية أرصاد جوية بهيئة الطيران المدني الإجراءات التشغيلية في المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة.
كما تحدث يوسف بن سعيد المعشري راصد جوي بالهيئة عن دور الرصد الجوي وأصدقاء الطقس في نشر الوعي، وقدم النقيب مبارك بن سعود المعشري من هيئة الدفاع المدني والإسعاف محاضرة حول إجراءات السلامة في الحالات الطارئة.
وتشمل الحملة عدة محاور رئيسة، أبرزها اللقاءات والندوات، والتمارين العملية، والمشاركة في فعاليات المحافظة، إلى جانب الإصدارات التوعوية ومعرض مصاحب، حيث تهدف إلى رفع مستوى الوعي الفردي والمؤسسي بطرق الاستعداد للحالات الطارئة، وتعزيز السلوك الآمن، ودعم الشراكة المجتمعية، إضافة إلى ترسيخ مفهوم منظومة الإنذار المبكر لحماية الأفراد والممتلكات.
وتأتي هذه الحملة نظرًا لكون سلطنة عُمان من الدول المعرضة لمخاطر الأعاصير المدارية وأمواج تسونامي بحكم موقعها المطل على بحر العرب، مما يجعل نشر الوعي وتعزيز الجاهزية خطوة أساسية لضمان الاستجابة الفعالة وتقليل الآثار المترتبة على الأنواء المناخية، خاصة في المحافظات الساحلية التي تشكل نقطة الانطلاق الرئيسة للفعاليات قبل امتدادها إلى مختلف محافظات سلطنة عمان .
تجدر الإشارة إلى أن الحملة التي بدأت يوم أمس تحت شعار "وعيك لسلامتك" تُنفَّذ بالتعاون بين المركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة، وهيئة الطيران المدني، ووزارة الإعلام، وهيئة الدفاع المدني والإسعاف، ومكتب محافظ مسقط، ووزارة التربية والتعليم.