الدويري يعلق على اختفاء آليات للاحتلال شمال غزة وعدم تضرر معظم الأنفاق
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
طرأت تطورات ميدانية في قطاع غزة بعد أن أظهرت صور الأقمار الصناعية غياب الآليات العسكرية في بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا شمالا، وسط قلق إسرائيلي من عودة السيطرة المدنية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالقاطع الشمالي.
وفي هذا السياق، لفت الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إلى أن هذه التطورات تؤكد أن الحملة البرية الإسرائيلية وما تضمنته من قصف جنوني لم تنجح في تحقيق أهداف الحرب على غزة.
وأضاف أن تل أبيب بدأت تقتنع "بما ذهبنا إليه في تحليلنا منذ بداية الحرب"، في إشارة منه إلى أن كتائب القسام -الجناح العسكري لحماس- لن تهزم ولن ترفع الراية البيضاء، وقادرة على إدامة المعركة، وتستطيع تحملها رغم الخسائر التي لحقت بها.
بدورها، ذكرت قناة "إن بي سي" الأميركية، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تدرس إبطاء إرسال الأسلحة لإسرائيل للضغط على رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو لتقليص الهجوم على غزة.
وفي هذا الإطار، قال الدويري في تحليله للجزيرة، إنه -في حال صحت هذه الأنباء- سيكون الإبطاء في بعض الذخائر لكون إسرائيل تعاني من هذا الأمر في ظل إمكانية اندلاع حرب على الجبهة الشمالية مع حزب الله اللبناني، فضلا عن أن قوات الاحتلال لجأت للذخائر في تفجير المنازل والمربعات السكنية على طول الشريط الشرقي للقطاع.
ونبه إلى أن الدعم الأميركي المتواصل "هو من يمكّن نتنياهو من المقاربة التي يتحدث دائما بها"، حول القضاء على حماس واستعادة الأسرى الإسرائيليين، مشيرا للجسر العسكري الأميركي لتل أبيب الذي فاق 300 طائرة شحن و20 سفينة أسلحة، وفق آخر الأرقام التي نشرت قبل شهر.
بدورها، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية -عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين- أن نحو 80% من أنفاق حماس في قطاع غزة لا تزال سليمة بعد أسابيع من محاولات تدميرها من قبل إسرائيل.
وعلق الدويري على هذه المعلومات بأنه تم اللجوء لكافة الوسائل لتدمير أنفاق غزة مثل نصب مضخات مياه بالبحر المتوسط وشرعوا بعملية إغراقها لكنها لم تنجح، مرجعا ذلك إلى أن شبكة الأنفاق لم تشيد وفق نظرية الأواني المستطرقة.
كما قال إن جيش الاحتلال لجأ إلى الغازات السامة -وفق الإعلام الإسرائيلي- حيث تم نقل جثث جنود إسرائيليين كانوا أسرى في أحد الأنفاق واتضح أن أحدهم على الأقل قتل بالغازات السامة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
تقدير إسرائيلي.. تنسيق قطر مع أمريكا بشأن غزة يُضيّق الحيز الاستراتيجي للاحتلال
ما زالت الأوساط الاسرائيلية تترقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الشروع في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حتى بدون إعادة جثة آخر جندي قتيل في غزة، وبدون نزع سلاح كامل من القطاع، وفي الوقت الذي يُطلب من الولايات المتحدة تضييق الفجوة مع دولة الاحتلال، يبقى السؤال عما إذا كان ذلك على حسابها.
أمير بار شالوم المحلل العسكري في موقع زمان إسرائيل، ذكر أنه "في نهاية الأسبوع الماضي، انعقد "منتدى الدوحة" في قطر، وهو مؤتمر جمع قادة عربًا قدّموا العديد من التصريحات البارزة حول قضية الاحتلال الإسرائيلي وقطاع غزة، ومع ذلك، كشف تصريحٌ باللغة الإنجليزية لرئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن نظرة الدولة المضيفة للمؤتمر إلى استمرار خطة ترامب للقطاع، قائلا إننا اجتمعنا هنا لفرض استمرار العملية، مستخدما كلمة "فرض"، ما لا يدع مجالاً للشك في مقصده".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "ينبغي لهذه الكلمات أن تثير قلق الاحتلال، لأنها تشير إلى الاتجاه الذي تنظر به قطر، وربما تركيا أيضاً، إلى استمرار العملية، وتتمثل في فرض حل على الجانب الإسرائيلي، بدلاً من الحوار معه، ولذلك لم يكن استخدام المصطلحات القطرية مصادفة، بل نتاج تحليل لتصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأخيرة".
وأوضح أنه "من وجهة نظر إسرائيل، لا استمرار للمرحلة الثانية من الخطة ما لم تعد جثة الجندي القتيل ران غويلي من قطاع غزة، فقد ألمح بنيامين نتنياهو لذلك في مؤتمر صحفي عقده مؤخراً مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، قائلاً إننا أوشكنا على إتمام المرحلة الأولى، ولم يتبقَّ لنا سوى مختطف واحد لإعادته، ستكون المرحلة الثانية هي الأصعب، أما السؤال المطروح هو ما سيكون عليه الموقف الأمريكي من هذه المسألة، فهل سيتبنى النسخة الإسرائيلية أم القطرية لاستكمال العملية".
وأشار إلى أنه في غضون ذلك، وطالما أن حماس عاجزة عن العثور على جثة غويلي، فإن الاحتلال لا ينظر في الموضوع بتاتًا، و"ثمة نقطة اختبار أخرى يقترب منها بخطى حثيثة، وهي موعد ومدة وكيفية نزع سلاح حماس، فمن وجهة نظره، لا توجد خطة لإعادة إعمار غزة دون نزع سلاح كامل لها، وفي الوقت الراهن، على الأقل، لا توجد دولة مقبولة لديه ومستعدة لإرسال جنود إلى قوة متعددة الجنسيات يُفترض أن تدخل القطاع".
وأكد أنه "من وجهة نظر حماس، فالوضع مختلف تمامًا، فمن خلال ما يصدر عن قيادتها، يبدو أن هناك محاولة لإيجاد حل وسط يتمثل في إيجاد صيغة تُبقي الحركة مسلحة، وفي موقع قوة مؤثر، وليس من المستبعد أن تحظى هذه الخطوة بدعم من قطر وتركيا، وقد صرّح مسؤولوها بأنها منفتحة على جميع الخيارات بشأن مصير الأسلحة. يمكننا مناقشة تجميدها، أو تخزينها، أو التخلص منها، مع ضمانات فلسطينية بعدم استخدامها إطلاقاً خلال فترة وقف إطلاق النار".
وأكد أنه "بعبارة أخرى، لا يتضمن أي من هذه الخيارات نزع سلاح الحركة، ومن المحتمل أن تتوافق هذه الخيارات مع التعويضات التي وُعدت بها مقابل إطلاق سراح الرهائن، بمعنى آخر، من الممكن أن يكون الوسطاء قد أوضحوا لحماس أنه مقابل إطلاق سراح الرهائن، سيكون لها خيار البقاء في قطاع غزة بتشكيل معين، وعندما سُئل نتنياهو عن وضع جداول زمنية لنزع سلاح حماس، وعن المدة التي سيكون مستعدا للانتظار فيها، تهرب من الإجابة، وقال إنه سيناقش الأمر في اجتماعه المرتقب مع ترامب نهاية الشهر".
وأشار أنه "بات من الواضح الآن أن على الولايات المتحدة التدخل لسدّ هذه الفجوة من أجل المضي قدماً في خطة ترامب لإعادة إعمار قطاع غزة، في غضون ذلك، يبرز اختلاف كبير وجوهري بين التفسيرين الإسرائيلي والقطري للمرحلة الثانية، وهذا التباين والانقطاع بين تل أبيب والدوحة قد يفسران الاجتماع الذي عُقد في الولايات المتحدة بين المبعوث الأمريكي للمنطقة، ستيف ويتكوف، ورئيس الموساد ديفيد بارنيع، وممثل رفيع المستوى للحكومة القطرية، ولعلّ موافقة القطريين على الاجتماع تحديدًا مع بارنيع دون غيره من الممثلين الإسرائيليين لم تكن عبثًا".
وأضاف أن "رئيس الموساد مسؤول عن الملف القطري نيابةً عن إسرائيل، لذا فمن المنطقي أن يكون هو الممثل في هذا الاجتماع، لكن ثمة حقيقة لا بد من التذكير بها، ففي سبتمبر، عارض المحاولة الإسرائيلية لاغتيال قيادة حماس في الدوحة، ولم يغب هذا الأمر عن أنظار كبار المسؤولين في الدوحة، وفي الواقع، يُعدّ الاجتماع الذي عُقد في نيويورك، من وجهة نظر الولايات المتحدة، استمرارًا مباشرًا لمحادثة الاعتذار التي فرضها ترامب على نتنياهو خلال زيارته للبيت الأبيض في سبتمبر، عقب الهجوم الفاشل في الدوحة مباشرةً".
تكشف هذه القراءة الإسرائيلية القلقة أن هناك محاولة أمريكية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين مجددًا، انطلاقًا من معرفة ترامب بأن قطر عاملٌ ذو تأثير كبير على حماس، وبالتالي فهي مفتاحٌ هام لنجاح المرحلة الثانية، لكن السؤال الإسرائيلي المقلق هذه المرة ما إذا سيكون ذلك على حساب الاحتلال هذه المرة.