ما المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ولماذا انسحبت 3 دول ؟
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
اشتعلت عدة أشهر من التوتر بين ثلاث دول ضربها انقلاب في غرب أفريقيا والتكتل الإقليمي المعروف باسم إيكواس عندما أعلنت الدول انسحابها الفوري من التكتل واتهمته بنقص الدعم والعقوبات "اللاإنسانية" المتعلقة بالانقلاب.
وفي بيانها المشترك يوم الأحد، قالت مجالس النيجر ومالي وبوركينا فاسو إنه بدلا من مساعدة بلدانها على مكافحة التهديدات الأمنية التي تواجهها، فرضت إيكواس عقوبات "غير شرعية وغير إنسانية وغير مسؤولة" عندما قامت بالانقلابات "لأخذ مصيرها بأيديهم".
ويقول محللون إنها ضربة غير مسبوقة للجماعة وتهديد إضافي لاستقرار المنطقة، وهذه هي المرة الأولى منذ ما يقرب من 50 عاما من وجود الكتلة التي ينسحب فيها أعضاؤها بهذه الطريقة.
ما مدى أهمية الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا؟
تأسست المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا التي تضم 15 دولة في عام 1975 بهدف واحد: "تعزيز التعاون والتكامل ... رفع مستويات معيشة شعوبها والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي وتعزيزه.
ومنذ ذلك الحين، نمت لتصبح السلطة السياسية العليا في المنطقة، وغالبا ما تتعاون مع الدول لحل التحديات الداخلية على جبهات مختلفة من السياسة إلى الاقتصاد والأمن.
وأضاف باباكار ندياي، زميل أقدم في معهد تمبكتو لدراسات السلام ومقره السنغال، أن وفي ظل القيادة الحالية لنيجيريا، القوة الاقتصادية في غرب أفريقيا، هناك حاجة إلى الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا أكثر من أي وقت مضى مع تهديد استقرار المنطقة بسبب الانقلابات المتفشية والأزمات الأمنية. إنها تعمل "في عالم ... حيث تحتاج إلى أن تكون قويا في كتلة واحدة وأن تكون موحدا في التضامن".
لكن المشكلة هي أن البعض يعتقد أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا تفقد بسرعة حسن النية والدعم من العديد من مواطني غرب أفريقيا الذين يرون أنها فشلت في تمثيل مصالحهم في منطقة يشكو مواطنوها من عدم الاستفادة من الموارد الطبيعية الغنية في بلدانهم.
ويوضح أوجي أونوبوجو ، مدير برنامج أفريقيا في مركز ويلسون للأبحاث ومقره الولايات المتحدة، "عندما ترى المواطنين يتراجعون ويرون المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا كنادي القادة أو القادة الذين يدعمون بعضهم البعض على حساب المواطنين ، فإن ذلك لا يعمل بشكل جيد" .
ما هي عملية الانسحاب من الكتلة؟
وتنص معاهدة إيكواس على أن الدول الأعضاء فيها التي ترغب في الانسحاب من الكتلة يجب أن تقدم لقيادتها إشعارا كتابيا مدته عام واحد، وفي نهايته "تتوقف هذه الدولة عن أن تكون عضوا في المجتمع".
وتنص المعاهدة على أنه خلال تلك السنة، يجب على الدولة التي تخطط للانسحاب "مع ذلك مراعاة الأحكام" والتزاماتها بموجب الاتفاقية لكن إيكواس قالت إنها لم تخطر بعد بقرار الدول الثلاث الانسحاب وإنها "لا تزال أعضاء مهمين" في المنظمة في الوقت الحالي.
ويقول محللون إن من المرجح أن تسعى إيكواس إلى مواصلة الحوار مع المجالس العسكرية حول أفضل السبل لضمان استقرار المنطقة بينما يركز القادة العسكريون للدول الثلاث على البحث عن شراكات جديدة.
ما مدى أهمية هذا الانسحاب؟
شيء واحد واضح، وتدهورت العلاقات بين إيكواس والدول الثلاث بسبب اختيار التكتل للعقوبات كأداة رئيسية لعكس الانقلابات هناك.
كما اعتبر المراقبون تحالف دول الساحل الذي أنشأته المجالس العسكرية في نوفمبر محاولة لإضفاء الشرعية على حكوماتهم العسكرية والسعي إلى التعاون الأمني والاستقلال بشكل متزايد عن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.
لكن الانسحاب من الكتلة التي تأسست قبل 49 عاما بهذه الطريقة أمر غير مسبوق وينظر إليه على أنه "تغيير كبير في المنطقة الفرعية"، كما قال ندياي من معهد تمبكتو لدراسات السلام.
وقال ندياي: "إنها القضية الأكثر تحديا التي تواجه المنطقة دون الإقليمية منذ إنشائها. "كل العمل الذي بذلوه في بناء آلية للأمن الجماعي يستند إلى البروتوكولات التي تفترض أن الديمقراطية والحكم الرشيد وسيادة القانون ستكون أساس السلام والأمن".
روسيا والحكم العسكري المطول وتداعيات أخرى محتملة
وقادت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا جهودا لإعادة الحكم المدني إلى الدول التي ضربها الانقلاب، وضغطت على المجالس العسكرية بفرض عقوبات ورفضت الجداول الزمنية الانتقالية الطويلة.
كان القلق هو أن هناك القليل من الأدلة التي تظهر أن المجالس العسكرية ملتزمة بإجراء انتخابات ديمقراطية ضمن تلك الجداول الزمنية. ومع إعلان يوم الأحد، يقول المحللون إن عدم الولاء للإيكواس قد يؤخر عودة الديمقراطية في الدول الثلاث ويحفز الانقلابات في دول أخرى.
"إذا لم يعودوا جزءا من كتلة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ، فلن يضطروا إلى الالتزام بالجداول الزمنية الانتقالية السابقة التي تم إصدارها كوسيلة لتخفيف العقوبات ضدهم" ، قال ريان كامينغز ، مدير شركة الاستشارات الأمنية التي تركز على إفريقيا سيجنال ريسك.
ويقول كامينغز إن الانسحاب قد يؤدي إلى فرصة جديدة لروسيا لتوسيع وجودها ومصالحها في أفريقيا.
كانت العلاقات التي كانت ودية ذات يوم بين الدول الثلاث والدول المتقدمة في الغرب وأوروبا قد ساءت بالفعل بعد الانقلابات. وفي الوقت نفسه، كانت روسيا أكثر ترحيبا وتواصل اللعب على المشاعر المعادية للفرنسيين من خلال تأطير نفسها للدول الأفريقية كدولة لم تستعمر القارة أبدا.
وكانت مجموعة المرتزقة الروسية فاغنر موجودة في مالي، حيث تشارك الجيش في محاربة المتمردين المسلحين. وفي بوركينا فاسو، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الأسبوع الماضي أن الجنود الروس وصلوا "لتعزيز التعاون العسكري والاستراتيجي" بين البلدين. كما استضاف كبار المسؤولين الروس والنيجيريين بعضهم البعض مؤخرا.
"لقد عززت هذه الدول في الأشهر الأخيرة ورسخت الشراكات مع روسيا من الأمن القومي إلى الاقتصاد" ، قال كامينغز مع Signal Risk.
يبقى أن نرى مقدار الدعم الذي يمكن أن يحصلوا عليه من روسيا. في البلدان الأفريقية التي تتواجد فيها فاغنر، استمرت الأزمات الأمنية هناك بينما اتهمت مجموعة المرتزقة بانتهاكات حقوقية مختلفة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إيكواس غرب أفريقيا ومالي بوركينا فاسو المجموعة الاقتصادیة لدول غرب أفریقیا الدول الثلاث
إقرأ أيضاً:
التشاؤم في شهر صفر.. ولماذا حذر النبي من أربعة أمور؟
التشاؤم في شهر صفر، ما إن يحل شهر صفر حتى يكثر البحث عن التشاؤم في شهر صفر، وحكمه وهل يكثر الموت في شهر صفر؟، ولماذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من أربعة أمور تزامناً مع قدوم شهر صفر؟.
هل يكثر الموت في شهر صفر؟اعتاد العرب قبل الإسلام على التشاؤم بقدوم شهر صفر، ولكن هل يكثر الموت في شهر صفر؟، ولماذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الأربعة؟، فقد عرف شهر صفر عند العرب فى الجاهلية أنه شهر "التشاؤم"، لأن روح القتيل كانت ترفرف على قبر القتيل وتقول لأهله خذوا بثأرى، واختلف فى سبب تسميته بهذا الاسم فقيل: لإصفار مكة من أهلها، أي: خلوها إذا سافروا فيه، وقيل: سموا الشهر صفرا لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صفرا من المتاع أي: يسلبونه متاعه، فيصبح لا متاع له.
كما أن شهر صفر نزل فيه قرآن وذكر فيه أحاديث نبوية، فعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر"، فالمقصود بصفر شهر صفر، كانت العرب يتشاءمون به ولاسيما فى النكاح، فقيل إنه داء فى البطن يصيب الإبل وينتقل من بعير إلى اخر والأقرب أن صفر يعنى الشهر، وأن المراد نفى كونه مشؤوما ؛ أي: لا شؤم فيه، وهو كغيره من الأزمان يقدر فيه الخير ويقدر فيه الشر.
واعتاد العرب على فعل منكرين عظيمين خلال شهر صفر، المنكر الأول ذكره كتاب "تاج العروس" وكان التلاعب فيه تقديماً وتأخيراً حيث "كانوا قد أحدثوا قبل الإسلام بمدة تحليل المحرم وتأخيره إلى صفر، فيحلون الشهر الحرام، ويحرمون الشهر الحلال، ليواطئوا عدة الأشهر الأربعة" حتى لا تحول الأزمنة الفاضلة بينهم وبين ما يشتهون.
وأما ثاني هذه المنكرات التي ارتكبها العرب قديما في هذا الشهر هو التشاؤم، حيث كانوا يعتقدون أن شهر صفر شهر حلول المكاره ونزول المصائب، وقد كان المشركون يتشاءمون من شهر صفر لأنهم يعودون فيه إلى السلب والنهب والغزو والقتل بعد الكف عنها في الأشهر الحرم، حتى إنه لا يتزوج من أراد الزواج في هذا الشهر لاعتقاده أنه لا يوفق، ومن أراد تجارة فإنه لا يمضي صفقته في شهر صفر خشية ألا يربح.
وفي الإسلام ما يرد مزاعمهم بأن شهر صفر شهر شؤم، حيث حدثت به العديد من الأحداث الهامة فى التاريخ الإسلامى منها غزوة الأبواء وهى أول غزوة غزاها النبى صلى الله عليه وسلم، كذلك كان به فتح خيبر، وفيه أسلم خالد بن الوليد وعمرو بن العاص، وفيه تزوج الرسول بالسيدة خديجة وهو نفى لتشاؤم العرب من الزواج فى ذلك الشهر.
هل يكثر الموت في شهر صفر؟
الموت في اللغة: ضد الحياة، يقال: مات يموت فهو ميت وميت ضد حي، والمتوفي على الحقيقة هو الله سبحانه وتعالى؛ فأسند التوفي إليه سبحانه، ثم خلق الله ملك الموت وجعله الملك الموكل بقبض الأرواح؛ يقول الله تعالى: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾ [السجدة: 11].
وعن مجاهد قال: “جعلت الأرض لملك الموت مثل الطست يتناول من حيث شاء، وجعل له أعوان يتوفون الأنفس ثم يقبضها منهم”، وعن الربيع بن أنس: أنه سئل عن ملك الموت: هل هو وحده الذي يقبض الأرواح؟ قال: "هو الذي يلي أمر الأرواح، وله أعوان على ذلك، غير أن ملك الموت هو الرئيس، وكل خطوة منه من المشرق إلى المغرب".
الموت حقيقة لا تميز بين شاب وكبير، ولا بين غني وفقير، لذا ينبغي على كل إنسان أن يوقن بوقوع أجله وإن تأخر وأن يكون على استعداد للموت فجأة؛ لأنه يأتي فجأة، والاستعداد للموت يكون بالتوبة المستمرة، فكلما عصى رجع وأناب قال صلى الله عليه وسلم: "اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ"(رواه الترمذي).
وليس صحيحا أن للموت أيام أو شهور معينة فالأقدار توفى على مدار العام وفي أي ثانية من الثواني قد يفارق كل منا الحياة فرادا أو جماعات فكم من قرية أتتها صاعقة أو عذاب أو ريح وغيرها من الأمور التي جعلت عاليها سافلها، وكم من قرية بدلت من بعد عذابها أمنا.