أصيب الشاب الفلسطيني يامن محمد حسيتي برصاصة أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي استقرت في بطنه ليستشهد متأثرا بجروحه وحيدا في أحد شوارع قرية عرابة جنوب غرب مدينة جنين أثناء اقتحام قوات الاحتلال للضفة الغربية المحتلة، حيث منع الجنود الاحتلال وصول سيارة الإسعاف إليه.

وقال سعيد العارضة، وهو أحد سكان المنطقة في المشرحة إن جنود الاحتلال "وجهوا بنادقهم من طراز "إم 16″ إلينا، و"حاصروا الجثة نصف ساعة، كان يامن يصرخ (…) كنت عاجزا".

ويروي أنور عطايا لوكالة الصحافة الفرنسية أنه كان يقود سيارة إسعاف، وكل محاولاته للاقتراب من محمد أعاقها إطلاق النار.

ونفى جيش الاحتلال إطلاقه النار على سيارات الإسعاف، زاعما أن جنوده أطلقوا الرصاص باتجاه شخص هاجمهم.

"مخاطرة"

تصاعد التوتر في الضفة المحتلة منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بين الفلسطينيين من جهة وجيش الاحتلال والمستوطنين من جهة أخرى.

ومنذ ذلك الوقت وحتى 19 يناير/كانون الثاني الحالي أبلغ الهلال الأحمر الفلسطيني وحده عن 154 حادثا ضد فرق الإسعاف التابعة له ضلعت فيها قوات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

ويقول عطايا "هذه الأيام أصعب، هناك ارتفاع ملحوظ في المخاطرة، يعني في كل مواجهة مع الجنود يحصل إطلاق نار".

وازدادت القيود المفروضة على التنقل وتراجع إمكان الحصول على الرعاية الصحية في الضفة الغربية المحتلة التي تشهد حالة تضامن مع قطاع غزة، والتي تعاني أصلا من مشاكل اقتصادية وقيود مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي وفصل بين المناطق.

نظام تحت الضغط

في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، استيقظ أحمد سمار (13 عاما) الذي يعاني ضعفا في المناعة، على آلام في المعدة، فيما كانت قوات الاحتلال تقتحم مخيم جنين.

ويروي والده محمد أسعد سمار أنه عندما قال ابنه "لم أعد أستطع أن أتحرك، لا أستطيع التنفس، لم أعرف ماذا أفعل لم يكن هناك مستشفى" غير مستشفى جنين قرب بلدتهم اليامون. "فإلى أين نذهب؟"، ويتابع "قلت له أن ينتظر حتى يغادر الجنود".

لكن عملية الاقتحام استمرت ساعات، وتدهورت حالة نجله إلى حدّ أنه اضطر للذهاب إلى المستشفى، واستغرقت الرحلة 25 دقيقة مقارنة بـ7 دقائق في العادة.

كان عدد كبير من سيارات الإسعاف متوقفا أمام المستشفى، وكانت تخضع كلها لتفتيش الجيش، وانتهى به الأمر بالسير على قدميه.

وتظهر صور تداولتها وسائل الإعلام، وهو يسير باتجاه مركبة مدرعة لجنود الاحتلال متوقفة عند مدخل المستشفى حاملا ابنه الذي بالكاد يتحرك.

لم يتمكن الأطباء من إنقاذ الطفل، ويقول سمار "تفقد ابنك، لأنك لم تستطع نقله إلى المستشفى… ما نواجهه هنا لا يقل عما يحدث في غزة إنهم يقتلون الناس بدم بارد".

في قطاع غزة، استشهد نحو 26 ألفا و637 فلسطينيا غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما استشهد في الضفة أكثر من 370 شخصا برصاص جنود الاحتلال والمستوطنين، وأصيب المئات بجروح.

ويقول مدير مستشفى جنين الحكومي وسام بكر إن العمليات الإسرائيلية تؤثر أيضا على المرضى المصابين بأمراض مزمنة. فالبعض "لم يتمكن من المجيء بسبب الآليات العسكرية أو الاشتباكات" والبعض الآخر لا يستطيع تحمل تكاليف التنقل.

وزادت منظمة أطباء بلا حدود القدرة التشغيلية لعياداتها المتنقلة في محافظة الخليل (جنوب) بهدف "سد الثغرات في تغطية وزارة الصحة" بسبب القيود المفروضة على وصول الطواقم الطبية.

ويجري أيضا إنشاء مراكز إسعافات أولية "لامركزية"، كما يوضح سامويل يوهان، الموظف في منظمة أطباء بلا حدود الذي يقول إن الوضع "غير مقبول" و"لا شيء يبرره".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی الضفة

إقرأ أيضاً:

تنديد واستدعاء سفراء بعد إطلاق جيش الاحتلال النار على دبلوماسيين في جنين

أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أنها ستستدعي السفير الإسرائيلي إثر تعرض دبلوماسيين بينهم فرنسيون لإطلاق نار في جنين في الضفة الغربية المحتلة.

.وكتب جان نويل بارو على منصة "إكس": "زيارة إلى جنين شارك فيها أحد دبلوماسيينا، تعرضت لإطلاق نار من جنود إسرائيليين. هذا أمر غير مقبول. سيتم استدعاء السفير الإسرائيلي لتقديم توضيحات. نؤكد دعمنا الكامل لموظفينا في المكان ولعملهم المتميّز في ظل هذه الظروف الصعبة".

كما أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية استدعاء السفير الإسرائيلي في روما لذات السبب.



وأفاد وزير الخارجية الايطالي أنتونيو تاياني على منصة "إكس" بأنه أصدر تعليماته "باستدعاء السفير الإسرائيلي في روما للحصول على توضيحات رسمية بشأن ما حدث في جنين".

قبل ذلك اعتبر تاياني أن الطلقات التي أطلقها الجيش الإسرائيلي باتّجاه دبلوماسيين في الضفة الغربية تهديدات "غير مقبولة".

وكتب في منشور على "إكس": "نطلب من الحكومة الإسرائيلية توضيحات فورية لما حصل. والتهديدات في حقّ الدبلوماسيين غير مقبولة".

وأضاف تاياني أنه تواصل مع نائب القنصل الإيطالي اليساندرو توتينو و"هو بخير"، موضحا أن الأخير "كان بين الدبلوماسيين الذين تعرضوا لهجوم بإطلاق عيارات نارية قرب مخيم جنين للاجئين".

كما عبر وزيرا خارجية أيرلندا وبلجيكا عن صدمتهما من إطلاق "إسرائيل" النار على دبلوماسيين بينهم أيرلنديين وبلجيكيين في الضفة الغربية.

طالب وزير الخارجية البلجيكي مكسيم بريفو تل أبيب بـ"توضيحات مقنعة".

وقال بريفو عبر منصة "إكس" إن الدبلوماسي البلجيكي "بخير لحسن الحظ"، مؤكدا أن "هؤلاء الدبلوماسيين كانوا يقومون بزيارة رسمية لجنين تم تنسيقها مع الجيش الإسرائيلي ضمن موكب يضم عشرين مركبة يمكن تحديد هويتها بوضوح".

كما دانت القاهرة "بأشد العبارات" إطلاق الجيش الإسرائيلي "طلقات نارية.. خلال زيارة عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية من دول مختلفة لمدينة جنين، ومنهم السفير المصري".

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان "تشدد جمهورية مصر العربية على رفضها المطلق لتلك الواقعة التي تعد منافية لكافة الأعراف الدبلوماسية، وتطالب الجانب الإسرائيلي بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابسات تلك الواقعة".

تلك كانت ردود فعل على ما أقدم عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، في الضفة الغبية حين أطلق النار على وفد دبلوماسي عربي وغربي كان بصدد زيارة مخيم جنين والاطلاع على مدى الدمار الذي أحدثته قوات الاحتلال الإسرائيلي هناك.

وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الرصاص الحي تجاه الوفد الذي ضم 25 شخصا أثناء تواجده على مدخل مخيم جنين للاطلاع على الواقع المأساوي للمخيم.

وكان وفد دبلوماسي من الوزارات العربية والأجنبية زار مقر محافظة جنين صباح اليوم الأربعاء واطلع على أوضاع المدينة والمخيم، وقدم المحافظ شرحاً مفصلاً حول الوضع الاقتصادي للمدينة، وتأثير العدوان على مرافق الحياة في المدينة والخسائر التجارية وتدمير البنية التحتية، إضافة لأوضاع 22 ألف نازح أجبرهم الاحتلال على ترك منازلهم في المخيم.

وضم الوفد سفراء مصر، والأردن، والمغرب، والاتحاد الأوروبي، والبرتغال، والصين، والنمسا، والبرازيل، وبلغاريا، وتركيا، وإسبانيا، وليتوانيا، وبولندا، وروسيا، وتركيا، واليابان، ورومانيا، والمكسيك وسيريلانكا، وكندا، والهند، وتشيلي، وفرنسا، وبريطانيا وعدد من ممثلي الدول الأخرى.

وفي وقت لاحق، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، استهداف الاحتلال المباشر بإطلاق الرصاص الحي على الوفد الدبلوماسي.



وأكدت "الخارجية الفلسطينية" في بيان صادر عنها، اليوم الأربعاء، أن هذا الفعل العدواني يُعد خرقا فجّا وخطيرا لأحكام القانون الدولي، ولأبسط قواعد العلاقات الدبلوماسية المنصوص عليها في اتفاقية فيينا لعام 1961، والتي تضمن الحماية والحصانة للبعثات والوفود الدبلوماسية.

وأشارت إلى أن استهداف ممثلي الدول الأعضاء المعتمدين لدى دولة فلسطين يعد تصعيداً خطيرا في سلوك الاحتلال، ويعبّر عن استهتار ممنهج بالقانون الدولي وبسيادة دولة فلسطين وحرمة ممثلي الدول على أراضيها.

وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن جنوده أطلقوا طلقات تحذيرية بعدما "انحرف" الدبلوماسيون عن المسار المتفق عليه للجولة في شمال الضفة.

مقالات مشابهة

  • حماس تدعو الفلسطينيين لضرورة التصدّي لجرائم المستوطنين في الضفة الغربية
  • الضفة الغربية تحت نيران الاقتحامات والتطهير العرقي
  • 13 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية خلال 24 ساعة
  • كندا تستدعي السفير الإسرائيلي احتجاجا على إطلاق النار على وفد دبلوماسي في جنين
  • ‏الصين تدين إطلاق القوات الإسرائيلية النار تجاه دبلوماسيين في الضفة الغربية وتعتبره "تهديدا" لسلامتهم
  • ماذا تريد إسرائيل من حملاتها العسكرية في الضفة الغربية؟
  • تنديد واستدعاء سفراء بعد إطلاق جيش الاحتلال النار على دبلوماسيين في جنين
  • الاحتلال يفتح النار على وفد دبلوماسي عربي أوروبي في الضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يهجّر 8 تجمعات سكنية في الضفة الغربية
  • صحة غزة: الاحتلال يستهدف مولدات المستشفيات ويُفاقم الكارثة الطبية