الجارديان تسلط الضوء على الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن دعم أوكرانيا
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
سلط مقال نشرته صحيفة (الجارديان) البريطانية الضوء على الانقسامات الحالية داخل الاتحاد الأوروبي بشأن استمرار تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا في ظل إصرار المجر على موقفها المعارض لتقديم حزمة جديدة من المساعدات تصل قيمتها إلى ما يقرب من 50 مليار يورو.
وأشارت كاتبة المقال ليزا أوكارول إلى أن قادة الدول الأعضاء لديهم إحساس متنام بالغضب من رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان بسبب موقفه من مساعدات أوكرانيا، لافتة إلى تصريحات أحد الدبلوماسيين الأوروبيين التي يصف فيها موقف أوربان بأنه يصب في مصلحة روسيا.
وأضاف المقال أن قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يدرسون حاليا خطة غير معلنة تهدف لإضعاف اقتصاد المجر حال استمرارها في تبني هذا الموقف المعارض لتقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا.. مشيرا إلى أن تلك الخطة والتي نشرتها صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية تشمل إضعاف العملة المحلية للمجر وتقليص مستوى ثقة المستثمرين في الاقتصاد المجري.
وأوضح أن رئيس وزراء المجر كان قد اعترض على تقديم الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا خلال اجتماع للاتحاد الأوروبي عقد في ديسمبر الماضي مما دفع الدول الأعضاء إلى تأجيل الاجتماع لمناقشة تلك المسألة في الأول من فبراير المقبل.
ولفت إلى أنه في حالة عدم التوصل لاتفاق خلال اجتماع الخميس المقبل واستمرار المجر في تبني نفس الموقف سوف يعلن قادة الاتحاد توقف التمويل الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي للمجر.
ونوه المقال إلى أن الاتحاد الأوروبي يلجأ لآلية التمويل الذي يقدمه للمجر في محاولة لإجبارها على العدول عن موقفها وتبني موقف أكثر ملائمة لمواقف باقي الدول الأعضاء.
وفي هذا السياق.. تطرق المقال إلى موقف المجر من تلك الضغوط التي يمارسها الاتحاد حيث أشار إلى تصريحات وزير الاتحاد الأوروبي في حكومة المجر يانوس بوكا التي قال فيها إن بلاده لا تخضع لأية ضغوط وأنه لا يوجد أي علاقة بين المساعدات المقدمة لأوكرانيا وحصول المجر على تمويل الاتحاد الأوروبي.
وأضاف المقال أن هناك توجها قويا داخل الاتحاد الأوروبي نحو تفعيل المادة السابعة من اتفاقية الاتحاد الأوروبي والتي تسمح بحرمان المجر من حق التصويت على قرارات الاتحاد حال استمرارها في تبني ذلك الموقف المعارض لقرار المساعدات لأوكرانيا.
وفي الختام.. أشار المقال إلى تصريحات أحد الدبلوماسيين الأوروبيين التي قال فيها إن اللجوء للمادة السابعة من اتفاقية الاتحاد الأوروبي سوف يكون الملاذ الأخير، معربا عن أمله في عدم اللجوء إليها على الرغم من حالة الغضب الشديد التي تنتاب الدول الأعضاء جراء موقف المجر.
اقرأ أيضاًالاتحاد الأوروبي يوافق مبدئيا على مقترح لاستغلال الأصول الروسية المجمدة
العرابي: الاتحاد الأوروبي يدفع باتجاه إقامة الدولة الفلسطينية كحل وحيد للصراع بالشرق الأوسط
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: روسيا الاتحاد الأوروبي بوتين أوكرانيا الجارديان مساعدة أوكرانيا الحرب في اوكرانيا الحرب الروسية تسليح اوكرانيا الاتحاد الأوروبی الدول الأعضاء إلى أن
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر لسفيرة الاتحاد الأوروبي : ما يحدث في غزة إبادة جماعية
استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الاثنين بمشيخة الأزهر، أنجلينا أيخهورست، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى القاهرة؛ لبحث سُبل تعزيز التعاون العلمي المشترك.
وقال فضيلة الإمام الأكبر، إنَّ عالم اليوم مليء بالحروب والصراعات التي لا تحكمها أية قواعد أو أخلاق، فهي حروب قاسية لا تضع أي معايير لقتل الأطفال والنساء وهدم المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، مؤكدًا أن صُنَّاع قرار هذه الحروب فاقوا الوحوش في الغابات، بل لا أظن أن الوحوش قد وصلت إلى هذه البشاعة في القتل وسفك دماء الأبرياء، حتى شاهدنا ما عُرف بـ«مصيدة الجوع» من خلال تجويع الأبرياء لإجبارهم على الخروج واستهدافهم وقتلهم.
وأكد فضيلته أنَّ تمكين الاحتلال في غزة من ممارسة أبشع الجرائم والمذابح والإبادة الجماعية هو جريمة لا يمكن محوها، مشيرًا إلى أنَّ من يدعمونه للاستمرار في ارتكاب هذه الجرائم يستندون إلى فلسفات مادية تقوم على صراع الحضارات والنظريات الاستعمارية التي انتشر الحديث عنها لتمرير الأفكار الاستعماريَّة الجديدة وتبرير قتل الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم وديارهم.
كما أكَّد فضيلته أن هذه التوجهات الاستعمارية، للأسف الشديد، تنال من الجهود المبذولة لإرساء ثقافة التعايش والأخوة، وتعرقل الجهود التي تُبذل لتحقيق تقارب حقيقي بين الشرق والغرب، مصرحًا: “كل النداءات لإرساء التقارب والأخوة تذهب هباءً حينما تتفشَّى غطرسة القوة، ونحن مؤمنون بأن هناك عدالة في السماء وستأتي، ونؤمن بأن تأخيرها لسبب إلهي”، وتساءل فضيلته مستنكرًا: “ما السرُّ وراء هذه القوة الشيطانية التي تُجهض أي قوى أخرى؟!”، مضيفًا: “نشعر بخيبة أمل؛ لأن السياسات الحالية لها منطلقات غير إنسانية”.
وأكد شيخ الأزهر أننا كنا نظن أن إنسان القرن الحادي والعشرين أكثر حظًّا من سابقيه، وأنه سيكون في قمة السعادة والتحضُّر والإنسانية، ولكننا فوجئنا بأنه أكثر تعاسة وفقدانًا للحقوق، بسبب إقصاء الدين والأخلاق، وتقديم اقتصاد السلاح على حماية الأرواح البريئة.
من جانبها، عبَّرت سفيرة الاتحاد الأوروبي عن سعادتها بلقاء شيخ الأزهر، وتقديرها لجهود فضيلته في نشر قيم الأخوة والتعايش، وإرساء ثقافة العمل من أجل الإنسانية، مشيرةً إلى أن هناك تعاونًا مثمرًا بين الأزهر والاتحاد الأوروبي، يُنفَّذ من خلاله العديد من المبادرات والبرامج التي تستهدف نشر ثقافة السلام وتأهيل القيادات الشبابية للمشاركة في صناعة السلام، مؤكدةً سعي الاتحاد الأوروبي إلى استمرار هذا التعاون المثمر مع الأزهر وتعزيزه في المستقبل.