أمر العودة بأمان إلى ميانمار "مستحيل" عمليا بالنسبة لمسلمي الروهينغا، لأن الجيش الذي هاجمهم أطاح بحكومة البلاد المنتخبة ديمقراطيا في عام 2021. ولا يقدم أي مكان للروهينغا أي فرص لإعادة التوطين على نطاق واسع.

اعلان

رغم معرفتهم بمخاطر الفرار واللجوء عبر القوارب، إلا أن العديد من مسلمي الروهينغا يواصلون رحلاتهم المحفوفة بالمخاطر ويؤكدون أن العالم لم يترك لهم خيارًا آخر.

وفي العام الماضي، فرّ حوالى 4500 من الروهينغا، ثلثهم من النساء والأطفال من موطنهم في ميانمار ومن مخيمات اللاجئين في بنغلاديش المجاورة عن طريق القوارب، بحسب وكالة اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة. ومن بين هؤلاء، توفي أو فقد 569 أثناء عبور خليج البنغال وبحر أندامان، وهو أعلى عدد من القتلى منذ العام 2014.

وقالت المفوضية الأسبوع الماضي إن هذه الأرقام تعني أنّ واحداً من بين كل ثمانية من الروهينغا الذين حاولوا القيام برحلة في البحر لم يتمكنوا من القيام بذلك. ومع ذلك، ورغم المخاطر، لا توجد مؤشرات على انحسار تدفق الروهينغا.

أكد مسؤولون في إندونيسيا، الخميس، أنّ قاربًا آخر يحمل لاجئين من الروهينغا وصل إلى إقليم آتشيه في الشمال وقال مرزوقي زعيم مجتمع الصيد القبلي المحلي، إن الصيادين قدموا الطعام والماء لـ 131 من الروهينغا، معظمهم من النساء والأطفال، الذين كانوا على متن القارب.

شاهد: حريق هائل يلتهم أكثر من 1000 مأوى في مخيم للاجئين الروهينغا في بنغلاديشفيديو: مسلمو الروهينغا يعانون من الجوع وانعدام الأمن في مخيمات بنغلادش

وقال اللفتنانت كولونيل آندي سوسانتو، قائد القاعدة البحرية في لوكسيوماوي، إن بعض الركاب أخبروا المسؤولين أنهم كانوا في البحر منذ الشهر الماضي وأن محرك قاربهم تعطل، مما أدى إلى انجرافهم على غير هدى.

داخل مخيمات اللاجئين البائسة في بنغلاديش حيث فرّ أكثر من 750 ألف من مسلمي الروهينغا عام 2017 بعد هجمات كاسحة شنها جيش ميانمار، أصبح الوضع أكثر بؤسا.

أطفال الروهينغاHusna Mura/Copyright 2024 The AP. All rights reserved.

 واعتبر بابار بالوش، المتحدث باسم المفوضية في آسيا والمحيط الهادئ أنّ "مياه جنوب شرق آسيا، أو هذا الامتداد المائي، هي واحدة من أخطر الامتدادات المائية في العالم. لقد حوالى ألف لاجئ من الروهينغا حياتهم خلال عامي 2022 و2023".

وأضاف بابار بالوش: " العام الماضي، كان هناك 569 من الروهينغا يقومون برحلات محفوفة بالمخاطر بالقوارب في البحر. لقد فقدوا حياتهم أو اختفوا. النسبة عالية جدًا عند مقارنتها بعدد الأشخاص الذين يقومون بهذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر. نحن نتحدث عن 4.500 لاجئ من الروهينغا كانوا على متن تلك القوارب العام الماضي، وكان واحد من كل ثمانية يموت هناك، أو كان مفقودًا في البحر. لذا فإن المعدل الذي يخاطر به الروهينغا بحياتهم ويموتون في البحر مرتفع حقًا".

شاهد: تظاهرة في إندونيسيا ضد وصول المهاجرين الروهينغا إلى البلادشاهد: 200 لاجئ من الروهينغا المسلمة يصلون إلى أحد شواطئ إندونيسيا

وأشار بالوش إلى أنّ الروهينغا لا يرون أي أمل طالما أنّ العودة إلى ميانمار في هذه المرحلة لا تبدو أمراً وارداً ولا تبدو الآفاق المستقبلية للاجئي الروهينغا جيدة على المدى الطويل. 

وأضاف: "إننا بحاجة إلى استعادة بعض الأمل في حياة الروهينغا. ومن المؤكد أنهم يعرفون المخاطر. لذلك نعمل مع اللاجئين الروهينغا ومجتمعهم من حيث تسليط الضوء على ما يعنيه ذلك. لكن الشعور باليأس أصبح كبيراً لدرجة أنهم يضطرون لتحمل تلك المخاطر".

وأعرب المتحدث باسم المفوضية في آسيا والمحيط الهادئ عن أسفه لعدم وجود ما يكفي من الإجراءات خاصة وأن الوفيات كان يمكن تجنبها من خلال إنقاذ الناس، مضيفا: "ما رأيناه هو أن إندونيسيا تمكنت من إنقاذ 2500 لاجئ من الروهينغا اليائسين عبر السماح لهم بالنزول الآمن. لو لم تكن هذه الإجراءات موجودة، لرأينا المزيد من اللاجئين الروهينغا يموتون في البحر".

اللامبالاة العالمية تجاه أزمة الروهينغا لم تترك أمام اللاجئين في المخيمات المكتظة سوى القليل من الخيارات. وتمنع بنغلاديش الروهينغا من العمل، ويعتمد بقاؤهم على الحصص الغذائية، التي تم تخفيضها العام الماضي بسبب انخفاض التبرعات العالمية.

كما أن أمر العودة بأمان إلى ميانمار "مستحيل" عمليا بالنسبة لمسلمي الروهينغا، لأن الجيش الذي هاجمهم أطاح بحكومة البلاد المنتخبة ديمقراطيا في عام 2021. ولا يقدم أي مكان للروهينغا أي فرص لإعادة التوطين على نطاق واسع.

وفي الوقت نفسه، أدى تصاعد عمليات القتل والاختطاف وهجمات الحرق العمد من قبل جماعات مسلحة في مخيمات اللاجئين إلى شعور السكان بالخوف على حياتهم، لذلك فهم خائفون وجائعون وليس لديهم خيارات ويواصلون امتطاء قوارب الموت.

المصادر الإضافية • أ ب

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: بينهم نساء وأطفال.. وصول أكثر من مئتي لاجئ من الروهينغا إلى إندونيسيا لاجئون من الروهينغا يؤدون صلاة الجماعة في آتشيه الإندونيسية وسط مخاوف من العودة إلى البحر شاهد: 250 لاجئا من الروهينغا يصلون إلى شاطئ غرب إندونيسيا والسكان يرفضون استقبالهم المسلمون الروهينغا إندونيسيا إبادة مخيمات اللاجئين ميانمار اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next تغطية مستمرة| الحصيلة تقترب من 27 ألف قتيل فلسطيني والجيش الأمريكي يشن هجومًا جديدًا على الحوثيين يعرض الآن Next قمة أوروبية لحث أوربان على رفع فيتو أعاق مساعدات لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو يعرض الآن Next شاهد: هطول الأمطار الغزيرة يزيد من معاناة الفلسطينيين في مخيمات قطاع غزة يعرض الآن Next شاهد: عام على زلزال تركيا المدمر.. المنكوبون يكافحون من أجل إعادة بناء سبل بيوتهم وحياتهم يعرض الآن Next فيديو: المزارعون المحتجون يدخلون بروكسل على متن جراراتهم بالتزامن مع قمة لقادة الاتحاد الأوروبي اعلانالاكثر قراءة تغطية مستمرة| قصف مستمر بلا هوادة وواشنطن تنظر في خيارات ممكنة لاحتمال الاعتراف بالدولة الفلسطينية الحكم على رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان وزوجته بالسجن 14 عاما في قضية فساد شاهد: وصول السلطان إبراهيم اسكندر إلى القصر الملكي ليتولى العرش كملك جديد لماليزيا حرب غزة: الجهاد تؤكد أنه لن يخرج محتجز واحد دون اتفاق ومحاولات إسرائيلية لإغراق أنفاق حماس هذه الدول الأكثر فساداً في أوروبا لعام 2023.. تعرّف على القائمة

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة حركة حماس طوفان الأقصى إسرائيل قطاع غزة الاتحاد الأوروبي السويد فرنسا فلسطين الحرب في أوكرانيا مستشفيات Themes My EuropeالعالمBusinessرياضةGreenNextالصحةسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2024 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة حركة حماس إسرائيل طوفان الأقصى قطاع غزة My Europe العالم Business رياضة Green Next الصحة سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Discover Sharjah From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: المسلمون الروهينغا إندونيسيا إبادة مخيمات اللاجئين ميانمار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة حركة حماس طوفان الأقصى إسرائيل قطاع غزة الاتحاد الأوروبي السويد فرنسا فلسطين الحرب في أوكرانيا مستشفيات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة حركة حماس إسرائيل طوفان الأقصى قطاع غزة مخیمات اللاجئین العام الماضی یعرض الآن Next فی البحر

إقرأ أيضاً:

والدة طفلة بغزة: الموت بالصاروخ أهون من الموت جوعا

غزة- تتعلق عينا ناجية النجار برضيعها يوسف النائم في غرفة سوء التغذية المخصصة للأطفال في مجمع ناصر الطبي، تصارعها الشكوك عن نجاته بعدما فتكت بهما المجاعة، وهي أسيرة معه منذ ولادته قبل نحو 5 أشهر في المستشفى، ولا تكاد تغادرها حتى تعود به مرة أخرى.

خلال فترة حملها عانت النجار (30 عاما) من سوء تغذية حاد، تسلل إلى يوسف في رحمها، وقد ولدته بوزن ضعيف لا يتجاوز كيلوغراما و200 غرام، وتقول للجزيرة نت، إنها لم تمر بمثل تجربة الحمل والولادة به مع باقي أطفالها (3 أولاد وبنت).

"كان حملي بيوسف صعبا للغاية، وحتى بعد ولادته لم يكن الوضع أفضل حالا، ودخلنا في مجاعة وعادت الحرب مرة أخرى"، وتشير بذلك إلى الحصار المحكم وإغلاق الاحتلال المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية في 2 مارس/آذار الماضي، واستئنافه الحرب في 18 من الشهر ذاته.

سوء التغذية الحاد الذي عانت منه ناجية النجار بسبب المجاعة يصيب رضيعها يوسف بعد ولادته (الجزيرة) مجاعة تفتك بالرضع

قال الأطباء إن يوسف يعاني من تسمم الدم والتهابات حادة استدعت دخوله -غير مرة- قسم العناية المركزة في مستشفى الأطفال بالمجمع.

ومنذ بضعة أسابيع تقيم النجار برضيعها في غرفة سوء التغذية، التي تضم إلى جانبه رضيعين و4 أطفال آخرين، لم تحتمل أجسادهم الغضة لسعات الجوع، وقد جف الحليب في صدور أمهاتهم، ولا يتوفر الحليب الصناعي في الأسواق.

هذه المرأة نازحة من بلدة بني سهيلا، شرق مدينة خان يونس، قضت أياما بلا مأوى في الشارع، وتقيم وأسرتها حاليا في خيمة غرب المدينة، وتقول إن زوجها عاطل عن العمل وكثيرا ما يمر اليوم بنهاره وليله من دون أن يجدوا طعاما يقتاتونه.

المجاعة توقف نمو الرضيعة سما القاضي (الجزيرة)

بنبرة تمزج الحزن بالحسرة، تتساءل رحمة القاضي "أنا أم مرضعة لا أجد طعاما، كيف سأرضع طفلتي؟"، وتخشى أن تفقد ابنتها سما (7 شهور) وتعاني من سوء تغذية حاد.

إعلان

خلال الشهر الجاري دخلت القاضي (29 عاما) بطفلتها 5 مرات للمستشفى، وتقول للجزيرة نت، إنها ولدتها بوزن طبيعي، 3 كيلوغرامات، غير أنه لا يزيد، وقد أخبرها الأطباء أن من هم في عمرها أوزانهم تصل إلى 9 كيلوغرامات.

لهذه الأم 3 بنات غير سما، التي حملت بها وأنجبتها في خيمة تقيم بها مع أسرتها في منطقة مواصي خان يونس منذ نزوحهم عن مدينة رفح في مايو/أيار الماضي، وطوال هذه الفترة عاشت مآسيَ شديدة نتيجة الخوف والجوع.

وتوضح "خلال فترة الحمل بسما كنت أصوم باليومين لعدم توفر الطعام، وأعيش فقط على الماء، أعيش على وجبة واحدة، صحن من الأرز تقدمه لنا المستشفى كل 24 ساعة". ومنذ شهر لا يتوفر الطحين أو أي مواد غذائية في خيمة هذه المرأة، التي يتملكها القلق على مصير رضيعتها وكافة أسرتها وتقول "الموت بالصاروخ أهون من الموت البطيء جوعا".

الطفلة غزل كساب لم تأكل الخبز منذ شهرين وخسرت 11 كيلوغراما من وزنها (الجزيرة) خطر موت جماعي

وعلى وقع هذه المعاناة حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثية، توم فليتشر، من أن نحو 14 ألف رضيع قد يموتون في غزة في غضون 48 ساعة إذا لم يحصلوا على مساعدات إغاثية. والاثنين الماضي، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن مليوني شخص يتضورون جوعا في غزة، بينما تمنع إسرائيل دخول أطنان من الطعام على الحدود.

من جانبها، فقدت الطفلة غزل كساب (12 عاما) 11 كيلوغراما من وزنها، وتقول للجزيرة نت، إن وزنها قبل اندلاع الحرب كان 40 كيلوغراما، وانخفض الآن إلى 29 فقط.

وتقيم هذه الطفلة مع أسرتها (6 أفراد) النازحة من مدينة رفح في مدرسة غرب خان يونس، ولا يتوافر لديها الطحين منذ شهرين، ولم تتذوق اللحوم والفواكه والخضار منذ شهور طويلة، وتعتمد في غذائها اليومي على القليل من حساء العدس أو المعكرونة، توزعه تكية خيرية.

إعلان

ومساء الأربعاء الماضي، سمحت قوات الاحتلال، لأول مرة منذ إغلاق المعابر، بدخول زهاء 90 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية، من طحين ومكملات غذائية، تقول هيئات محلية ودولية، إنها غير كافية ولا تفي بالاحتياجات الهائلة للسكان.

وقالت منسقة الطوارئ مع أطباء بلا حدود في خان يونس باسكال كويسار، حسب ما نشرت المنظمة الطبية على منصاتها "سمحت السلطات الإسرائيلية بإدخال كمية تافهة من المساعدات إلى غزة بعد أشهر من الحصار المطبق، وهذا قرار يدل على نيتها تجنب اتهامها بتجويع الناس في غزة، بينما هي بالكاد تبقيهم على قيد الحياة. تمثل هذه الخطة وسيلة لاستغلال المساعدات وجعلها أداة لتعزيز الأهداف العسكرية للقوات الإسرائيلية".

ووصف مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة -للجزيرة نت- هذه المساعدات القليلة بأنها لا تعدو كونها استعراضا شكليا أمام كارثة إنسانية حقيقية تعصف بغزة منذ أكثر من 80 يوما من الحصار المحكم والمجاعة القاتلة.

ويقول إن هذه الشاحنات رغم أهميتها الرمزية، لا تمثل سوى أقل من 1% فقط من إجمالي ما يحتاجه القطاع فعليا خلال هذه الفترة، "حيث إنه من المفترض إدخال 44 ألف شاحنة مساعدات ووقود كحد أدنى خلال 80 يوما، لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية لسكان غزة".

سياسة تجويع

ووفقا لتوثيق المكتب، فقد أودت سياسة التجويع الجماعي بحياة 326 فلسطينيا في أقل من 3 أشهر، نتيجة سوء التغذية ونقص الدواء والغذاء، منهم:

58 وفاة بسبب سوء التغذية المباشر. 242 وفاة نتيجة نقص الغذاء والدواء، غالبيتهم من كبار السن والمرضى المزمنين. 26 مريض كلى توفوا لعدم توفر التغذية والرعاية العلاجية. أكثر من 300 إجهاض لدى النساء الحوامل من فقدان العناصر الغذائية الضرورية.

وقال الثوابتة، إن الأطفال يشكلون النسبة الأكبر من الضحايا المحتملين في المرحلة القادمة، نظرا لهشاشة أجسادهم وعدم قدرتهم على الصمود أمام الحصار الغذائي الخانق، وهو "ما يضع هذه الجرائم في مصاف جرائم الإبادة الجماعية".

إعلان

ودعّم التحذيرات الصادرة من الأمم المتحدة وهيئات دولية بشأن احتمال وفاة 14 ألف طفل بسبب المجاعة، وقال "هذه التحذيرات ليست مبالغات، بل ناقوس خطر حقيقي يستند إلى بيانات ميدانية مرعبة تظهر مدى تفشي الجوع وسوء التغذية الحاد في صفوف الأطفال، حيث يمنع الاحتلال الغذاء والدواء والمياه النظيفة وحتى حليب الرضع".

واقع الحال في غزة ينذر بكارثة لم يشهدها العصر الحديث، ويقول الثوابتة إنها "تذكرنا بأسوأ حالات المجاعة التي وثقها التاريخ، لكنها اليوم تُرتكب بوعي وسبق إصرار من الاحتلال الذي يستخدم الجوع أداة حرب ضد الأطفال والمدنيين". وأكد أن الاحتلال يمارس سياسة التجويع الممنهج أداة حرب وإخضاع ضد المدنيين، وينفذها وفق خطة متكاملة، تتضمن:

إغلاق المعابر بشكل تام وحرمان القطاع من المساعدات الإنسانية والإغاثية والوقود. استهداف التكايا الخيرية ومراكز توزيع الطعام، وهي آخر ملاذ للمدنيين، ويقصدها الأطفال والنساء والمحتاجون ويقفون في طوابير طويلة من أجل لقمة تسد الرمق. حرمان المستشفيات من الدم والأدوية والغذاء العلاجي للأطفال، ما أدى إلى فشل حملات التبرع بالدم، وتزايد أعداد وفيات الأطفال والحوامل.

بدوره، يقول مدير "مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان" علاء السكافي للجزيرة نت، إن دولة الاحتلال تنتهك بهذه السياسة على نحو صارخ القانون الدولي الإنساني، وكل الأعراف والمواثيق ذات الصلة، والتي تحظر التسبب في المجاعة كممارسة عسكرية ضد السكان المدنيين، وتُعتبر شكلا من أشكال الإبادة الجماعية.

وأدت هذه السياسة، بحسب السكافي، إلى تقويض مقومات الحياة في غزة، وتفاقم الأوضاع الإنسانية التي تدهورت خلال 80 يوما الماضية منذ إغلاق المعابر، وصارت أكثر كارثية ومأساوية.

ونتيجة هذه المجاعة، ومع استمرار استهداف المنظومة الصحية، يقول الناشط الحقوقي "رصدنا في المؤسسة تراجعا على صحة الأطفال والنساء، خاصة الحوامل والمرضعات، فضلا عن ارتفاع ملحوظ في معدلات الولادة المبكرة، وإنجاب مواليد يعانون من تشوهات خلقية أو بأوزان قليلة، وأعداد منهم فارقت الحياة".

إعلان

مقالات مشابهة

  • مفوضية أممية: اليأس دفع مئات الروهينغا للهلاك في البحر
  • اليونان تتهم خفر السواحل بحوادث غرق قوارب المهاجرين
  • والدة طفلة بغزة: الموت بالصاروخ أهون من الموت جوعا
  • الموت في الأعماق.. الإهمال يتسبب في وفاة غطاسين بالسخنة
  • عدن تحت وطأة رطوبة خانقة وأزمة كهرباء مستمرة
  • الصراع بالكونغو الديمقراطية يجبر عشرات الصحفيين على الفرار
  • عُبيدة أمير تنتهي من تصوير كليبين في بودابست وعرضهما خلال أيام
  • عبيدة أمير تنتهي من تصوير كليبين في بودابست.. والعرض خلال أيام
  • بعد صدور تقرير رسمي عن "خطر جماعة الإخوان".. تحذيرات من تداعياته على مسلمي فرنسا
  • ما سر ظهور وانتشار “البرك الوردية” في البحر الميت؟ / شاهد