ندوة التنسيقية بمعرض الكتاب.. توصية بإطلاق استراتيجية وطنية لمشروع قومي للثقافة
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
نظمت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، اليوم الخميس، ندوة تحت عنوان "الشباب ومؤسسات النشر"، على هامش الدورة الـ 55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ناقشت دور مؤسسات النشر في تعميق الوعي لدى الشباب.
وقال الكاتب الصحفي الدكتور رامي جلال، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن الثقافة هى قدرة الإنسان على تكوين وجهة نظر من خلال أدوات محددة، وليست مجرد معلومات عامة، مؤكدا أن مصر دولة عظمى ثقافيا، وإذا ذكرت الثقافة فى العالم ذكرت مصر.
وأوصى جلال، بإنشاء صندوق لتمويل المبدعين لدعم الكتاب غير القادرين على تكاليف النشر، وضرورة إغراق المجال العام بكتب حقيقية ذات معنى وهدف، كما أكد على ضرورة أن يكون هناك مشروع قومي للثقافة في مصر.
من جانبه، أشاد محمد شوقي، مدير عام دار النشر "عصير الكتب"، بدور تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، مؤكدا أنه لم يرى حضورا ثريا لندوات المعرض مثلما يحدث فى ندوات التنسيقية، مشيراً إلى أن عصير الكتب تعتز بصداقتها للتنسيقية وتسعد بأن تعبر عنهم.
وأكد شوقي، أهمية مؤسسات النشر فى تعزيز الوعى لدى الشباب باعتبارها قوى ناعمة حقيقية، وتعتبر إحدى الآليات الهامة بأن تثقف الشباب وتجعلهم سفراء لمصر، موضحاً أن كل دور نشر لها أن تشارك فى ٢٢ معرض دولياً سنويا، وأن دور النشر تعتبر سفراء لمصر فى العالم.
من جانبه، أكد الدكتور رامي عبد الباقي، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وعضو اتحاد كتاب مصر، أن سقف الحرية موجود، ولكن الكاتب هو من يضع القيود والخطوط الحمراء فى كتاباته، بدليل فيلم "شيء من الخوف" فى عهد عبد الناصر، وروايات نجيب محفوظ، لافتاً إلى أنه فى عام ٢٠١٥ قام بكتابة إحدى الكتب وفى نظر البعض تعدى الخطوط الحمراء ولكن فى النهاية تم نشره
وأوصى عضو التنسيقية بالبدء فى مشروع ثقافى متكامل يجذب الجيل الجديد إلى الثقافة، مشيرا إلى أن "الترند" يجب تجاهله وعدم الالتفات إليه.
من جانبه، أكد الكاتب والمترجم مارك مجدي، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، على ضرورة إنشاء كيان للمترجمين، حيث إن الترجمة هى مبادرة شخصية وتخليدا لأسماء شيوخ الترجمة.
وأوصى عضو التنسيقية، وزارة الثقافة بأن تضع ضمن مستهدافاتها مشروعا قوميا للترجمة، كما أوصى بضرورة وضع استراتيجية وطنية لمشروع قومى للثقافة فى مصر يضع مستهدفات محددة ويُنظم به دور الدولة والقطاع الخاص.
أدار الحوار خلال الندوة، ناريمان خالد، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وشارك في الندوة كلا من: محمد شوقي مدير عام دار النشر "عصير الكتب"، والكاتب الصحفي د. رامي جلال عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والدكتور رامي عبد الباقي عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وعضو اتحاد كتاب مصر، والكاتب والمترجم مارك مجدي عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين معرض القاهرة الدولي للكتاب دور مؤسسات النشر الوعي الشباب عضو تنسیقیة شباب الأحزاب والسیاسیین
إقرأ أيضاً:
رحيل محمد هاشم.. صوت النشر الحر صنع أجيالا وأضاء قلب القاهرة الثقافي
فقدت الساحة الثقافية المصرية اليوم واحدًا من أبرز رموزها وأكثرهم تأثيرًا خلال العقود الثلاثة الأخيرة، برحيل الناشر محمد هاشم، مؤسس دار ميريت وأحد أعمدة حركة النشر المستقل في مصر، ومع إعلان الخبر، عمّت موجة واسعة من الحزن بين الكتّاب والقراء والنشطاء الثقافيين، ممن عرفوا دوره الريادي وشهدوا أثره العميق في تشكيل مشهد أدبي أكثر حرية وجرأة.
أعلن الدكتور أحمد مجاهد، المدير التنفيذي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، خبر الوفاة عبر صفحته على “فيسبوك”، ناعيًا هاشم بكلمات مؤثرة قال فيها: “لا حول ولا قوة إلا بالله، وداعًا للصديق محمد هاشم أحد العلامات البارزة في مسيرة الثقافة والسياسة بمصر”، مضيفًا أنه نشر بالأمس فقط منشورًا يشكو فيه من إصابته بالإنفلونزا التي منعته من حضور خطوبة ابنته.
الخبر وقع كالصاعقة على الوسط الثقافي، فمحمد هاشم لم يكن مجرد ناشر، بل كان شخصية محورية ساهمت في صياغة موجة جديدة من الكتابة المصرية والعربية منذ أواخر التسعينيات.
وُلد محمد هاشم عام 1958 بمدينة طنطا، وبدأ مسيرته المهنية صحفيًا وكاتبًا، جذبته الكتابة منذ سنواته الأولى، لكنه وجد نفسه لاحقًا في موقع أكثر تأثيرًا: موقع الناشر الذي يفتح الباب للأصوات الجديدة ويمنح المساحة للنصوص الخارجة عن المألوف.
في عام 1998، أسس هاشم دار ميريت في وسط القاهرة، في زمن لم تكن فيه حركة النشر المستقل قد نشأت بعد. جاءت ميريت كحلمٍ متمرد، صغير في حجمه، كبير في أثره.
وقد أسسها هاشم بفلسفة واضحة: النشر يجب أن يكون حرًا، محرّرًا من الرقابة والخوف، ومفتوحًا للكتابة التي تُقلق السائد.
ومع السنوات، تحولت ميريت إلى منصة للأصوات الشابة التي كانت تبحث عن مساحة للتعبير، وقدمت كتّابًا صاروا لاحقًا من أبرز أسماء الأدب المصري المعاصر.
تميّز مشروع هاشم بأنه لم يكن تجاريًا بقدر ما كان ثقافيًا مقاومًا، ودار ميريت لم تكن مجرد دار نشر، بل بيتًا مفتوحًا للكتّاب والفنانين. مقرها في وسط البلد أصبح ملتقى أدبيًا يوميًا، تلتقي فيه الأجيال وتتقاطع فيه التيارات الفكرية، وتُصنع فيه – على طاولة صغيرة – التحولات الكبرى في الكتابة الجديدة.
احتضنت الدار نصوصًا جريئة، اجتماعية وسياسية وفنية، ونشرت أعمالًا أثارت نقاشات واسعة، ورفضت الاستسلام للرقابة، وقدّم هاشم عشرات الكتب التي خرجت من النطاق المحلي إلى الشهرة العربية، وكانت سببًا في إطلاق موجة من الأدب المعاصر المتحرر من القوالب التقليدية.
وبفضل روحه الداعمة، تحولت ميريت إلى مدرسة: مدرسة في الحرية، وفي احترام الكاتب، وفي الإيمان بأن الكلمة الصادقة قادرة على تغيير الوعي.
على المستوى الإنساني، كان محمد هاشم شخصية محبوبة، بسيطة، صريحة، لا يخشى قول رأيه، ولا يتردد في دعم موهبة يراها تستحق. كثير من الكتّاب يعتبرون أن بداياتهم الحقيقية كانت على يديه، وأنه كان “اليد الخفية” التي دفعتهم نحو الجرأة والثقة.
لم يسعَ يومًا إلى الأضواء، ولم يتعامل مع الكتابة كسلعة، بل كرسالة. وقد عرف عنه انحيازه الدائم للحريات، ومواقفه السياسية الواضحة دفاعًا عن العدالة وحقوق الإنسان.
برحيل محمد هاشم، تفقد الثقافة المصرية أحد أهم حراس الكلمة الحرة، وواحدًا من أكثر الفاعلين الذين أثّروا في شكل الكتابة ونقلوها إلى آفاق جديدة، لقد بنى ميراثًا ثقافيًا سيظل حاضرًا في الكتب التي نشرها، والكتّاب الذين آمن بهم، والجيل الذي فتح أمامه أبواب النشر الحرّ.
ستظل «ميريت» شاهدة على بصمته، ليس فقط كدار نشر، بل كفكرة… وموقف… ورجل أحب الثقافة بصدق، ودفع ثمن هذا الحب من عمره وصحته وراحته، اليوم يرحل محمد هاشم، لكن أثره باقٍ، صامتًا أحيانًا، مرتفعًا أحيانًا أخرى.. تمامًا كما أحب أن يكون.