تداعيات مناورات الناتو "المدافع الصامد".. الحلف يستعد للمناورات بمناسبة مرور 75 عامًا على إنشاء أقوى حلف غربي
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
وسط استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، من المقرر أن يبدأ حلف شمال الأطلسى (الناتو) مناوراته العسكرية الأكثر أهمية منذ عقود، "المدافع الصامد". بمشاركة من قوات الناتو وإجراء مناورات حربية جوية وبحرية وبرية.
وسبق الإعلان عن المناورات توقعات لمسئولين وخبراء غربيين لا يستبعدون هجومًا روسيًا محتملًا على أوروبا وحلف شمال الأطلسى خلال السنوات القليلة المقبلة.
وفى عرض حاسم للقوة، يستعد حلف الناتو لمناورات "المدافع الصامد ٢٠٢٤"، وهى أكبر تدريبات عسكرية فى تاريخه بمناسبة مرور ٧٥ عامًا على إنشاء أقوى حلف غربي.
تأتى هذه المناورات فى الوقت الذى تفتقد فيه الحرب الروسية الأوكرانية الحسم لأى من الطرفين، بينما لم تنجح كييف بشكل أوضح فى استعادة أراضيها التى سيطر عليها الجيش الروسي.
وتركز التدريبات على كيفية تعزيز القوات الأمريكية لحلفاء أوروبيين فى دول محاذية لحدود روسيا وعلى الجناح الشرقى للحلف إذا تصاعد الصراع، وأن "المدافع الصامد ٢٠٢٤" هى المناورة العسكرية المشتركة الأضخم من حيث الحجم والمدة ورقعة الانتشار منذ عام ١٩٨٨ خلال الحرب الباردة، والتى يستعد إطلاقها حلف شمال الأطلسى خلال الأيام المقبلة.
كما أن المناورة المرتقبة هى الأطول فى تاريخ الناتو بمشاركة من جميع دول الناتو البالغ عددها ٣١ دولة، ودولًا أخرى من بينها السويد التى تسعى للانضمام للحلف رغم عدم التصديق على طلبها بعد.
وأكد الجنرال الأمريكى كريستوفر كافولي، القائد الأعلى لحلف الناتو، أن هذه المناورة ستُظهر قدرة الحلف على تعزيز منطقة الأطلسى الأوروبية، بما فى ذلك الحركة عبر الأطلسى للقوات من أمريكا الشمالية. يُعد هذا العرض بمثابة تأكيد على التضامن والجاهزية للدول الأعضاء وتحذير للخصوم بشأن آلية الدفاع الجماعى للناتو.
انتقادات روسية
تفاعلا مع إعلان إجراء المناورات، انتقدت روسيا المناورات الضخمة من حيث العتاد والعديد المرتقبة لحلف شمال الأطلسى (المدافع الصامد)، وقالت إنها تشكل عودة لا رجعة فيها من الناتو إلى مخططات الحرب الباردة، وأعلن ألكسندر جروشكو نائب وزير الخارجية الروسى لوكالة الإعلام الروسية الرسمية أن "هذه التدريبات هى عنصر إضافى فى الحرب التى يشنها الغرب على روسيا".
وتابع: "تدريب على هذا النطاق يشكل العودة النهائية والتى لا رجعة فيها من حلف الناتو لمخططات الحرب الباردة حيث يتم تجهيز وإعداد عملية التخطيط الحربى والموارد والبنية التحتية لمواجهة مع روسيا". ولم يأت الحلف على ذكر روسيا بالاسم صراحة فى إعلانه، لكن وثيقة حلف الناتو الأبرز للاستراتيجيات تحدد روسيا على أساس أنها التهديد الأكبر والأكثر مباشرة لأمن الدول الأعضاء فى الحلف.
وكان نائب الأمين العام لحلف "الناتو" ميرتشا جيوانا قد أكد أنه ينبغى فهم مناورات "الناتو" القادمة "المدافع الصامد ٢٠٢٤" على أنها ردع للخصوم المحتملين؛ حيث تشارك فى مناورات الناتو نحو ٥٠ سفينة حربية و٨٠ طائرة و١١٠٠ مركبة قتالية من أنواع مختلفة.
وتعد هذه المناورات الحربية، الأهم منذ مناورة "ريفورجر" فى ١٩٨٨، فى خضم الحرب الباردة آنذاك بين الاتحاد السوفيتى وحلف شمال الأطلسي.
فى حين اعتبر نائب وزير الخارجية الروسى أن أى أحداث بهذا الحجم تزيد بشكل كبير من خطر وقوع حوادث عسكرية عرضية، وتزيد زعزعة استقرار الوضع الأمني؛ مشيرًا إلى أن مصالح الأمن الأوروبى اليوم غير مهمة بالنسبة لمن يحكمون فى الناتو، والشيء الرئيسى بالنسبة لهم هو الحفاظ على النفوذ الأمريكى والهيمنة الغربية فى العالم. وأكد أن موسكو تمتلك كل الإمكانيات اللازمة لضمان السيطرة الأمنية والدفاعية فى جميع الظروف.
اتجاهات المناورات
وفق وكالة الأسوشيتد برس، تأتى هذه المناورات فى وقت تشهد الحرب بين روسيا وأوكرانيا جمودًا، إذ لا يشارك الناتو بشكل مباشر فى الصراع، لكن يدعم تزويد كييف بأسلحة وذخائر وتوفير التدريب العسكرى بشكل فردى أو فى إطار تحالف. وخلال المناورة المرتقبة، ستنتقل القوات إلى أوروبا وعبرها حتى نهاية مايو فيما يصفه الناتو بأنه "سيناريو محاكاة لصراع ناشئ مع خصم قريب من نظيره"، إذ ستكون مصممة لمحاكاة الصدام مع تحالف وهمى يسمى "أوكاسوس"، وبموجب خطط الناتو الدفاعية الجديدة، فإن خصومه الرئيسيين هم روسيا والمنظمات الإرهابية.
وضمن هذا السياق، أعلن القائد الأعلى للحلف فى أوروبا الجنرال الأمريكى كريستوفر كافولي، إن الحلف يحتاج إلى "التدرب على خططنا وتحسينها من خلال المناورات الصارمة"، وبالتالى ستكون تلك المناورات "دليلًا واضحًا على وحدتنا وقوتنا وتصميمنا على حماية بعضنا البعض".
كما أشارت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، إلى أنه من المتوقع أن تشمل المناورات تعبئة لسفن وأصول بحرية أخرى، إلى جانب مركبات وطائرات بما فى ذلك طائرات "إف-٣٥"، و"إف/إيه-١٨"، و"هارير"، و"إف-١٥"، وهليكوبتر، وطائرات بدون طيار. وأوضحت أنه فى حين أن نشر القوات على نطاق واسع هو جزء من مناورات منتظمة لحلف شمال الأطلسي.
إلا أنه يأتى بعد ما يقرب من عامين من العملية العسكرية الروسية الخاصة فى أوكرانيا ووسط حالة تأهب متزايدة فى أوروبا من اتساع الحرب، وبالتالى ستكون تلك المناورات رسالة إلى موسكو وغيرها من الخصوم بأن الحلف مستعد للدفاع عن حدوده. وأوضح "كافولي" أن المناورة ستشمل خصوصًا قوات من أمريكا الشمالية كتعزيزات للقارة الأوروبية.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، إرسال نحو ٢٠ ألف جندى للمشاركة فى المناورات، بالإضافة إلى سفن حربية وطائرات مقاتلة؛ حيث تشمل عملية النشر ١٦ ألف جندى من الجيش البريطانى سيتمركزون فى شرق أوروبا، بالإضافة إلى مجموعة حاملة طائرات وطائرات هجومية من طراز "إف ٣٥ بي" وطائرات استطلاع.
ووفقًا لصحيفة "تليجراف" البريطانية، حذر رئيس اللجنة العسكرية للناتو الأدميرال روب باور من إمكانية نشوب حرب شاملة مع روسيا فى السنوات العشرين المقبلة، قائلًا إنه يتعين على المدنيين الاستعداد للأمر.
ويمكن الإشارة هنا إلى أنه قبيل تنفيذ تلك المناورات، انعقدت اللجنة العسكرية لحلف الناتو فى جلسة لوزراء الدفاع بمقر الناتو فى بروكسل؛ حيث ركز قادة دفاع الحلف على مدى قابلية تنفيذ الخطط الدفاعية الجديدة، والتحول القتالى للحلف، ودعم الناتو المستمر لأوكرانيا، والتعاون العسكرى مع الشركاء. فى الختام: تشير هذه التدريبات إلى إظهار قدرة الحلف على الدفاع عن أراضيه. هذه الخطوة مهمة، خاصة فى ظل الصراع الجارى فى أوكرانيا وتصاعد التوترات مع روسيا؛ حيث تهدف المناورة إلى تغطية منطقة واسعة، تمتد من الشمال العالى إلى وسط وشرق أوروبا، مما يُظهر قدرة الناتو على إجراء عمليات معقدة متعددة الأبعاد على مدى فترة طويلة وعبر آلاف الكيلومترات.
وفيما يتعلق بتوقيت هذه المناورات، فيمكن وصفه بالحاسم؛ حيث يأتى خلال فترة تبدو فيها الحرب الروسية على أوكرانيا كأنها تتعثر. بينما لا يشارك حلف الناتو بشكل مباشر فى هذا الصراع، كما تُعد المناورة رمزًا قويًا لاستعداد الحلف والتزامه بحماية دوله الأعضاء. إنها استجابة واضحة للوضع المتصاعد على الجناح الشرقى للناتو، مؤكدة على استعداد الحلف لمواجهة التهديدات المحتملة من روسيا.
كما لا تقتصر المناورة على عرض القوة العسكرية فحسب؛ بل هى أيضًا أرض اختبار لاستراتيجيات الدفاع المحدثة للناتو. مع التركيز على تحديات الحرب الحديثة، بما فى ذلك التهديد من الخصوم المماثلين والمنظمات الإرهابية، ستختبر "المدافع الصامد ٢٤" قدرات الناتو فى سيناريو صراع ناشئ محاكي؛ حيث يُعد هذا التكيف مع المشهد الأمنى العالمى المتطور أمرًا حاسمًا للأهمية الاستراتيجية طويلة الأمد للناتو وفعاليته فى حماية أعضائه.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الناتو الحرب بين روسيا وأوكرانيا المدافع الصامد هذه المناورات الحرب الباردة حلف الناتو الحلف على
إقرأ أيضاً:
هدنة على الطاولة... ترامب يشيد بردّ حماس ونتنياهو يستعد لواشنطن
عواصم " وكالات": رجح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إمكانية التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلت شبكة "يورونيوز" الإخبارية، اليوم السبت، عن ترامب قوله إن من "الجيد" أن حركة حماس ردت "بروح إيجابية" على المقترح المتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مرجحا أن يشهد هذا الأسبوع إمكانية التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال في غزة، وإن كان لم يتلق بعد إحاطة رسمية بشأن تطورات المفاوضات.
وجاءت تصريحات ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، أثناء توجهه من قاعدة أندروز في ولاية ماريلاند إلى منتجع بيدمينستر في نيوجيرسي.
وأوضح الرئيس الأمريكي: "قد نشهد هذا الأسبوع اتفاقا بشأن غزة، لكنني لم أطلع بعد على مستجدات الوضع ولم أتلق إفادة رسمية".
وأضاف الرئيس: "علينا أن نفعل شيئا بخصوص غزة. نحن نرسل الكثير من المال والمساعدات"، دون أن يقدم توضيحا إضافيا بشأن المقصود.
وعلى صعيد المفاوضات، قالت صحيفة غارديان البريطانية إن هناك "مؤشرات متزايدة" على اقتراب التوصل إلى وقف لإطلاق النار بعد قرابة 21 شهرا من الحرب.
في هذه الاثناء، يستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض غدا الإثنين، في لقاء حاسم لمستقبل قطاع غزة.
ويأتي ثالث لقاء بين ترامب ونتانياهو في واشنطن في غضون ستة أشهر، بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب بين الجمهورية الإسلامية والدولة العبرية في 24 يونيو، وأحيَا وقف إطلاق النار في الحرب التي استمرّت 12 يوما الآمال في وقف الحرب في قطاع غزة الذي يشهد سكانه البالغ عددهم أكثر من مليوني شخص، أوضاعا إنسانية كارثية.
ويدعو دونالد ترامب، الذي قال هذا الأسبوع أنّه سيكون "حازما جدا" مع نتانياهو، إلى وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوما في غزة.
وقال الخميس إنّه يريد "الأمان" لسكان غزة، مضيفا "لقد مرّوا بجحيم".
وبعد زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن، تمّ تقديم مقترح هدنة إلى حركة حماس عن طريق الوسطاء القطريين والمصريين.
وحث ترامب حماس على قبول مقترح الهدنة "النهائي"، بعد 21 شهرا من الحرب المدمّرة التي اندلعت في أعقاب هجوم نفذته الحركة على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023.
وأعلنت حماس أنها "جاهزة بكل جدية للدخول فورا" في مفاوضات حول آلية تنفيذ مقترح وقف إطلاق النار.
وقال مصدر فلسطيني مطلع لوكالة فرانس برس إن المقترح الجديد "يتضمن هدنة لستين يوما، وإفراج حماس عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء في مقابل إفراج إسرائيل عن أعداد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين".
من جانبه، قال المحلل الجيوسياسي مايكل هورويتز لفرانس برس، "أعتقد أنّنا سنرى اجتماعا استراتيجيا، يُنتج صفقة كبيرة على غرار ما يحب ترامب".
وأضاف "حتى نتانياهو يُدرك أنّنا نقترب من إتمام ما يمكن تحقيقه في غزة، وأنّ الوقت قد حان للتخطيط للخروج. ومن المؤكد أنّ نتانياهو يريد أن يتمّ ذلك تدريجيا".
وأشار هورويتز إلى أنّ نتانياهو يخضع لضغوط من ائتلافه الحكومي وسيسعى إلى كسب الوقت، بينما يشدّد على أنّ "خروجا تدريجيا من الحرب ينبغي أن يتم بالتوازي مع جهود رامية إلى تطبيع العلاقات مع شركاء إقليميين ".
انقرة:الضغط الأمريكي على إسرائيل سيكون "حاسما"
من جهته، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم السبت أنّه طلب من نظيره الأمريكي دونالد ترامب التدخّل لوقف عمليات إطلاق النار على منتظري المساعدات في قطاع غزة والتي تقول الأمم المتحدة إنّها أسفرت عن استشهاد أكثر من 500 شخص.
وقال إردوغان إنّه التقى ترامب في قمة لحلف شمال الأطلسي في نهاية يونيو، وقال له إنّ "هناك أشخاصا يُقتلون في طوابير (انتظار الحصول على) الطعام. يجب أن تتدخّل كي لا يتمّ قتل هؤلاء الأشخاص"، حسبما أفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية.
وأضاف "طلبت منه التدخل في عملية غزة، قائلا: أنت الشخص الأنسب لإدارة هذه العملية، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. هناك أشخاص يُقتلون تحديدا في طوابير انتظار الطعام. يجب عليكم التدخل حتى لا يُقتل هؤلاء الناس"، بحسب تصريحات نقلتها وكالة الأناضول اليوم السبت.
في مطلع مارس، فرضت إسرائيل حصارا مطبقا على غزة، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الذي يشهد حربا مدمرة.
وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية توزيع مساعدات غذائية في غزة في 26 مايو، بعدما منعت الدولة العبرية لأكثر من شهرين دخول الإمدادات الغذائية إلى القطاع الفلسطيني.
لكن عملياتها تشهد فوضى مع تقارير شبه يومية تفيد بوقوع قتلى بنيران إسرائيلية في صفوف منتظري تلقي المساعدات.
واستشهد حوالى 613 شخصا خلال عمليات توزيع مساعدات في قطاع غزة منذ نهاية مايو، بينهم 509 استشهدوا قرب مراكز "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة امس .
واتهم الجيش الإسرائيلي حماس بالوقوف وراء الحوادث.
وهذا الأسبوع، نفى رئيس مؤسسة غزة الإنسانية جوني مور وهو قس إنجيلي مقرّب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سقوط شهداء فلسطينيين في مواقع التوزيع الأربعة التابعة لها أو بالقرب منها.
كذلك أعلن إردوغان إن انتهاء الحرب التي استمرت 12 يوما بين إيران وإسرائيل أتاح فرصة جديدة لإنهاء القتال في غزة.
وقال "فتح وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بابا أيضا لغزة". وأضاف بعد أيام من اجتماع رئيس جهاز الاستخبارات التركية ووزير الخارجية التركي على انفراد مع مسؤولين كبار في حماس "أظهرت حماس مرارا حسن نيتها في هذا الصدد".
وأشار إلى أن الضغط الأمريكي على إسرائيل سيكون "حاسما" في ضمان نجاح الاقتراح الهدنة الأخير لمدة 60 يوما في غزة، مضيفا أن مسألة الضمانات "ذات أهمية خاصة".
وأكد أنه "في حال وقف إطلاق النار، يتعين على المجتمع الدولي الاستثمار بسرعة في مشاريع لإعادة الإعمار". وقال "إذا أمكن تحقيق وقف إطلاق نار دائم، يمكن فتح طريق نحو سلام دائم في المنطقة".
وفي السياق، أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل اليوم السبت إصابة اثنين من موظفيها الأمريكيين في "هجوم" على أحد مراكزها لتوزيع المساعدات الغذائية في جنوب القطاع.
وأوضحت أنّ "الهجوم الذي نفذه بحسب المعلومات الأولية مهاجمان ألقيا قنابل يدوية على الأمريكيَّين، وقع في نهاية عملية توزيع ناجحة تلقى خلالها آلاف الغزيين مواد غذائية بأمان".
وأشارت المؤسسة إلى أنّه "لم يُصب أي من عمال الإغاثة المحلّيين والمدنيين بأذى... والأمريكيان الجريحان يتلقيان العلاج الطبي وحالتهما مستقرّة"، مؤكدة أنّ حياتهما "ليست في خطر".
ونظرا للقيود التي تفرضها إسرائيل على التغطية الإعلامية في غزة، يتعذّر على وكالة فرانس برس التحقق بشكل مستقل من الأعداد والتفاصيل الواردة من الدفاع المدني وغيرها من السلطات المحلية.
في المقابل، أقر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس "بيوم صعب" في غزة، وذلك بعد اعتراف جيش الاحتلال بمقتل جنديين وإصابة اثنين بجروح خطرة إثر استهدافهم بقذيفة مضادة للدروع في خان يونس.
الدفاع المدني: استشهاد 35 فلسطينيا في غارات إسرائيلية
وعلى الارض، أعلن الدفاع المدني استشهاد 35 فلسطينيا اليوم السبت في غارات جوية شنها سلاح الجو الإسرائيلي في مناطق مختلفة في قطاع غزة حيث وسعت إسرائيل عملياتها بعد 21 شهرا من الحرب المدمرة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إنه "سجل 35 شهيدا على الأقل وعشرات المصابين من بينهم أطفال ونساء، جراء غارات شنها الاحتلال واستهدفت بشكل خاص منازل وخياما للنازحين ومدرستين تؤويان نازحين".
ونُقل إلى مستشفى ناصر بخان يونس، "8 شهداء وأكثر من 40 مصابا" بنيران القوات الإسرائيلية عندما كانوا مع آلاف آخرين ينتظرون في منطقة الشاكوش قرب مركز لتوزيع المساعدات في شمال غرب رفح جنوب القطاع.
وأكد أن فلسطينيا آخر استشهد وأصيب آخرون بنيران أطلقتها القوات الإسرائيلية باتجاه منتظري المساعدات قرب مفترق نتساريم في جنوب مدينة غزة، ونقلوا إلى مستشفى الشفاء في المدينة.
كذلك استشهد فلسطيني وأصيب عدد أخر بنيران القوات الإسرائيلية التي أطلقت باتجاه منتظري المساعدات قرب مفترق نتساريم في جنوب مدينة غزة. ونقل القتيل والجرحى إلى مستشفى الشفاء، وفق المتحدث.
وأفاد شهود عيان أن آلاف الفلسطينيين من أعمار مختلفة، تجمعوا بعد منتصف الليل قرب مفترق نتساريم، وقرب جسر وادي غزة في وسط القطاع للحصول على مواد غذائية من مركز قريب لتوزيع المساعدات تديره مؤسسة غزة الإنسانية التي ترفض وكالات الأمم المتحدة التعاون معها وتتهمها بعدم الحياد.
وفي مدينة غزة، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن مسعفيه نقلوا بعد ظهر اليوم السبت "3 شهداء وعددا من الجرحى" الذين أصيبوا في غارة استهدفت محطة السلطان لتعبئة وتحلية المياه قرب مبنى المجلس التشريعي المدمر، في حي الرمال.
وأكد بصل استشهاد فلسطينيَين في غارة إسرائيلية أخرى استهندفت حي الزيتون، جنوب شرق مدينة غزة.
وفي الحي نفسه، سقط "5 شهداء وعدد من المصابين في غارة جوية فجرا على مدرسة الإمام الشافعي في منطقة عسقولة" والتي تؤوي مئات النازحين،.
وأشار شهود عيان إلى أن الغارة أسفرت عن "أضرار جسيمة" في عدد من الغرف المدرسية.
واستشهد ثلاثة أشخاص أخرين وأصيب 11 من بينهم "عدد من الأطفال" جراء غارة جوية أخرى أسفرت عن تدمير منزل عائلة الزيناتي بجانب مدرسة "الموهوبين" التي تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان في شمال المدينة. ونُقل المصابون وبينهم عدد من النازحين إلى مستشفى الشفاء.
ومنذ بدء الحرب التي اندلعت إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، لجأ مئات آلاف إلى المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء، ومع ذلك فهي تشكل أهدافا للقصف. ويقول الجيش، إنه يستهدف فيها مسلحين لحماس.
وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، قال الجيش إنه لا يستطيع التعليق على الغارات من دون إحداثيات دقيقة.
وفي الشمال، استشهد شخصان في غارة استهدفت جباليا، وفق الدفاع المدني.
وأفاد بصل بسقوط "شهيدين من عائلة أبو بريك وعدد من الجرحى في غارة جوية استهدفت منزلهم" في مخيم المغازي وسط قطاع غزة. كما نقل المسعفون شقيقين من عائلة السمّاك استشهدا في غارة مماثلة استهدفت منزلهما في مخيم البريج وسط القطاع.
وفي منطقة المواصي غرب خان يونس استشهد 4 فلسطينيين نازحين هم "الطبيب موسى خفاجة وابنه عادل وشقيقتاه شذا وجودي خفاجة" بعد استهداف خيمتهم.
وقال بصل إن "الجثث وصلت متفحمة" إلى مستشفى ناصر بخان يونس.
وقال محمد خفاجة (24 عاما) أثناء وداع عمه الطبيب موسى، إنها "مجزرة ارتكبها الاحتلال، الجثامين متفحمة". وقال إن طائرة حربية إسرائيلية أطلقت "صاروخا على خيمتهم في منطقة المواصي... اشتعلت النار واحترقت جثثهم، لم يستطع أحد أن ينقذهم".
وأضاف متحدثا عن أوامر الإخلاء التي يصدرها الجيش الإسرائيلي "يقولون إن منطقة المواصي آمنة، يكذبون ويقتلون الناس بدون رحمة".
وذكر الناطق باسم الدفاع المدني أنه تم نقل "3 شهداء في غارة إسرائيلية استهدفت خيمة أخرى قرب مبنى كلية الرباط" المدمر، في المواصي.