موقع النيلين:
2025-05-29@05:51:07 GMT

موقعة ذات الفندنغ جاتنا في صمة خشمنا

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT


اندلع جدل حول التمويل الأجنبي للكيانات السياسية السودانية، بعد تصريح الأستاذة رشا عوض عن التمويل الأجنبي للمنظمة التي تعمل كمتحدثة باسمها. تمحور دفاع الأستاذة رشا حول نقاط رئيسية: أ) هدف التمويل الغربي هو دعم الديمقراطية، دون أجندة أخرى في السودان، ب) أي شخص يختلف معها فهو إما كوز أو مغفل نافع، ج) تلقى الإخوان تمويلاً أجنبياً قذراً أيضاً.

بالطبع هذه حجة واهية، إذا فعلت شيئًا خاطئًا فلا يمكنك الدفاع عنه بالقول إن الكيزان فعلوه أيضًا.

شخصيا ابتعدت عن مناقشة قضية التمويل الأجنبي حتى الآن، والتعليق الوحيد الذي أدليت به هو أنه في بعض الأحيان تكون المنظمات غير الحكومية الغربية بمثابة أسلحة خفية لحكومات بلدانها الأصلية وأضفت أنه في بعض الأحيان يتم استخدام التمويل الأجنبي لتعزيز الأجندة الإمبريالية ولكن في بعض الأحيان يفعل أشياء جيدة مثل حفر بئر ماء أو بناء مدرسة. وكان هذا تعليقا عاما لم يتناول الحالة السودانية.

على الرغم من أنني لم أنضم إلى موقعة ذات الفندنغ، فقد تم إشراكي كما يتضح من السكرينشوت التي وصلني في الانبوكس. ولكن كما قلت من قبل هذه تهمة مغفل نافع نرجسية وكاذبة. وقلت أيضًا اتهام الناس بأنهم أغبياء، دون أي دليل، لا يعدو أن يكون حالة صراخ هيستيري تفتقد الجدية المطلوبة في الحوار الوطني. فكيف تصف روائي ذو باع طويل (بركة ساكن) ومن قام بتدريس الفيزياء (محمد سليمان) أو اللغويات (عشاري) أو الفلكور والتاريخ (محمد جلال) والتاريخ والثقافة (عبد الله علي إبراهيم) في الجامعات السودانية والغربية بأنه مغفل؟ وشتان ما بين نقد وتفنيد أراء أي مشارك في الحوار العام وإثبات خطلها وبين شتمه بانه مغفل وهذه بروبغاندا وبلطجة فكرية، ثقافية لا تليق بمعلق جاد. ولا يخطر ببال الأستاذة أبدا أن تطبقمنهجيتها الفكرية علي نفسها أبدا لتسأل روحها إن كانت “مغفلة نافعة للجنجويد”.

معتصم اقرع

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: التمویل الأجنبی

إقرأ أيضاً:

لماذا تنتصر الدولة السودانية

د. عمرو محمد عباس محجوب


لكي نستطيع فهم اي انتصار او هزيمة لأي قوى مقاومة لابد ان ننظر لعوامل مفتاحية تشكل أساس هذا النصر. اول هذه العوامل لاي مشروع مهما كان تقدمياً او انسانيا إذا لم يبن على أساس شعبي قادر على تحمل تضحيات وتبعات هذا المشروع فإنه يحمل جذور فنائه وانكساره. وثاني العوامل ان هذا الأساس، وهو قائم على فكرة ليست دينية او طائفية او جهوية لكن افكار وطنية موحدة لمختلف قطاعات الشعب، يجب ان تكون متجذرة داخل البنى الاجتماعية جميعها ولها امتدادات متنوعة ومتشعبة وعابرة لكل الطوائف والأفكار السياسية.


نشأة ميليشيات الجنجويد في مطلع الألفية، كانت بدعم مباشر من حكومة البشير، بغرض ضرب الحركات المتمردة في دارفور. تسليح هذه الميليشيات ومنحها حصانة قضائية أسس لمعادلة خطيرة: الدولة تستخدم العنف الأهلي لتفكيك المعارضة، لكنها في ذات الوقت تضع بذور تمرد جهوي مستقبلي.


مع سقوط نظام البشير عام 2019 وظهور حكومة مدنية انتقالية لم ينهيا دور الجنجويد. بالعكس، تم دمجهم في المشهد السياسي عبر اتفاقيات هشة (مسار السلام)، بل وأصبحوا قوة شبه دولة ونشأ تناقض حاد: قوى الثورة كانت تطالب بإزالة بنية الدولة القمعية (الجيش للثكنات والجنجويد ينحل)، بينما الجنجويد ازدادوا قوة وسط تردد الدولة وضعف مؤسساتها.


الأسباب الاجتماعية التي شجعت انتصار الجيش السوداني تتعلق ببنية المجتمع السوداني وتفاعله مع الحرب.


اولا: الرفض الشعبي المتزايد لقوات الدعم السريع لاستمرار الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين (قتل، اغتصاب، نهب) في كافة مناطق الوطن، أدى إلى فقدان الدعم الشعبي والاجتماعي للجنجويد. وتحول كثير من القبائل والمجتمعات المحلية التي كانت مترددة أو متحالفة مع الدعم السريع إلى معارضة نشطة، مما سهّل اختراق هذه المناطق. كما ان وجود حاضنة شعبية في مناطق الشمال والشرق استمرت في دعم الجيش، مما وفر له قاعدة اجتماعية صلبة.


ثانيا: الجيش السوداني، رغم مشاكله التاريخية الطويلة، يُنظر إليه من قبل قطاعات واسعة كرمز لوحدة الدولة السودانية والمؤسسة الحافظة لوحدة أراضي البلاد.
ثالثا: في الدور القبلي والمناطقي لعبت بعض القبائل الكبرى في دارفور وكردفان، التي عانت من تجاوزات الجنجويد، ووفرت معلومات ولوجستيات مهمة للجيش، وظهرت تحالفات قبلية جديدة مع الجيش، خصوصاً عندما بدا واضحاً أن الجنجويد بات يهدد بنية الدولة والمجتمع.


رابعا: نجاح استثمار الجيش في الخطاب الوطني مثل خطاب “الحفاظ على وحدة السودان” و”استعادة الدولة من مليشيات خارجة عن القانون”، مما جلب تعاطفاً اجتماعياً. وتركيز الإعلام المرتبط بالجيش على دور القوات المسلحة كحامي للوطن، في مواجهة “المرتزقة” أو “المتمردين” من الجنجويد.


خامسا: بعد شهور طويلة من الحرب، أصبح المجتمع المدني مرهقاً ومستنزفاً، مما جعله يبحث عن طرف قادر على فرض النظام ووقف القتال والجيش – بفضل بنيته النظامية – بدا أكثر قدرة على فرض الاستقرار مقارنة بالجنجويد الذي اعتمد على العنف والنهب.


لذلك فان نتيجة هذه الأسباب المتعددة أدت لتقاطع الحاضنة الوطنية مع الضغط الاجتماعي والقبلي والرفض الشعبي الشامل مما أضعف الجنجويد وسهّل للجيش استعادة السيطرة. كما ساعدت عدة تكوينات في الفضاء السياسي في لعب أدوار مهمة وحاسمة في تأييد عمليات الجيش ضد المليشيا واهمها أفراد وجماعات الطبقة الوسطى النشيطة التي استطاعت محاصرة الجنجويد وكل مسانديها من تحورات تقدم وصمود وتأسيس والمتعاونين والمتعاونات كما ساهمت النقابات المختلفة والتنظيمات الفئوية وجماعات الشباب والنساء المنضوية في مكونات لجان الطواريء ولجان القرى والمدن والمستنفرين.


يستحق المستنفرين وتكوينات الجماعات والقرى ولجان المقاومات المحلية الذين التحقوا اما بالجيش او المشتركة او كونوا مجموعات مسلحة في القرى والمدن واهمها تجربة الفاشر ، تناولا خاصا ومميزا لأنها شكلت رفع السلاح الشعبي في الدفاع عن الأرض والعرض ربما لأول مرة منذ اكثر من قرن.


عندما اندلع القتال بين الجيش السوداني والجنجويد، انكشفت حقيقة الصراع: الجنجويد ليسوا مجرد ميليشيا بل جيش موازٍ طامع في الحكم. توسع رقعة الانتهاكات بحق المدنيين، خصوصاً في غرب السودان والخرطوم والجزيرة، دفع الأهالي إلى تنظيم أنفسهم.


تميزت هذه التجربة الكبرى بانها تعبر عن حالة الغضب الشعبي العميق بعد الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها الجنجويد بحق المدنيين، لذلك أصبح حمل السلاح دفاعاً عن النفس مسألة حياة أو موت بالنسبة للعديد من المجتمعات المحلية.
وادّت لظهور مقاومة شعبية مسلحة من الحركات المحلية التي بدأت تنظم نفسها في شكل لجان مقاومة مسلحة أو كتائب دفاعية تشير إلى أن السلاح لم يعد حكراً على الدولة أو المليشيات، بل أصبح وسيلة للبقاء. واتخذت بعدا رمزيا ان السلاح هنا ليس مجرد أداة مادية، بل هو تعبير عن إرادة الشعب في رفض الإبادة والهيمنة، والبحث عن العدالة والكرامة.

 

مقالات مشابهة

  • المالية والإسكوا يتفقان على تشكيل فريق عمل لدعم التمويل الأصغر والمشروعات الصغيرة والمتوسطة
  • الأهلي يواجه فاركو في موقعة الحسم.. ونقطة واحدة تفصله عن التتويج بالدوري
  • برلماني: الاستثمار الأجنبي المباشر بديل إستراتيجي للديون
  • موقعة حسم الدوري.. تعرف على تاريخ مواجهات الأهلي أمام فاركو قبل مباراة الغد
  • خالد أبو بكر: الأولوية في طرح ممتلكات الأوقاف يجب أن تكون للاستثمار الأجنبي
  • بلغت 55.6 مليار.. بيجيدي يتصدر قائمة الأحزاب السياسية التي لم تبرر بالوثائق مصادر التمويل
  • خبيرة مصرفية: خفض الفائدة خطوة داعمة للنمو وتقليل تكاليف التمويل على القطاعات الإنتاجية
  • ضبط قضايا اتجار غير مشروع بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة
  • لماذا تنتصر الدولة السودانية
  • حمدان بن محمد: علاقتنا مع عمان رسمتها الجغرافيا والتاريخ والأخوة المتجذرة