تدشين فعاليات الذكرى السنوية للشهيد القائد في العاصمة وعدد من المحافظات
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
الثورة /صفاء عايض/ سبأ
أحيت الهيئة العامة للأوقاف أمس بصنعاء الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي تحت شعار “دمك الطاهر ينتصر للأقصى”.
وفي الفعالية التي حضرها رئيس الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار الدكتور منير القاضي، اعتبر رئيس الهيئة العامة للأوقاف العلامة عبدالمجيد الحوثي ذكرى الشهيد القائد محطة تاريخية غيرّت مجرى تاريخ الشعب اليمني.
وأشار إلى أن الحديث عن الشهيد القائد، حديث عن رجل له مواقفه مشرفة لا يستطيع أحد القيام بها للنهوض بواقع الأمة.
وقال “فكر الشهيد القائد تمحور في ثلاثة محاور “الثقة بالله وإعادة الناس إلى القيم الإسلامية وربط الناس بالقرآن الكريم باعتباره دستوراً شاملاً لكل مجالات الحياة والارتباط بأعلام الهدى وهو ما أوصى به الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم».
وتطرّق العلامة الحوثي إلى جوانب من شخصية الشهيد القائد ونظرته الثاقبة لواقع الأمة التي تتجلى يوماً بعد يوم في هذا الوقت.
وأضاف “لقد رأى الشهيد القائد تخاذل الناس وثقافة الخضوع التي يعيشونها، فعمل بروح المسؤولية على مواجهة الباطل والأفكار المضللة بعد أن قيّم المشاكل والصعوبات التي تعاني منها الأمة ووضع لها حلولاً جذرية مرتكزة على ما جاء في القرآن الكريم».
وأوضح رئيس هيئة الأوقاف، أن ثورة الشهيد القائد ومشروعه القرآن كان نتيجة بحث استمر عشرات الأعوام لإخراج الأمة من حالة الذل والهوان إلى العزة والكرامة.
وذكر أن ما ينعم به اليمن من عزة وكرامة ومواقف مشرفة ترفع رأس كل يمني هو نتيجة طبيعية لوجود قائد يتبع القول بالفعل.
من جانبه أوضح نائب رئيس قطاع التعليم والثقافة والإعلام يحيى المحطوري أن ما حدث للشهيد القائد كانت جريمة شنيعة.
واعتبر إحياء ذكرى الشهيد القائد، محطة لاستلهام الدروس من حياته ومواقفه وجهاده في مواجهة الطغاة والظالمين وقوى الهيمنة والاستكبار العالمي.
وبيّن المحطوري، أن مشروع الشهيد القائد ارتبط بكل مجالات الحياة وبالواقع الذي تعيشه الأمة حالياً .. معتبراً هذا المشروع، تنويرياً لاستنهاض الأمة وتصحيح مسارها، وتعزيز ارتباطها بالقرآن الكريم والمنهج الرباني.
ولفت إلى أهمية إحياء ذكرى الشهيد القائد لاستلهام القيم والمبادئ من سيرته ومواقفه وتضحياته في إحياء الأمة، خاصة في ظل الهجمة الشرسة التي يشنها العدو الصهيوني المدعوم أمريكياً وأوروبياً، على فلسطين المحتلة.
بدوره أشار وكيل الهيئة العامة للأوقاف الدكتور عبدالله القدمي، إلى أن إحياء الذكرى السنوية للشهيد القائد مرتبط بدماء الشهداء وبعطائهم وتضحياتهم وكان أولها دم الشهيد حسين بدر الدين الحوثي.
واستعرض محطات من حياة ومسيرة الشهيد القائد التي أثمرت تحولاً للمسيرة القرآنية إلى العالمية وانتشار الشعار الذي أطلقه الشهيد حسين الحوثي في كل أصقاع الأرض وما تركه من أثر على الساحة الوطنية والإسلامية.
وأكد الوكيل القدمي أن الشهيد القائد لم يتوانى رغم التحديات التي واجهها، مبيناً أن الأحداث التي تمر بها الأمة حالياً تؤكد صحة النهج القرآني، والمشروع الجهادي الذي سار عليه الشهيد القائد.
وأُلقيت في الفعالية كلمتان من مدير مكتب الأوقاف بمحافظة الحديدة فيصل الهطفي والناشط محمد العابد، أشارتا إلى أهمية إحياء هذه الذكرى للتزود من المبادئ والقيم المحمدية والأخلاق الإيمانية، التي ضحّى من أجلها الشهيد القائد.
وتطرقتا إلى الوضع الذي عاشه اليمن، منذ عقود طويلة، تحت الوصاية والهيمنة الأمريكية، ودور المشروع القرآني في تحرير الأمة من قوى الطغيان والاستكبار.
وشدد الهطفي والعابد على أهمية التذكير بدور الشهيد القائد في مواجهة قوى الهيمنة، والاستكبار العالمي، وتضحياته وما تميز به من صفات قيادية وشجاعة وعزيمة في مواجهة الطغاة والمستكبرين.
تخلل الفعالية التي حضرها نائب رئيس الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار الدكتور عبدالعزيز الحوري، فقرات انشادية عبرت عن أهمية الذكرى.
ودشنت في محافظة ذمار أمس، فعاليات الذكرى السنوية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، بفعالية خطابية.
وفي الفعالية، أكد محافظ ذمار محمد ناصر البخيتي، عظمة المشروع الذي جاء به الشهيد القائد لمقارعة طغاة العصر أمريكا وإسرائيل .. لافتا إلى أن الشهيد القائد أطلق الشرارة الأولى لانتشال وضع الأمة مما تعانيه من حالة خضوع وامتهان.
وفي الفعالية التي حضرها عضو مجلس الشورى صالح بينون ورئيس محكمة استئناف المحافظة القاضي إبراهيم الظرافي ورئيس جامعة ذمار الدكتور محمد الحيفي وقيادات محلية وتنفيذية وعسكرية وأمنية، أشار المحافظ البخيتي، إلى أهمية معرفة الشهيد القائد وما قاله وما قد تحقق حرفيا مما تحدث عنه خلال خطبه ومحاضراته ومنها ما اتضح اليوم جلياً بأن أمريكا مجرد “قشة”.
وبين أن المشروع القرآني الذي أطلقه الشهيد القائد لم يكن البعض يعي أهميته ومكانته إلا بعد ما بدأت أمريكا تدعم الحرب على هذا المشروع.
وشدد محافظ ذمار على أهمية الوفاء للشهيد القائد، ومشروعه في مواجهة الصمت والجمود والخضوع للمستكبرين .. لافتاً إلى أن الشهيد القائد منذ نشأته حتى استشهاده كان عنواناً لقضية عادلة ومؤسساً لمشروع يلامس الجوانب الإيمانية والجهادية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية بأركانها المختلفة.
كما أكد أن الشهيد القائد كان قد بدأ في طرق أهم الأبواب، وهو جانب الوعي الذي يعد من أهم الجبهات التي لا تقل أهمية عن الجبهة العسكرية.
واستعرض المحافظ البخيتي، صورة الشعب اليمني اليوم أمام المجتمع الدولي بعد موقفه المشرف في مساندة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع المجازر من قبل الكيان الصهيوني، وتولدت لدى شعوب الأمة قناعة بأن السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي هو من يمثل الأمة ويلبي تطلعاتها ومن أعاد لها مكانتها في وقت تتسابق فيه الأنظمة العربية والإسلامية للتطبيع والصمت إزاء ما يرتكب من مجازر بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأُلقيت كلمتان من مدير مكتب الإرشاد عبد الله مشرح، وعضو رابطة علماء اليمن العلامة إسماعيل الوشلي، أشارتا إلى أهمية استلهام الدروس من سيرة الشهيد القائد وشجاعته وحرصه على تبصير الأمة بالمخططات التي يحيكها الأعداء.
وأفادا بأن الشهيد القائد تميز بالكثير من الصفات القيادية والحكمة والحرص على استنهاض الأمة لصنع التحولات والمتغيرات والتصدي للمشروع الأمريكي للهيمنة على المنطقة.
واستعرض مشرح والوشلي، محطات من حياة الشهيد القائد وتحركه خلال تلك المرحلة الحساسة التي اتجهت فيها أمريكا لإخضاع دول العالم والسيطرة المباشرة عليها، وتحركه بالمشروع القرآني لمواجهة الأعداء وإفشال مخططاتهم الاستعمارية.
كما دُشنت بمحافظة عمران فعاليات الذكرى السنوية للشهيد القائد بفعالية ثقافية نظمتها شعبة التعبئة العامة ومكتبا هيئة الأوقاف والإرشاد تحت شعار “شهيد القران».
وفي الفعالية التي حضرها مسؤول شعبة التعبئة العامة بالمحافظة سجاد حمزة، اعتبر مديرا مكتبي الأوقاف عبدالله البحيري والإرشاد عيضة الزراحي، هذه الذكرى محطة سنوية لاستلهام المجد والمعنويات وفرصة لشحذ الهمم في سبيل مواصلة الصمود والثبات ومواجهة دول الاستكبار العالمي.
واستعرضا جانباً من فضائل الشهيد القائد ومناقبه وما اتصف به من علم وشجاعة ورؤية صائبة للأحداث ومشروعه القرآني التنويري الذي كشف مؤامرات أمريكا والعدو الصهيوني وحلفائهم لاحتلال الأوطان وتركيع الشعوب ونهب الثروات.
ولفت البحيري والرازحي إلى أهمية التمسك بالمشروع القرآني لمواجهة قوى الكفر والطغيان وعلى رأسهم أمريكا وربيبتها إسرائيل التي ترتكب أبشع الجرائم بحق أبناء غزة والشعب الفلسطيني.
فيما تطرّق عضو رابطة علماء اليمن العلامة محمد الماخذي، إلى دور الشهيد القائد في وضع الحلول لمواجهة الأخطار والتحديات العالمية وإطلاق المشروع التنويري القرآني لتحصين الأمة من مؤامرات الأعداء وتعزيز عوامل الصمود والثبات وشعار البراءة من أمريكا وإسرائيل كسلاح وموقف في مواجهة العدو.
وأكد أهمية التزود بالقيم والمبادئ والأخلاق الإيمانية والقرآنية واستلهام الدروس من تضحيات الشهيد القائد والتمسك بكافة القيم التي ضحى من أجلها.. مشيرا إلى أهمية المشروع القرآني للشهيد القائد في مواجهة الطغاة والثبات في مواجهة التحديات والوقوف ببسالة أمام الصلف الأمريكي والبريطاني والصهيوني في المنطقة.
وحث العلامة الماخذي الجميع على استمرار دعم القضية الفلسطينية، ومقاطعة البضائع الإسرائيلية والداعمة للكيان الصهيوني.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
العودة إلى نهج الولاية أو السقوط في مستنقع التبعية .. قراءة في خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في ذكرى يوم الولاية (تفاصيل)
يمانيون / تحليل / خاص
في خطابه بمناسبة الذكرى السنوية ليوم الولاية، قدّم السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، رؤية عميقة ومتماسكة تربط بين العقيدة الإسلامية ومجريات الواقع السياسي، مستعرضًا الأبعاد الدينية والفكرية والاجتماعية لمبدأ الولاية، ومسلطًا الضوء على التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، لاسيما في ظل تصاعد الصراع مع المشروع الصهيوني والتحالفات الغربية.
ولاية الله ورسوله وأثرها على هوية الأمة
أكد السيد القائد أن إحياء يوم الولاية ليس طقسًا طائفيًا أو مناسبة رمزية فحسب، بل هو إعلان ولاء لله ورسوله وأوليائه، وإحياء لمبدأ قرآني أصيل يُعدّ ركيزة في بناء الهوية الإيمانية للأمة. وتحدث عن هذا اليوم بوصفه شهادةً بكمال الدين، وامتدادًا لمسؤولية الأمة في التمسك بالقيادة الربانية. في هذا السياق، يُربط مفهوم الولاية بالعقيدة، والانتماء، والطاعة، والتزكية، لا باعتباره شأناً تاريخيًا منعزلاً، بل أمرًا حاضرًا تتفرع منه مسؤوليات سياسية وأخلاقية ومصيرية.
مواجهة الولاية للطاغوت والهيمنة الأجنبية
يحمل خطاب السيد القائد نقدًا حادًا وواضحًا لمسألة “التولي لليهود والنصارى”، مؤكدًا أن هذه العلاقة، التي قد تتجلى في صورة تعاون سياسي أو اقتصادي أو عسكري، تشكل انحرافًا عن الانتماء الإيماني الأصيل، وتمثل خطورة على الأمة، لأنها تنزع عنها استقلالها وكرامتها، وتحولها إلى أداة في خدمة أعدائها.
السيد القائد شدد على أن الوعي الإيماني الغائب عن كثير من المجتمعات هو ما يجعلها تقبل بالخضوع للهيمنة الأجنبية، موجهًا تحذيرًا واضحًا من “حركة النفاق” التي تنشط داخل الأمة لتبرير التبعية للغرب والكيان الصهيوني تحت شعارات مضللة.
قراءة في الواقع الإقليمي
ربط السيد القائد بين البعد العقائدي للصراع ومجرياته الميدانية، لا سيما في فلسطين وغزة. حيث أكد أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية في غزة هو التعبير الأقصى عن ظلم الطاغوت الصهيوني، وأن المعركة ليست فقط على الأرض، بل أيضًا معركة هوية وثقافة وارتباط بالقيم القرآنية.
وفي سياق متصل، توقف عند العدوان الإسرائيلي الأخير على الجمهورية الإسلامية في إيران، معتبرًا أنه يمثل عدوانًا على محور المقاومة بأكمله، لا على إيران وحدها. واعتبر الموقف الشعبي والسياسي الداعم لإيران خطوة إيجابية، داعيًا إلى موقف موحد لا يخضع لإملاءات أمريكية أو غربية.
الصراع على الهوية والوعي
من أبرز محاور الخطاب، تحذير السيد القائد من محاولة الأعداء إعادة تشكيل وعي الأمة ووجهتها عبر الإعلام والسياسة والثقافة. حيث أكد أن الغرب يسعى لتجريد المسلمين من عناوينهم الدينية والإيمانية، ليجعلهم يتحركون تحت لافتات “حقوقية” و”سياسية” فارغة، في حين يواصل هو توظيف الدين – زورًا – في معاركه.
وبهذا السياق، دعا السيد القائد إلى التمسك بالولاية كدرعٍ يحمي الأمة من الذوبان والانهيار، وإلى اعتماد القرآن كمصدر أول لفهم الواقع وتحديد المواقف، بعيدًا عن التضليل الإعلامي والخداع السياسي الذي يمارسه العدو.
خطاب يحمل أبعادًا استراتيجية
يأتي خطاب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في لحظة حرجة من تاريخ الأمة الإسلامية، حيث تتكالب عليها مشاريع الاحتلال والتطبيع والتفكيك. الخطاب يتجاوز الأسلوب التحريضي أو التعبوي المعتاد في المناسبات الدينية، ليشكل رؤية استراتيجية شاملة تدمج الإيمان بالعمل السياسي، وتحول الولاية من مبدأ ديني إلى أداة مقاومة ومشروع نهضوي جامع.
السيد القائد يرسم خط تماس واضح بين الأمة وأعدائها، ويطالبها بوضوح بأن تختار: إما طريق الاستقلال والكرامة الإيمانية، أو طريق الخضوع والانهيار تحت أقدام الطغاة. وفي هذا المفترق التاريخي، تتجلى أهمية أن تكون العقيدة مرجعية الموقف، لا المصالح السياسية الضيقة.