كيف كانت هيئة النبي والأنبياء قبله ليلة الإسراء والمعراج؟.. أسرار يغفل عنها
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
كيف كانت هيئة النبي والأنبياء قبله ليلة الإسراء والمعراج؟ سؤال يشغل ذهن الكثيرين بالتزامن مع اقتراب ليلة الإسراء والمعراج، والتي تحين مع غروب شمس الأربعاء المقبل وحتى فجر الخميس 8 فبراير الجاري 27 رجب 1445 هجريا.
كيف كانت هيئة النبي والأنبياء قبله ليلة الإسراء والمعراج؟وقال الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، قد ثبتت رؤية النبي صلى الله عليه وسلم للأنبياء ليلة الإسراء والمعراج على النحو التالي:
أولا: رأى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيدنا موسى عليه السلام وهو قائم يصلي في قبره، ورد عند مسلم في صحيحه ومررت على موسى عليه السلام وهو قائم يصلى في قبره.
ثانيا: التقى النبي صلى الله عليه وسلم الأنبياء جميعا في بيت المقدس وصلى بهم إماما كما صح الحديث بذلك
ثالثا: التقى النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأنبياء في السماوات العلا وذلك على النحو التالي .
في الأولى آدم، وفي الثانية ابني الخالة عيسى ويحيي عليهما السلام ، وفي الثالثة يوسف عليه السلام ، في الرابعة إدريس عليه السلام قال النبي صلى الله عليه وسلم( ورفعناه مكانا عليا ) ، وفي الخامسة هارون عليه السلام ... وفي السادسة موسى عليه السلام وفي السابعة إبراهيم عليه السلام مسندا ظهره إلى البيت المعمور .. ورد هذا في بعض روايات الصحيح .. وقد كانت رؤيته صلى الله عليه وسلم لهم جميعا عليهم السلام بأرواحهم ماعدا عيسى عليه السلام الذي كان بروحه وجسده لأنه رفع إلى السماء بروحه وجسده .. هذا وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم بروحه وجسده .. هذا هو الصحيح والمشهور والراجح في ذلك الموضوع .. والأمر كله قائم على المعجزة والإعجاز لهذا قال تعالى في أول سورة الإسراء (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله).
وشدد في جواب سائل يقول : عندما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم صلى بالأنبياء في بيت المقدس فهل بعث الأنبياء بأرواحهم وأجسادهم لهذه الصلاة، وكذلك التقاء النبي صلي الله عليه وسلم ببعض الأنبياء عندما عرج به إلى السموات أكانوا بأجسامهم وأرواحهم؟، كانت هذه الرحلة رحلة تكريم وتشريف للنبي صلى الله عليه وسلم وتسلية له عما أصابه من حزن لموت عمه أبي طالب وزوجه السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها.
الإسراء من أبرز الخوارق التي أكرم الله تعالى بها نبيه محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم، ونظرًا لغرابة الحادث وخروجه عن المألوف المعتاد اختلف موقف الناس منه قديمًا وحديثًا:
- فذهب جمهور المسلمين إلى أن الإسراء بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى كان بجسده وفي اليقظة.
- وذهبت طائفة إلى أنه كان بالروح ولم يفارق شخصه مضجعه؛ لأنها كانت رؤيا رأى فيها الحقائق، ورؤيا الأنبياء حق، ونقل هذا عن معاوية وعائشة والحسن وابن إسحاق رضوان الله عليهم.
- وقالت طائفة أخرى: إن الإسراء كان يقظةً بالجسم إلى بيت المقدس وإلى السماء بالروح.
استند الجمهور إلى قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1]؛ إذ لو كان منامًا لقال الله تعالى: سبحان الذي أسرى بروحِ عبده، ولم يقل: بِعَبْدِهِ.
ولمَّا كانت فيه آية ومعجزة، ولمَّا قالت أم هانئ رضي الله عنها للرسول صلى الله عليه وآله وسلم حينما أخبرها به: لا تحدث الناس فيكذبوك، فقال لها الرسول: «وَإِنْ كَذَّبُونِي»، فخرج فجلس إليه أبو جهل، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحديث الإسراء، فقال أبو جهل: يا معشر بني كعب بن لؤيٍّ هَلُمّ. فحدثه، فمِن بين مصفقٍ وواضعٍ يده على رأسه تعجبًا وإنكارًا، وارتدّ ناسٌ ممن كان آمن، وسعى رجالٌ إلى أبي بكر رضي الله عنه، فقال: "إن كان قال ذلك لقد صدق". قالوا: أتصدقه على ذلك؟ قال: "إني لأصدقه على أبعد من ذلك"؛ ولذلك سمي الصديق.
الرد على أدلة القائلون بأن رحلة الإسراء كانت بالروح فقطأصبح القائلون بأن الإسراء كان بالروح فقط بقول الله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ﴾ [الإسراء: 60]، وهذا القول مردودٌ بأن هذه الآية نزلت عام الحديبية؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم رأى في هذا العام أنه هو وأصحابه دخلوا مكة، فلما صدَّهم المشركون عن الدخول وتم صُلح الحديبية فُتن بعضهم، وردَّ عليهم القرآن بقوله تعالى: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ [الفتح: 27]. وقيل: إن الآية نزلت في قصة بدر؛ لقوله تعالى: ﴿إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ﴾ [الأنفال: 43]؛ وبذلك لا يكون للاستدلال بالآية حجةٌ صحيحةٌ لهم.
ومما احتجُّوا به أيضًا ما حكي عن السيدة عائشة رضي الله عنها: "ما فقدتُ جسد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"، وفي رواية: ما فُقِد جسد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم" ببناء الفعل للمجهول، وهذا الحديث قد ضعف بما في متنه من العلة القادحة، وبأن في سنده محمد بن إسحاق، وقد ضعفه مالكٌ وغيره، وبأن الأحاديث الأخرى الواردة في الإسراء أَثْبَتُ من هذا الحديث.
كما احتجوا أيضًا بحديث الإسراء المروي عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والذي بدأه بقوله: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ» إلى آخر ما جاء به البخاري في "صحيحه"، ورُدَّ عليهم بأن المراد منه: أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حينما جاءه الملك كان نائمًا فأيقظه.
وقد أفاض في شرح هذا الخلاف وفي بيان أنه لا خلاف بين المسلمين في حصول الإسراء، وإنما كان الخلاف بينهم؛ هل كان بالروح أم بالجسد؟ أفاض في شرح هذا كله القاضي عياض في كتاب "الشفاء" (1/ 189، ط. دار الفكر)؛ حيث قال ما نصه -بعد شرح الخلاف وبيان حجة كل فريق-: [والحق من هذا والصحيح: أنه إسراءٌ بالجسد والروح في القصة كلها] اهـ؛ أي: في قصة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى والسماوات.
وشددت الإفتاء: نحن نميل إلى ما رآه الجمهور، وإن كان القول بأن الإسراء كان بالروح لا يخرجه عن أن يكون معجزةً أيَّد اللهُ بها رسولَهُ صلى الله عليه وآله وسلم، وثَبَتَ صِدقُهُ في كل ما أخبر به مما رآه فيما بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وفيما وصف به ما رآه في المسجد الأقصى مع أنه لم يكن رآه قبل إسرائه، ونرى أنه لا داعي لإثارة مثل هذا الخلاف بين المسلمين؛ إذ لا ينشأ عنه إلا إثارة فتنةٍ قد تؤدي إلى حصول الشقاق بينهم في مسألة اتفق المسلمون فيها على حصول الإسراء، ويكفي المسلم أن يؤمن بما صرح به القرآن الكريم وأيَّدته الأحاديث الصحيحة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإسراء رحلة الإسراء ليلة الإسراء والمعراج ه صلى الله علیه وآله وسلم النبی صلى الله علیه وسلم لیلة الإسراء والمعراج المسجد الأقصى المسجد الحرام علیه السلام الإسراء کان الله تعالى رضی الله وسلم ب
إقرأ أيضاً:
دعاء زيارة المسجد النبوي.. ما يستحب للزائر فعله وقوله عند قبر الرسول
دعاء زيارة المسجد النبوي ففيه يقف الحاج أمام قبر الرسول داخل المسجد النبوي وهو ثاني مسجد من المساجد التي تشد إليها الرحال خاصة بعد أداء مناسك الحج في مكة، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفن به يوم الإثنين في العام الحادي عشر للهجرة، عندما كان في بيت السيدة عائشة بنت أبي بكر في السطور التالية نتعرف على أفضل صيغ دعاء زيارة المسجد النبوي.
المقبل على الحج.. خطيب المسجد النبوي: ينبغي معرفة 3 أمور ولا عذر لأحد
تعلموا مناسك الحج .. خطيب المسجد النبوي: الله لا يعبد بالهوى بل بالعلم
خطيب المسجد النبوي: أعظم ما يقرب العبد من ربه أداء الفرائض
الدكتور يسري جبر: الصلاة الواحدة في المسجد النبوي بـ مائتي ألف
ومن أفضل الأدعية التي يقولها الحاج بعد الانتهاء من مناسك الحج والذهاب إلى المسجد النبوي هو دعاء زيارة المسجد النبوي بأكثر من صيغة مستجابة ومنها:
السلاَمُ عليكَ يا رسولَ الله، السلاَم عليك يا نبيَّ الله، السلاَم عليكَ يا خِيرةَ الله، السلامُ عليكَ يا خَيْرَ خَلْقِ الله، السلاَمُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ الله، السلامُ عَلَيْكَ يا نذير، السلامَ عليك يا بشيرُ، السلامُ عليكَ يا طُهْرُ، السلامُ عليك يا طاهِرُ، السلامُ عليكَ يا نبيَّ الرحمةِ، السلامُ عليك يا نبي الأَمَّةِ.
السلامُ عليك يا أبا الْقَاسِمِ، السلاَمُ عليكَ يا رَسُولَ رب العالمينَ، السلامُ عليك يا سيدَ المُرْسَلينَ ويا خاتَم النَّبيين، السلامُ عليكَ يا خيرَ الخَلائِقِ أجْمَعينَ، السلامُ عليك يا قائد الغُر المُحَجَّلينَ، السَّلامُ عليكَ وَعَلى آلِكَ وأهْلِ بَيْتِكَ وأزواجِكَ وذُريتِكَ وأصحابِكَ أجمعين.
السلاَمُ عليكَ وَعَلى سائِرِ الأنبياءِ وجميع عِبادِ الله الصَالحينَ، جَزَاكَ الله يا رَسُولَ الله عَنَّا أَفضَل مَا جَزَى نَبيًا وَرَسُولًا عَنْ أُمَتِهِ، وصلى الله عليك كُلَّمَا ذَكَرَكَ ذاكر وغفل عَنْ ذكرِكَ غَافِل، أفْضَلَ وَأكْمَلَ وأطْيَبَ مَا صَلَّى على أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ أجْمَعِينَ.
أشْهَدُ أنْ لاَ إِلهَ إِلا الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّكَ عَبْدُهُ ورسوله وَخِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، وأشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ الرسَالة وَأدّيْتَ الأمَانَةَ وَنَصْحَتَ الأَمةَ وَجَاهَدْت في الله حَقَّ جهَادِهِ، اللَّهُمَّ وآتِهِ الوَسيلَةَ والفضيلَة وابعثهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الذي وَعَدْتَهُ، وآتَهِ نِهَايةَ ما ينبغي أَنْ يَسْأَلهُ السَّائِلُونَ.
دعاء زيارة المسجد النبوي مكتوبوأفضل ما يقوله الإنسان عند زيارة المسجد النبوي هو الأدعية المأثورة عن الصالحين عند زيارتهم للمسجد النبوي ومنها ما يلي:
اللَّهُمَّ صلِّ على محمد عَبْدِكَ وَرَسُولكَ النَّبيّ الأُمّي وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وأَزْوَاجِهِ وذريته كما صَلّيت على إبْرَاهِيِمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيم وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّد النَّبِيّ الأمَّي وعَلَى آل مُحَمَّدٍ وَأزْوَاجِهِ وذُرِّيَتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيم وَعَلى آلِ إبراهيم فِي الْعَالِمينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مجِيد.
السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم.
ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب رب اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب و سبحان ربك رب العزة عما يصفون، الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله.
دعاء دخول المسجد النبوييستحب للمسلم إذا أراد الحضور المسجد النبوي أن يفعل ما يأتي: أن يتنظف ويتطهر ويتطيب ويتجنب الحضور بروائح كريهة، وأن يقدم رجله اليمنى عند الدخول ويقول «بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك».
ويشرع للمسلم أن يصلي ركعتين تحية المسجد النبوي ، وإن صلاهما في الروضة الشريفة فهو أفضل لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ» متفق عليه .
آداب زيارة قبر الرسولإذا أراد المسلم أن يزور قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد قدومه إلى المدينة المنورة بنية زيارة المسجد النبوي، فعليه أن يلتزم بالآداب الآتية:
يُستَحَب للمتوجه لزيارة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنْ يُكْثِرَ من الصلاةِ والسلام عليه في الطريق، ويسأل الله أن ينفعه بزيارته ويتقبلها منه. ينبغي على الزائر لقبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يُفَرِّغ قلبه من أمور الدنيا ويستشعر عَظَمة من هو في حضرته وزيارته، ثم يُسلم عليه، ولا يرفع صوته.
يُستَحَب للزائر لقبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يستقبل القبر ويبتعد عنه قليلًا، ويستدبر القِبلة. لا يجوز لزائر القبر أن يتمسّح بالمنبر ولا بالحجرة النبوية التي فيها قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا أن يطوف بها أو يُقبِّلها، لأن هذا عمل منكر وبدعة.
لا يجوز لزائر القبر أن يطلب من الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا من غيره أن يُفَرِّج عنه كُرَبَهُ، أو أن يقضي له حوائجه، أو يشفي مريضه، أو يُشفعه في الآخرة، أو نحو ذلك، لأن طلب ذلك من الأموات من الشرك الأكبر المُخْرِج من الملة، فلا يُسأَل ولا يُطلَب ذلك إلا من الله سبحانه.
لا يجوز لزائر قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُطيل القيام عنده، ولا أن يتحرى الدعاء عنده، وإذا دعا فعليه أن يستقبل القبلة وليس القبر.
لا ينبغي للمسلم زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- كلما دخل إلى المسجد وخرج منه، أو بعد كل صلاة، لأن ذلك يعتبر من البدع المحدثة التي لم يكن عليها عمل السلف الصالح.
لا ينبغي لزائر القبر النبوي أن يذهب فقط لأجل الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الصلاة والسلام عليه تصله من البعيد كما تصله من القريب كما ثبت في الأحاديث الصحيحة، وهي مشروعة في كثير من المواضع؛ كالدخول والخروج من المسجد، وعند سماع الأذان، وفي كل صلاة، وذلك دلالة على عظيم شأن النبي -صلى الله عليه وسلم- وارتفاع منزلته عند ربه، حتى إنه جعل كل صلاة عليه بأجر عشر صلوات.
حكم زيارة النساء لقبر الرسولثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه حث على زيارة القبور في قوله: (زوروا القبورَ فإنها تُذكِّرُكم الآخرةَ)، وأنه كان يُعَلِّم أصحابه -رضوان الله عليهم- دعاء زيارة القبور وهو: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين"، و هذا الحث على زيارة القبور خاص بالرجال.
أما النساء فجمهور العلماء يقولون بكراهية زيارتهن للقبور، وذلك لأن النساء قد لا يتحمّلن المصائب لرقة قلوبهنّ، وهذا مظنّة جزعهنّ ورفع أصواتهنّ بالبكاء، يقول الحنابلة: "تُكْرَهُ زِيَارَةُ الْقُبُورِ لِلنِّسَاءِ.. فَإِنْ عَلِمَ أَنَّهُ يَقَعُ مِنْهُنَّ مُحَرَّمٌ، حَرُمَتْ زِيَارَتُهُنَّ الْقُبُورَ"، وقد ندَب الحنفية للمرأة أن تزور القبور للترحّم والعظة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّي كنتُ نهيتكم عنْ زيارة القبور، فزوروها، لُتذكّركم زيارتُها خيرًا)، ومن الجدير بالذكر أنالعلماء استثنوا من الكراهة أن تزور المرأة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقبور الأنبياء، لأن الأدلة من السنة على عموم ذلك.