قال الدكتور خالد منتصر، الكاتب والمفكر السياسي، إن العديد من الأشخاص يتساءلون عن سبب الحزن من الإعجاز العلمي، وعدم ترك الأشخاص لتصور ما بداخل الكتب المقدسة سواء القرآن أو الإنجيل أو التوراة من إعجاز علمي، كونه سيزيد من عدد المنتسبين للإسلام على سبيل المثال ويقوي إيمانهم.

إنكار الإعجاز العلمي في القرآن

وأضاف خلال حديثه عبر منصة «الوطن»، أن القرآن كتاب دين وهداية وليس كتاب يتعلق بالكيمياء أو الفيزياء أو الفسيولوجي، وإنكار الإعجاز العلمي في القرآن لا يعد كفرا أو إنكارا لما هو معلوم من الدين بالضرورة، فالقرآن غير مطلوب منه ولا ينبغي له أن يكون مرجعا في الطب أو رسالة دكتوراه في الجيولوجيا، متابعا: «الإعجاز العلمي في القرآن أو الأحاديث النبوية وهم واسترزاق للبعض باختصار يعد سبوبة لسماسمرة الإعجاز العلمي الكثيرين للغاية حالا».

وتابع أن عدم وجود إعجاز علمي لا ينتقص من قدر القرآن ككتاب مقدس وعظيم، وبه معجزة لكنه إعجاز الأفكار التي يتحدث عنها والقيم الجليلة التي بشر بها، والثورة التي صنعها كانت شرارتها الأولى العقل واحترامه وتبجيله، مشيرا إلى أن الإعجاز العلمي خطر على الدين والعلم بسبب الاختلاف بين منهجي العلم والدين وهذا ليس عيبا في أي منهما.

المقارنة بين العلم والدين

وأشار إلى أن المقارنة بين العلم والدين لا محل لها، ومحاولة صنع هذا «الأربيسك العلمي الديني» محكوم عليها بالفشل مقدما، موضحا أن العلم تساؤل دائم، بينما الدين يقين ثابت.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: خالد منتصر الدين العلم الإعجاز العلمي الإعجاز العلمی

إقرأ أيضاً:

قراءة في كتاب: “من أسرار الذِّئب”

أنجز الباحث: فيحان بن بجاد العتيبي كتابًا عن حيوان الذّئب الذي رافق العربي في حياة الصّحراء بعنوان: “من أسرار الذِّئب.”
وجاء الكتاب في 133 صفحة محتوية على موضوعات كثيرة أهمها: الذئب في القرآن والحديث النبوي، وفي سيرة من قبلنا، الذئب وشهادته بالرسالة، الذئب في الأمثال، الذكاء عند الذئب، عمر الذئب، طريقة سيره أثناء الليل والنهار، طريقة هجومه، الفرق بين الجُحر والزّرب، الذئب وأكل الإبل، طريقة ترصّده للفرائس، الاعتداء على الإنسان، الذئب وأكل الجن، وروده للماء، حال الذئب مع كلاب الصيد، الفرق بين الذئب والولبة، انتقام الذئب، هجرة الذئب، اعتقاد عرب الجاهلية فيه، قصص ومواقف مع الذئب.
واستهل الباحث كتابه بالآيات التي ورد ذكر الذئب فيها في القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى: (قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ، وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ)، وقوله تعالى: (قَالُوا لَبِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَسِرُونَ)، وكذلك قول الله: (قَالُوا يَأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ).
وأضاف أن لهذا المخلوق العجيب أسماء منها (الذئب، السبع، سرحان، أويس، مصاوط، الأمعط، أبا السمح، الريح) كما أن العرب تردّد اسمه في كثير من كلامهم على سبيل الإعجاب، ويعدون ذلك إجلالًا واحترامًا لمن يُطلق عليه اسم الذئب، ويسمّون به مواليدهم مثل: (ذئب وذؤيب وذياب وسرحان) أو يطلقون عبارة دون اسم فيقولون: (ذيبان أو يا ذيبان) وهكذا، ولا يعدون ذلك من باب التنقيص من مكانة الشخص، بل على عكس من ذلك.
وأشار أنَّ للذئب تصرفات غريبة في سيره وتنقله، وأكله، وهجومه وهروبه وجميع تحركاته، وهذه التصرفات التي يتميز بها الذئب عن سائر الحيوانات يصعب على الإنسان اكتشافها؛ لأنَّ الذئب ليس من الحيوانات الأليفة، ولا تظهر كثير من تصرفاته إلا عندما يكون حرًّا طليقًا، والبدو الذين يربون الماشية يعرفون عنه أشياء ويجهلون أخرى، ومثل هذه المعلومات شحيحة جدًا ولا تجدها إلا عند فئة قليلة من كبار السن فقط.
وبيّن الباحث أن في الذئب ذكاء يتفوق به على كثير من الحيوانات الأخرى، فهو يعرف كيف ومتى يحتال، وكيف ومتى يخدع غيره، ويعرف أن كانت المحاولة في الموقف الذي اتخذه ناجعة أم لا، وإن كانت عكس ذلك فإنه يبادر إلى ترك الموقع واللجوء إلى طريقة أخرى، ويتّضح له من بداية المحاولة معرفة الموقف هل هو في صالحه أم لا، أما تعامله مع الكلاب فعجيب أيما عجب وذلك أنه يعرف الجيد منها ويفرق بينه وبين الذي يتوارى من الذئب حين رؤيته وهذا النوع من الكلاب له علامات تدل عليه منها: كثرة النوم، وقلة النباح، إضافة إلى أكله من الفريسة التي خلّفها الذئب، ويحدث أصوات نباح مزعجة بعد أن يتأكد من ذهاب الذئب وابتعاده عن الموقع، وهذا النوع من الكلاب يعرفه الذئب ولا يخاف منه.
وجاء في الكتاب أنّ سير الذئب عادة ما يكون عكس اتجاه الرياح، ولا يمكن أن يتجه مع الريح قط إلا في حالات نادرة، وله عدة احتياطات يحرص على مراعاتها للحفاظ على حياته، فمثلًا إذا كانت الرياح شرقية, فهو يستقبل الرياح بطريقة مستقيمة، والانحراف إلى اتجاه آخر ليتحاشى انتقال الريح إلى عدوه الأول (الكلب)، وتحرك الذئب يكون سريعًا إذا كان من مكان إلى آخر، ولا يطيل الوقوف في مكان إلا إذا كان في انتظار فرصة الهجوم على القطيع المحروس، فإنه يبقى بعض الوقت.
وناقش الباحث أسباب تناقص أعداد الذِّئاب في بلادنا في السنوات الأخيرة وأرجعها إلى عدة أمور منها: “كثرة السيارات”، و “التَّمدُّد العمراني”، و “تعبيد الطُّرق”، و “الإنارة الزائدة التي ربما امتدت بين القرى”، و “تحويل بعض الجبال إلى متنزّهات”، وهذا مما أسهم في تناقص أعداد الذئاب، إلّا أن هناك جبالًا كبيرة ممتدة على مساحات شاسعة من الجزيرة العربية لا زالت توفر ملاذًا آمنًا للذئاب حيث تتنقل فيها بكامل حريتها، وتحصل من خلالها على مبتغاها من فرائسها ليلًا أو نهارًا مستغلة بذلك وعورة المكان.
يُذكر أنه صدر عدّة مؤلفات عن الذئاب العربية، ومنها على سبيل المثال: “الذِّئب العربي طباعه وعلاقته بالإنسان” للباحث سعد الشّبانات، و “الذّئب في الأدب العربي” للدكتور فضل العماري، وله أيضًا “الذّئب في العلم والتاريخ”، و “الذّئب في الأدب القديم” للدكتور زكريّا النوتي.

مقالات مشابهة

  • بعد اعتقال عصابة سرقته.. فقدان كتاب التوراة الأثري بين جهات رسمية
  • في فقه المناصرة والدفاع عن العلم
  • وزير التعليم: المدارس جاهزة لتطبيق نظام البكالوريا.. والدين ليس مادة هامشية
  • 7 ميداليات.. سيطرة مصرية على منصات تتويج بطولة إفريقيا للريشة الطائرة
  • العلم في الصغر كالنقش على الحجر
  • قراءة في كتاب: “من أسرار الذِّئب”
  • هل يستطيع نتنياهو إنهاء الحرب دون خسارة صورته كـ”منتصر ؟
  • برلماني: ثورة 30 يونيو أنهت مشروع الإسلام السياسي فى الإقليم
  • نقابة الصحفيين المصرية تتبرأ من عماد الدين أديب بسبب إسرائيل وتؤكد شطبه من جداول القيد
  • التنمية المحلية: برنامج «مشروعك» من أنجح المبادرات التنموية التي أطلقتها الدولة