قال الدكتور خالد منتصر، الكاتب والمفكر السياسي، إن العديد من الأشخاص يتساءلون عن سبب الحزن من الإعجاز العلمي، وعدم ترك الأشخاص لتصور ما بداخل الكتب المقدسة سواء القرآن أو الإنجيل أو التوراة من إعجاز علمي، كونه سيزيد من عدد المنتسبين للإسلام على سبيل المثال ويقوي إيمانهم.

إنكار الإعجاز العلمي في القرآن

وأضاف خلال حديثه عبر منصة «الوطن»، أن القرآن كتاب دين وهداية وليس كتاب يتعلق بالكيمياء أو الفيزياء أو الفسيولوجي، وإنكار الإعجاز العلمي في القرآن لا يعد كفرا أو إنكارا لما هو معلوم من الدين بالضرورة، فالقرآن غير مطلوب منه ولا ينبغي له أن يكون مرجعا في الطب أو رسالة دكتوراه في الجيولوجيا، متابعا: «الإعجاز العلمي في القرآن أو الأحاديث النبوية وهم واسترزاق للبعض باختصار يعد سبوبة لسماسمرة الإعجاز العلمي الكثيرين للغاية حالا».

وتابع أن عدم وجود إعجاز علمي لا ينتقص من قدر القرآن ككتاب مقدس وعظيم، وبه معجزة لكنه إعجاز الأفكار التي يتحدث عنها والقيم الجليلة التي بشر بها، والثورة التي صنعها كانت شرارتها الأولى العقل واحترامه وتبجيله، مشيرا إلى أن الإعجاز العلمي خطر على الدين والعلم بسبب الاختلاف بين منهجي العلم والدين وهذا ليس عيبا في أي منهما.

المقارنة بين العلم والدين

وأشار إلى أن المقارنة بين العلم والدين لا محل لها، ومحاولة صنع هذا «الأربيسك العلمي الديني» محكوم عليها بالفشل مقدما، موضحا أن العلم تساؤل دائم، بينما الدين يقين ثابت.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: خالد منتصر الدين العلم الإعجاز العلمي الإعجاز العلمی

إقرأ أيضاً:

هل حديث واشنطن مع حماس والحوثي وطالبان هزيمة.. أم بداية الفهم؟ قراءة في كتاب

في كتابه "التحدث إلى العدو: الإيمان، الأخوّة، وتفكيك الإرهاب"، يقدم عالم الأنثروبولوجيا الأمريكي سكوت أتران قراءة جذرية لعقل الجماعات المتطرفة، بعيدًا عن الروايات الأمنية التقليدية.

من خلال أبحاث ميدانية معمّقة ومقابلات مع أعضاء من القاعدة، حماس، طالبان، والجماعة الإسلامية في إندونيسيا، يخلص أتران إلى أن ما يحرّك "الإرهابي" ليس بالضرورة العقيدة أو الفقر أو الاضطهاد السياسي، بل الروابط الاجتماعية والقيم المقدّسة التي يتقاسمها مع محيطه القريب: أصدقاء، عائلة، أو جماعة روحية.

يرى أتران أن التطرف ليس دائمًا فعلًا فرديًا نابعًا من عزلة، بل هو غالبًا نتاج ديناميات جماعية تعزز الولاء الداخلي والتماهي مع مجموعة صغيرة. فكما بيّنت تفجيرات لندن عام 2005، لم يكن المنفذون غرباء أو مجانين، بل شبابًا بريطانيين عاديين، يحتفلون ويعانقون بعضهم قبل تنفيذ الهجمات، مدفوعين بعاطفة الأخوّة والانتماء، لا بتعليمات من قادة القاعدة.

هذا التحليل يُفكك صورة "الخلايا النائمة" أو "العقول المغسولة"، ويقدم فهمًا جديدًا: إن من يقاتلون ويموتون، يفعلون ذلك من أجل بعضهم البعض، لا من أجل فكرة مجردة. الجماعات المتطرفة، كما يصفها أتران، ليست منظمات عسكرية هرمية، بل شبكات لامركزية، تتغير باستمرار، تتحرك بالفوضى المنظمة، وتبني قراراتها بناءً على التجربة والمشاركة العاطفية أكثر من التخطيط الاستراتيجي.

واشنطن تغيّر خطابها.. من القصف إلى التفاوض

في ضوء هذا الفهم، يبدو أن التحول الأخير في سياسة الولايات المتحدة، لا سيما في تواصلها مع جماعات مثل حماس والحوثيين، ليس مجرد اضطراب سياسي، بل تعبير عن إعادة نظر استراتيجية، حتى وإن كانت مدفوعة بحسابات انتخابية أو واقعية.

فمحادثات واشنطن مع حركة حماس من أجل إطلاق رهينة أمريكي، أو مع الحوثيين بعد وقف الضربات الجوية، لا تعبّر فقط عن براغماتية، بل قد تكشف إدراكًا ضمنيًا بأن القوة وحدها لا تحل معضلة الجماعات المسلحة. هذه الجماعات لا تنهار بقتل قادتها، بل قد تقوى بانهيار التسلسل الهرمي التقليدي، لأنها تتحرك أصلاً خارج منطق القيادة المركزية.

في ضوء هذا الفهم، يبدو أن التحول الأخير في سياسة الولايات المتحدة، لا سيما في تواصلها مع جماعات مثل حماس والحوثيين، ليس مجرد اضطراب سياسي، بل تعبير عن إعادة نظر استراتيجية، حتى وإن كانت مدفوعة بحسابات انتخابية أو واقعية.وهنا تبرز المفارقة: ربما فهم سكوت أتران ما فشل الأمنيون في إدراكه. حين تتحدث واشنطن إلى "العدو"، فهي لا تستسلم، بل تدخل أخيرًا إلى حقل الديناميات النفسية والاجتماعية التي تحكم هذا النوع من العنف. وهذا ليس ضعفًا، بل قد يكون بداية مرحلة جديدة: من النظر إلى "العدو" كمشكلة أمنية، إلى رؤيته كنتاج اجتماعي يمكن تفكيكه بالحوار، لا فقط بالقصف والعقوبات.

نورالدين لشهب: ترامب يتحدث مع الجولاني.. الحديث إلى العدو!

وفي هذا السياق، يُسهم الكاتب والإعلامي المغربي نورالدين لشهب بإضاءة سياسية لافتة، حيث كتب: "لقاء ترامب مع أبي محمد الجولاني والمفاوضات مع حماس.. إنه الحديث إلى العدو!! تتحدث أنباء صحافية شبه مؤكدة عن لقاء الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع ـ المصنف على قائمة الإرهاب الدولي ـ غدًا في الرياض. ناهيك عن المفاوضات التي تجريها الإدارة الأمريكية مع حماس، والتي توّجت بإطلاق سراح أسير أمريكي من غزة. التصنيف على قائمة الإرهاب في المنظور الغربي يعني أن الإرهابي عدو وجب التخلص منه. لكن يرى الخبراء والمخبرون أن العدو يمكن الحديث والتفاوض معه".

ويتابع لشهب ربطه الواضح بكتاب أتران: "يركّز كتاب سكوت أتران حول فهم الأسباب النفسية والاجتماعية التي تدفع الأفراد للانضمام إلى الجماعات المتطرفة، مثل القاعدة وحماس، ويجادل بأن الدوافع الأساسية ليست الفقر أو الجهل، بل الروابط الهرمية والاجتماعية القوية والقيم المقدسة. وفي سياق الحديث عن التواصل مع حماس أو هيئة تحرير الشام، يشير أتران إلى أن الحوار مع العدو ليس ضعفًا، بل ضرورة لفهم الديناميات النفسية والاجتماعية التي تحرك النزاعات. ويبرز أن الاعتراف بالقيم المقدسة للطرف الآخر يمكن أن يكون مدخلًا فعالًا لتقليل التوترات وفتح قنوات التفاوض".

ثم يختم لشهب بتساؤل نقدي لاذع: "هل قرأت الإدارة الأمريكية كتاب سكوت أتران؟! سؤال غبي.. الخبير والمخبر واحد في الدول الغربية."



من العدو الأيقوني إلى العدو المُعاش

تكمن خطورة قراءة أتران في أنها لا تبرّر العنف، بل تفضح ضيق الأفق الأمني والإعلامي في التعامل مع التطرف. الإعلام الغربي، والعربي أحيانًا، يختزل "الإرهابي" في صورة جاهزة: اللحية، السلاح، الشعار، دون أي فهم للسياق الاجتماعي الذي أنجبه.

من يحدد من هو الإرهابي، ومن هو المقاوم؟ ففي حين تصنّف قوى غربية جماعات مثل طالبان، حماس، الحوثيين ضمن لائحة الإرهاب، فإن هذه الجماعات نفسها، ومعها قطاعات واسعة من شعوبها أو من مؤيديها، ترى أنها حركات تحرر وطني، تقاوم الهيمنة الأجنبية أو الاحتلال، وتدافع عن سيادة بلدانها.لكن واقع الحال، كما يكشفه أتران، أن هذه الجماعات تنمو وسط المدارس، والأحياء، والمجتمعات المهمشة، بل أحيانًا على طاولة عشاء عائلي. هنا، تُصبح مقابلات واشنطن مع تلك الجماعات مؤشرًا على أن الخطاب الأمني لم يعد كافيًا، وأن العدو ليس دائمًا من خارجنا، بل مرآة لفشلنا الأخلاقي والسياسي.

الحديث مع العدو.. بداية فهم لا استسلام

إن بداية الفهم، كما يقترح العنوان، لا تعني المصالحة مع الإرهاب، بل المصالحة مع فشلنا في فهم شروطه الأولى. وهنا تكمن أهمية كتاب أتران، لا كدليل أمني، بل كمرآة سياسية وأخلاقية، تكشف أن الطريق إلى السلام لا يمر فقط عبر الحوارات عالية المستوى، بل عبر كسر الصور النمطية، وفهم ما يجعل فكرة الموت مغرية لشاب يشعر أن كرامته أُهينت.

العدو.. من هو؟ جدل المفهوم وسلطة التصنيف

وفي ختام هذا العرض، تبرز نقطة محورية لا يمكن تجاوزها عند الحديث عن "الإرهاب" و"العدو"، وهي طبيعة التصنيف نفسه: من يحدد من هو الإرهابي، ومن هو المقاوم؟ ففي حين تصنّف قوى غربية جماعات مثل طالبان، حماس، الحوثيين ضمن لائحة الإرهاب، فإن هذه الجماعات نفسها، ومعها قطاعات واسعة من شعوبها أو من مؤيديها، ترى أنها حركات تحرر وطني، تقاوم الهيمنة الأجنبية أو الاحتلال، وتدافع عن سيادة بلدانها.

هذا التباين في المنظور يُعيد فتح النقاش حول الطبيعة السياسية لمفهوم "الإرهاب"، والذي لا يخضع فقط لمعايير قانونية أو إنسانية موحدة، بل يتأثر بسياقات القوة والمصالح والهيمنة. فـ"الإرهابي" في نظر طرف، قد يكون "مناضلًا" أو "مقاومًا" في نظر طرف آخر.

وإذا كان كتاب سكوت أتران يركّز على تفكيك الديناميات النفسية والاجتماعية وراء العنف، فإنه يلمّح أيضًا إلى ضرورة فهم السياقات المحلية والرمزية التي تتحرك فيها هذه الجماعات، بما في ذلك سردياتها حول الشرعية والعدالة والدفاع عن الذات.

إن إدراك هذه الفروقات لا يعني تبرير العنف، لكنه شرط أولي لفهمه، ومن ثم تفكيكه، بعيدًا عن الاختزال الإعلامي أو التصنيف الأيديولوجي. فربما تبدأ الحلول السياسية الحقيقية حين نعترف أن مصطلح "العدو" نفسه ليس دائمًا مفهوماً ثابتًا، بل هو انعكاس لصراعات أعمق في الرؤية والمصالح والتاريخ.

مقالات مشابهة

  • «الثقافي العربي» يناقش كتاب «زمردة»
  • غدًا.. النظر في دعوى شطب منتصر الزيات من نقابة المحامين
  • ثورة النسوان الثانية 
  • كتاب: استراتيجيات العمل عن بعد
  • فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى»: «8» الدولة اليهودية
  • اليهود في روسيا من هامش التاريخ إلى قلب القرار.. قراءة في كتاب
  • هل حديث واشنطن مع حماس والحوثي وطالبان هزيمة.. أم بداية الفهم؟ قراءة في كتاب
  • خالد تاج الدين عن عدم خصم الـ3 نقاط: منظومة الأهلي تعمل بكفاءة تستحق الاحترام
  • بيان شديد من مجمع القرآن الكريم: الدفاع عن الدين وسام شرف وليس جريمة
  • اعتقال الناشط الحقوقي محمد اليفاعي بسبب العلم الجهوري بذمار