تطبيق ساعد السكان الأصليين بالبرازيل على التواصل بلغاتهم
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
كانت مجموعات السكان الأصليين في منطقة الأمازون البرازيلية تواجه دائما مشكلة في كتابة الرسائل النصية الهاتفية بلغاتها المحلية، لكنّ أحد التطبيقات توصل إلى حل يوفر لهذه الفئات إمكان استخدام أحرف لغاتهم للتواصل، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
"لينكلادو" هو اسم التطبيق الذي أُطلق في أغسطس/آب 2022، وهذه الكلمة مؤلفة من "لين" التي تشير إلى لغات السكان الأصليين، و"كلادو" المشتقة من كلمة "تيكلادو" البرتغالية وتعني لوحة مفاتيح.
ويرمي التطبيق إلى تزويد السكان الأصليين الذين يعيشون في المناطق النائية بالأمازون الشاسعة وكذلك المراكز المدنية، بلوحة مفاتيح رقمية مناسبة للغاتهم عندما تكون شبكة الاتصالات متاحة لهم.
وتقول كريستينا كيرينو ماريانو من مجموعة سكان تيكونا الأصلية، إن "تطبيق لينكلادو يفيدني والسكان الأصليين بشكل كبير، فقبل إنشائه لم نكن نستطيع كتابة ما نريده عبر هواتفنا".
فليس جميع أفراد هذه المجموعات يتقن البرتغالية اللغة الرسمية للبرازيل، بالإضافة إلى أن الهواتف المباعة في البلاد مجهزة فقط بالأحرف اللاتينية المستخدمة في هذه اللغة.
وبعدما كانت ثقافات السكان الأصليين للمنطقة المعروفة حاليا باسم البرازيل تقتصر على الحديث الشفهي، دخلت الكتابة للمنطقة عندما سعى المستوطنون الأوروبيون إلى تدوينها.
وكان لا بد من العثور على موارد معينة، وإضافة مجموعة من اللكنات والسمات (علامات التشكيل على حد قول اللغويين) إلى أحرف الأبجدية اللاتينية لمحاولة إعادة تشكيل هذه اللغات.
إطلاق التطبيقلكن أيا من هذه اللغات لم يكن قبل اليوم متاحا عبر الهواتف المحمولة التي باتت ضرورية في حياة سكان البرازيل الأصليين البالغ عددهم نحو 1,7 مليون نسمة.
وبما أن الهواتف لم تكن مجهزة بلوحة مفاتيح مناسبة، "كان السكان الأصليون يتواصلون بصورة كبيرة من خلال الرسائل الصوتية"، بحسب منسقة مشروع "لينكلادو" نويميا إيشيكاوا.
وواجهت إيشيكاوا (51 عاماً) -وهي عالمة أحياء- صعوبات في ترجمة أبحاثها ومشاركتها داخل المجتمعات المحلية، وتقول: "طالبت طوال 14 عاما بلوحة مفاتيح لحل هذه المشكلة". وتحققت أمنيتها بفضل طالبين مولودين في المنطقة لكنهما ليسا من السكان الأصليين، وهما جوليانو بورتيلا (17 عاما) وصديقه سامويل بنزكري (18 عاما)، فعندما علم سامويل بالمشكلة تحدث عنها مع جوليانو الذي كان يتمتع بمعرفة جيدة في البرمجة، وبدأ بتصميم التطبيق مع صديقه.
ويوضح جوليانو أنّ "إنشاء التطبيق استغرق أربعة أيام، ولم نتخيل أننا سننجز ذلك بهذه السرعة". وبدأت مجموعة من الاختبارات تجرى على التطبيق اعتبارا من مايو/أيار ثم أطلق مجانا في أغسطس/آب من العام نفسه.
والآن "يعمل التطبيق في مختلف اللغات الأصلية لمنطقة الأمازون"، أي نحو 40 لغة، بحسب بورتيلا الذي يتابع دراسته في الولايات المتحدة على غرار بنزكري.
وجرى تنزيل التطبيق أكثر من ثلاثة آلاف مرة، ويشير جوليانو إلى أن عدد المستخدمين أكبر من ذلك، يقول: "استخدمنا في مراحل الاختبار ملفا أرسلناه عبر تطبيق واتساب، وأرسل بعض السكان الأصليين الأرشيف إلى بعضهم قبل حتى إصدار التطبيق".
وبالإضافة إلى التواصل اليومي، يتيح التطبيق ترجمة الكتب والنصوص الأخرى من البرتغالية إلى لغات السكان الأصليين. ويتيح كذلك للنساء من هذه المجتمعات الحصول على مردود مالي باستخدام معارفهن باللغات المحلية. وأُنشئ مشروع باسم "لينكلاداس" لجمع هؤلاء المترجمات، ومن بينهن المعلمة السابقة للغات السكان الأصليين روزيلدا كورديرو دا سيلفا التي تَعتبر أن التطبيق "مسألة إيجابية جدا" ويعزز من ثقتها عندما تترجم.
ويساعد التطبيق كذلك في حفظ بعض اللغات الأصلية، إذ تحاول فاندا ويتوتو -وهي ناشطة- "إنقاذ لغة بوري الخاصة بمجموعة ويتوتو"، وتقول: "لقد أتاحت لوحة المفاتيح لنا إمكانية عدم استخدام أحرف أخرى لا تتضمنها لغتنا".
وبعيدا عن منطقة الأمازون، تشكل حماية المصطلحات تحديا عالميا، إذ إن نصف اللغات في العالم معرضة للانقراض بحلول عام 2100، وأغلبها تابع لمجموعات السكان الأصليين، بحسب تقرير نشرته الأمم المتحدة عام 2018.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: السکان الأصلیین
إقرأ أيضاً:
عاجل | إعفاء المدارس المتميزة من الاختبارات المركزية .. وتمكين الإدارات من التوسع في التطبيق
منحت وزارة التعليم مدير عام التعليم صلاحيات تنظيمية تهدف إلى تعزيز جودة العملية التعليمية ورفع كفاءة نواتج التعلم، حيث شملت هذه الصلاحيات إعفاء المدارس التي تحقق مستويات متقدمة من التميز في نواتج التعلم من خوض الاختبارات المركزية.
ويأتي ذلك في إطار تمكين المدرسة وإبراز مدى نضج تجربتها التعليمية، إلى جانب إتاحة التوسع في تطبيق الاختبارات المركزية لأكثر من فترة دراسية خلال العام الدراسي، واستهداف صفوف ومواد دراسية معينة ، وذلك ضمن «إطار الاختبارات المركزية للعام الدراسي 1447هـ» ووفق ما تراه إدارات التعليم مناسبًا لتحقيق الأهداف التعليمية.
تجويد التعليم
وينطلق هذا التوجه من أهمية تجويد عمليات التعليم، وبما يعزز تكامل المنظومة التعليمية بمختلف أدوارها، حيث تُعد الاختبارات المركزية إحدى الأدوات الرئيسة التي يتم توظيفها للإسهام في تطوير أساليب التعليم وقياس مستوى التحصيل العلمي، والوقوف على جوانب القوة والضعف، وتحديد الفجوات التعليمية.
وحرصت وزارة التعليم في هذا الإطار على استئناف تطبيق الاختبارات المركزية التي انطلقت منذ عام 1437هـ وفق رؤية تطويرية تستهدف توحيد معايير التقويم، واستخلاص بيانات ومعلومات وإحصاءات دقيقة عن مستويات أداء الطلبة، ومدى تمكنهم من المهارات والمعارف والمفاهيم الأساسية في تحصيلهم الدراسي.
ويسهم تطبيق هذا الإطار في دعم رسم الخطط التطويرية التي ترتقي بجودة التعليم، وتحديد المسؤولية المشتركة بين إدارات التعليم والمدارس، بما ينعكس على تحسين نتائج مؤشرات الأداء التعليمي والأداء في المواد المستهدفة، إلى جانب مواءمة مخرجات التعليم مع المستهدفات الاستراتيجية لوزارة التعليم. كما يأتي إطار الاختبارات المركزية منظمًا لكافة الأعمال والمهام على مختلف المستويات، جنبًا إلى جنب مع لائحة تقويم الطلبة وإجراءاتها التنفيذية في التعليم العام لعام 2025، ودليل الاختبارات لعام 2025 المتضمن الأسس الفنية والعمليات الإجرائية.
وبحسب الإطار المعتمد، تُعد الاختبارات المركزية اختبارات ختامية تُطبق من الصف الثالث الابتدائي وحتى الصف الثالث المتوسط، وتستهدف مواد دراسية أساسية من خلال أسئلة ذات مواصفات وضوابط محددة في ضوء المناهج، ويتم إعدادها بشكل مركزي عبر لجان متخصصة وبالتنسيق مع المركز الوطني للمناهج، بما يضمن تحقيق العدالة وتوحيد معايير القياس والتقويم.
وتهدف هذه الاختبارات إلى تجويد العملية التعليمية من خلال تحسين ممارسات المعلمين التدريسية والتقويمية استنادًا إلى نتائج الاختبارات، بما يضمن تغطية جميع الوحدات والمهارات والمعارف الدراسية المطلوبة في كامل المقرر للفترة الدراسية، وتحسين بناء وصياغة الأسئلة المقدمة للطلاب، ورفع مستوى التحصيل الدراسي في نتائج الدراسات الوطنية والدولية، وتشخيص جوانب القوة والضعف في المناهج الدراسية، ومقارنة مستوى الأداء الحالي للطلاب بالمستوى المستهدف بما يخدم تحسين نواتج التعلم.
وتُطبق الاختبارات المركزية على جميع طلاب التعليم العام الحكومي والأهلي في نهاية الفترة الدراسية الثانية، وتشمل الصف الثالث الابتدائي في مادتي اللغة العربية والرياضيات، والصفين السادس الابتدائي والثالث المتوسط في مواد اللغة العربية والرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية، مع استثناء مدارس التعليم المستمر وتعليم الكبار وذوي الإعاقة من الطلبة، وذلك بما يراعي خصوصية هذه الفئات التعليمية.