أميت ميدا رئيساً تنفيذياً عالمياً لشركة آلات
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
أعلن مجلس إدارة شركة "آلات"، برئاسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، تعيين أميت ميدا رئيساً تنفيذياً عالمياً للشركة.
يُعد أميت أحد رواد الأعمال العالميين، إذ ساهم في بناء شركات عدة وقيادة التحول فيها خلال المهام القيادية التي تولاها في كافة أنحاء العالم، وخصوصاً في الصين والولايات المتحدة والهند وسنغافورة.
تعمل "آلات" على تعزيز قدرات القطاع التقني مستفيدةً من التطور السريع الذي يشهده القطاع في المملكة العربية السعودية، للارتقاء بقدرة المملكة على توفير المزيد من الفرص الاستثمارية. وسوف تمكّن الشركة أيضاً القطاع الخاص وتثري البيئة التجارية من خلال أنظمة أعمالها وتعاونها مع الشركات العالمية الرائدة في مجال تصنيع التقنيات.
قال أميت ميدا، الرئيس التنفيذي العالمي للشركة الجديدة: "تتمثل مهمة آلات في تحويل القطاعات العالمية لتصنيع الإلكترونيات والصناعات المتقدمة من خلال إنشاء مركز تصنيع مستدام يستفيد من وفرة الطاقة النظيفة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر في المملكة. وسوف نستخدم إمكانات التقنية لتحويل مسار الأعمال عبر الاستفادة من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وأفضل ممارسات الثورة الصناعية الرابعة في التصنيع. كما سنعمل على إعادة مواءمة الممارسات والأساليب الصناعية لتصبح أكثر استدامةً وكفاءةً. ولا يقتصر هذا على استخدام الطاقة النظيفة فحسب، بل يركز أيضاً على تطبيق ممارسات الاستدامة في جميع عملياتنا ومبانينا وخدماتنا اللوجستية وسلاسل الإمداد لدينا، وذلك عبر وضع الاستدامة في صميم كل أنشطتنا وأعمالنا".
سوف تركز "آلات" على قيادة التحول في القطاعات العالمية، مثل الإلكترونيات والصناعات المتقدّمة، وإنشاء مركز تصنيع عالمي المستوى في المملكة. كما ستتبع الشركة ممارسات التصنيع المستدامة لمساعدة الشركات العالمية على تقليل انبعاثاتها وتسريع وتيرة العمل نحو تصنيع خالٍ من الكربون. وسوف تنفذ "آلات" تطلعاتها من خلال التعاون مع الشركات الرائدة في العالم لابتكار طرق تصنيع جديدة وقيادة التحول في القطاعات مع الالتزام والتركيز على استخدام الطاقة النظيفة.
ستطور "آلات" القدرات التصنيعية المبتكرة ضمن سبع وحدات أعمال و34 فئة من المنتجات:
ستكون وحدة أعمال الأجهزة الذكية مسؤولة عن تصنيع الأجهزة الذكية من الحواسيب الشخصية والمحمولة، والهواتف الذكية، والتلفزيونات وشاشات العرض، والطابعات والماسحات الضوئية، وأجهزة الصوت المنزلية، وأجهزة الألعاب الإلكترونية.
ستركز وحدة أعمال أجهزة المنزل الذكية على الأجهزة المنزلية الصغيرة (كالمكانس الكهربائية، وأجهزة كي الملابس، وأجهزة تنقية الهواء، والخلّاطات، وأجهزة الميكروويف)، والأجهزة المنزلية الكبيرة (مثل الغسالات والمجففات والثلاجات)، والأجهزة التجارية (كالأجهزة واسعة النطاق الخاصة بقطاع الضيافة والمطاعم والمقاهي، والتموين بما في ذلك قطاع خدمات الغذاء بشكل عام).
ستركز وحدة أعمال الصحة الذكية على إحداث نقلة نوعية في قطاع الرعاية الصحية من خلال التقنيات المتطورة وأحدث الحلول التي تعزز الصحة الشخصية، وتبسط الخدمات الطبية، وتعزز رعاية المرضى. كما سيكون التركيز في الصحة الذكية في البداية على خمسة مجالات رئيسية هي: الجراحة قليلة التدخل (في مجال البصريات والتصوير والأدوات)، والرعاية الصحية لمرضى السكري وضعاف السمع، وأجهزة العلاج الذكية (الاستشعار والتمثيل)، وطب العظام والحركة، والليزر والتجميل.
ستتولى وحدة أعمال المباني الذكية تصنيع منتجات أنظمة التدفئة والتهوية والتكييف، والسلالم الكهربائية والمصاعد.
ستُصنّع وحدة أعمال الصناعات المتقدمة تقنيات شبكات الكهرباء، والمعدات الثقيلة للبناء والتعدين ومكوّنات الإلكترونيات.
ستركز وحدة أعمال الجيل الجديد من البنية التحتية على تصنيع منتجات الروبوتات، ومعدات الشبكات، والخوادم، ومعدات إعادة الشحن، وكابلات الألياف، وكاميرات المراقبة.
ستُطوّر وحدة أعمال أشباه الموصلات تصنيع الرقائق وأشباه الموصلات، مع التركيز في البداية على ثلاثة قطاعات تقنية رئيسية، هي: الطاقة (كل ما يمكن أن تمده الطاقة بدءاً من البطاريات وحتى أجهزة الكمبيوتر العملاقة)، والإدراك (المنتجات التي تركز على إدراك العالم المحيط من خلال تقنيات الاستشعار المتطورة)، والمعالجة (أشباه الموصلات التي تعالج البيانات الطرفية باستخدام الحوسبة عالية الأداء والذكاء الاصطناعي في منتجات مثل الأجهزة الذكية، والفحوصات الطبية، وأتمتة المصانع).
وقد استُلهم اسم "آلات" من كونه مرتبطاً بالتصنيع والإلكترونيات والصناعات. أما شعار "آلات"، فهو مستقىً من الإرث العربي ومستوحىً من الطراز السلماني الذي يرمز إلى المملكة العربية السعودية، إذ يتألف الشعار من أشكال هندسية بأنماط فريدة، تضفي للعلامة التجارية طابعاً معاصراً.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
من الروبوتات البشرية وحتى آلات المراقبة.. الذكاء الاصطناعي يغير الحياة في الصين
قدّمت الحرب التجارية الضروس التي تخوضها حكومة الصين ضد إدارة ترامب فرصة ذهبية للشركات الصينية العاملة في قطاع التقنية، وتحديدا شركات تطوير الروبوتات والذكاء الاصطناعي.
وأدركت حكومة شي جين بينغ بعد سنوات من اضطهاد عمالقة التكنولوجيا أن شركاتهم قادرة على دعم الاقتصاد الصيني وإنقاذه من الأزمة المقبلة بعد انحدار قيمة الاستثمار العقاري وضعف الطلب على المنتجات الصينية عامة.
وربما كانت لحظة نجاح "ديب سيك" وإبهار العالم أحد العوامل التي جعلت حكومة الصين تدرك أهمية القطاع التكنولوجي، إذ تمكنت الشركة من تقديم نموذج ذكاء اصطناعي يوازي ذلك الذي تقدمه الشركات الأميركية ولكن بتكلفة أقل كثيرا.
ورغم أن تأثير هذا النموذج على الاقتصاد الأميركي كان سلبيا فإن أثره كان معاكسا على الاقتصاد الصيني الذي شهد رغبة الملايين الاستثمار في الشركة الناشئة.
يمكن تقسيم سلسلة تطوير الروبوتات عموما إلى 3 أجزاء، الأول وهو العقل أو الذكاء الاصطناعي الذي يدعم الروبوت ويجعله يقوم بوظائفه المختلفة، والثاني هو الهيكل المعدني أو العضلات التي تتحرك استجابة لأوامر العقل، وأخيرا النظرة الإبداعية التي تتمكن من دمج هذا الروبوت وسط وظائف المجتمع بشكل يناسب كلا الطرفين.
إعلانوبينما تبدع الصين منذ اللحظة الأولى في الجزأين الثاني والثالث لكن التحدي الحقيقي كان في بناء الذكاء الاصطناعي القادر على التعامل مع الأوامر المعقدة وتنفيذها، لذا فإن ظهور "ديب سيك" على الساحة كان كفيلا لتلبية هذا الاحتياج وإتمام معادلة تطوير الروبوتات.
ورغم أن شركات الروبوتات الصينية قد لا تعتمد مباشرة على النسخة مفتوحة المصدر من نموذج "ديب سيك" فإن مجرد ظهور النموذج كان كفيلا لإنارة الطريق أمام هذه الشركات، إذ أثبت أن تطوير نموذج ذكاء اصطناعي خارق لا يحتاج إلى الشرائح فائقة الأداء التي لا تستطيع هذه الشركات الوصول إليها.
وهذا لا يعني أن الطريق أصبح ممهدا أمام الشركات الصينية لتطوير روبوتات ذكاء اصطناعي خارق، إذ لا تزال العقبات المعتادة في هذا القطاع تقف أمامها مثلما تقف أمام الشركات الأميركية، فبينما يمكن تطوير نموذج لغوي فائق عبر الاعتماد على البيانات المتاحة مجانا في الإنترنت فإن تدريب الروبوتات يحتاج إلى نوع آخر من البيانات يتمحور حول آلية التحرك في الفضاء الفيزيائي والتعامل مع الأشياء، وبفضل طبيعتها الخاصة فهي بيانات شحيحة التوافر.
في عالم الروبوتات توجد ما يعرف باسم "درجات الحرية"، وهي مفهوم يشير إلى قدرة الروبوت على التحرك في محاور مختلفة، وبالتالي تأدية وظائف أكثر تعقيدا وتطلب تحركات أكثر تعقيدا.
ومن أجل فهم هذا المصطلح يمكن القول إن الذراع الروبوتية التي تمتلك مفصلا واحدا فقط وتتحرك بزاوية 360 درجة توصف بأنها ذات درجة حرية واحدة، وفي حال امتلاك الذراع أكثر من مفصل ترتفع درجات الحرية الخاصة بها، وعموما، فإن الأذرع الروبوتية تمتلك درجات حرية بين 3 و7 درجات.
إعلانواستطاعت الشركة الصينية "يونيتري" تقديم روبوت ذكاء اصطناعي يدعى "إتش 1" قادر على الركض وتأدية حركات راقصة، وكان هذا الروبوت إحدى أبرز اللحظات في حفل مهرجان الربيع الصيني لهذا العام، إذ كان الروبوت يمتلك 27 درجة من درجات الحرية، ولكن بحسب ما يصف الخبراء فإن الروبوت القادر على محاكاة الوظائف البشرية يجب أن يمتلك 60 درجة من درجات الحرية.
وفي مقابلة مع صحيفة "غارديان" قال روي ما الخبير الصيني في القطاع التكنولوجي والمقيم في سان فرانسيسكو إن تطوير الذكاء الاصطناعي واستخدامه مع الروبوتات سرّعا عملية تطوير الروبوتات بشكل كبير، وأتاحا وجود العديد من الروبوتات التجارية التي تقدم الوظائف البسيطة.
أداء الوظائف البسيطةورغم أن روبوت "إتش 1" تمكن من إحداث ضجة كبيرة عالميا فإنه كان نموذجا استعراضيا في المقام الأول، فكل ما قام به كان مدربا عليه ولا يستطيع القيام بأي فعل آخر غيره، ولكن اختلف الأمر مع العديد من الروبوتات المصغرة الأخرى على عكس الروبوتات البشرية.
وفي مدينة شنتشن -التي تعرف بكونها عاصمة المسيّرات في الصين- يظهر مشهد معتاد لطائرة مسيرة صغيرة تحلق بسرعة كبيرة طمعا في الوصول إلى وجهتها وتسليم الطعام قبل أن يصبح باردا، وذلك عبر مجموعة من كبائن تسليم الطعام التي انتشرت في أرجاء المدينة والحدائق المختلفة.
وتعمل شركة "ميتوان" -التي تعد إحدى أكبر شركات توصيل الطعام في الصين- على توسيع أسطولها من المسيّرات القادرة على تسليم طلبات الطعام إلى الأماكن المختلفة عبر كبائن التسليم ضمن رحلة للتغلب على أوقات تسليم الطعام البشرية بمقدار 10%.
وفي شوارع شنغهاي اعتاد المارة على رؤية الكلاب الآلية تلعب مع الأطفال أو تحمل الحقائب وتسير إلى جوار ملّاكها في الأماكن المختلفة، ناهيك عن أسطول "بايدو" من التاكسيات الآلية التي تغزو مدنا صينية عدة.
إعلانأما في حدائق بكين العامة فبدأت الإدارة بالاعتماد على العربات ذاتية القيادة في مراقبة الحديقة والطرق المختلفة، وذلك عبر تزويدها بكاميرات ذات دقة عالية وقدرة على تتبع الحركة بشكل واضح وسريع، وذلك من أجل خفض تكلفة المراقبة الحديثة والحفاظ على أمن زوارها.
ورغم أن الحكومة الصينية لم تتوسع بعد في الاستخدامات الأمنية للروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي فإنه من المتوقع توسعها في هذه الاستخدامات بشكل كبير خلال السنوات المقبلة، وربما كان ما تفعله إدارة حدائق بكين هو مجرد مثال بسيط على ما ينتظر الشعب الصيني.
لكن هذه الاستخدامات تعتمد مباشرة على تطور الروبوتات البشرية وقدرتها على أداء المزيد من الحركات المعقدة ذات محاور الحركة الأكثر تعقيدا، ولكن مشهد ضباط الشرطة وقوات فض الاشتباك الآلية لن يكون غريبا خلال السنوات المقبلة.
دعم حكومي واسعفي مارس/آذار الماضي خرج رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ بتصريح مباشر، واعدا الشركات التقنية بأنه سيطلق العنان لإبداع الاقتصاد الرقمي مع تركيز خاص على مفهوم "الذكاء الاصطناعي المتجسد"، أي استخدام الذكاء الاصطناعي في الروبوتات.
ويبدو أن الحكومة الصينية تنوي دعم هذا التصريح بشتى الطرق، إذ أعلنت حكومة إقليم قوانغدونغ -الذي يضم مدينة شنتشن- نيتها استثمار ما يقارب 7 ملايين دولار لتطوير مراكز الابتكار ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وبحسب تقدير هيئة الطيران الصينية، فإن قطاع المسيّرات -التي تحلق على ارتفاع منخفض- سيشهد في السنوات المقبلة نموا واسعا يصل إلى 5 أضعاف الوضع الحالي خلال القرن المقبل، ومن المتوقع أن يزداد النمو أكثر من هذا.
يشار إلى أن جاك ما مؤسس شركة "علي بابا" الشهيرة -والذي كان مطاردا في السنوات الماضية من الحكومة الصينية- حصل على دعوة خاصة لمقابلة الرئيس الصيني، إلى جانب مجموعة من مؤسسي كبرى الشركات التقنية الصينية، وهو ما يعزز توجه الحكومة الصينية في دعم التقنية والشركات الخاصة بها.
إعلان