اكتشاف معادن غير عادية في عينات التربة القمرية التي أحضرها مسبار صيني إلى الأرض
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
أثرت الاصطدامات التي حدثت بين الأجرام السماوية والقمر على سطحه بشكل أدى إلى تغيير التركيبة المعدنية وبنية الريغولث، وهو طبقة الغبار والتراب والصخور المتكسرة.
وقامت المركبة الصينية "تشانغ آه-5" (Chang'e-5)، وهي أول مهمة لإعادة عينة من القمر منذ بعثة الاتحاد السوفييتي "لونا 24" في عام 1976، بتسليم 1.73 كيلوغرام من الريغولث، أو كما يسمى أيضا أو الحطام الصخري، من محيط العواصف (Oceanus Procellarum)، في الحافة الغربية لسطح القمر.
ووصلت العينة إلى "تشانغ آه-5" (CE-5) في أواخر عام 2020، وحدد المتخصصون الصينيون في التربة القمرية معدنا جديدا أطلقوا عليه اسم Changesite-(Y)، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من معادن السيليكا، التي وجدوا تركيباتها وهياكلها محيرة.
وقارن العلماء من الأكاديمية الصينية للعلوم تركيبة عينة CE-5 بعينات أخرى من الريغولث القمري والمريخي. وفحصوا الأسباب والأصول المحتملة للتركيب الفريد للعينة القمرية.
وأوضحت الدراسة أن الكويكبات والمذنبات تصطدم بالقمر بسرعات قصوى، ما يسبب تحولا (صدمة) في الصخور القمرية. ويحدث هذا التغير في درجة الحرارة والضغط بسرعة وله سمات مميزة، بما في ذلك تكوين أشكال متعددة من السيليكا مثل الستيشوفيت والسيفيرتيت، والتي تكون متطابقة كيميائيا مع الكوارتز (معدن مألوف يوجد في العديد من أنواع الصخور) ولكن لها هياكل بلورية مختلفة.
وقال العلماء: "على الرغم من أن سطح القمر مغطى بعشرات الآلاف من الحفر، إلا أن المعادن عالية الضغط غير شائعة في العينات القمرية. وأحد التفسيرات المحتملة لذلك هو أن معظم المعادن ذات الضغط العالي تكون غير مستقرة عند درجات الحرارة المرتفعة. لذلك، فإن تلك التي تشكلت أثناء الاصطدام يمكن أن تكون قد شهدت عملية تراجعية (retrograde process)".
ومع ذلك، فإن جزءا من السيليكا في عينة CE-5 يحتوي على كل من ستيشوفيت وسيفيرتيت، وهي معادن تتعايش نظريا فقط عند ضغوط أعلى بكثير من تلك التي شهدتها العينة على ما يبدو.
ورجح العلماء أن السيفرتيت موجود في المرحلة بين ستيشوفيت وشكل آخر من أشكال السيليكا، يسمى ألفا كريستوبالايت (α-cristobalite)، الموجود أيضا في العينة.
إقرأ المزيدوأوضح العلماء: "بعبارة أخرى، يمكن أن يتشكل السيفرتيت من ألفا كريستوبالايت أثناء عملية الضغط، ويتحول بعض العينة إلى ستيشوفيت أثناء عملية زيادة درجة الحرارة اللاحقة".
وجلبت هذه المهمة أيضا المعدن القمري الجديد Changesite-(Y)، وهو معدن فوسفات يتميز ببلورات عمودية شفافة عديمة اللون.
وقدَّر العلماء ذروة الضغط (11–40 غيغا باسكال) ومدة التأثير (0.1–1.0 ثانية) للاصطدام الذي شكل العينة.
ومن خلال دمج هذه المعلومات مع نماذج موجة الصدمة، قدروا أن الحفرة الناتجة يتراوح عرضها من 3 إلى 32 كيلومترا، اعتمادا على زاوية التأثير.
وتظهر الملاحظات عن بعد أن شظايا الريغولث في عينة CE-5 تأتي بشكل رئيسي من أربع فوهات تصادمية، وفوهة أرسطرخوس (فوهة صدمية تتواجد في الجانب القريب للقمر) هي الأحدث بين الحفر الأربع البعيدة.
ونظرا لأن الستيشوفيت والسيفيرتيت يمكن أن يتأثرا بسهولة بالتحول الحراري، فقد استنتجوا أن قطعة السيليكا نشأت على الأرجح من الاصطدام الذي شكل فوهة أرسطرخوس.
وأظهرت مهمة إعادة العينات هذه قوة التحليل الحديث وكيف يمكن أن يساعد في الكشف عن تاريخ الأجرام السماوية.
المصدر: phys.org
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اكتشافات الارض الفضاء دراسات علمية قمر مركبات فضائية معلومات عامة معلومات علمية یمکن أن
إقرأ أيضاً:
زيارة ترامب للشرق الأوسط.. مفاوضات مرتقبة بين واشنطن والرياض حول التعاون في قطاع التعدين
تمثل المعادن النادرة، على وجه الخصوص، عنصرًا بالغ الأهمية في السباق العالمي على التكنولوجيا والطاقة النظيفة، إذ تدخل في تصنيع الهواتف الذكية، السيارات الكهربائية، والبطاريات المتقدمة. اعلان
أعلنت الحكومة السعودية، الثلاثاء، أنها ستبدأ مفاوضات مع الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاقية تعاون في مجالات التعدين والموارد المعدنية، وفقًا لبيان صادر عن مجلس الوزراء السعودي ونقلته وكالة الأنباء الرسمية (واس).
لم يقدم البيان تفاصيل محددة بشأن مذكرة التفاهم المزمع التفاوض عليها، لكنه أوضح أن وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية ستقود المحادثات مع وزارة الطاقة الأميركية.
يأتي هذا الإعلان قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة الأسبوع المقبل، في خطوة يرى مراقبون أنها قد تفتح آفاقًا جديدة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الرياض وواشنطن، لا سيما في قطاعات الطاقة غير النفطية.
رؤية 2030تُعدّ صناعة التعدين واحدة من أبرز أعمدة رؤية السعودية 2030، وهي الخطة الطموحة التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع اقتصاد المملكة وتقليل اعتماده على النفط.
خلال السنوات الماضية، توسعت السعودية بسرعة في هذا القطاع، مستفيدة من مواردها الطبيعية مثل الذهب والفوسفات والبُوكسايت، كما أعلنت عن اكتشافات جديدة لموارد ضخمة من المعادن النادرة، مما رفع تقديرات احتياطياتها من هذه الموارد إلى نحو 2.5 تريليون دولار، وفق تقديرات رسمية في العام الماضي.
في السياق ذاته، أفادت وكالة رويترز في نيسان/ أبريل بأن شركة التعدين الوطنية السعودية معادن تدرس الدخول في شراكة لمعالجة المعادن النادرة مع واحدة من أربع شركات أجنبية كبرى، من بينها الشركة الأميركية MP Materials، إلى جانب شركاء محتملين من الصين وأستراليا وكندا.
Relatedترامب يلوّح بإعلان 'ضخم جدًا' قبيل زيارته للرياض.. هل اقترب تطبيع السعودية وإسرائيل؟مراجعة شاملة لأضخم موقع بناء في العالم: هل تلغي السعودية مشروع نيوم؟وفي موازاة ذلك، وسّعت السعودية حضورها في الأسواق الدولية عبر إطلاق مشروع مشترك بين صندوق الاستثمارات العامة وشركة معادن، تحت اسم معادن منارة (Manara Minerals)، للاستثمار في أصول التعدين عالميًا. ومن أبرز خطواته استحواذه العام الماضي على حصة 10% في مشروع فصل النحاس والنيكل التابع لشركة Vale Base Metals البرازيلية بقيمة 26 مليار دولار.
تمثل المعادن النادرة، على وجه الخصوص، عنصرًا بالغ الأهمية في السباق العالمي على التكنولوجيا والطاقة النظيفة، إذ تدخل في تصنيع الهواتف الذكية، السيارات الكهربائية، والبطاريات المتقدمة.
ومع التوترات الجيوسياسية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، تسعى واشنطن لتأمين سلاسل إمدادها بعيدًا عن الاعتماد المفرط على الصين، وهنا تبرز السعودية كشريك محتمل قادر على لعب دور رئيسي، ليس فقط كمصدر للمواد الخام، بل أيضًا كمركز لمعالجتها وتصديرها للأسواق الغربية.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة