قصة 4 أطفال رضع تكلموا في المهد.. أحدهم توفى مع والدته
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
معجزات كثيرة، حققها الله سبحانه وتعالى آيات للجميع في مختلف الديانات السماوية، وتعد معجزة حديث الأطفال وهم في المهد أبرزها، خاصة أن الطفل عادة يحتاج من عامين إلى أكثر حتى يبدأ الحديث بشكل متقطع، لكن الله عز وجل بيده كل شيء وجعل من الطفل الرضيع شخص فصيح في الكلام.
على مدار نشر رسالة التوحيد، الذي كلف الله سبحانه وتعالى بها أنبيائه المرسلين للشعوب، وحدثت العديد من المعجزات، إلا أن حديث الأطفال الرضع لإظهار الحقائق وبراءة المؤمنين كانت أهمها، وفق أحاديث النبي محمد -صل الله عليه وسلم-، الواردة في 3 من كتب الصحاح الـ6 «البخاري ومسلم وأحمد» إذ أثبتت 4 رضع وأطفال نطقوا الحق في مهد حياتهم، ويعد من أبرز هؤلاء الأطفال هو سيدنا عيسى ابن مريم.
غابت السيدة مريم ابنة عمران عن الأعين، ومكثت زمنًا حتى جاءت إلى قومها وهي تحمل طفلها الذي كانت تحمله في أحشائها، وكانت تشعر بالخوف كثيرًا من ردة فعل قومها وهي تحمل طفل، إذ تعلم أن أذنها ستسمع أشد الكلمات فهي عذراء أنجبت دون أن يمسها بشر، وعند المواجهة بينها وقومها هنا تحققت المعجزة وتحدث سيدنا عيسى: «فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا *.. قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ».
«اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات».. كلمات دعاء تلفظت بها أم على ولدها، هكذا بدأت قصة جريج الراهب وصاحبه الطفل الرضيع الذي برئه وسط قومه، فضل «جريج» صلاته على إجابة نداء أمه لمدة 3 أيام، إذ كان على شريعة نبي الله عيسى عليه السلام، بنى صومعة يتعبد فيها حتى جاءته امرأة تفتنه فلم يعر إليها التفاتًا.
اغتاظت المرأة كثيرًا فسلمت نفسها لراعي غنم بقومها، حملت منه ثم وضعت، وادعت أنه ابن الراهب «جريج»، ليغضب عليه قومه وهدموا صومعته، ومن ثم ربطوه وطافوا به مسحولًا، فاستأذنهم أن يمهلوه وذهب ليصلي ركعتين، وبعدها نكز الرضيع بإصبعه قائلا: «من أبوك؟ فقال المولود: الراعي».
رضيع ماشطة ابنة فرعونبينما قصة رضيع ماشطة ابنة فرعون، بدأت حينما كانت الماشطة تقوم بعملها ومن ثم قالت بسم الله، هنا هرعت ابنة فرعون لأبيها تخبره بأن الماشطة تعبد إله غيره وقالت الماشطة: «نعم فهو ربي وربك»، فكان عقابها بأنه أحضر قدرًا من الزيت المغلي وألقى أولادها أمام عينيها إذ ظل الطفل الرضيع بين يديها وحينما رآها ترددت في مشيتها لإلقاء نفسها بالزيت قال لها «اثبتي يا أمي فإنك على الحق».
شاهد سيدنا يوسفوجاءت قصة شاهد يوسف عليه السلام في قوله تعالى: «وشهد شاهد من أهلها"، قال الله تعالى: "وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ، قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ، وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ، فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ، يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ".
حينما أخبر سيدنا يوسف عزيز مصر، أن زوجته هي من راودته عن نفسه، لم يصدقه وطلبت امرأة العزيز بأن يعاقب «يوسف»، هنا طلب نبي الله أن يستشهد بطفل رضيع من أحد أقارب امرأة العزيز «وشهد شاهد من أهلها»، كان على مقربة من الحادث فتعجب عزيز مصر من هذا الطلب كيف يمكن لطفل رضيع أن يتكلم، إلا أن الطفل فاجأ الجميع حينما قال «إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ، وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ، فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ» فقال عزيز مصر إن كيدكن عظيم، هكذا أنقذ الطفل الرضيع سيدنا يوسف من السوء أمام قومه في تلك اللحظة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أطفال المهد سيدنا عيسى شاهد يوسف جريج شاهد الطفل الرضیع
إقرأ أيضاً:
هل يكتفي آكلو الحرام؟
بديهي أن "ملامح نطق الحروف" كانت واضحة جلية عند أهل المغنى المحدثين؛ أي من نصف قرن فما أعلى، نعم ليس على الإطلاق لكن بدرجة، ولكن انفتح علينا عالم "المطربين الشباب"، ولو شئنا الدقة لقلنا "المؤدين الجدد"، فلم يكونوا في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي شبانا ولا مطربين، ومن المعروف أن أحدهم أخذ يغني ويصدر ألبومات رغم وجود "لحمية بأنفية" توجب عليه أن "يخن" أو يمضغ بعض الحروف ويغلق لأخرى، وكان أن أجرى الجراحة وعاد يغني فما ميّزنا قبل الجراحة من بعدها!
لما سألوا الراحل عبد الحليم حافظ عن إحدى المغنيات المشهورات في عصرها، نصحها مباشرة بأن تتعلم نطق مخارج الحروف على يد معلم للغة العربية؛ وأقر بأنه في بداياته فعل هذا وأنه لا يراه عيبا. لم ترد المطربة التي كانت ملء السمع والبصر وربما ما تزال، ولم تر في كلماته عيبا يستحق التوقف.
سمعت مؤخرا جزءا من أغنية تقول: "قولوا للي أكل الحرام كفاية.. بكرة إللي كلوه.."؛ وعبثا حاولت أن أستمع للكلمة الباقية من جملة الأغنية الأولى أو "اللازمة"، ثم غبت في التفكير حول مدلول الكلمات الذي ركبه آخر على مشهد مصور (فيديو) قصير لشاب يبدو قليل الخبرة يظن أنه ممتلئ بالصحة، فحاول رفع غطاء للمجاري في أحد شوارع القاهرة فسقط الغطاء البالغ الثقل على كتفه، وكاد يرديه، مشهد عجيب.. سيسرق عشرات أو حتى مئات الأغطية لصهرها ولكنه سيتسبب في إزهاق روح أو أكثر، فضلا عن الحوادث أو تدمير سيارات.
مضى السؤال في الذهن حول بقية الأغنية.. عن الكلمة الواحدة المختفية خلف حنجرة؛ لا المغني بل الناعي والنادب.. وكم كنا نتمنى أن نقر له لقب "المؤدي"!
ازدهى بعض الحرام في زماننا حتى صارت القسمة المميزة للنفس والأبناء، واستحلال الأموال من المال العام أو الإرث أو ما شابه؛ لازمة لدى البعض على الأقل، فتراه يستسيغ أن يعين أحبابه وأحبابهم في الوظائف المتاحة لديه، وأبناءه وأبناءهم بدون تدقيق، وربما مجرد رؤية، ويستوجب الشروط الوفيرة القاسية المعجزة على غيرهم، ولا يرى في هذا أو ذاك بأسا أو ذنبا!
ومن آكلي الحرام في زماننا أنت ترى أحدهم يأكل في الوجبة الواحدة ما يكفي عشرة، ويلقي الطعام في المهملات، ثم يرفض إعطاء خادمه لقمة أو أجرا يقيم أوَده وأبنائه، وقد يكون الخادم ترك فلذات كبده وأتى بدونهم من بلد بعيد.
ومن أكل الحرام سرقة المال العام، أو حتى مال الآخرين والإسراف منه، والتقطير حين يكون الأمر يخصنا، نرفع مؤشر التكييف ما دمنا عند صديق، ونتحكم فيه بأنفسنا في غياب رقابته، أو مجرد اطمئنانه لنا، ولذا قال أحدهم: إذا كنت تسرف في الوضوء في المسجد ولا تفعل ذلك بنفس الدرجة في بيتك فأنت نواة لمفسد!
ومن أكل الحرام الواضح البيّن أن نطلق أيدينا في المال لكي نجمعه لأبنائنا من بعدنا، ولو أضررنا بالآخرين، أو حتى خالفنا مبادئنا وراسخ ثوابت الدين الحنيف، وما قصة أبناء هشام بن عبد الملك الذين ورثوا ملايين الدنانير؛ فشوهدوا يشحذون على جسر بدمشق فيما أبناء سيدنا عمر بن العزيز الذي ترك دراهم قليلة كُفّن ودفن منها؛ فكان أحدهم يشاهَد يحمل أي يجهّز مائة مقاتل في سبيل الله بلوازمهم الخاصة والحربية.. ما القصة منا ببعيدة ولكننا كثيرا ما ننسى.
ومن يطلّق امرأة تزوجها دون علمها ويعاشرها كزوجة بعدها، ليحرمها من ميراثه ويدفعه لأبنائه من غيرها عنا ببعيدة..
أفما كفى ما مضى؟!
"قولوا للي أكل الحرام كفاية، بكرة إللي كلوا هيدفعوا".
كذا أتخيل الآن الكلمة الباقية!