الكيان الارهابي الأول في الكون
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لا حدود للاستبداد والظلم والتعسف الذي تمارسه عصابات الاحتلال ضد الفلسطينيين في قراهم ومزارعهم وتجمعاتهم السكنية، وربما تندهشون إذا علمتم ان الصهاينة يستخدمون مياه السقي ومياه الشرب كوسيلة من وسائل الضغط والتهجير، ثم يرغمونهم من بعد ذلك على ترك ارضهم ومغادرة منازلهم، والانتقال إلى مربعات سكانية يتجمعون فيها بعد عبورهم الحواجز والسير في مسالك اللاعودة، حتى عبروا عشرات الخنادق والأسلاك الشائكة خلال السنوات الماضية، وهكذا ارتبط مصيرهم بالنزوح والترحال المتكرر.
وربما لا تعلمون ان 90% من اقتصاد هذا الكيان الدموي قائم على المنح والهبات السخية التي تمنحها لهم المنظمات والمؤسسات والمراكز الأمريكية والأوروبية، التي تكلمنا عنها بالتفصيل في مقالات سابقة. في حين يتلقى العرب معونات بسيطة وشحيحة يستحوذ عليها عباس الوسواس الخناس. وتستحوذ عليها بعض الدكاكين النفعية المحسوبة على القضية الفلسطينية. فمن هو المحروم برأيكم ؟. .. .
وربما لا تعلمون أيضاً ان سجون الكيان المحتل مخصصة للفلسطينيين فقط، وفقط للفلسطينيين، ومن دون مراعاة للعمر حتى لو كانوا أطفالاً أو معاقين، اما أحكام السجن المؤبد فمحددة بسنوات طويلة قد تمتد لقرون وعقود، فبعض السجناء محكوم عليهم في زنازين انفرادية تمتد إلى 600 سنة. فمن هو الإرهابي برأيكم ؟. .
وربما لا تعلمون أيضا ان هذا الكيان السيء يمتلك اكبر المعسكرات الحربية، وأحدث الطائرات والدبابات، واقوى الأساطيل البحري، وأفضل تقنيات القبة الحديدية. وان الخدمة الإلزامية تشمل النساء والرجال وتشمل كل الأعمار ابتداء من عمر 15 سنة وحتى عمر الستين، وان جميع المستوطنين يحملون السلاح ويختزنون الذخيرة والعتاد في منازلهم، لكن قوتهم الهائلة تبددت وتلاشت في ليلة السابع من اكتوبر، ففي تلك الليلة كانت طائراتهم تقصف جنودهم، وكانت معسكراتهم هدفاً سهلاً لغارات صادمة يقودها رجال المقاومة بكل بسالة وثبات. .
ولا شك انكم تعلمون ان اسرائيل دمرت مستشفيات غزة بمن فيها، ونسفت مجمعات سكنية كاملة بذريعة تحرير 150 رهينة، بينما كان قطاع غزة يأوي 2000000 رهينة من فقراء الفلسطينيين على مدى 15 عاماً. فمن هو الارهابي برأيكم ؟. .
ولا شك انكم تعلمون ان اسرائيل نفسها عبارة عن كيان دخيل على الجغرافية السكانية لمنطقة الشرق الأوسط، وليس لديهم اي روابط تاريخيّة او دينية او قومية او ثقافية مع شعوب البلدان العربية القريبة والبعيدة. وربما اكتشف اليهود لأول مرة بعد طوفان الاقصى انهم غرباء على المنطقة، وأنهم دخلاء على أرض لا ينتمون اليها. فقرروا العودة إلى ديارهم التي نزحوا منها. .
اما الآن وبعد استشهاد 30 الف فلسطيني، وبعد حملات التدمير والإبادة الجماعية التي استخدمت فيها إسرائيل كميات هائلة من المتفجرات، وبعد حملات التجويع والتعطيش والحرمان التي اشترك فيها السيسي وملك الأردن، فقد ادركت شعوب الارض انهم امام مجازر بشرية مدعومة من القوى الغربية، وان بنود القانون الدولي عبارة عن نصوص خادعة تسري على المظلومين والمنكوبين، وان مجلس الامن عبارة عن واجهة كاذبة من واجهات الإستبداد العالمي، وادرك العرب ان جامعتهم العربية ومنظماتهم الإسلامية لا تلبي الطموح وعاجزة تماما عن قول كلمة الحق. .
د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فمن هو
إقرأ أيضاً:
لماذا فشل الكيان بتحييد جبهة اليمن
وفي هذا الإطار، يقول الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين إن إسرائيل باتت تعاني اختلالا في مفهوم الردع والدفاع، إذ اعتادت تاريخيا أن تكون ضرباتها أكثر ردعا وأثرا وأقل تكلفة، لكن بالأعوام الـ30 الأخيرة باتت تقوم بعملية ردع عبر الاحتلال.
ووفق حديث جبارين فإن إسرائيل تنفذ عمليات في اليمن ذات ضجيج إعلامي وبتكلفة كبيرة، لكن بأثر ردع قليل.
وبناء على ذلك، فإن إسرائيل عالقة بين البعد الإستراتيجي الاستخباراتي، وبين كل ما يريده وزيرا المالية والأمن القومي الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير للحفاظ على توليفة الحكومة.
وأمس الأحد، أعلن متحدث القوات المسلحة يحيى سريع تنفيذ 4 عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية حيوية بصاروخ باليستي فرط صوتي وطائرات مسيّرة، مؤكدا أنهم يعملون على فرض حظر كامل على حركة الملاحة الجوية في مطار بن غوريون بعد النجاح في فرض حظر جزئي.
بدوره، يقول الخبير العسكري العميد عابد الثور إن اليمنيين يرسلون رسالة مفادها أنهم "يمتلكون القوة الكافية لتوجيه ضربات للاحتلال طالما استمر بارتكاب جرائم الإبادة في قطاع غزة".
واستبعد الخبير العسكري ما يدعيه الاحتلال من إسقاط الصواريخ اليمنية، مشيرا إلى تقدم الصناعات العسكرية لليمنيين وأنها "ستثير رعبا، وستصل إلى مستوى إفشال قدرة الاحتلال في اعتراضها".
أما الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي فأكد أن ضربات اليمنيين تعد إحدى المشكلات التي تواجهها إسرائيل في غزة، لكنها ليست الوحيدة.
وحسب مكي، فإن هذه الضربات "لا تسبب صدمة لإسرائيل في منظومة الردع فحسب، وإنما بقدرتها في التعامل مع المحيط الخارجي".
وأعرب عن قناعته بأن صواريخ اليمن "سببت أزمة لإسرائيل في نظرتها لنفسها كدولة متفوقة في المنطقة".
وبشأن تداعياتها، قال الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات إن عمليات اليمن "تزيد تكاليف العدوان على غزة، وتجعل من الزمن عدوا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومخططه الكبير".
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن اليمنيين أطلقوا 43 صاروخا باليستيا من اليمن على إسرائيل، إضافة إلى ما لا يقل عن 10 طائرات مسيرة، منذ استئناف إسرائيل حربها على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي.
وأعرب عابد الثور عن قناعته بأن إسرائيل "فشلت في ضرباتها ضد منشآت مدنية واقتصادية وحيوية يمنية"، مؤكدا أن هذه الضربات تعد جريمة واضحة.
وأضاف "لو كانت إسرائيل قادرة على فرض حظر بحري وجوي على اليمن لنفذته منذ بداية طوفان الأقصى"، مشيرا إلى أن "اليمنيين يعلمون بنتائج إسناد غزة، وأصروا على ذلك للرد على المجازر".
وأطلق اليمنيون 17 صاروخا منذ الثاني من الشهر الماضي، أي بمعدل صاروخ كل يومين تقريبا، مما يعطل حركة الطيران ويحدث إرباكا مستمرا في الحركة الطبيعية للإسرائيليين.
من جانبه، يرى الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي أن ذهاب إسرائيل إلى تصعيد مع اليمنيين يعني تصعيدا مع إيران، "لذلك تبقى عالقة في جبهة اليمن، دون أي قدرة بسبب العمى الاستخباراتي وغياب الردع الحقيقي".
وجدد تأكيده على أن ضربات اليمنيين لديها تكلفة اقتصادية واجتماعية على إسرائيل.
إستراتيجية واشنطن
وبشأن الدور الأميركي، قال الخبير العسكري إن واشنطن خرجت عسكريا من البحر الأحمر، لكن إسنادها الاستخباراتي واللوجستي لا يزال مستمرا مع إسرائيل.
في المقابل، قال مكي إن الولايات المتحدة لم تبدِ أي رد فعل سياسي أو عسكري واضح باتجاه ضربات اليمن، مشددا على أن واشنطن يهمها وجود ضغوط على نتنياهو، و"ألا يشعر بالأمان المطلق".
ووفق مكي، فإن المفاوضات بين واشنطن وطهران لن تنعكس على ضربات اليمنيين باتجاه إسرائيل، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اقتنع بعد ضربات واشنطن على اليمن بأنه "دخل مستنقعا ومغامرة خاسرة، مما سيعرضه لخسائر أخلاقية وعسكرية".
الجزيرة