العلاقات الثنائية بين مصر وبلغاريا.. شراكة تاريخية تتخطى الـ 90 عامًا
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
بالتزامن مع لقاء الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، ماريا جابرييل، نائبة رئيس الوزراء وزيرة خارجية بلغاريا، والوفد المرافق لها، وذلك بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، ديان كاتراتشيف، سفير بلغاريا لدى مصر، والسفير خالد عمارة، مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية.
تستعرض بوابة الوفد فى السطور التالية العلاقات الثنائية بين مصر وبلغاريا شركة تاريخية من القرن الماضى
تحمل العلاقات الثنائية بين مصر وبلغاريا طابعا خاصا ومتميزا، فمصر هى الدولة العربية الأولى التى أقامت بلغاريا معها علاقات دبلوماسية فى عام 1926، وسيحتفل كلا البلدين بالذكرى المئوية لعلاقاتهما الثنائية فى عام 2026.
وقبل بدء العلاقات الدبلوماسية، كانت هناك علاقات تاريخية عميقة الجذور، حيث ارتبط البلدان باعتبارهم من أصحاب الحضارات القديمة، وشهدت الدولتان تفاعلات متعددة وطبيعة مختلفة على مر العصور، سواء العلاقات التاريخية، أو التبادل الثقافى والتجارى والدينى.
العلاقات بين البلدين تعود إلى العصور الوسطى المبكرة والمتأخرة، وعلى سبيل المثال وجود اتصالات دبلوماسية بين المملكة البلغارية الثانية وسلطنة المماليك فى مصر تعود إلى القرنين الثالث عشر والرابع عشر، كما توضح وجود بعثات مبعوثين بلغاريين إلى مصر فى عهد السلاطين ركن الدين بيبرس، وسيف الدين قلاوون، وناصر الدين محمد، ويذكر المؤرخون أيضا معلومات عن تاريخ بلغاريا فى العصور الوسطى، وكانت فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى شاهدة على علاقات أكثر ديناميكية بين البلدين، تميزت بتبادل الزيارات المتعددة على مختلف المستويات والتعاون فى مختلف المجالات.
ومؤخرا، طورت الدولتان علاقات ثنائية ديناميكية جديدة، ويتجلى ذلك فى التبادل المكثف للزيارات رفيعة المستوى، حيث بحث وزير الخارجية سامح شكرى خلال زيارته لبلغاريا فى نوفمبر 2018 إنشاء اللجنة الثنائية المشتركة للتعاون، كما قام الرئيس رومان راديف بزيارة رسمية إلى مصر فى مارس 2019، ووفقا للمصادر البلغارية، فإن بلغاريا تنظر الآن إلى مصر باعتبارها شريكًا أساسيًا ذا أهمية إستراتيجية متزايدة، حيث يشهد البلدان تعاونًا ثنائيًا مثمرًا ومتوسعًا فى مختلف المجالات، وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية، تعتبر بلغاريا مصر الشريك التجارى الأكبر والأكثر أهمية لها فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وشريكًا رئيسيًا فى مجال الطاقة، وموردًا محتملاً للغاز الطبيعى والكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.
فى المقابل، يمكن لبلغاريا، باعتبارها من أكبر 20 منتجًا للقمح عالى الجودة فى العالم، أن تلعب دورا فى مساعدة مصر على التغلب على عواقب أزمة الغذاء العالمية وتنويع وارداتها، وقبل انهيار التجارة العالمية الناجم عن جائحة كورونا، كان حجم التجارة بين البلدين فى ارتفاع مستمر، ففى عام 2019، وصل حجم التجارة الثنائية إلى مستوى قياسى بلغ 1,274 مليار دولار أمريكى، بميزان إيجابى لمصر، ثم حدث انخفاض كبير عام 2020 بسبب الجائحة ليبلغ التبادل 582,2 مليون دولار، وشهد البلدان فى عام 2021 انتعاشًا بطيئًا للتجارة لتصل إلى 590,8 مليون دولار، وفى الفترة من يناير إلى سبتمبر 2022، بلغ حجم التجارة الثنائية 665,7 مليون دولار.
ويمثل التعاون الاقتصادى والصناعى والزراعة وصناعة الأغذية والسياحة والثقافة والتعليم والعلوم والبحوث مجالات واعدة للغاية لتعزيز الشراكات، كما تعمل المؤسسات العلمية والبحثية فى البلدين عن كثب منذ سنوات، ففى عام 2021، رفعت الأكاديمية البلغارية للعلوم والأكاديمية المصرية للبحث العلمى والتكنولوجيا مستوى تعاونهما، بتوقيع اتفاقية جديدة، لتمكين الفرق العلمية من تنفيذ مشروعات مشتركة لمدة عامين فى مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة، وعلوم النانو، والطب الحيوى، والتنوع البيولوجى، وتغير المناخ، وعلم الفلك وغيرها، ويحظى المهندسون والعلماء البلغار باحترام كبير فى مصر، وتتم الاستعانة بهم فى عملية تنفيذ عدد من المشروعات.
وفى مجال السياحة، كانت مصر وجهة سياحية شهيرة للبلغاريين، مع زيادة سنوية فى أعدادهم قبل كورونا، ففى الفترة من 2018 إلى 2019، زار مصر نحو ٢٧ ألف سائح بلغارى، وهم ينجذبون بشكل خاص إلى شواطئ البحر الأحمر، وأيضًا إلى التراث الثقافى والأثرى، ممثلا فى المعالم المصرية القديمة، وفى المقابل تقدم بلغاريا أيضًا تراثًا تاريخيًا غنيًا وجمالا طبيعيا، حيث لا تزال واحدة من أكثر الوجهات السياحية شعبية فى جنوب شرق أوروبا، وزارها نحو 2300 مصرى فى عام 2021.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رئيس مجلس الوزراء نائبة رئيس الوزراء وزيرة خارجية بلغاريا فى عام
إقرأ أيضاً:
سفير مصر لدى موريتانيا: العلاقات بين البلدين تقوم على أسس راسخة من التقدير والاحترام
أكد سفير مصر لدى موريتانيا، الدكتور أحمد طايع، أن العلاقات بين البلدين تقوم على أسس راسخة من التقدير والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مشيرًا إلى تطور وتميز العلاقات بين مصر وموريتانيا.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقده السفير المصري مع الوزير الأول الموريتاني المختار ولد أجاي في إطار متابعة نتائج الدورة الثانية للجنة المصرية الموريتانية المشتركة التي عقدت برئاسة وزيري خارجية البلدين في نواكشوط يوم 27 مايو 2025، ونتائج زيارة السيد وزير الخارجية لموريتانيا يومي 26 و27 مايو الماضي.
واستعرض السفير المصري تطورات الاتفاقات والمشروعات التي تم الاتفاق على المضي قدمًا فيها خلال اللجنة المشتركة وزيارة وزير الخارجية لموريتانيا، واتفق الجانبان على استغلال قوة الدفع التي ولدها عقد الدورة الثانية من اللجنة المشتركة لتطوير وتعزيز التعاون في كافة المجالات، وخاصة في مجالات الصيد والخدمات الصحية والدواء.
وأعرب السفير المصري في الوقت ذاته عن تطلع مصر لترقية التعاون الاقتصادي ليصل لمصاف العلاقات السياسية المتميزة القائمة بينهما.
من جهته، أشاد الوزير الأول الموريتاني بعمق ومتانة العلاقات المصرية الموريتانية، مشيراً إلى تطلع موريتانيا لتعزيز التعاون مع مصر خاصة في المجالات الاقتصادية والتنموية والتعليمية.. كما دعا الشركات المصرية للاستثمار في موريتانيا.
وأكد على وجود إرادة سياسية واضحة لدى موريتانيا لدعم التعاون مع مصر في ظل الفرص الاقتصادية المتاحة في موريتانيا، والإمكانيات والخبرات الواسعة التي تتمتع بها الشركات المصرية بما يمهد الطريق لتحقيق طفرة في التعاون الاقتصادي بينهما.
اقرأ أيضاًوزير الخارجية يترأس الجانب المصري خلال أعمال اللجنة المشتركة مع موريتانيا في نواكشوط
نبش قبر يُثير جدلا في موريتانيا.. وحملة إقالات موسعة بتوجيهات رئاسية
رئيسة تليفزيون موريتانيا تشيد بالتطور الكبير في مصر وبناء العاصمة الإدارية