حضور صيني لافت في معرض الدفاع العالمي بالسعودية.. فاق أمريكا وروسيا
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
حظي زوار معرض الدفاع العالمي، الذي أقيم هذا الأسبوع على بعد حوالي 40 ميلًا خارج العاصمة السعودية الرياض، بنظرة نادرة عن قرب، بعرض بعض المعدات العسكرية الصينية، والتي بات ظهورها طاغيا عن المعدات الروسية والأمريكية.
ووفق تقرير لموقع "بريكينج ديفينس"، وترجمه "الخليج الجديد"، فقد كان معرض الدفاع العالمي، فرصة لصناعة الدفاع في الصين لمحاولة التفوق على المنافسة على "المسرح العالمي" إذا جاز التعبير، على غرار العروض في المعارض الخليجية الأخرى.
وعلى الرغم من أن الشركات الصينية قدمت مجموعة من المنصات والأسلحة التي فاق عددها الولايات المتحدة وجميع الأجنحة الدولية الأخرى، فإن أولئك الذين يتوقون إلى إلقاء نظرة على الطائرات المقاتلة أو السفن الحربية ذات الإنتاج التسلسلي بالحجم الطبيعي، سيصابون بخيبة أمل، لأن النماذج غير ذات الحجم الكبير في جميع أنحاء العالم.
وربما جاءت شركات الدفاع الأمريكية بأعداد كبيرة لعرض منتجاتها، بقيادة شركات مثل "لوكهيد مارتن" و"بوينج" و"رايثيون"، لكن الشركات الصينية استحوذت على أكبر مساحة أرضية خارج الدولة المضيفة، كما نظمت بكين عرضا جويا للمرة الأولى.
وأشارت البيانات التي شاركها المنظمون إلى أن المساحة الأرضية في الصين، معظمها في منطقة انطلاق "الدفاع الصيني"، بلغت 4668 مترًا مربعًا (أكثر من 50 ألف قدم مربع)، وهي الأكبر من أي مدعو دولي، متقدمة على تركيا بحضورها الضخم في المعرض والتي بلغت مساحة معروضاتها 4355 مترًا مربعًا، والولايات المتحدة بنحو 3335 مترًا مربعًا.
في المجمل، حضرت 36 شركة صينية، وفقًا لقائمة العارضين في المعرض.
اقرأ أيضاً
معرض الدفاع بالسعودية.. هكذا تفوقت الصين على أمريكا وروسيا
وعلى الرغم من أنها لا تشغل مساحة كبيرة من مساحة العرض، إلا أن عدد الشركات الأمريكية يفوق عدد الشركات الصينية بشكل كبير، حيث يوجد أكثر من 100 منظمة مدرجة رسميًا.
وخلال المعرض، تم تنظيم طيران لطائرات (J-10) من فريق "با يي للأكروبات" التابع للقوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني، وهو الأول من نوعه في معرض الدفاع العالمي.
وبالنسبة للمسؤولين الأمريكيين الذين طالما أعربوا عن قلقهم بشأن جهود الصين لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، ربما كان معرض الدفاع العالمي هذا العام قد قدم مشهداً مثيراً للقلق، لكنهم قد يجدون العزاء في عدم تسجيل أي طلبات جديدة من جانب الصين، على الأقل علناً.
وبشكل عام، لم يبلغ المسؤولون الحكوميون والمصنعون من جميع الدول الحاضرة عن طلبات شراء سلع باهظة الثمن مثل الطائرات المقاتلة.
ومع ذلك، أعلن المنظمون الخميس أنه تم تقديم 61 طلبًا بقيمة 26 مليار ريال سعودي (6.9 مليارات دولار)، في حين تم أيضًا إبرام 73 مذكرة تفاهم، بما في ذلك العديد من الشركات الأمريكية والأوروبية.
يشار إلى أنه كان من بين الحضور كبار مقاولي الدفاع الصينيين وسلطات التصدير العسكرية، بما في ذلك الشركة الوطنية الصينية لاستيراد وتصدير الآلات الدقيقة (CPMIEC)، والشركة الوطنية الصينية لاستيراد وتصدير تكنولوجيا الطيران (CATIC)، وشركة الصين الحكومية لبناء السفن (CSSC)، وشركة الصناعات الشمالية الصينية (نورينكو).
اقرأ أيضاً
السعودية والصين.. اتفاقية تعاون لتنمية وتطوير القطاع التقني في المملكة
وهيمنت الطائرات بدون طيار المسلحة وغير المسلحة على المجموعة الواسعة من المعدات كاملة الحجم التي عرضتها الصين، ولكنها غطت أيضًا نماذج الطائرات المقاتلة والصواريخ جو-جو وأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي بعيدة المدى والمضادة للدبابات.
كما تم عرض الطائرة مسلحة بدون طيار من طراز (Wing Loong II)، مثل تلك التي تم بيعها للمملكة في عام 2017، والمدفع المضاد للطائرات (LD-35)، ونظام أسلحة الدفاع الجوي المتكامل، ونموذج صاروخي مضاد للسفن أسرع من الصوت من طراز (CM-302) وطائرة (Blue Arrow) الجوية.
وكانت عائلة صواريخ أرض-أرض من بين الأنظمة الأكثر لفتًا للنظر المعروضة، والتي من بينها الصاروخ المضاد للدبابات من طراز (Red Arrow 12E) وقذيفة (GP155B) الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
كما عرضت شركات أقل شهرة، مثل مجموعة (Hoverwing Technology) ومقرها بكين منتجاتها، بما في ذلك الطائرة بدون طيار ذات الإقلاع والهبوط العمودي الهجين (HW150V).
ولا تزال العلاقات العسكرية الوثيقة بين الصين والسعودية، والتي شملت تدريبات بحرية مشتركة في السنوات الأخيرة، مثيرة للقلق الشديد للولايات المتحدة والحلفاء الغربيين، وفق التقرير الذي قال إنه "على المستوى التنافسي لا يزال هناك القليل من الأدلة على أن بكين تعطل الأعمال الدفاعية الأمريكية السعودية في أي مجال".
وتتصدر الولايات المتحدة قائمة مصدري الأسلحة في العالم وفي السعودية.
اقرأ أيضاً
لتعاون نووي مع السعودية.. لماذا تتردد أمريكا؟ وماذا تفعل الصين؟
وتُظهر البيانات الصادرة عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) أنه في الفترة من 2018 إلى 2022، تم طلب ما يقرب من خمس إجمالي صادرات واشنطن الدفاعية من قبل المملكة.
وفي الفترة نفسها، هيمنت الطلبات الواردة من باكستان وبنغلاديش وصربيا على الصادرات العسكرية الصينية.
وتواجه الصين أيضًا فجوة كبيرة يجب تعويضها إذا أرادت اللحاق بالولايات المتحدة من حيث الصادرات الدفاعية، حيث تمتلك حصة منخفضة تبلغ 5.2%، متخلفة عن حصة واشنطن البالغة 40%، وفقًا لـ(SIPRI).
وفي الوقت نفسه، حضرت روسيا، المنافس الجيوسياسي الأكبر الآخر لأمريكا، معرض الدفاع العالمي بحضور أقل من الصين، لكنه لا يزال أكبر عرض لها في الخليج منذ بدء الحرب الأوكرانية في فبراير/شباط 2022.
وأظهرت الشركات الروسية مجموعة متنوعة من منصات الدفاع، ليس فقط كنماذج مصغرة، ولكن الأنظمة الفعلية بما في ذلك طائرات "أورلان" بدون طيار، والمركبات المدرعة مثل (MRAP)، وطائرات النقل العسكرية "إليوشن" (IL-76MD-90A)، بالإضافة إلى صواريخ وقاذفات وبنادق كلاشينكوف.
وعلى الرغم من إدراج 4 منظمات روسية فقط في قائمة العارضين، إلا أن منتجات أكثر من 20 شركة كانت معروضة بالفعل، والعديد منها تحت مظلة وكالة التصدير الدفاعية التابعة للدولة "روسوبورونيكسبورت".
اقرأ أيضاً
السعودية تتراجع إلى المركز الرابع في الإنفاق العسكري بعد أمريكا والصين وروسيا
ويقول المدير العام لشركة "روسوبورونيكسبورت" ألكسندر ميخيف، في بيان صدر في مطلع فبراير/شباط: "مقارنة بعام 2022، تضاعف حجم المعرض الروسي".
وفي بيان منفصل أصدرته الحكومة الروسية في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال مانتوروف إن "معظم العينات المعروضة (من المعدات الروسية المعروضة) تتمتع بخبرة حقيقية في الاستخدام في القتال"، في حين أشار إلى أن "المنتجات الروسية تولد تقليديًا الكثير من الاهتمام".
وتحدثت وكالات حكومية روسية أخرى بعبارات مماثلة، على الرغم من أنه كما هو الحال في الصين، لم تعلن موسكو عن أي طلبات.
قبل المعرض، قالت شركة "روسوبورونيكسبورت" إنها تقدم العديد من أنواع الطائرات بدون طيار للتصدير، بما في ذلك طائرات الاستطلاع بدون طيار (Orion/Strike)، وطائرات الاستطلاع بدون طيار (Orlan-10E وOrlan-30)، بالإضافة إلى ذخيرة (Kub-E).
وأضاف البيان: "نحن نتفاوض بشأن الإنتاج المحلي للطائرات بدون طيار على أراضي العميل، وأعمال البحث والتطوير المشتركة على الطائرات بدون طيار المتقدمة".
وتابع: ""تستند هذه المقترحات إلى الخبرة الغنية في تنظيم مثل هذه البنية التحتية في التوظيف الجماعي للمركبات غير المأهولة في ظروف القتال الحقيقية."
اقرأ أيضاً
«ذا ديبلومات»: السعودية تتجه لتوطيد علاقاتها الدفاعية مع الصين بعد فوز «ترامب»
وفي معرض الدفاع العالمي، على عكس معرض "دبي للطيران" و"آيدكس" الذي أقيم في الإمارات العام الماضي، كان الجناح الروسي في صالة العرض الداخلية، من بين منصات وأكشاك الشركات العالمية الأخرى، ولم يكن معزولاً في منطقة عرض منفصلة.
والجمعة، أُسدل الستار على النسخة الثانية من "معرض الدفاع العالمي" للعام الحالي، بتوقيع 61 عقد شراء قيمتها 26 مليار ريال (نحو 7 مليارات دولار)، وبمشاركة 773 عارضاً و441 وفداً رسمياً يمثّلون 116 دولة.
وقد زار المعرض 106 آلاف شخص، وسُجل توقيع 73 اتفاقية، منها 17 اتفاقية مشاركة صناعية تمت طوال أيام المعرض.
وتضمن المعرض مجموعة من البرامج التي أسهمت في إثراء صناعة الدفاع والأمن، مثل منصة الدفاع للفضاء، ومنصة مستقبل الدفاع، وبرنامج المرأة في الدفاع وبرنامج مواهب المستقبل.
وركز المعرض، الذي تنظمه "الهيئة العامة للصناعات العسكرية"، على التكامل المشترك بين أنظمة الدفاع الجوي والبري والبحري والأقمار الاصطناعية وأمن المعلومات، وذلك تحت سقف واحد في بيئة مثالية للتواصل والابتكار وتحفيز الشركات.
ومن المتوقع أن تنظم النسخة الثالثة عام 2026.
اقرأ أيضاً
صور.. السعودية تنهي التدريبات العسكرية المشتركة مع الصين
المصدر | بريكينج ديفينس - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية الصين تعاون دفاعي معرض الدفاع العالمي الرياض روسيا أمريكا طائرات صواريخ معرض الدفاع العالمی على الرغم من بما فی ذلک اقرأ أیضا بدون طیار من بین
إقرأ أيضاً:
حاملات الطائرات الصينية في المحيط الهادئ.. رسالة توسعية تقلق تايوان واليابان
قال وزير الدفاع التايواني، ويلينغتون كو، اليوم الأربعاء، إن تنفيذ حاملتي الطائرات الصينيتين عمليات متزامنة في المحيط الهادئ لأول مرة، يحمل رسالة سياسية واضحة تعكس الطموحات التوسعية لبكين. اعلان
تصريح كو جاء بعد أن أعلن وزير الدفاع الياباني، أمس، أن ظهور الحاملتين يشير إلى نية الصين توسيع قدراتها العسكرية خارج حدودها الإقليمية.
وأكد كو أن القوات المسلحة التايوانية تتابع تحركات الحاملتين بشكل دقيق، مشيرًا إلى أن عبور الصين من السلسلة الأولى من الجزر إلى السلسلة الثانية ينطوي على دلالات سياسية صريحة تعكس نزعة توسعية متزايدة. وتمتد السلسلة الأولى من الجزر من اليابان إلى تايوان والفلبين وصولًا إلى جزيرة بورنيو، في حين تشمل السلسلة الثانية مناطق أبعد في المحيط الهادئ، منها جزيرة غوام التابعة للولايات المتحدة.
Relatedالصين توسّع نفوذها البحري في المحيط الهادئ: استعراض لقدرات خفر السواحل وخطط لدوريات مشتركةالصين تطوق تايوان ومجموعة جزر نائية في مناورة عسكرية ضخمة تضم حاملات طائرات وسفن حربيةمقتل شخص وفقدان سبعة آخرين في تحطم طائرتي هليكوبتر تابعتين للبحرية اليابانية في المحيط الهادئمن جهته اعتبر الجيش الصيني هذه التحركات بأنها تدريب روتيني لا يستهدف أي دولة أو منطقة بعينها، وتُشغّل الصين حاليًا حاملتي طائرات، بينما تخضع حاملة ثالثة لاختبارات بحرية استعدادًا لدخول الخدمة، وتراقب تايوان عن كثب التحركات العسكرية الصينية، في ظل التدريبات والمناورات المستمرة التي تجريها بكين بالقرب من الجزيرة، وتواصل تحديث قدراتها الدفاعية لمواجهة تصاعد القوة العسكرية الصينية.
وفي السياق ذاته، أعلن رئيس أركان القوات الجوية التايوانية، لي تشينغ-جان، أمام البرلمان، أن نحو 12 طائرة من أصل 66 طائرة مقاتلة من طراز F-16V، التي طلبتها تايوان من الولايات المتحدة، يُتوقع أن تصل خلال العام الجاري، على أن يتم تسليم البقية في عام 2026. وأوضح أن الجانب الأميركي عبّر عن تفاؤله خلال الاجتماع الأخير بشأن الجدول الزمني للتسليم، وأشار إلى أن أكثر من عشر طائرات ستصل قبل نهاية هذا العام.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تستمر فيه تايوان في التعبير عن قلقها حيال تأخيرات سابقة في تسليم الطائرات، التي تتميز بأنظمة تسليح ورادار وإلكترونيات طيران متطورة، مصممة لمواجهة التهديدات المتزايدة من جانب القوات الجوية الصينية، بما في ذلك مقاتلات J-20 الشبحية.
ومنذ مايو الماضي، كثّفت الصين من نشاطها العسكري البحري بإرسال عدد غير مسبوق من السفن الحربية وسفن خفر السواحل عبر مناطق واسعة من مياه شرق آسيا، وفقًا لما أفادت به وثائق أمنية ومصادر رسمية، في تحركات أثارت قلقًا متصاعدًا في عواصم المنطقة.
بدورها أكدت وزارة الدفاع اليابانية أن الحاملتين الصينيتين، "لياونينغ" و"شاندونغ"، نفذتا عمليات في منطقتين منفصلتين من المحيط الهادئ قرب جزر نائية جنوب اليابان، مضيفة أن "لياونينغ" دخلت المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان بالقرب من جزيرة "ميناميتوريشيما" الواقعة شرق "آيو جيما".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة