بريطانيا تفرض عقوبات على 4 مستوطنين في الضفة
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
فرضت وزارة الخارجية البريطانية عقوبات على 4 مستوطنين إسرائيليين متطرفين، لارتكابهم أعمال عنف وانتهاكات لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وأضافت الوزارة أنه كانت هناك مستويات غير مسبوقة من أعمال العنف من قبل المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية خلال العام الماضي.
وتفرض العقوبات قيودا مالية وحظرا للسفر على المستوطنين الأربعة.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إنه يجب على إسرائيل أن تتخذ إجراءات أقوى، وأن تضع حدا لعنف المستوطنين في الضفة الغربية.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات أيضا في وقت سابق من الشهر الجاري على 4 إسرائيليين اتهمتهم بالتورط في أعمال عنف بالضفة الغربية.
بالمقابل، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير في بيان إن قرار بريطانيا فرض العقوبات على 4 مستوطنين إسرائيليين بمثابة ارتباك أخلاقي كبير، وتساءل عن عدم إصدارها عقوبات على كل من شارك في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، معتبرا أن القرار تعاون مع حركة المقاطعة "بي دي إس".
وأضاف بن غفير أن القرار البريطاني لا يستند إلى أي خلفية قانونية، بل إلى معطيات مجموعات "يسارية متطرفة" حسب وصفه، مؤكدا مجددا مواصلة دعمه للمستوطنين.
من هم المستوطنون الأربعة؟وذكرت الخارجية البريطانية أن المشمولين بتجميد أرصدتهم في المملكة المتحدة ومنعهم من الحصول على تأشيرة سفر إليها هم:
موشيه شارفيتمستوطن متطرف هدد وضايق واعتدى على رعاة غنم فلسطينيين وعائلاتهم في وادي الأردن.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023 دفع شارفيت مجتمعا من الفلسطينيين يضم 20 عائلة إلى النزوح بعد أن اعتدى على السكان وأمهلهم 5 ساعات للمغادرة، وفق وزارة الخارجية البريطانية.
ينون ليفيزعيم البؤرة الاستيطانية "مزرعة ميتاريم" التي أنشئت في 2021، والتي لجأ المستوطنون فيها إلى العنف الجسدي وتدمير الممتلكات لإجبار السكان الفلسطينيين على النزوح في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
تسفي بار يوسفزعيم مستوطنين، حيث استخدم وسائل الترهيب والعنف منذ تأسيسه للبؤرة الاستيطانية "مزرعة تسفي" في 2018 ضد الفلسطينيين المحليين، بما في ذلك تهديده مرتين عائلات أثناء نزهتها.
إيلي فيدرمانضالع في عدد من حوادث الاعتداء على رعاة غنم فلسطينيين على التلال في جنوب الخليل.
تصاعد العنفوتصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في أنحاء الضفة الغربية بشكل كبير منذ أشهر تزامنا مع إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى وبدء الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة.
وأدت الزيادة الكبيرة في عنف المستوطنين بالضفة الغربية إلى ضغوط متزايدة من بعض أبرز حلفاء بايدن الديمقراطيين لاتخاذ إجراءات لكبح جماحها.
ووفقا لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن سلطات الاحتلال والمستوطنين نفذوا 1593 اعتداء على الفلسطينيين في الضفة الغربية، بينها 186 اعتداء نفذها مستوطنون.
وتشير التقديرات إلى أن عدد المستوطنات في الضفة بلغ مع بداية عام 2023 نحو 176 مستوطنة و186 بؤرة استيطانية.
ووفق تقرير نشرته مجموعة داعمة للاستيطان أمس الأحد واستند إلى إحصاء رسمي للسكان أصدرته الحكومة الإسرائيلية، فإن عدد المستوطنين في الضفة بلغ 517 ألفا و407 مستوطنين بحلول 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتعتبر الأمم المتحدة ومعظم المجتمع الدولي الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة عام 1967 غير قانوني، وتدعو إسرائيل إلى وقفه، لكن دون جدوى، محذرة من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفقا لمبدأ حل الدولتين.
ويصعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي حملات الدهم والاقتحامات في مدن وبلدات الضفة الغربية، حيث ارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين في الضفة -بما فيها القدس- إلى 393 منذ بدء الحرب المدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إضافة إلى نحو 4450 مصابا و6950 أسيرا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أکتوبر تشرین الأول فی الضفة الغربیة الفلسطینیین فی عقوبات على
إقرأ أيضاً:
نحو ولاية رابعة… رئيس ساحل العاج الحسن واتارا يعلن ترشّحه للانتخابات الرئاسية في أكتوبر/ تشرين الأول
أعلن رئيس ساحل العاج الحسن واتارا، الثلاثاء، ترشحه لولاية رابعة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. الخطوة المثيرة للجدل تأتي بعدما أُعيد انتخاب واتارا، البالغ من العمر 83 عامًا، لولاية ثالثة متنازع عليها في عام 2020، رغم أنه كان قد صرّح سابقًا برغبته في التنحي. اعلان
ومع ذلك، أظهر واتارا تغيّراً في رأيه بشأن الترشح لولاية جديدة، حيث أشار في يناير/ كانون الثاني إلى رغبته في الاستمرار في منصب الرئيس.
وقال واتارا، الذي انتُخب رئيسًا لأول مرة في أكبر دولة منتجة للكاكاو في العالم عام 2010، في رسالة فيديو على حسابه على موقع "إكس" (تويتر سابقاً): "دستور بلادنا يسمح لي بالترشح لولاية أخرى، وصحتي تسمح بذلك".
وأضاف: "أترشح لأن بلادنا تواجه تحديات أمنية واقتصادية ومالية غير مسبوقة تتطلب خبرة في التعامل معها".
مبررًا قراره التراجع عن وعده السابق بعدم الترشح لولاية أخرى، قال واتارا: "الواجب أحيانًا يتجاوز الوعد الذي قُطع بحسن نية".
وتابع: "لهذا السبب، وبعد دراسة متأنية، وبكامل وعيي، أعلن اليوم أنني قررت الترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2025".
المرشح الأوفر حظاً
قرار رئيس ساحل العاج، الحسن واتارا، بالترشح لولاية جديدة في أكتوبر يعني أن أكبر دولة منتجة للكاكاو في العالم ستضطر مجددًا إلى انتظار وعده بتسليم زمام الأمور لجيل جديد من القادة السياسيين.
لكن المصرفي الدولي السابق، البالغ من العمر 83 عامًا، يأمل أن يدفعه اقتصاد قوي وتنافس ضعيف إلى ولاية رابعة، مما يُطيل فترة الاستقرار النسبي بعد الحرب الأهلية التي أوصلته إلى السلطة عام 2011.
أعلن واتارا ترشحه يوم الثلاثاء، مؤكدًا أن صحته لا تُشكل مشكلة. ومع استبعاد أبرز سياسيي المعارضة في البلاد من الترشح، يُصبح واتارا المرشح الأوفر حظًا.
خياراته الاقتصادية تدعمه
واتارا، الخبير الاقتصادي الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، والذي تشمل سيرته الذاتية توليه مناصب محافظ البنك المركزي لغرب أفريقيا ونائب المدير العام لصندوق النقد الدولي، لطالما صوّر نفسه كخبير تكنوقراطي بارع قادر على تحقيق نمو مُطرد.
الأرقام تُؤكد صحة كلامه، إذ يتوقع صندوق النقد الدولي ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي إلى 6.3% هذا العام، بما يتماشى مع المتوسط على مدى العقد الماضي.
كما أثبت كفاءته السياسية، حيث أبرم صفقاتٍ سهلت مساعي إعادة انتخابه السابقتين، وتجنبت تكرار أعمال العنف واسعة النطاق التي أعقبت فوزه في الانتخابات على سلفه لوران غباغبو أواخر عام 2010.
Related ساحل العاج تستعيد السيطرة على آخر القواعد الفرنسية في البلادالحسن واتارا يفوز بولاية رئاسية ثانية في ساحل العاجحوار حصري - المتحدث باسم رئيس ساحل العاج المنتخب الحسن واتارا: "نأمل ألا تخلق الأزمة انقسامات مصطنعة"العنف السياسي رافق مسيرته
أدى رفض غباغبو قبول الهزيمة في تلك الانتخابات إلى حرب أهلية قصيرة أودت بحياة أكثر من 3000 شخص، وانتهت فقط باعتقاله في مخبأ بمقر إقامته في أبيدجان.
وُلد واتارا في ديمبوكرو بوسط ساحل العاج في الأول من يناير/ كانون الثاني عام 1942 وحصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة بنسلفانيا.
اكتسب سمعة طيبة بفضل إدارته الاقتصادية الكفؤة كرئيس للوزراء في عهد الرئيس المؤسس فيليكس هوفويه بوانيي، الذي تذكر فترة حكمه بعقود من الازدهار الزراعي القائم على الصادرات، والذي ساهم في بناء شوارع زاخرة بأشجار النخيل وناطحات سحاب.
أدت وفاة هوفويه بوانيي عام 1993 إلى جانب التحديات الاقتصادية المتعلقة بالتعديل الهيكلي وانخفاض قيمة العملة الإقليمية، إلى فترة أكثر اضطرابًا في السياسة الإيفوارية.
بعد انقلاب عام 1999 استُبعد واتارا من الترشح للرئاسة في العام التالي بحجة أن أحد والديه من بوركينا فاسو. ووصف غباغبو، الذي فاز في تلك الانتخابات، واتارا بأنه "مرشح للأجانب".
أدى تمرد عام 2002 ضد غباغبو إلى تقسيم البلاد إلى قسمين، تاركًا نصفها الشمالي في أيدي المتمردين، وكثير منهم من جماعة ديولا العرقية التي ينتمي إليها واتارا.
كانت الحرب إلى حد كبير نتيجة لسياسات معادية للأجانب اتبعتها الحكومات الإيفوارية المتعاقبة ضد المزارعين المهاجرين من بوركينا فاسو ومالي، والتي استهدفت أيضًا سكان شمال كوت ديفوار الذين تربطهم بهم روابط ثقافية.
واتارا رئيساً للجمهورية
في انتخابات عام 2010، شكل واتارا اتفاقًا مع الرئيس السابق هنري كونان بيدييه، مما ساعده على ضمان فوزه في جولة الإعادة ضد غباغبو.
بعد خمس سنوات، وبينما كان غباغبو ينتظر المحاكمة في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، أعاد واتارا تأكيد تحالفه مع بيدييه، وفتح علامة تبويب جديدة، وفاز بسهولة بإعادة انتخابه بنسبة 83% من الأصوات.
في عام 2020، تعهد واتارا في البداية بعدم الترشح مرة أخرى، لكنه تراجع عن ذلك بعد وفاة خليفته المفضل، رئيس الوزراء آنذاك أمادو غون كوليبالي، بعد عدة أشهر.
جادل واتارا بأن الدستور الجديد الذي أُقرّ عام 2016 أعاد تحديد مدة ولايته الثانية، على الرغم من معارضة خصومه ومقاطعتهم.
وأفاد مسؤولون لاحقًا بأن اشتباكات بين المؤيدين المتنافسين قبل وبعد انتخابات 2020 أسفرت عن مقتل 85 شخصًا.
شهدت فترة حكمه للبلاد انسحاب القوات الفرنسية مطلع عام 2025.
هذه المرة، استُبعد أبرز مرشحي المعارضة. فقد قررت اللجنة المستقلة للانتخابات استبعاد رئيس الحزب الديمقراطي تيجان تيام من القائمة الانتخابية، بسبب جنسيته الفرنسية، كما حظرت على الرئيس السابق لوران غباغبو المشاركة لاتهامه بقضايا فساد واحتيال على البنك المركزي لدول غرب أفريقيا.
وقال واتارا إن "نجاحه في إحلال السلام بعد عقد من الأزمة لا يزال قائمًا. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به فيما يتعلق بتوزيع الثروة للحد من التفاوتات الاجتماعية".
وتحظى الانتخابات المقبلة بدعم إفريقي، حيث أعلن الاتحاد الأفريقي استعداده لمساعدة كوت ديفوار، في تسيير الانتخابات الرئاسية المقرّرة في أكتوبر/تشرين الأول القادم.
وكان الاتحاد قد أرسل في الأيام الماضية بعثة إلى العاصمة أبيدجان، برئاسة وزير خارجية تشاد السابق صالح النظيف، وتم استقبالها من طرف الرئيس الحسن واتارا، كما أجرت لقاءات بالأطراف الفاعلة في المشهد السياسي، مثل الرئيس السابق لوارن غباغبو.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة