الخليج الجديد:
2024-06-16@12:30:55 GMT

معاقبة أونروا ردّاً على حكم لاهاي

تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT

معاقبة أونروا ردّاً على حكم لاهاي

معاقبة "أونروا" ردّاً على حكم لاهاي

كل بند من قرار محكمة العدل الدولية يحمل إدانة ضمنية للكيان الصهيوني، ويُحمّله المسؤولية عما جرى ويجري في غزّة، وفي كل فلسطين، من جرائم.

تعليق المساعدات لأونروا مسعى مكشوف للتحايل على قرارات المحكمة التي طالبت بإيصال المساعدات إلى قطاع غزّة المحاصر والمُعتدى عليه وعلى سكّانه.

شكّل قرار المحكمة صفعة لإسرائيل وداعميها بالغرب، فنحن إزاء حكم قضائي محايد، صدر عن هيئة قضاة ينتمي كثيرون منهم، إن لم تكن غالبيّتهم، إلى بلدان غربية داعمة لعدوان إسرائيل.

ليس افتعال إسرائيل مشكلات مع "أونروا" جديداً، فهناك تاريخ حافل من مساعي تل أبيب لإعاقة الوكالة عن أداء مهامّها الإنسانية، ومضاعفة معاناة الشعب الفلسطيني، خاصة في منعطفات الحروب.

"إسرائيل قالت قبل أسابيع إنها تريد خروج أونروا من غزّة، ودأبت على بناء قضية ضدّها منذ مدة طويلة" فجاءت المعركة الحالية كمحاولة لتنفيذ ذلك، وصرف الانتباه عن حكم لاهاي الذي أغاظ الاحتلال.

* * *

حتى قبل إصدار محكمة العدل الدولية حكمها في الدعوى المرفوعة من جنوب أفريقيا حول الإبادة الجماعية في غزّة، وصف المختصّون من أهل القانون الدفاع الإسرائيلي أمام المحكمة "بالركاكة والضعف"، فيما جاءت مرافعة جنوب أفريقيا "متماسكة ومتينة وحُضّر لها جيّداً بالوثائق والصور والفيديو والشهادات والقوانين، ومبنية على حجج قويّة".

أي أن ما انتهت إليه المحكمة من قرارات، في السادس والعشرين من يناير/ كانون الثاني الماضي، باتخاذ اجراءات مؤقتة لتفادي التمادي في الجرائم الجارية كان مرجّحاً، حين لم تأخذ على محمل الجدّ دفاع الفريق القانوني لإسرائيل القائم على المطالبة بإسقاط القضية، بزعم عدم توفّر شروطها، وتسويغ العدوان على غزّة بوصفه "دفاعاً" عن النفس ضد حركة حماس ومنظمّات فلسطينية أخرى التي وصفها بـ"الإرهابية".

صحيحٌ أن المحكمة لم تدعُ إلى وقفٍ فوريٍّ للعدوان على غزّة، وما زالت تهمة الإبادة الجماعية لأهالي القطاع قيد النظر من المحكمة، إلا أن ما تحقّق إنجاز قانوني كبير لجنوب أفريقيا، وقبل ذلك وبعده، للقضية العادلة للشعب الفلسطيني.

وبنظرة إلى ما خلصت إليه المحكمة من قرارات، نجد أن كل قرار منها يحمل إدانة ضمنية للكيان الصهيوني، ويُحمّله المسؤولية عما جرى ويجري في غزّة، وفي كل فلسطين، من جرائم.

ولا يقلّ أهمية عن ذلك رفض المحكمة مطالبة ممثلي الكيان أمام المحاكمة بعدم قبول دعوى جنوب أفريقيا، حيث أكّدت المحكمة وجاهة الدعوى، وتوّفر الأدلة على جديّة ما تضمّنته من حقائق ومعطيات.

وما له دلالة قانونية ورمزية كبيرة أن قرارت المحكمة اتُّخذت بأغلبيةٍ ساحقةٍ من القضاة الذين نظروا القضية، باستثناء اثنين منهم، أحدهما قاضٍ معيّن من الكيان، وألزمت القرارات دولة العدو بتقديم تقرير بشأن ما اتّخذت من تدابير لتنفيذ ما طالبت به المحكمة خلال شهر من تاريخ صدور الحكم.

ويفرض هذا مسؤولية كبيرة على المجتمع الدولي، حكوماتٍ ومؤسّساتٍ ومنظمّات دوليّة، بممارسة كل ما هو ضروري من أوجه رقابة وضغط على الكيان للامتثال لإرادة المحكمة.

شكّل القرار صفعة لإسرائيل، ولداعميها في الغرب، فنحن إزاء حكم قضائي محايد، صدر عن هيئة قضاة ينتمي كثيرون منهم، إن لم تكن غالبيّتهم، إلى بلدان غربية داعمة لإسرائيل في عدوانها.

وفي مقدّمتهم رئيسة المحكمة أميركية الجنسية، التي انتصرت للضمير ومنطق العدالة، ولم يجد هذا الكيان وداعموه ردّاً على الحكم وإعاقة لتنفيذ بنوده سوى افتعال معركتهم مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

حيث أعلنت 12 دولة غربية، بينها الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا وهولندا وفرنسا ورومانيا والنمسا، بالإضافة إلى اليابان، قراراً يقضي بتعليق المساعدات المالية للوكالة، بعد ترويج مزاعم بضلوع بعض موظفيها في هجمات "حماس" في 7 أكتوبر، وفق تقارير إسرائيلية لا يمكن الاعتداد بصدقيّتها.

تعليق المساعدات للوكالة المذكورة مسعى مكشوف للتحايل على قرارات المحكمة التي طالبت بإيصال المساعدات إلى قطاع غزّة المحاصر والمُعتدى عليه وعلى سكّانه.

علماً أن "أونروا" تأسّست لمساعدة الفلسطينيين بعد قيام دولة الاحتلال عام 1948، وبدأت عملياتها في مايو/ أيار 1950، لتقديم الرعاية "لحوالي خمسة ملايين لاجئ فلسطيني منتشرين في الأردن ولبنان وسورية والأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزّة.

وتشمل خدماتها التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والبنية التحتية وتحسين المخيمات والدعم المجتمعي والقروض الصغيرة والاستجابة لحالات الطوارئ في أوقات النزاع المسلح".

ليس افتعال إسرائيل المشكلات مع "أونروا" جديداً، فهناك تاريخ حافل من مساعي تل أبيب لإعاقة الوكالة عن أداء مهامّها الإنسانية، ومضاعفة معاناة الشعب الفلسطيني، خصوصاً في منعطفات الحروب، كالحرب غير المسبوقة في غزّة وتمادي دولة الاحتلال في بطشها.

وهذا ما شهدت به محلّلة بارزة في مجموعة الأزمات الدولية مختصة بالشأن الإسرائيلي مؤكّدة أن "إسرائيل قالت قبل أسابيع إنها تريد خروج الوكالة من غزّة، ودأبت على بناء قضية ضدّها منذ مدة طويلة"، فجاءت المعركة الحالية كمحاولة لتنفيذ ذلك، وصرف الانتباه عن الحكم الصادر في لاهاي الذي أغاظ المحتلّين.

*د. حسن مدن كاتب وباحث من البحرين

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة أونروا حماس محكمة العدل الدولية الكيان الصهيوني القانون الدولي الإبادة الجماعية وكالة غوث اللاجئين فی غز ة

إقرأ أيضاً:

رغم حرب غزة.. تعرف على أشكال الدعم الأمريكي لإسرائيل

أكدت الولايات المتحدة أن إسرائيل ستحصل على "كل ما تحتاجه"؛ لدعم هجوم مضاد على قطاع غزة؛ الذي تحكمه حماس. كما وعدت بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية لإسرائيل، وفي 20 أكتوبر، أعلن الرئيس جو بايدن أنه طلب من الكونغرس مساعدة إضافية لإسرائيل بقيمة 14 مليار دولار.


دعم الولايات المتحدة لإسرائيل


عقب اندلاع الحرب الفلسطينية الإسرائيلية في أكتوبر 2023، بدأت الولايات المتحدة بإرسال سفن حربية وطائرات عسكرية إلى شرق البحر المتوسط، وتزويد إسرائيل بالذخيرة والمعدات العسكرية. أكدت الولايات المتحدة أن إسرائيل ستحصل على "كل ما تحتاجه" لدعم هجومها المضاد على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس.

تقدم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية سنوية لإسرائيل بقيمة 3.8 مليارات دولار، ومع ذلك، تزايدت الانتقادات من مسؤولين أمريكيين بارزين تجاه إسرائيل بسبب ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة، حيث خلفت الحرب عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، أغلبهم من الأطفال والنساء.


جمدت الولايات المتحدة إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل بعد تخطيطها لاجتياح رفح. تضمنت هذه الشحنة:

- 1800 قنبلة تزن الواحدة منها ألفي رطل (907 كيلوغرامات).
- 1700 قنبلة تزن الواحدة منها 500 رطل (226 كيلوغراما).

الدعم العسكري المقدم منذ 7 أكتوبر

منذ 7 أكتوبر الماضي، قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل ما يقرب من 21 ألف ذخيرة موجهة، استخدم نصفها تقريبًا في غزة. وقد نُقلت هذه الأسلحة جوًا مباشرة، حيث لجأت واشنطن مرتين إلى قواعد الطوارئ لتجاوز موافقة الكونغرس. تشمل هذه المساعدات:

- قنابل "إم.كيه-82".
- ذخائر الهجوم المباشر "كيه.إم.يو-572".
- قنابل "إف.إم. يو-139".
- 200 طائرة ضمن الجسر الجوي الأمريكي محملة بالسلاح والمركبات المصفحة.
- نحو 10 آلاف طن من السلاح والمعدات.
- مركبات مدرعة، وأسلحة، ومعدات حماية شخصية وطبية، وذخيرة.
- 25 مقاتلة "F-35".
- 25 مقاتلة "F-15 AI".
- 12 طائرة أباتشي.
- 230 طائرة شحن.
- 20 سفينة محملة بالأسلحة.
- قنابل، وقذائف مدفعية، ومركبات مدرعة، فضلًا عن معدات قتالية للجنود.
- مروحيات هجومية "أباتشي".

وفي 2 ديسمبر الماضي، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية، قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل إمدادات عسكرية كبيرة، تضمنت:

1. 100 قنبلة خارقة للتحصينات من طراز "بي إل يو-109".

2. عشرات الآلاف من الأسلحة والذخائر، بما في ذلك:
  - 57 ألف قذيفة مدفعية
  - 5 آلاف قنبلة من طراز "Mk82"
  - 5،400 قنبلة برؤوس حربية "Mk84"
  - نحو 1،000 قنبلة ذات قطر صغير "GBU-39" 
  - نحو 3،000 قنبلة "جدام"

3. عشرات المقاتلات الحديثة من طراز "إف-35" و"إف-15".

4. طائرات هجومية من طراز "أباتشي".

مقالات مشابهة

  • بسبب العار.. إسرائيل تدرس معاقبة الأمم المتحدة
  • باحثة: 93 دولة تتحرك لدعم المحكمة الجنائية في مواجهة إسرائيل
  • 93 دولة تدعم المحكمة الجنائية الدولية في مواجهة إسرائيل
  • رئيسة وزراء إيطاليا: حماس استطاعت جر الكيان المحتل الى الفخ ونجحت في ذلك
  • وفاة آخر شخص من يهود اليمن في أرحب بعدما هجّرهم قسرا الإمام يحيى لتأسيس دولة الكيان في فلسطين
  • نائب إطاري:سنطرد الشركات الداعمة لإسرائيل
  • بيان مشترك لـ93 دولة تجدد دعمها للمحكمة الجنائية الدولية
  • بيان مشترك لـ93 دولة يدعو لاحترام المحكمة الجنائية الدولية
  • 93 دولة تطالب الاحتلال بالتعاون مع مع المحكمة الجنائية الدولية
  • رغم حرب غزة.. تعرف على أشكال الدعم الأمريكي لإسرائيل