شكّل اغتيال القيادي في قوات الحشد الشعبي (ذات الأغلبية الشيعية) أبو باقر الساعدي، أحد أهم قادة كتائب «حزب الله» العراقي، في منطقة المشتل، شمال شرق العاصمة العراقية، بغداد، الضربة الأكبر للميليشيات الموالية لإيران، منذ اغتيال نائب هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، المشرف على تأسيس الحشد، في الثالث من يناير 2020، قرب مطار بغداد الدولي.

جاء اعتراف القيادة المركزية الأمريكية (المعنية بإدارة عمليات الجيش الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط) بـ«مقتل القائد الكبير في كتائب حزب الله العراقي، خلال غارة على بغداد» مهندس الصواريخ، والطائرات المسيرة والعمليات في الخارج، إلى جانب مسئول منظومة المعلومات في الكتائب المدعومة من إيران، أركان العلياوي، داخل السيارة نفسها، ليؤكد الاستراتيجية التي استلهمتها الولايات المتحدة، وإسرائيل من إيران والكيانات التابعة لها، المعروفة بـ«وحدة الساحات» كأحد أشكال التنسيق في تنفيذ العمليات الميدانية.

تنفذ القوات الأمريكية- الإسرائيلية عملياتها وفق منهج «وحدة الساحات» في 5 دول عربية على الأقل (فلسطين، العراق، سوريا، اليمن، لبنان)، ومناطق أخرى تعمل فيها إيران عبر كيانات، وميليشيات وفصائل مسلحة، ضمن الصراع البيني على مناطق النفوذ في المنطقة العربية، حيث تواصل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل انتهاك سيادة الدول المذكورة، فيما تقوم الميليشيات المحسوبة على إيران بالرد في إطار «وحدة الساحات»!

نفذ الجيش الأمريكي (بدعم لوجيستي ومعلوماتي إسرائيلي) ضربات انتقامية، ضد 85 هدفاً في العراق وسوريا، فيما تواصل القوات الأمريكية ضرباتها لأهداف تابعة لجماعة الحوثي في اليمن، وتنفذ إسرائيل عمليات دموية في فلسطين، وسوريا، وجنوب لبنان، وذلك منذ التوجيه الصادر عن الرئيس الأمريكي، جو بايدن بضرب أهداف في العراق وسوريا، زاعمًا أن «الولايات المتحدة لا تسعى إلى التصعيد في الشرق الأوسط، إلا أنها سترد حتمًا على من يؤذي الأمريكيين»!!!

تبدى ذلك بعد استهداف، البرج 22 في الأردن، الذي يضم قاعدة أمريكية، ما تسبب في مقتل 3 جنود أمريكيين، وإصابة أكثر من 40 شخصًا، حيث كانت العملية نقطة فاصلة، وظفها الجيش الأمريكي في المزيد من الاستهدافات، لاسيما في العراق، التي كان أكبرها (من واقع رد الفعل العراقي) اغتيال «الساعدي»، و«العلياوي» التي تسببت في توقف المشاورات العراقية- الأمريكية، حول مستقبل القوات الأمريكية في العراق، التي كانت محل نقاش منذ نهاية الشهر الماضي.

كانت المشاورات العراقية- الأمريكية تسير في اتجاه انسحاب القوات الأمريكية من العراق، أو تتحول إلى دور استشاري، بعد تزايد المطالب برحيل القوات عن العراق، جراء تعمد انتهاكها المتعمد لسيادة البلاد، على عكس مزاعم الجيش الأمريكي بـ«إبلاغ الحكومة العراقية بالضربات التي تنفذها في العراق»، وهو ما تنفيه الحكومة العراقية، فيما تؤكد الميليشيات المسلحة في العراق أنه «لا بد من انسحاب القوات الأمريكية من العراق».

وكتائب «حزب الله» في العراق، تم تأسيسها عقب الغزو الأمريكي- البريطاني للعراق، عام 2003، كفصيل مسلح، موالٍ لإيران، تحت مظلة ما يسمى بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» التي تضم جماعات شيعية مسلحة، متشددة أعلنت مسئوليتها عن أكثر من 150 هجومًا على القوات الأمريكية، خلال الـ5 أشهر الأخيرة، والكتائب (التي تصنفها الولايات المتحدة، جماعة إرهابية) مسئولة عن هجمات على أهداف عسكرية ودبلوماسية، من خلال الصواريخ، وقذائف الهاون والعبوات الناسفة، والقناصة دون إعلان، أو نفي رسمي لمسئوليتها عما يحدث.

كانت كتائب «حزب الله» العراقي، أعلنت في وقت سابق «تعليق الهجمات ضد الأهداف الأمريكية» تماشيًا مع المحادثات العراقية الأمريكية حول الانسحاب، قبل أن تمهل حركة «النجباء» الشيعية، رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، من أجل «اتخاذ موقف حاسم بعد مقتل القيادي أبو باقر الساعدي، وإلا ستنتقم بنفسها» فيما قال مسئول أمريكي إن بلاده «لم تخطر العراق بالضربة سوى بعد تنفيذها، بسبب مخاوف أمنية.. الضربة كانت مخططة منذ توجيه الرئيس جو بايدن للجيش بمراجعة الخيارات بعد الهجوم الذي استهدف تمركز أمريكي في الأردن».

وهددت الفصائل العراقية بالرد على اغتيال «الساعدي» حيث شدد الأمين العام لما يسمى بـ«عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي أنه «على العراق تقديم طلب رسمي لمجلس الأمن للمطالبة بانسحاب فوري للقوات الأجنبية.. الاعتداءات الأمريكية لم تتوقف رغم خطوات الحكومة، والتزام الفصائل التهدئة» فيما أكد رئيس خلية الإعلام الأمني بالعراق، اللواء تحسين الخفاجي، أن «استهداف سيارة تابعة للحشد الشعبي يعتبر تقويضًا للتفاهمات مع الولايات المتحدة، وخرق للسيادة العراقية».

عراقيًّا، دعا نائب رئيس مجلس النواب، شاخوان عبد الله (خلال تصريحات إعلامية) الأمم المتحدة، والاتحاد البرلماني الدولي لـ«الوقوف إلى جانب العراق في منع تكرار الاعتداءات العسكرية التي يتعرض لها من دول الجوار والولايات المتحدة.. استمرار الاعتداءات، يعقد الأوضاع، ويوسع مساحات النزاعات والأزمات.. نرفض تحويل العراق إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل العراق بايدن جالانت نتنياهو الولایات المتحدة القوات الأمریکیة الجیش الأمریکی وحدة الساحات فی العراق حزب الله

إقرأ أيضاً:

صفقات نجوم أفارقة مع الأندية العراقية

آخر تحديث: 27 يوليوز 2025 - 12:24 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- كشفت أندية عراقية عن صفقات وتعاقدات مهمة للاعبين محليين ومحترفين على مستوى عالٍ، أبرزهم من التونسيين، خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، مما سيُصعّد من شدة التنافس بين فرق دوري نجوم العراق للموسم 2025-2026.وضم نادي أمانة بغداد المدافع الغامبي لامين ساماته إلى صفوفه، قادماً من نادي النجمة البحريني، لتمثيل كرة الأمانة لموسم واحد، فيما شهدت الانتقالات الصيفية إحدى أبرز الصفقات في دوري نجوم العراق، حيث انتقل حمدي العبيدي، لاعب المنتخب التونسي البالغ من العمر 23 عاماً، إلى نادي أمانة بغداد. ويُعد حمدي من بين أبرز المواهب في المنتخب التونسي، ومن المتوقع أن يكون إضافة مهمة لفريق الأمانة في الموسم المقبل.وبدأ العبيدي مسيرته الكروية في الفئات السنية لنادي الإفريقي التونسي، وتدرج ليصبح لاعباً محترفاً ضمن صفوف الفريق الأول منذ عام 2020. وخلال خمسة مواسم قضاها مع الإفريقي، خاض 126 مباراة وسجل 28 هدفاً، مما يعكس قدراته الهجومية.كما تعاقد نادي الزوراء مع المهاجم التونسي هيثم الجويني، فيما تعاقدت الهيئة الإدارية للنادي أيضاً مع المدافع عمر نوري لمدة موسمين، قادماً من نادي الكرخ.ووقّع عمران زكي، حارس المنتخب العراقي الأولمبي وحارس نادي زاخو السابق، على كشوفات نادي الموصل لموسم واحد.إلى ذلك، وقّع المدرب باسم قاسم رسمياً مع إدارة نادي القوة الجوية لإدارة كرة “الصقور” في الموسم الكروي المقبل، وذلك بعد انتهاء عقده مع نادي الطلبة.في المقابل، أعلن نادي أيك لارنكا القبرصي تعاقده مع لاعب المنتخب العراقي يوسف الأمين، قادماً من نادي الوحدة السعودي. ويُشار إلى أن النادي القبرصي يشارك في الدوري الأوروبي، ومن المتوقع أن يتواجد يوسف الأمين اليوم في قبرص لإكمال عقده الذي تصل قيمته إلى أكثر من نصف مليون يورو، بعقد يمتد لموسمين.

مقالات مشابهة

  • رئيس الأركان الإيراني: لانثق في وعود أمريكا وإسرائيل
  • عضو عليا الوفد يطالب بتعليق تعاون الدول العربية اقتصاديا مع أمريكا وإسرائيل حتى تتوقف حرب غزة
  • نائب:السوداني خان العراق ببيع قناة خور عبدالله العراقية للكويت
  • نائب:لن نسمح للسوداني ولغيره بمس السيادة العراقية
  • رابطة الدوري الأمريكي لكرة القدم تسعى لاستقطاب مولر إلى الولايات المتحدة
  • ذا نيويورك صن: تطور القدرات اليمنية يزيد قلق أمريكا وإسرائيل وحلفائهما
  • عطاف يستقبل المستشار الرفيع لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية لإفريقيا
  • صفقات نجوم أفارقة مع الأندية العراقية
  • ما هي الخيارات الأخرى التي تدرسها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد حماس؟
  • العراق ثاني أكبر مُصدِّر للنفط إلى أمريكا خلال أسبوع