أقرت صحيفة "جلوبس" الإسرائيلية  (Globes) بأنه بينما تقف حكومات أوروبية إلى جانب تل أبيب في حربها المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فإن تيار الرأي العام الأوروبي يسير ضد إسرائيل.

الصحيفة قالت، في مقال ترجمه "الخليج الجديد"، إن "الحكم الذي أصدرته محكمة الاستئناف الهولندية، الإثنين الماضي، بأن توريد قطع الغيار لمقاتلات "إف-35" (F-35) الإسرائيلية من هولندا يجب أن يتوقف خلال أسبوع؛ بسبب المخاوف من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، يمثل مرحلة أخرى في تآكل مكانة إسرائيل".

وتابعت: "وكما هو الحال في دول أخرى، يعكس الحكم التوتر بين موقف بعض الحكومات والأحزاب السياسية في أوروبا من جهة والرأي العام ووسائل الإعلام في القارة من جهة أخرى بشأن إسرائيل"، التي تخضع للمرة الأولى لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين.

وأضافت أنه "في حين وقفت حكومات أوروبية عديدة إلى جانب إسرائيل، سواء بالمساعدة المادية أو الدبلوماسية أو حتى القانونية، ركزت وسائل الإعلام الأوروبية على (مأساة) الجانب الفلسطيني وسيل الإدانات لتل أبيب من الهيئات الدولية، مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وخلص هؤلاء إلى أن إسرائيل مذنبة بارتكاب جرائم حرب في غزة".

اقرأ أيضاً

حرب غزة.. محكمة هولندية تأمر بوقف تصدير قطع "إف-35" لإسرائيل خلال أسبوع

جرائم حرب

و"في أكتوبر الماضي، قالت مصادر لصحيفة NRC الهولندية إن إسرائيل طلبت بشكل عاجل قطع غيار لطائراتها المقاتلة بسبب الحرب على غزة، محذرة من أن الامتثال لطلبها قد يجعل هولندا متواطئة في جرائم الحرب"، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

وزادت بأنه "في أعقاب التسريب، قدمت منظمات حقوق إنسان، بينها أوكسفام وباكس ومنتدى الحقوق، التماسا إلى محكمة المقاطعة في لاهاي لوقف تصدير قطع الغيار،  لكن المحكمة رفضت الالتماس".

غير أن هذه المنظمات، وفقا للصحيفة، لم تستسلم، فقبل أسبوعين، قدمت استئنافا أمام محكمة الاستئناف في لاهاي، وأرفقوه برسالة موقعة من عشرات الدبلوماسيين الهولنديين الحاليين والسابقين جاء فيها أن الحكومة تبنت سياسة مؤيدة لإسرائيل لأسباب بينها رغبة رئيس الوزراء مارك روته في تعيينه أمينا عاما لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبالفعل قبلت المحكمة الالتماس، وقضت بوقف تصدير جميع قطع الغيار خلال أسبوع.

وحذرت الصحيفة من أنه "من شأن هذا الحكم أن يعيد تنشيط الحملة القانونية ضد إسرائيل في أوروبا، ولا سيما الاستنتاج بأن هناك خطرا واضحا من ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في غزة من جانب مقاتلات إف-35".

وخلصت المحكمة إلى أن "إسرائيل لا تأخذ في الاعتبار عواقب قصفها المدنيين؛ مما تسبب في مقتل عدد غير متناسب من الأشخاص"، أكثر من 28 ألف، بينهم آلاف الأطفال.

المحكمة وجدت أيضا أنه وفقا للمعاهدات الدولية التي وقَّعت عليها هولندا، فإنها ملزمة بحظر تصدير الأسلحة إذا كان هناك خوف من انتهاك القانون الدولي، ولذلك قضت بعدم جواز تصدير قطار الغيار.

ولا يزال بإمكان الحكومة الهولندية الاستئناف أمام المحكمة العليا، ولكن حاليا يتعين عليها وقف تصدير قطع الغيار.

اقرأ أيضاً

لهذه الأسباب.. حكم العدل الدولية يدمر سمعة إسرائيل دوليا ويضر أمريكا ويقسم أوروبا

المعركة في المحاكم 

وإلى جانب هولندا، وقَّعت معظم دول أوروبا الغربية على المعاهدات نفسها، وفي المملكة المتحدة، تشن "الحملة ضد تجارة الأسلحة" منذ أسابيع هجوما ضد توريد قطع الغيار لمقاتلات إف-35.

و"نشرت الحملة خريطة للقواعد التي تأتي منها قطاع الغيار، وقد يدفعهم النصر القضائي في هولندا للجوء إلى المحاكم"، كما زادت الصحيفة.

وأردفت: "بالفعل، أعلنت بلجيكا وإسبانيا، الدولتان اللتان اتبعتا سياسات مؤيدة للفلسطينيين في الأشهر القليلة الماضية، وقف توريد أي ذخائر إلى إسرائيل، وحتى في إيطاليا، التي تعتبر رئيسة وزرائها (جورجيا ميلوني) حتى الآن مؤيدا لإسرائيل، صرح وزير الخارجية  أنطونيو تاياني في يناير/كانون الثاني الماضي بأن بلاده أوقفت تزويد إسرائيل بأي أسلحة وذخائر".

وخلصت إلى أنه "يبدو الآن أن المحاكم، بعد الشوارع، أصبحت ساحة المعركة الرئيسية لمَن يحاولون وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وقد تعرضت جهود إسرائيل لحشد الرأي العام في أوروبا لهزيمة أخرى في هولندا".

اقرأ أيضاً

برلماني أيرلندي: شعوب أوروبا تقف بجانب فلسطين عكس حكوماتها الداعم لانتهاكات إسرائيل 

المصدر | جلوبس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة إسرائيل أوروبا الرأي العام هولندا محكمة قطع الغیار فی أوروبا

إقرأ أيضاً:

صحيفة إسرائيلية تكشف النشاطات العسكرية لجيش بلادها في مدينة رفح

كشفت صحيفة إسرائيلية، اليوم السبت، عن النشاطات العسكرية لجيش بلادها في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وذكرت صحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية، مساء اليوم السبت، أن الجيش الإسرائيلي وضع خطة عسكرية للعمل في مدينة رفح، تقوم على القضاء على عناصر الفصائل الفلسطينية التي وصفها بـ"الإرهابية".

وأوضحت الصحيفة أن عملية القضاء على عناصر الفصائل الفلسطينية لم تتوقف على ما فوق الأرض فحسب، بل وتحت الأرض أيضا من خلال الأنفاق، مع تحديد مواقع الأسلحة ومنصات الإطلاق الموجهة نحو الأراضي الإسرائيلية.

وأكدت الصحيفة الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني أن لواء "ناحال" العسكري هو الذي يقاتل في رفح جنوبي قطاع غزة.

وفي سياق متصل، حمَّلت مصر، في وقت سابق اليوم السبت، مجددا الجانب الإسرائيلي مسؤولية نتائج إغلاق معبر رفح البري، وتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.

ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية"، عن مصدر مصري رفيع المستوى، قوله إن "مصر أكدت لكافة الأطراف موقفها الثابت والقائم على عدم فتح معبر رفح طالما بقيت السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني منه"، مشيرا إلى أن هناك جهود مصرية مكثفة للعودة إلى مفاوضات الهدنة بقطاع غزه في ضوء الطرح الأمريكي الأخير.

وكشف المصدر، عن "اجتماع مصري أمريكي إسرائيلي مزمع عقده غدا بالقاهرة لبحث إعادة تشغيل معبر رفح البري في ظل تمسك مصر بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من المنفذ".

ويشار إلى أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد أعلن أمس السبت، عن مقترح جديد لوقف الحرب في غزة، يتضمن 3 مراحل، قائلا إنه "حان الوقت لإنهاء هذه الحرب".

وأضاف بايدن أن "المرحلة الأولى ستستمر 6 أسابيع، وتتضمن وقفاً كاملاً لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وإطلاق سراح عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنون والجرحى، مقابل الإفراج عن مئات السجناء الفلسطينيين".

وتشمل المرحلة الثانية من الاتفاق إطلاق "جميع الرهائن الباقين على قيد الحياة، بما في ذلك الجنود الذكور"، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة و"وقف دائم لإطلاق النار". أما المرحلة الثالثة من الاتفاقيات تنص على إعادة إعمار قطاع غزة.

توالت ردود الفعل المرحبة بدعوة بايدن، حيث رأى كل من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة أن المقترح يمثل "بصيص أمل" لإنهاء الحرب.

فيما أكدت "حماس" في بيان، الجمعة، استعدادها للتعامل "بشكل إيجابي وبنّاء مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من قطاع غزة وإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى جميع أماكن سكناهم وإنجاز صفقة تبادل جادة للأسرى والمحتجزين".

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، أسفرت عن مقتل أكثر من 36 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، بحسب البيانات الرسمية.

 

مقالات مشابهة

  • أوبن إيه آي تكشف: حملة إسرائيلية سرية تستخدم الذكاء الاصطناعي للتأثير على الرأي العام
  • ترامب ينضم لتيك توك.. وتحذير من سجن قد لا يتقبله الرأي العام
  • صحيفة دولية: التحالف الدولي تخلى عن ضبط النفس في تعامله مع الحوثي
  • صحيفة إسرائيلية تكشف النشاطات العسكرية لجيش بلادها في مدينة رفح
  • صحيفة أمريكية: سبل قليلة أمام ترامب لإلغاء إدانته في محكمة نيويورك
  • لقجع يجيب عن أسئلة الرأي العام ويستعرض وضعية المالية العمومية في مقهى المواطنة
  • نواب هولنديون يطالبون بمحاسبة إسرائيل بعد تجاوزها مع «العدل الدولية»
  • رئيس دورتموند : لن نخسر أمام ريال مدريد
  • غضب في هولندا بسبب تجسس الموساد على «الجنائية الدولية» ومطالبات بمحاسبة إسرائيل
  • بعد أيام من اختفائها.. عودة فتاة دكرنس وسط تساؤلات عن سبب تغيبها