أفادت 4 مصادر مطلعة بأن بعض الدول العربية، بينها الإمارات العربية المتحدة، تعمل على تقييد قدرة الولايات المتحدة على استخدام القواعد العسكرية على أراضيها لشن غارات جوية انتقامية على وكلاء إيران.

وذكر موقع "بوليتيكو"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن السبب وراء هذا التقييد أن الإمارات ودول أخرى "لا تريد الظهور وكأنها ضد إيران أو قريبة جدا من الغرب وإسرائيل أمام الرأي العام"، وفقا لما نقله عن مسؤول أمريكي ومساعد أحد نواب الكونجرس ومسؤولين غربيين، طلبوا جميعًا عدم الكشف عن هويتهم.

وأوضح المسؤول الأمريكي أن ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة دفع العديد من الدول العربية، وخاصة تلك التي "تحاول الانفراج مع إيران"، إلى تقييد استخدام الولايات المتحدة وشركائها لأراضيها في شن غارات جوية على الحركات المدعومة من إيران في العراق وسوريا واليمن.

وأضاف أن بعض الدول العربية تقيد الوصول إلى القواعد العسكرية الأمريكية وتحليق الطائرات المشاركة في هذه الضربات ضد وكلاء إيران، فيما ورفض ممثل عن سفارة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن التعليق.

ونشرت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة آلاف الجنود في قواعد عسكرية بالإمارات والكويت وعمان وقطر وأماكن أخرى في الشرق الأوسط، وخضع دور الدول العربية في دعم الأنشطة العسكرية الأمريكية لتدقيق مكثف منذ الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأدى اندلاع الحرب إلى تأليب مصالح الحكومات العربية في تهدئة غضب مواطنيها تجاه إسرائيل ضد رغبتهم في مساعدة واشنطن على صد الهجمات المدعومة من إيران.

وأمر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في الأسابيع الأخيرة بعدة ضربات جوية وصاروخية انتقامية، بعضها بالاشتراك مع حلفاء الولايات المتحدة، ضد التهديدات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط، وذلك بعدما هاجمت الميليشيات المدعومة من طهران القوات الأمريكية في العراق وسوريا والأردن باستخدام مزيج من الطائرات المسيرة والصواريخ والقذائف لنحو 170 مرة منذ أكتوبر/تشرين الأول، ما أسفر عن مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة العشرات.

وفي الوقت نفسه، شن الحوثيون في اليمن 46 هجومًا على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن منذ بدء الحملة في 19 نوفمبر/تشرين الثاني.

وقال المتحدث باسم البنتاجون، بات رايدر، إن الجيش الأمريكي لديه "القدرة على تدفق أصول عسكرية إضافية إلى المنطقة لدعم جهود الردع الإقليمية وتوفير خيارات لمجموعة واسعة من حالات الطوارئ عند الضرورة".

وأضاف رايدر لـ "بوليتيكو": "نحتفظ أيضًا بالقدرة في جميع أنحاء منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية للدفاع عن قواتنا وتنفيذ ضربات دفاع عن النفس في الأوقات والأماكن التي نختارها".

اقرأ أيضاً

و.س.جورنال: الإمارات غاضبة من أمريكا وتضغط لردع إيران بعد استيلائها على ناقلات نفط

والإمارات هي موطن قاعدة الظفرة الجوية، التي تستضيف العشرات من الطائرات الأمريكية المشاركة في العمليات العسكرية بجميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك الطائرات المقاتلة وطائرات الاستطلاع المسيرة مثل MQ-9 Reapers.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، نفذت طائرات مقاتلة أمريكية من طراز F-16 ضربات انتقامية ضد منشأتين في شرق سوريا يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني ووكلائه.

ورغم أن البنتاجون لم يكشف عن المكان الذي جاءت منه الطائرات في ذلك الوقت، إلا أن الظفرة هي واحدة من أقرب القواعد في المنطقة التي تستضيف عادةً طائرات F-16.

غير أن أحد مسؤولي البنتاجون شكك في الفرضية القائلة بأن هناك توترًا بين الولايات المتحدة والإمارات بشأن القواعد العسكرية الأمريكية، مشيرًا إلى أن الطائرات الهجومية من طراز A-10 والطائرات المسيرة من طراز MQ-9 عملت مؤخرًا خارج منطقة الظفرة لدعم عمليات حماية الشحن التجاري في الخليج العربي.

لكن بعد وقت قصير من 7 أكتوبر/تشرين الأول، توقف البنتاجون عن الكشف علناً عن العديد من أنواع الطائرات المستخدمة في العمليات العسكرية الانتقامية ضد وكلاء إيران.

وفي الوقت نفسه، نفذت طائرات مقاتلة تابعة للبحرية الأمريكية، من طراز F/A-18، ضربات ضد الحوثيين منذ يناير/كانون الثاني الماضي من حاملة الطائرات القريبة "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور"، الموجودة في المياه الدولية.

وقال البنتاجون إن الجيش الأمريكي أطلق، بعد هجوم مدعوم من إيران أدى إلى مقتل 3 جنود أمريكيين في موقع أمريكي صغير في الأردن في يناير/كانون الثاني الماضي، قاذفات بعيدة المدى من طراز B-1 من قاعدة إلسورث الجوية في داكوتا الجنوبية.

وقال رايدر: "كان هذا دليلاً آخر على أننا نحفظ قدرتنا على التحرك بسرعة ومرونة للرد عالميًا في الأوقات والأماكن التي نختارها، وأننا لا نقتصر فقط على الطائرات الموجودة في القيادة المركزية".

اقرأ أيضاً

الحرس الثوري الإيراني يحذر السعودية والإمارات من غدر الأمريكان

المصدر | بوليتيكو/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الإمارات إيران الولايات المتحدة إسرائيل حماس غزة أکتوبر تشرین الأول الولایات المتحدة الدول العربیة وکلاء إیران المدعومة من من إیران من طراز

إقرأ أيضاً:

اجتماع غير عادي للجامعة العربية.. إدانة عربية وفلسطينية لخطط إسرائيل لفرض السيطرة على غزة

دان مجلس جامعة الدول العربية، الأحد، القرارات والخطط الإسرائيلية لفرض السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني. اعلان

وبعد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين عقد في القاهرة الأحد بناءً على طلب من دولة فلسطين لبحث آليات التحرك العربي ضد خطة إسرائيل السيطرة الكاملة قطاع غزة، عبر المجلس في قراره عن إدانته "لجرائم العدوان والإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، بما فيها مدينة القدس".

تجديد دعم جهود مصر وقطر

أكد المجلس أن "تلك الجرائم تشكل خرقا للقانون الدولي والمواثيق الدولية وعدوانا سافرا على جميع الدول العربية وتهديدا للأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة"، مجدداً دعمه للجهود المستمرة للوساطة المشتركة المصرية القطرية في سبيل "وقف إطلاق النار والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني".

كما جدد الدعوة "لحماية الشعب الفلسطيني من الإبادة والتهجير والتطهير العرقي، ومنع تصفية قضيته المركزية، بموجب قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي والاتفاقيات الدولية والإقليمية ذات الصلة".

وأكد ضرورة تنفيذ قرارات القمم العربية والقمم العربية والإسلامية المشتركة بـ "كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وفرض إدخال قوافل إغاثية إنسانية كافية إلى كامل قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، بالتعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة بما فيها الأونروا".

كما دانت الجامعة العربية "استخدام إسرائيل للتجويع، كسلاح إبادة جماعية، والذي قضى على 200 مدني فلسطيني جوعا، نصفهم من الأطفال"، فضلا عن "مصائد الموت التي نصبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في إطار عمل ما يسمى بمؤسسة غزة الإنسانية"، والتأكيد على "مسؤولية إسرائيل التامة والكاملة عن حصارها المفروض على قطاع غزة وتحميلها المسؤولية الناجمة عن تبعات ذلك".

Related الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية يؤكدان دعمهما لحل الدولتين ويحثان حماس على نزع سلاحهاالجامعة العربية "تتضامن" مع فلسطين ولازاريني يدعو الأعضاء للضغط على إسرائيل لرفع الحظر عن الأونرواالجامعة العربية "تضطلع بمسؤولياتها" وتخطط لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة

وأشار إلى "ضرورة تمكين دولة فلسطين من تولى مسؤوليات الحكم كاملة في قطاع غزة، كما في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، بدعم عربي ودولي، وبما يضمن وحدة النظام والقانون والسلاح، في إطار البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".

ودعا المجلس "العضوين العربيين في مجلس الأمن ( الجزائر والصومال ) والمجموعة العربية في نيويورك إلى تقديم مشروع قرار في مجلس الأمن تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لإلزام إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإغاثية إلى كامل قطاع غزة، وإنهاء الاحتلال".

كما طالب جميع الدول بتطبيق تدابير قانونية وإدارية تشمل، منع تصدير أو نقل أو عبور الأسلحة والذخائر والمواد العسكرية لإسرائيل، وإجراء مراجعة للعلاقات الاقتصادية معها.

إدانة فلسطينية لخطوات إسرائيل

من جانبه، أكد مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة السفير مهند العكلوك أن الاجتماع يُعقد في "لحظة فارقة" أمام أخطر تصعيد تشهده القضية الفلسطينية منذ عقود، متهماً إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية وفصل عنصري" ضد أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في غزة، عبر "استخدام التجويع سلاحاً"، وتحويل مراكز توزيع المساعدات إلى "مصائد للموت".

وقال العكلوك إنّ "الاحتلال يسعى إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين" في غزة والضفة الغربية، مشيراً إلى "عجز المجتمع الدولي عن وقف الجرائم رغم وضوح الانتهاكات"، وداعياً إلى تحرك عربي ودولي لملاحقة المسؤولين الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية.

ويعد هذا الاجتماع الطارئ امتداداً لسلسلة تحركات عربية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 والتي شهدت انعقاد قمتين عربيتين إسلاميتين، وعدة دورات غير عادية لمجلس الجامعة، هدفت جميعها إلى تنسيق المواقف العربية، والضغط لوقف الحرب وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.

ويتزامن هذا التحرك مع استمرار القصف الإسرائيلي على مختلف مناطق القطاع، بما فيها المناطق المعلنة "آمنة"، وسط تحذيرات أممية من تفاقم المجاعة وانتشار الأوبئة، وتدمير واسع للبنية التحتية. وتحذر جهات فلسطينية ودولية من أن تنفيذ الخطة الإسرائيلية سيؤدي إلى نزوح جماعي جديد، مع احتمال امتداد موجات التهجير إلى خارج القطاع.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • بقيمة 7.7 مليار دولار.. باراماونت تبرم عقداً لبث يو إف سي في الولايات المتحدة
  • كاتبة أمريكية: اليمن يحقق سابقة تاريخية في كسر هيبة البحرية الأمريكية
  • تهديدات إرهابية تستهدف الإمارات.. وواشنطن ولندن تحذران أبوظبي .. إيران وحفائها في اليمن في قائمة المرشحين
  • تسونامي بارتفاع 100 قدم.. تحذيرات من زلزال مدمر يهدد الولايات المتحدة
  • تحذير أمريكي بريطاني من تهديد إرهابي في الإمارات.. هل إيران أم الحوثي مصدر التهديد؟
  • تسجيلات صوتية لحادث التصادم بين طائرة الركاب الأمريكية والمروحية العسكرية في واشنطن ..فيديو
  • اجتماع غير عادي للجامعة العربية.. إدانة عربية وفلسطينية لخطط إسرائيل لفرض السيطرة على غزة
  • عراقتشي: لم يحسم شيء في التفاوض مع الولايات المتحدة
  • منافسات قوية ومشاركة نوعية ببطولة النخبة لألعاب القوى التي تقام في ملعب تشرين بدمشق
  • الرئيس الإيراني: لاعتداءات التي تعرضت لها إيران لم تكن هجمات صهيونية