تحذير أممي من هجوم إسرائيلي على رفح: سيؤدي إلى مذبحة وكارثة إنسانية
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
حذرت الأمم المتحدة، من شنّ هجومٍ عسكري إسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لافتا إلى أن مثل هذه العملية سيشكّل "كارثة إنسانية"، ويمكن أن "يؤدي إلى مذبحة"، وسيدفع الفلسطينيين إلى اجتياز الحدود مع مصر.
ويتكدس أكثر من 1.3 مليون فلسطيني في رفح عند الطرف الجنوبي من قطاع غزة على الحدود مع مصر، حيث يعيش الكثيرون في مخيمات وأماكن إيواء مؤقتة بعد الفرار من القصف الإسرائيلي في أماكن أخرى من غزة.
ويقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه يريد إخراج المسلحين الفلسطينيين من مخابئهم في رفح وتحرير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين هناك، منذ هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لكنه لم يقدم تفاصيل عن خطة مقترحة لإجلاء المدنيين.
حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، الخميس، من احتمال نزوح الفلسطينيين المكدسين في رفح إلى مصر، في حال شنت إسرائيل عملية عسكرية برية على المدينة الحدودية.
وقال غريفيث، في كلمة الخميس بالأمم المتحدة في جنيف، إنّ فكرة انتقال الأفراد في غزة إلى مكان آمن محض "وهم"، مؤكداً أن احتمالية نزوح الفلسطينيين إلى مصر "حقيقة ماثلة أمام أعيننا في رفح".
ولفت إلى أن إن إجلاء اللاجئين في رفح إلى "منطقة آمنة" مجرد وهم، حيث لا توجد منطقة آمنة في قطاع غزة.
اقرأ أيضاً
ستراتفور: سلامة الأسرى الإسرائيليين مستحيلة مع اجتياح رفح.. وانقسام حماس سيناريو وارد
وقال غريفيث: "نحن بالتأكيد ننطلق من مبدأ أن النقل القسري للسكان محظور بموجب القانون الدولي، لكن الأمر الواقع على الأرض في غزة هو أنه قد تم بالفعل تهجير اللاجئين في رفح عدة مرات".
وتابع: "إن إجلاء اللاجئين في رفح إلى منطقة آمنة هو مجرد وهم، فلا توجد منطقة آمنة في قطاع غزة".
وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، إن الموجودين في رفح، مثل جميع سكان غزة، ضحايا اعتداء لا مثيل له في كثافته ووحشيته ونطاقه.
ومرة أخرى اليوم، يدق المسؤول الأممي ناقوس الخطر قائلا إن "العمليات العسكرية في رفح قد تؤدي إلى مذبحة في غزة، وقد تترك العملية الإنسانية الهشة بالفعل- على أعتاب الموت".
وأشار إلى أن المجتمع الدولي حذر من العواقب الخطيرة لأي غزو بري في رفح. وقال: "لا يمكن لحكومة إسرائيل أن تستمر في تجاهل هذه الدعوات".
واختتم بيانه بالقول إن التاريخ لن يكون رحيما، مشددا على أهمية إنهاء هذه الحرب.
فيما قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، الخميس، إنّ طواقم الوكالة لن تكون قادرة على مواصلة العمل إذا ما كان هناك هجوم بري في المدينة التي تقع جنوبي قطاع غزة.
اقرأ أيضاً
بيان مشترك.. كندا وأستراليا ونيوزيلندا تدعو لوقف النار بغزة وتحذر من ضرب رفح
كما حذرت القائمة بأعمال مدير المكتب الإعلامى لـ"أونروا" في قطاع غزة إيناس حمدان، الخميس، من خطورة الأوضاع فى مدينة رفح الفلسطينية، واصفة إياها بـ"المأساوية" على جميع المستويات.
وقالت حمدان إن "طواقم أونروا لا تزال تقدم المساعدات الإنسانية في ظل استمرار عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي، إلى أن الأمور ستأخذ منحى سيئا وستزداد كارثية إذا اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي المدينة بريًا، وهو ما تحذر منه كل مؤسسات الأمم المتحدة.
وأوضحت أن الأوضاع المعيشية صعبة جدا فلا يوجد شبكات صرف صحي، ولا يستطيع النازحون الحصول على مياه نظيفة، فضلا عن نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية.
من جانبها، حذرت منظمة الصحة العالمية، من أن شن هجوم عسكري إسرائيلي على مدينة رفح، سيتسبب في "كارثة لا يمكن تصورها" ويزج بالنظام الصحي في القطاع، ليقترب أكثر من حافة الهاوية.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية ريتشارد بيبركورن، إن "العمليات العسكرية في هذه المنطقة المكتظة، ستكون بالطبع كارثة لا يمكن تصورها… بل وستزيد من حجم الكارثة الإنسانية إلى ما هو أبعد من الخيال".
وقال المسؤول الأممي "ترى الخوف الذي يواجه الناس. يأتون إليك باستمرار بأسئلة مثل ماذا عسانا أن نفعل؟".
ونبه بيبركورن إلى أن هذا التطور يأتي في الوقت الذي أصبحت فيه مرافق المستشفيات "مثقلة بالأعباء وعاجزة تماما عن العمل، وتقترب من حافة الانهيار".
اقرأ أيضاً
ماكرون يعبر لنتنياهو عن معارضته الشديدة للهجوم على رفح
وعلى نفس الصعيد، أصدرت مستشارة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بمنع الإبادة الجماعية أليس نديريتو، الأربعاء، بيانا رددت فيه المخاوف التي أعرب عنها مسؤولون آخرون في الأمم المتحدة بشأن احتمال وقوع توغل عسكري كامل في رفح، "والذي من المؤكد تقريبا أنه ستكون له عواقب كارثية بالنسبة للمدنيين في المنطقة".
وقالت نديريتو، إنه من الضروري إعطاء الأولوية لحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني في جميع الأوقات.
وأضافت أن خطر ارتكاب جرائم وحشية في حالة حدوث توغل عسكري كامل في رفح "هو خطر جدي وحقيقي ومرتفع".
وشددت أيضا على ضرورة إطلاق سراح جميع الأسرى دون قيد أو شرط، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى من هم في أمس الحاجة إليها، وتسريع جميع السبل الممكنة للحوار حتى يمكن منع المزيد من العنف، وتطبيق وقف دائم لإطلاق النار.
فيما حذر برنامج الأغذية العالمي، من أن "توسع الأعمال العدائية بمدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة يهدد بكارثة إنسانية، وعرقلة عمليات الإغاثة".
وقال البرنامج الأممي، في منشور على حسابه عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن "رفح ملجأ لأكثر من مليون شخص، وهي أيضًا نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات إلى قطاع غزة".
اقرأ أيضاً
نتنياهو يتوعد بعملية قوية في رفح ويؤكد: لن نخضع لشروط حماس
وأشار إلى تمكنه من مواصلة عمليات توزيع المساعدات في رفح حتى الآن.
وشدد برنامج الأغذية العالمي على أن "توسع الأعمال العدائية برفح يهدد بحدوث كارثة إنسانية وعرقلة عمليات الإغاثة".
وفجر الخميس، بحث وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، هاتفيا، مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، متطلبات عملية عسكرية محتملة في رفح على الحدود مع مصر، حسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون".
وتتصاعد تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات كارثية لاجتياح إسرائيلي محتمل لرفح، حيث يوجد ما لا يقل عن 1.4 مليون فلسطيني، بينهم 1.3 مليون نازح جراء حرب مدمرة يشنها الجيش الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وحتى الخميس، قتل الجيش الإسرائيلي في غزة 28 ألفا و663 فلسطينيا وأصاب 68 ألفا و395، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، بحسب السلطات الفلسطينية.
كما تسبب في دمار هائل وأزمة إنسانية كارثية غير مسبوقة، مع شح إمدادات الغذاء والماء والدواء، ونزوح نحو مليوني فلسطيني، أي أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب الأمم المتحدة.
وللمرة الأولى منذ قيامها في 1948، تخضع إسرائيل لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، بتهمة ارتكاب "جرائم إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين.
اقرأ أيضاً
كاتبة تهاجم الأمم المتحدة بسبب تفاعلها مع مجزرة رفح: متواطئة في تهجير الفلسطينيين وقتلهم
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة رفح كارثة مصر نازحون إسرائيل حرب غزة الأمم المتحدة کارثة إنسانیة إسرائیلی على منطقة آمنة اقرأ أیضا قطاع غزة إلى أن فی رفح فی غزة
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الدولي للصحفيين: إشراك المرتضى في مفاوضات إنسانية سابقة خطيرة تقوض مصداقية الأمم المتحدة
دعا الاتحاد الدولي للصحفيين (IFJ) إلى استبعاد المدعو عبدالقادر المرتضى، رئيس ما تسمى لجنة شؤون الأسرى لدى مليشيا الحوثي، ونائبه مراد قاسم، من المفاوضات الجارية في العاصمة العُمانية مسقط بشأن ملف المختطفين والمحتجزين في اليمن، مؤكداً دعمه لمطالب أربعة صحفيين يمنيين أُفرج عنهم مؤخراً.
وقال الاتحاد، في بيان، إن الصحفيين عبد الخالق عمران، وتوفيق المنصوري، وحارث حميد، وأكرم الوليدي، وجّهوا في 10 ديسمبر رسالة عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، طالبوا فيها باستبعاد المرتضى ونائبه من المفاوضات، محملين إياهما مسؤولية مباشرة عن الانتهاكات التي تعرضوا لها خلال سنوات احتجازهم.
وأوضح الصحفيون في رسالتهم أنهم عانوا من التعذيب والإخفاء القسري وسوء المعاملة اللاإنسانية طوال ثماني سنوات من الاحتجاز، مؤكدين تورط المرتضى ونائبه بشكل مباشر في تلك الانتهاكات. وأشاروا إلى أن عبدالقادر المرتضى أُدرج في 9 ديسمبر 2023 على قائمة العقوبات الأمريكية، على خلفية ارتكابه انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بحق المختطفين، كما وثّق فريق خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في تقريره الصادر في 2 نوفمبر 2023، وقائع تعذيب وإخفاء قسري مرتبطة به.
وتضمنّت الرسالة شهادات شخصية للصحفيين، من بينها تعرّض الصحفي توفيق المنصوري لاعتداء عنيف في أغسطس 2022، أسفر عن إصابة دائمة.
وأكد الاتحاد الدولي للصحفيين أن مليشيا الحوثي واصلت، رغم التحذيرات المتكررة من منظمات دولية بينها الاتحاد، انتهاك القوانين والأعراف الدولية المتعلقة بمعاملة السجناء، محذراً من أن إشراك أشخاص متهمين بانتهاكات جسيمة بحق الصحفيين والمدنيين في مفاوضات ذات طابع إنساني يشكّل “سابقة خطيرة” ويقوض مصداقية الأمم المتحدة.
من جهته، قال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين، أنطوني بيلانغر:
“نطالب بالاستبعاد الفوري لعبدالقادر المرتضى ونائبه مراد قاسم من المفاوضات الجارية. لا يمكن منح أي شخص متورط في التعذيب أو الإخفاء القسري أو إساءة معاملة الصحفيين شرعية الشراكة التفاوضية. وندعو الأمم المتحدة إلى حماية الضحايا، واحترام القانون الدولي، والإدانة العلنية للانتهاكات بحق الصحفيين والمختطفين، لمنع أي انطباع بالإفلات من العقاب”.
وشدد الاتحاد الدولي للصحفيين على ضرورة أن يوقف المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن أي تواصل مع هؤلاء الأشخاص، وألا يمنحهم أي شرعية تفاوضية، حفاظاً على نزاهة العملية الإنسانية ومبادئ العدالة وحقوق الإنسان.