بعد بضعة أيام من تعيينه قائدا جديدا للجيش الأوكراني، يستعد الجنرال أولكسندر سيرسكي، لاختبار قدراته في "معارك أفديفكا" شرقي البلاد، وفقا لما ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن اقتراب القوات الغازية من بلدة أفديفكا، سيشكل اختبارا مبكرا للقائد الأعلى للجيش الأوكراني، الذي تعاني قواته نقصا في الذخيرة والعتاد.

وتدور رحى المعارك من أجل السيطرة على المدينة الصناعية الواقعة على بعد 20 كيلومترا شمال مدينة دونيتسك، التي تحتلها قوات الكرملين منذ أكتوبر، لكن القتال اشتد، حيث اخترقت القوات الروسية الغازية، الأسبوع الماضي، الدفاعات الأوكرانية على الأطراف الشمالية والجنوبية.

وبدلاً من الانسحاب من أفدييفكا، أرسل سيرسكي تعزيزات إلى البلدة الواقعة شرقي البلاد.

إعفاء قائد الجيش الأوكراني من منصبه.. وإعلان خليفته أعلن وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، الخميس، إعفاء قائد الجيش الجنرال فاليري زالوجني من منصبه، في وقت عين الرئيس فولوديمير زيلينسكي الجنرال أولكسندر سيرسكي قائدا جديدا للجيش الأوكراني. "إنهاك العدو"

وقال متحدث عسكري أوكراني عبر تطبيق تيليغرام، الخميس، إن الوضع في أفدييفكا كان "حرجًا للغاية" قبل إرسال التعزيزات، مشسرا في الوقت نفسه إلى أن القوات الأوكرانية كانت تصد الوحدات الروسية بكفاءة عالية.

وقال سيرسكي لتلفزيون (زد دي إف) الألماني في مقابلة سجلت قبل تعيينه في منصبه في الثامن من فبراير، وتم بثها لاحقا، إن أوكرانيا تتحول إلى استراتيجية دفاعية و"الهدف من عمليتنا هو إنهاك العدو وإلحاق أكبر قدر من الخسائر به".

كما تعهد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بإعطاء أفدييفكا "أقصى قدر من الاهتمام وأقصى قدر من الدعم".

وتذكر هذه الخطوة لدعم أفدييفكا، بدفاع أوكرانيا العنيد عن باخموت، العام الماضي.

وفقدت روسيا  في باخموت ما يصل إلى 30 ألف رجل في هجومها الذي استمر 9 أشهر، وكان الكثير منهم مقاتلين في شركة "فاغنر" العسكرية الخاصة، التابعة ليفغيني بريغوزين، الذي تمرد لاحقًا ضد موسكو قبل أن يقتل في تحطم طائرة.

وسيكون الحفاظ على قبضة كييف على أفدييفكا أكثر صعوبة، بسبب النقص في ذخيرة المدفعية الغربية، حيث  اضطرت بعض الوحدات بالفعل إلى تقليل قوتها النارية بشكل كبير.

وغالبًا ما تتضمن حرب المدن لدى القوات الروسية، تدمير جميع المباني بالمدفعية، لحرمان المدافعين الأوكرانيين من الغطاء، قبل إرسال قوات هجومية خفيفة، حسب "فاينانشال تايمز".

ووفقا لخبراء، فإنه دون ذخيرة، لا يستطيع الأوكرانيون الرد على المدفعية الروسية.

أول تعليق للكرملين على تعيين قائد جديد للجيش الأوكراني اعتبر الكرملين، الجمعة، أن استبدال قائد الجيش الأوكراني لن يؤثر في مسار الحرب الدائرة منذ قرابة العامين بين موسكو وكييف، وذلك غداة إعفاء الجنرال فاليري زالوجني وتعيين قائد القوات البرية أولكسندر سيرسكي خلفا له. "احتمال للانسحاب"

وحتى بعد وصول قوات أوكرانية إضافية خلال عطلة نهاية الأسبوع، بدا أن انسحاب قوات كييف أمر محتمل، حيث قالت فرونتليجنس إنسايت، وهي مجموعة استخباراتية مفتوحة المصدر لها صلات واسعة بالجيش الأوكراني، إن سقوط أفدييفكا "ليس مسألة احتمال، بل وقت".

في المقابل، قال مركز استراتيجيات الدفاع، وهو مركز أبحاث في كييف، إن روسيا "كانت على وشك الاستيلاء على المدينة، وإن القوات الأوكرانية تواجه تهديدًا متزايدًا بالتطويق".

وقال قائد القوات الأوكرانية في جنوب شرق البلاد،  الجنرال أولكسندر تارنافسكي، السبت الماضي، إن روسيا "تركز قوتها النارية على أفدييفكا، بهدف السيطرة على طرق الإمداد الأوكرانية في الطرف الشمالي للبلدة".

وأضاف تارنافسكي أنه "خلال 24 ساعة فقط، هاجمت القوات الروسية قواته في أفدييفكا بـ 17 غارة جوية و57 مهمة هجومية و599 ضربة مدفعية"، لافتا إلى أن موسكو نشرت قوات خاصة وقوات هجومية خاصة في المنطقة.

وتعد أفديفكا بوابة إلى مدينة دونيتسك القريبة، وهي المدينة سيطر عليها انفصاليون موالون لروسيا منذ عام 2014.

وكانت المدينة محصنة جيدًا من قبل القوات الأوكرانية،، حيث يوجد فيها مصنع كيماويات مهجور يوفر موقعًا دفاعيًا هائلاً، لكن التقدم الروسي من الشرق والجنوب والشمال جعل دفاع المدينة أقل قابلية للاستمرار.

ومن شأن خسارة أفديفكا أن تجعل من الصعب على أوكرانيا استعادة دونيتسك، أكبر مدينة في منطقة دونباس المحتلة، وحرمان المدفعية الأوكرانية من موقع لضرب خطوط الاتصالات في المدينة.

وقال ميكولا بيليسكوف، الزميل الباحث في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، متحدثاً بصفته الشخصية، إنه سيتعين على القوات الأوكرانية تحقيق "توازن صعب بين الحفاظ على قوتها وإلحاق المزيد من الضرر بالعدو أكثر مما يلحقونه بأنفسهم، أثناء الدفاع عن الأراضي التي يسيطرون عليها".

ومن شأن معركة أفديفكا أن توفر نظرة ثاقبة حول الكيفية التي يمكن بها لسيرسكي سد "الفجوة بين النتائج السياسية التي يرغب بها رئيسه، والموارد العسكرية المتضائلة في أوكرانيا"، وفقًا لما ذكره ميك رايان، وهو لواء متقاعد بالجيش الأسترالي وخبير استراتيجي عسكري.

وتابع رايان: "مثل باخموت، يبدو أن الرئيس (زيلينسكي) لا يريد التخلي عن أفدييفكا".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: القوات الأوکرانیة الجیش الأوکرانی للجیش الأوکرانی قائد الجیش

إقرأ أيضاً:

روسيا تضرب مصانع إنتاج الطائرات المسيرة الأوكرانية

ضربت القوات الروسية، اليوم الاثنين، مصنع تجميع طائرات مسيرة هجومية ومواقع انتشار تشكيلات أوكرانية مسلحة ومرتزقة أجانب في أكثر من 150 منطقة في اليوم السابق في عملية عسكرية خاصة بأوكرانيا.

زيلينسكي يدعو لفرض عقوبات على روسيا حالة فشل جهود السلامبسبب التصعيد بين روسيا وأوكرانيا.. بريطانيا ترفع جاهزيتها لخوض حرب حديثةأوكرانيا تكشف تفاصيل المفاوضات مع روسيا في اسطنبولانتهاء المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.. والخارجية التركية: لم تتمخض عنها نتائج سلبية

ووفقًا لوكالة "تاس" للأنباء الروسية الرسمية، قال وزير الدفاع الروسي، اليوم الاثنين، في بيان: "قامت الطائرات العملياتية/التكتيكية، والطائرات المسيرة الهجومية، والقوات الصاروخية والمدفعية التابعة للمجموعات القتالية الروسية بضرب ورش إنتاج المسيرات الهجومية، ومواقع الإطلاق والمخاذن، ومستودعات الذخيرة، بجانب مناطق انتشار مؤقتة لتشكيلات القوات المسلحة الأوكرانية والمرتزقة الأجانب في 152 موقعًا".


الخسائر بالقوات الأوكرانية في أحدث ضربة لروسيا

وتشير أخر الإحصائيات عن العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا والتي نشرها الوزير الدفاع الروسي أن كييف تكبّدت خسائر بشرية تجاوزت 1430 جنديًا خلال الـ24 ساعة الماضية.

وتظهر تلك الإحصائيات أن الجيش الأوكراني فقد عددًا كبيرًا من القوات والعدات في عدة محاور. حيث فقد أكثر من 245 جنديًا، ودبابتين، ومركبة قتالية مدرعة تقع ضمن نطاق مسئولية مجموعة القتال الروسية بالشمال. وفقد أكثر من 205 جندي، ودبابتين، وثلاث مركبات قتالية مدرعة في المحور الغربي.
وفي المحور الجنوبي، خسر الجانب الأوكراني أكثر من 275 جنديًا وخمسة مركبات قتالية مدرعة. بينما كانت الخسائر في محور الوسط هي حوالي 475 جندي وخمس مركبات قتالية مدرعة.
أما في المحور الشرقي، فقد تم تسجيل مقتل أكثر من 150 جنديًا وتدمير مركبتين مدرعتين، وبالنسبة لمحور دنيبر فتم تسجيل مقتل أكثر من 80 جنديًا وتدمير أربع قطع مدفعية.

إسقاط صاروخي "ستورم شادو" و316 مسيّرة أوكرانية في يوم واحد.

وصرحت الوزارة أن القوات الدفاعية الجوية الروسية اسقطت صاروخين من طراز "ستورم شادو" بجاني 316 مسيرة وكرانية في يوم واحد.

وأضافت: "اسقطت قدرات الدفاع الجوي صاروخين من طراز "ستورم شادو" بريطانية الصنع، وأربع قنابل من نوع "JDAM" أمريكية الصنع، و316 مسيرة متضمنة الـ205 طائرة مسيرة مدمرة خارج منطقة العملية العسكرية الخاصة".

وتابعت الوزارة موضحة أن القوات المسلحة الروسية دمرت 663 طائرة حربية، و283 مروحية، و61008 طائرة مسيرة، و609 منظومات دفاع جوي، و23705 دبابة ومركبة قتالية مدرعة، و1565 راجمة صواريخ متعددة، و2,577 مدفع ميداني وقذيفة هاون، و36350 مركبة عسكرية خاصة منذ بداية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

طباعة شارك القوات الروسية أوكرانيا وزير الدفاع الروسي القوات المسلحة الأوكرانية العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا كييف الجيش الأوكراني القوات الدفاعية الجوية الروسية

مقالات مشابهة

  • انقلاب ناعم في اليمن.. طارق يخطط لاجتياح الجيش بـ"قائمة صالح"
  • الجيش الروسي يعلن السيطرة على بلدة في منطقة سومي الأوكرانية
  • فيديو متداول لـخسائر القوات الجوية الروسية جراء الهجوم الأوكراني.. هذه حقيقته
  • قائد الجيش استقبل مخيبر وانطوان حبيب والمطران رحمة
  • الجيش الأوكراني يسقط 75 مسيرة روسية من أصل 112 خلال الليل
  • حزب الله وقائد الجيش: نظرة ايجابية
  • سابقة خطيرة تطال أفرادا من الجيش الإسرائيلي حاربوا في غزة
  • روسيا تضرب مصانع إنتاج الطائرات المسيرة الأوكرانية
  • قائد القوات البرية في الجيش الإيراني: مروحياتنا جاهزة تماما للقتال ولدعم باقي القوات العسكرية
  • مستشار بالمعهد الوطني الأوكراني: عملية الأمس نصر كبير