منع وزير المالية الإسرائيلي وصول شحنة أمريكية كبيرة من المساعدات الإنسانية المخصصة لإطعام الفلسطينيين في قطاع غزة، وفقًا لموقع أكسيوس، مما أدى إلى مواجهة مع إدارة جو بايدن، التي تعرضت لضغوط متزايدة من الديمقراطيين في الكونجرس لزيادة تدفق المساعدات إلى الأراضي المحاصرة.

جاء ذلك بعد أيام فقط من إصدار بايدن مذكرة تعهد فيها بإنفاذ بند قليل الاستخدام من القانون الأمريكي يحظر على واشنطن تقديم المساعدة الأمنية للولايات التي تمنع المساعدات الإنسانية الأمريكية.

واعتمدت المذكرة بشكل كبير على اقتراح قدمه السيناتور كريس فان هولين (ديمقراطي من ولاية ماريلاند) دعا إلى تنفيذ القانون الأمريكي الذي يقيد المساعدات العسكرية لمنتهكي حقوق الإنسان.

والآن يجد بايدن نفسه في مأزق، إذ يمكنه أن يتجاهل المذكرة ويثير غضب حلفائه في مجلس الشيوخ؛ وهو قطع المساعدات العسكرية عن إسرائيل؛ أو إصدار تنازل يسمح باستمرار الشحنات مع الاعتراف بأن الإجراءات الإسرائيلية تتعارض مع القانون الأمريكي.

وقال جون رامينج تشابيل، من مركز" المدنيين في الصراع" "الاحتمال الأكثر ترجيحاً هو أن يقول الرئيس: نعم، كانت هناك قيود، ولكن بسبب أهمية دعم إسرائيل، فسوف نتنازل عنها".

واعتبر أن التنازل "سيتطلب الصدق بشأن حقيقة أن الحكومة الإسرائيلية تقيد إيصال المساعدات الإنسانية".

وسيكون مثل هذا الاعتراف محرجًا للإدارة نظرًا لتصريحاتها المتكررة بأنها لم تر مزاعم ذات مصداقية عن جرائم حرب إسرائيلية، وهي وجهة نظر تتعارض مع تقييم جميع منظمات حقوق الإنسان الكبرى وحتى حلفاء الولايات المتحدة.

وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الإثنين، في أعقاب تعليق بايدن بأن العمليات الإسرائيلية تجاوزت الحد بأنه "إذا كنت تعتقد أن عددًا كبيرًا جدًا من الأشخاص يُقتلون، فربما يتعين عليك توفير أسلحة أقل من أجل منع مقتل هذا العدد الكبير من الأشخاص".

اقرأ أيضاً

أمريكا متواطئة في تدمير غزة.. فهل تمنع اجتياح إسرائيل لرفح؟

وبينما تواجه إسرائيل اتهامات بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، تفيد التقارير أن إدارة بايدن تجري مراجعات داخلية لامتثال إسرائيل لقوانين الحرب، وهو سؤال مهم بالنظر إلى حجم المساعدات العسكرية الأمريكية للبلاد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر الخميس إن "الحكومة الإسرائيلية تعهدت بالسماح بدخول الدقيق، ونتوقع منهم تنفيذ هذا الالتزام".

وقال ميلر إن الدقيق الموجود في الشحنة، والموجود حاليًا في ميناء أشدود الإسرائيلي، سيكون كافيًا لإطعام 1.5 مليون فلسطيني في غزة لمدة خمسة أشهر.

ويقدر خبراء الأمم المتحدة أن واحدًا من كل أربعة من سكان غزة يعاني الآن من جوع شديد، مما يشير إلى انتشار المجاعة على نطاق واسع.

وبحسب ما ورد، قام وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، بمنع المساعدات الإنسانية الأمريكية لأنها كانت مخصصة للتوزيع من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أو الأونروا.

واتهم مسؤولون إسرائيليون مؤخرا عشرات من موظفي الأونروا في غزة البالغ عددهم 10 آلاف موظف بالمشاركة في أو تسهيل هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول

عواقب كارثية

وفي حين أن إسرائيل لم تقدم بعد أدلة على هذه الاتهامات، فإن العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا، أوقفت تمويل الوكالة التابعة للأمم المتحدة مؤقتًا في انتظار التحقيق.

ومن جانبها، قامت الأونروا بقطع علاقاتها مع الموظفين المتهمين وحثت الدول على تغيير مسارها بشأن قطع التمويل.

وتقول الوكالة إن استمرار تعليق التمويل قد يكون له عواقب كارثية في غزة، التي تواجه بالفعل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وقال مكتب سموتريتش لموقع أكسيوس إنه يبحث الآن عن آلية لتوصيل المساعدات دون المرور عبر الأونروا، التي يزعم أنها جزء من "آلة الحرب التابعة لحماس".

اقرأ أيضاً

حرب غزة.. محكمة هولندية تأمر بوقف تصدير قطع "إف-35" لإسرائيل خلال أسبوع

ويلقي قرار وقف المساعدات بعرقلة أخرى في جهود إدارة بايدن لتمرير حزمة تمويل تتضمن مليارات الدولارات من المساعدات لأوكرانيا وإسرائيل.

ومرت الحزمة عبر مجلس الشيوخ الثلاثاء، لكن احتمالات إقرارها في مجلس النواب لا تزال تتضاءل بسبب معارضة التقدميين للمساعدات الإسرائيلية والمحافظين للمساعدات الأوكرانية.

وفي جلسة استماع بمجلس النواب الأربعاء، سأل النائب خواكين كاسترو (ديمقراطي من تكساس) بوني جينكينز، المسؤولة الكبيرة في وزارة الخارجية المعنية بالحد من الأسلحة، عما إذا كانت المذكرة الجديدة ستطبق على إسرائيل.

وقالت جينكينز: "سوف يتم تطبيقه على جميع البلدان. لقد تحدثنا مع إسرائيل بشأن آلية الأمن القومي، وهم على علم بها ووافقوا عليها".

وعندما سئلت عما إذا كانت الولايات المتحدة قد حصلت على تأكيدات من إسرائيل بأنها ستسمح بتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، قالت "إن المذكرة سمحت للدولة بما يصل إلى 45 يوماً لتقديم مثل هذه الضمانات إذا كانت في حالة حرب".

المصدر | Responsible Statecraft + الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل أمريكا غزة بايدن المساعدات الإنسانیة

إقرأ أيضاً:

تحليل أميركي يشكّك في اتهامات إسرائيل: لا أدلة على سرقة حماس للمساعدات الإنسانية في غزة

أظهر تحليل لوكالة التنمية الدولية الأمريكية (USAID) غياب أي دليل يثبت وجود سرقة ممنهجة للمساعدات من قبل حركة حماس، مشككًا في الرواية التي تتبناها إسرائيل والولايات المتحدة لتبرير الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات، والتي أفضت إلى مقتل العديد من المدنيين. اعلان

أُنجز التحليل أواخر حزيران/يونيو من قبل مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (BHA)، وشمل مراجعة لـ156 بلاغًا عن حوادث سرقة أو فقدان لمساعدات أمريكية تم الإبلاغ عنها من قِبل منظمات شريكة بين تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأيار/مايو 2024.

وبحسب ما اطلعت عليه وكالة "رويترز"، لم يعثر التحليل على أي تقارير تشير إلى أن حماس استفادت من تلك المساعدات.

ووفقًا للتحليل، فإن 44 حادثة من أصل 156 كانت مرتبطة "مباشرة أو بشكل غير مباشر" بعمليات عسكرية إسرائيلية، بما في ذلك غارات جوية وأوامر إخلاء أجبَرت منظمات الإغاثة على استخدام طرق خطرة لإيصال المساعدات.

وأكد مصدر استخباراتي لـ"رويترز" عدم وجود تقارير استخباراتية أمريكية تفصيلية عن استيلاء حماس على المساعدات، مشيرًا إلى أن واشنطن تعتمد على تقارير إسرائيلية.

فلسطينيون نازحون يتلقون طعامًا مقدمًا في مطبخ جماعي بمدينة غزة، شمال القطاع، الثلاثاء 22 يوليو 2025. Jehad Alshrafi/AP

من جهته، شكك متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في النتائج، مشيرًا إلى وجود تسجيلات مصوّرة تُظهر حماس وهي تنهب المساعدات، كما اتهم منظمات الإغاثة بالتستّر على "فساد في توزيع المساعدات"، وفقًا لـ"رويترز".

إسرائيل: حماس تستولي على المساعدات الإنسانية

تزعم إسرائيل أنها تسمح بمرور المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكنها تشدد على ضرورة السيطرة عليها لمنع حماس من سرقتها. وتستند تلك المزاعم إلى تقارير استخباراتية، تقول إسرائيل إنها تظهر تسلّل عناصر من حماس إلى شاحنات المساعدات ومصادرتهم لها "بشكل علني وسري".

ويقول الجيش الإسرائيلي إن حماس حوّلت نحو 25% من المساعدات إلى مقاتليها أو باعتها للمدنيين. من جهتها، تدّعي مؤسسة GHF أنها قطعت الطريق على حماس من خلال توزيع المساعدات مباشرة على المواطنين، لكنها في المقابل تواجه اتهامات من الأمم المتحدة ومنظمات أخرى بانتهاك مبدأ الحياد الإنساني عبر نموذج توزيعها. غير أن حماس نفت هذه الاتهامات مرارًا.

Related حماس تردّ على مقترح وقف إطلاق النار في غزة.. هل توافق إسرائيل؟"خطأ تقني".. الجيش الإسرائيلي يكشف عن نتائج تحقيقه في قصف كنيسة العائلة المقدسة في غزةبوادر إيجابية لموقف إسرائيل من رد حماس على وقف إطلاق النار في غزة مجاعة غير مسبوقة في غزة

يشير تقرير لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى أن ربع سكان غزة، أي نحو 500 ألف شخص، يواجهون خطر الجوع الشديد، في حين يعاني الآلاف من سوء تغذية حاد، بينهم أطفال توفي بعضهم جوعًا وفقًا لمنظمة الصحة العالمية وأطباء محليين.

وقد قُتل أكثر من 1,000 شخص أثناء محاولتهم البحث عن الطعام، معظمهم في محيط مواقع التوزيع التابعة لمؤسسة GHF، التي تستخدم شركة لوجستية أمريكية خاصة.

وقد وصف المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني وضع سكان غزة بالقول: "ليسوا أمواتًا ولا أحياء، بل جثث تمشي على الأقدام". وأضاف في تغريدة أن ظهور المجاعة يبدأ عندما تفشل آليات التكيّف، ويختفي الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية. وقد وثّقت منظمة الصحة العالمية وفاة 21 طفلًا دون سن الخامسة بسبب سوء التغذية، فيما يُقدّر عدد ضحايا الجوع بما لا يقل عن 100 شخص.

أم تحمل طفلها يزن الذي يعاني من سوء تغذية، في منزلهما بمخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة، الأربعاء 23 يوليو 2025. Jehad Alshrafi/AP

وتتواصل الأزمة مع استمرار إغلاق المعابر لأكثر من 140 يومًا، ومماطلة إسرائيل في تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، الأمر الذي أبقى شاحنات المساعدات عالقة على الحدود.

ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر 2023، قُتل ما لا يقل عن 59,200 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة في غزة. وقد أدت الحملة العسكرية إلى تدمير القطاع بشكل شبه كامل، وألحقت دمارًا واسعًا بالنظام الصحي، وسط نقص حاد في الغذاء ومقومات البقاء.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب أقرت الهدنة الإنسانية بسبب الضغط الدولي وفشل إيصال المساعدات
  • الاحتلال: استئناف إسقاط المساعدات الغذائية جوا على غزة اعتبارا من مساء السبت
  • حشد: «تحقيق دولي يكشف عن إعدامات ميدانية في نقاط توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية في غزة»
  • خطوة متأخرة للغاية.. ستارمر يعلق بعد قرار إسرائيل السماح بإسقاط مساعدات على غزة
  • كندا: منع إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية لغزة انتهاك للقانون الدولي
  • تحليل أميركي يشكّك في اتهامات إسرائيل: لا أدلة على سرقة حماس للمساعدات الإنسانية في غزة
  • كندا: الحكومة الإسرائيلية تتقاعس في منع الكارثة الإنسانية في قطاع غزة
  • دعم للإرهاب.. هكذا ردت إسرائيل على اعتراف فرنسا بدولة فلسطين
  • النرويج: غزة تعيش جحيما حقيقيا ويجب محاسبة إسرائيل على جرائمها
  • دوجاريك: على إسرائيل تمكين إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن إلى غزة