رحبت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، السبت، بقرار محكمة العدل الدولية، الذي أكدت فيه ضرورة تنفيذ إسرائيل للتدابير المؤقتة التي أقرتها في يناير/ كانون الثاني الماضي، بشكل فوري وفعال في قطاع غزة بما يشمل مدينة رفح (جنوب).

وقالت الحركة، في بيان: "نرحب بقرار محكمة العدل الدولية الذي أصدرته استجابة للطلب المستعجل من جنوب إفريقيا بشأن الوضع في مدينة رفح، والتي أكدت فيه ضرورة التنفيذ الفوري للتدابير المؤقتة ومسؤولية الاحتلال الكاملة عن سلامة وأمن الفلسطينيين في قطاع غزة".

ودعت حماس، المحكمة إلى "تطوير قرارها إلى أمر مباشر وواضح بوقف هذا العدوان الوحشي المفضي إلى الإبادة، ضد المدنيين العزل في غزة".

وأضافت: "لقد قضى أكثر من 2700 شهيد بفعل آلة القتل الإرهابية لجيش الاحتلال، منذ أن أصدرت المحكمة قرارها بشأن التدابير الاحترازية، ما يؤكد أن هذا الكيان المارق لا يكترث للمنظومة القضائية الدولية، ويواصل توسيع حرب الإبادة ضد المدنيين".

اقرأ أيضاً

العدل الدولية: إسرائيل ملزمة بتطبيق تدابير منع الإبادة الجماعية في رفح

واعتبرت الحركة، أن إسرائيل "تتحدى كافة الدعوات التي تحذر من خطورة أي عملية عسكرية في مدينة رفح".

وطالبت مجلس الأمن الدولي بـ"تحمل مسؤولياته تجاه ما يجري من جرائم في غزة، وأن يترجم حكم محكمة العدل الدولية فورا إلى قرارات فاعلة تُلزِم كيان الاحتلال الإرهابي بوقف حرب الإبادة في غزة، ومنع توسّع الكارثة الإنسانية في مدينة رفح المكتظة بالنازحين".

والجمعة، أعلنت محكمة العدل الدولية قرارها بشأن التدابير الجديدة التي طلبتها جنوب إفريقيا بسبب خطة إسرائيل للهجوم على مدينة رفح.

وأفادت المحكمة، في بيان، بأن قرار التدابير التي قضت بها في 26 يناير 2024، يسري بشكل كامل على قطاع غزة بما فيه رفح، ولا داعي لاتخاذ تدابير إضافية.

وقالت: "يجب تنفيذ التدابير الاحترازية بسرعة وبشكل فاعل"، مشيرة إلى تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن خطة إسرائيل شن هجوم على رفح، بأن تنفيذ هجوم كهذا من شأنه أن يضخم بشكل كبير الكابوس الإنساني الموجود بالفعل، ويولد عواقب إقليمية لا توصف".

وشددت المحكمة على أن إسرائيل ملزمة بضمان أمن الفلسطينيين في قطاع غزة، وأنها ملزمة بالامتثال الكامل لاتفاقية منع الإبادة الجماعية والتدابير الاحترازية.

اقرأ أيضاً

قضية جديدة أمام العدل الدولية ضد إسرائيل.. ورفح تثير جدلا بين تل أبيب وبريتوريا

وتعلن إسرائيل حاليا عزمها اجتياح رفح بالمنطقة الجنوبية المكتظة بالنازحين، بعد أن أخرجت سكان الشمال بالقوة ووجهتهم إلى الجنوب بزعم أنه "منطقة آمنة".

والثلاثاء، تقدمت جنوب إفريقيا بطلب "عاجل" إلى محكمة العدل الدولية لإجراء تقييم بشأن توسيع إسرائيل عملياتها العسكرية في مدينة رفح.

وفي 26 يناير الماضي، أعلنت محكمة العدل الدولية قراراتها الأولية في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا في إطار الاتفاقية المتعلقة بالإبادة الجماعية لعام 1948، وأمرت إسرائيل باتخاذ تدابير منع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.

ورغم قرارات العدل الدولية الداعية إلى وقف الهجمات ضد الفلسطينيين دون أن تتضمن نصا لوقف إطلاق النار، لا تزال إسرائيل تواصل هجماتها على قطاع غزة، وتبتعد عن اتخاذ خطوات لإنهاء المأساة الإنسانية.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".

اقرأ أيضاً

قضية الإبادة الجماعية في غزة أمام "العدل الدولية".. فوز كبير ولكن ما التأثير؟

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حماس محكمة العدل إسرائيل فلسطين غزة رفح حرب غزة محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة جنوب إفریقیا فی مدینة رفح فی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

متلازمة غزة.. اضطرابات ما بعد الصدمة تضرب إسرائيل وجنودها

وعرض فيلم "متلازمة غزة" -ضمن سلسلة وثائقية بعنوان "ثمن الحرب على إسرائيل"- شهادات وروايات لجنود في صفوف جيش الاحتلال عما حدث في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما تلاه من حرب غير مسبوقة.

وتستضيف السلسلة الوثائقية -التي أنتجت خلال حرب الإبادة على غزة- جنودا وشخصيات أمنية ونخبا إسرائيلية، للحديث عما وصفوه بـ"الفشل الاستخباراتي في غزة"، وكذلك رووا سرديتهم حول الحرب وتداعياتها على المجتمع الإسرائيلي.

‏وتعرض السلسلة أيضا شهادات جنود عائدين من الميدان ودراسات أخصائيين نفسيين تكشف حجم الألم النفسي الذي يشعر به مواطنو إسرائيل، وذلك عقب الإبادة الجماعية المستمرة في غزة.

وفي دلالة على فداحة الضريبة التي تدفعها إسرائيل وجيشها، قال أحد الجنود إنه يتبول في ثيابه ليلا بسبب اضطرابات ما بعد الصدمة، في حين أكد آخر أنه لا يمكنه النوم في غرفته "إن لم يشرب الكحول".

وكذلك، يرتجف إسرائيليون -بينهم جنود- عندما يسمعون صوت دراجة أو سيارة إسعاف ظنا منهم أنها صفارات الإنذار، معتقدين بأن الصواريخ والقذائف قادمة إليهم.

ويُعتقد انتشار "متلازمة ما بعد الصدمة" على نطاق واسع في إسرائيل، وسط حديث بعض الإسرائيليين بأن الجميع مصاب بها، لكنها "لم تنفجر ولم تخرج للعلن بعد".

إعلان

وعرض الفيلم تصريحات جندي إسرائيلي أكد فيها أنه رأى زملاءه "يحترقون في الميدان"، في حين روى آخر حجم الصدمة التي رآها في غزة، إذ وصف أنفاق المقاومة بـ"الضخمة والمفخخة بكيلوغرامات من المتفجرات"، مما تسبب بمقتل عدد من رفاقه وإصابة آخرين وبتر أطرافهم.

بدورها، قالت أشيرا درويش، وهي متخصصة في معالجة الصدمات النفسية، إن إطلاق الجنود الإسرائيليين النار على الغزيين واقتحام بيوتهم وإحراقها يتم بشكل مبرمج من قبل الجيش وقيادته.

وأشارت درويش إلى أن هؤلاء الجنود يتوجهون -بعد انتهاء معاركهم في غزة- إلى الهند ودول أميركا اللاتينية بحثا عن علاجات، مؤكدة وجود أعداد كبيرة من الانتحار والإدمان في صفوف الجيش الإسرائيلي.

ووفق المتحدثة، فإن هناك "أثرا نفسيا على من يمارس الإبادة على شعب أعزل، وهو يضحك ولا يبالي فيما يحدث".

من جانبه، أكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى معاناة آلاف الجنود الإسرائيليين نفسيا بسبب الحرب على غزة، لكنه أشار إلى أن "توحش هذه الحرب جعل كثيرا من الجنود لا يشعرون بأي تأنيب ضمير على انتهاكات القانون الدولي".

وخلصت إلى أن هذه الأفعال تدل على "انحدار أخلاقي كبير جدا في المجتمع الإسرائيلي".

وفي فبراير/شباط الماضي، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن جنود احتياط الجيش الذين أنهوا أشهرا من الخدمة العسكرية، يطلبون المساعدة بشكل متزايد للحصول على علاج للصحة النفسية.

وأشارت الصحيفة إلى إقبال كبير من جنود الاحتياط على العلاج النفسي منذ إطلاق برنامج يتيح لهم هذا الحق، وذكرت أن 170 ألف جندي قد سجلوا في البرنامج للاستفادة من خدمات العلاج النفسي.

وفي السياق ذاته، أكد موقع "زمان إسرائيل" أن الحرب على غزة أثرت تأثيرا كبيرا على الصحة النفسية لسكان إسرائيل.

وأدت الحرب -وفق الموقع- إلى وضع غير مسبوق، إذ أصبحت نسبة كبيرة جدا من السكان معرضة لخطر الإصابة باضطرابات نفسية مختلفة، بما فيها اضطراب ما بعد الصدمة، والقلق، والاكتئاب، والإدمان.

إعلان 8/5/2025-|آخر تحديث: 23:50 (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • ترامب يضغط على إسرائيل للتوصل إلى هدنة مع حركة حماس في قطاع غزة
  • العفو الدولية: الإبادة في غزة تُبث على الهواء
  • حكومة غزة: إسرائيل ألقت 100 ألف طن متفجرات وأبادت 2200 عائلة
  • كان من الأسهل للإمارات ان تطعن في شرعية حكومة السودان أمام محكمة العدل الدولية
  • «الاتحاد لحقوق الإنسان» تشيد بقرار «العدل الدولية»
  • متلازمة غزة.. اضطرابات ما بعد الصدمة تضرب إسرائيل وجنودها
  • غزة - إسرائيل ألقت 100 ألف طن متفجرات منذ بدء الحرب
  • محكمة العدل الدولية تفجع العالم في العدالة
  • تركيا: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات الإنسانية وتحاول تهجير الفلسطينيين وتثبيت وجودها في غزة بشكل دائم عبر توسيع هجماتها
  • أكثر من 100 منظمة حقوقية تطالب مجلس الأمن بفرض عقوبات على إسرائيل